إسرائيل تستعد لهجوم مسلح محتمل على أسطول كسر الحصار عن غزة
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
#سواليف
قالت قناة “12” العبرية يوم السبت إن الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات تمهيدا لاستيلاء مسلح محتمل على “أسطول الحرية 2” المقرر إبحاره من تركيا خلال أيام لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وذكرت القناة أن القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل تستعد لإبحار “أسطول الحرية” من تركيا إلى قطاع غزة والذي من المقرر أن يتم في بداية الأسبوع المقبل.
ومن المتوقع أن يشارك عشرات الناشطين من عدة بلدان في القافلة البحرية، لكن في إسرائيل تنظر إلى كسر الحصار كمحاولة استفزاز.
مقالات ذات صلة جيش الاحتلال يطلق النار على فلسطينيين اثنين حاولا طعن جنود / شاهد 2024/04/21وأشارت القناة العبرية إلى أنه وفي الأيام الأخيرة نفذت تل أبيب سلسلة من الإجراءات السياسية وبدأت أيضا بالاستعدادات الأمنية لاحتمال استيلاء مسلح على السفينة “مرمرة 2”.
وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تستعد لاحتمال أن يكون من الضروري وقف الأسطول الذي سيكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
ووفق القناة، بدأت إسرائيل سلسلة من التحركات السياسية أمام دول أوروبية (لم تسمها) بمساعدة الولايات المتحدة، دون أن توضح القناة طبيعة هذه التحركات.
ومضت القناة قائلة: “في الوقت نفسه، بدأ الجيش الإسرائيلي أيضا التدريب والتحضير لمداهمة السفينة وبدأ مقاتلو “شايطيت 13″ (وحدة النخبة في البحرية الإسرائيلية) في التدرب على مداهمة السفينة والاستعداد لكل سيناريو محتمل، ما يعيد إلى الأذهان الأحداث التي شهدها أسطول مرمرة عام 2010”.
ووفق المصدر ذاته، أصيب مقاتل من “شايطيت 13” بعد سقوطه من حبل يتدلى من مروحية من ارتفاع عدة أمتار خلال التدريب على مداهمة أسطول الحرية.
ويستعد “أسطول الحرية” الدولي للإبحار خلال الأيام المقبلة إلى قطاع غزة وعلى متنه نحو 5500 طن من المساعدات الإنسانية.
وعقد الخميس أول مؤتمر صحفي على متن السفينة “مرمرة 2” استعدادا لإبحارها، وهي واحدة من ثلاث سفن من المقرر أن تبحر إلى غزة في المستقبل القريب بمشاركة نشطاء من ألمانيا وماليزيا والنرويج والأرجنتين وإسبانيا وكندا وجنوب إفريقيا.
والجمعة، عقد مؤتمر صحفي في حوض خاص لبناء السفن بمنطقة توزلا في إسطنبول لتقديم معلومات عن الأسطول المزمع انطلاقه قريبا بمشاركة نحو 1000 شخص.
وفي كلمتها خلال المؤتمر، أعلنت الضابطة الأمريكية المتقاعدة والدبلوماسية السابقة آن رايت، عن افتتاح حملة “أسطول الحرية لغزة”.
وأشارت رايت إلى مشاركتها الحملة عام 2010 عبر سفينة “مافي مرمرة” التي انطلقت برفقة 7 سفن مختلفة بمشاركة أشخاص من عشرات الدول.
وأوضحت أنه يجب على الضمير الدولي وجميع الناس التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية وممارسة الضغوط من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء “الإبادة الجماعية” في غزة.
جدير بالذكر أنه وفي 31 مايو 2010 شن سلاح البحرية الإسرائيلي هجوما على سفينة “مافي مرمرة” في المياه الدولية قرب شواطئ قطاع غزة وأسفر الهجوم عن مقتل 10 متضامنين أتراك.
وكانت “مافي مرمرة” ضمن “أسطول الحرية” وهو مجموعة من 6 سفن اثنتان منها تتبعان لهيئة الإغاثة الإنسانية “IHH” التركية.
وحملت السفن الست على متنها نحو 10 آلاف طن من مواد الإغاثة والمساعدات الإنسانية، إضافة إلى نحو 750 ناشطا حقوقيا وسياسيا، بينهم صحفيون يمثلون وسائل إعلام دولية.
من المهم الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي قررت عدم محاكمة إسرائيل على أحداث سفينة “مرمرة” قبالة شواطئ غزة عام 2010.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف أسطول الحریة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
من حلم الزيارة إلى كابوس الحصار.. عربي21 ترصد استغاثات العالقين في غزة (شاهد)
"أنا مواطن مصري، إسمي محمود جمال عبد المنعم سيف النصر، حاليا في غزة، سبعة شهور ولم نعرف بعد العودة لبلادي؛ طيب هناك أشخاص كُثر خرجوا، ونحن يواصلون القول لنا، دع والدتك تتوجّه إلى الخارجية المصرية، لكن لا مجيب، من سيسمع كلامنا ويستجيب لدعواتنا؟" كانت هذه أول دعوة لمحمود، قبل ما يناهز عام ونصف.
محمود توجّه إلى غزة، لأول مرّة، بغرض زيارة لأهل زوجته، وكان فرحا بالزيارة، وبتوثيق جمال غزة على مواقع التواصل الاجتماعي؛ قبل أن تنقلب حياته رأسا على عقب، ويجد نفسه عالقا بين حيرتين، أهل زوجته الحامل، وأمه المريضة، المتواجدة في مصر.
واصل المناشدات على حساباته على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" وإلى رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزارة الخارجية، ووزارة الهجرة؛ وفي المقابل واصل توثيق معاناة معيشته، قسرا، في قلب واقع بات صعبا على الغزّيين أنفسهم، حيث قصف الاحتلال الإسرائيلي لم يرحم بشرا ولا حجرا.
سنتين من المناشدات
يقول محمود في حديثه لـ"عربي21" بصوت منهك: "مرّت سنتين على مناشداتنا، للعودة إلى مصر، أنا وزوجتي وابني؛ وضعنا للصراحة سيئ جدا؛ كلما كنت أتوجه إلى المعبر، يقولون لنا اسمكم غير موجود في الكشف، وفي المقابل يتوجّهون أهلي لوزارة الخارجية بمصر، لكن لا مستجيب لحدود اللحظة".
مواطن مصري عالق في قطاع غــزة يناشد السلطات المصرية للتدخل وإخراجه بعد تصاعد الأوضاع الأمنية.#مصر pic.twitter.com/goLaWSVeD1 — عربي21 (@Arabi21News) March 29, 2025
ويضيف: "أنا مواطن مصري الأصل، ولأول مرة أزور غزة، كل ما أطلبه هو العودة إلى مصر، أنا وزوجتي وابني، لا أطلب أي شيئ آخر"، مردفا: "الوضع هنا بات منهكا، القصف محيط بنا، ونزحنا لأكثر من مرّة، ولا مكان آمن هنا في غزة".
ويختم محمود حديثه لـ"عربي21" بالقول: "والدتي توفّت، ونحن لا نزال عالقين هنا في واقع صعب، وأكثر من سنتين ونحن نناشد الجهات المختصة للعودة لبلادي أن وزوجتي وأبنائي، الواقع صعب جدا".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mahmoud Gamal (@mahmoud_g1990)
مناشدات بالجُملة.. هل من مُستمع؟
محمود ليس إلاّ واحدا من عالقين كُثر بقلب القطاع المحاصر، الذي يعايش، قسرا، ويلات عدوان الاحتلال الإسرائيلي، حيث انتُهكت كافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، على مرأى العالم. فبات واقعا مأساويا، بالنسبة للغزّيين أنفسهم، وكذا العالقين، من عدد من الدول العربية.
بدوره، أحمد محفوظ صديق خليفة، مواطن مصري آخر، تزوّج من فلسطينية بغزة، وأتى لزيارة أهلها، وعلق بالقطاع المحاصر، تزامنا مع عدوان الاحتلال الإسرائيلي؛ يروي تفاصيل معاناته بالقول: "منذ بداية الإبادة الجماعية، ونحن نعاني كغيرنا من الغزّيين، من القصف الأهوج المتواصل، ومن المجاعة، وصعوبات كثيرة".
وأضاف: "أكرمني الله بطفلة، الآن لو فقط مرضت لن أجد لها علاجا، وأنا لا أطالب بأكثر من الدخول إلى بلدي مصر"، مردفا: "أناشد الرئيس والحكومة المصرية لإنقاذنا من هذا الجحيم، نحن معرّضون للموت، رأيت أمام عيني الأشلاء البشرية وقطع اللحم الممزقة في مدرسة تعرضت للقصف بالقرب منا، والعديد من جيراننا استشهدوا في قصف منازلهم..".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Mahmoud Gamal (@mahmoud_g1990)
وكانت السلطات المصرية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، قد أعادت 100 من مواطنيها العالقين في القطاع، فيما أطلقت وزارة الخارجية المصرية، في كانون الأول/ ديسمبر 2023، رابطا الكترونيًا للتسجيل، بهدف مساعدة المصريين العالقين في قطاع غزة، وتسهيل عودة المواطنين وأسرهم من القطاع إلى مصر.
وفي السياق نفسه، كان المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، آنذاك، قد تعهّد بإعداد كشوفات تمهيدا لتسليمها للقائمين على معبر رفح الحدودي من الجانبين المصرى والفلسطينى بشكل مباشر، لتسهيل عبورهم من القطاع إلى مصر، مبرزا أن تلك الوسيلة الوحيدة للعودة لأرض الوطن، وأن أي وسيلة آخرى يتم الحديث عنها، تندرج ضمن أعمال النصب والاحتيال واستغلال الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع.
إلى متى؟
في الوقت الذي لم تتوصّل فيه "عربي21" لأية تقديرات رسمية أو غير رسمية تظهر أعداد العالقين في قطاع غزة، رصدت جُملة من المنشورات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، تبرز بالصوت والصورة أصوات استغاثاث متتالية، هدفها الأساسي وقف حرب الإبادة الجماعية على القطاع المحاصر، وعودتهم لبلادهم سالمين.
دنيا أيت زاكور، مواطنة مغربية، وجّهت نداءات متتالية، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت فيها، من الجهات المختصّة ببلادها، إخراجها وأفراد أسرتها من قطاع غزة المحاصر؛ بالقول: "الأمور في غزة كانت جميلة جدا، فجأة انقلب الأوضاع، وباتت صعبة للغاية؛ وأنا خائفة جدا على ابني الصغير، أود صوتي أن يصل إلى المسؤولين".
مغربية متزوجة بفلسطيني تناشد المسؤولين بإجلائها وأسرتها من غزة#فلسطين #المغرب #غزة #viral #SL pic.twitter.com/CiC6wFvGO6 — Hespress هسبريس (@hespress) March 28, 2025
وفي سياق متصل، كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنها عملت منذ انطلاق عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة على إجلاء خمسة أفواج من المغاربة العالقين بالقطاع وعائلاتهم، حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه العملية 369 شخصا.
وأوضحت الوزارة، عبر جواب على رسالة رئيس الفريق النيابي للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب، رشيد حموني، أنه: "بسبب تكثيف الأعمال العسكرية الإسرائيلية في القطاع، وما تلا ذلك من إغلاق للمعابر الحدودية وتعقيدات الوضع الأمني اضطرت بلادنا، على غرار دول أخرى، إلى تعليق عمليات إجلاء المواطنين المغاربة من قطاع غزة، في انتظار توفر الظروف الملائمة لاستئناف هذه العمليات" وفق تعبيره.
وأوردت الوثيقة نفسها، أنّ: "خلية الأزمة التي أوكلت إليها مهمة متابعة أحوال المغاربة العالقين بقطاع غزة إثر الأحداث الأليمة التي شهدها القطاع ومازال، سبق لها أن أدرجت اسم المعنية بالأمر ضمن القائمة الخامسة للمواطنين المغاربة الراغبين في مغادرة قطاع غزة، الذين سمح لهم بمغادرة القطاع بتاريخ 8 أبريل 2024".
"غير أنها تخلفت عن الحضور وقتها لمعبر رفح، دون أن تشعر بعثة المملكة المغربية برام الله بأسباب ذلك، وبالتالي تعذّرت مغادرتها القطاع" يسترسل الجواب نفسه، الذي اطّلعت "عربي21" على نسخة منه، مردفا بأن المصالح المركزية لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وتمثيليات المملكة المغربية في البلدان المعنية، مازالت تتابع أوضاع الجالية المغربية بالقطاع، وتنسق مع سلطات بلدان الاعتماد، لتسهيل خروج المواطنين المغاربة العالقين متى توفرت ظروف ذلك.
وأشار المصدر ذاته إلى أنّ: "مصالح السفارة المغربية برام الله تواصلت مع المعنية بالأمر للاستفسار عن أسباب تخلفها عن المجموعة التي غادرت القطاع في 8 أبريل 2024، كما طلبت منها موافاتها بالوثائق الخاصة بزوجها وطفلها حديث الولادة بغرض تنسيق عملية ترحيلها حالما تتوفر الظروف لاستئناف عمليات الإجلاء".
إلى ذلك، كانت بوابة معبر رفح البري على الحدود، بين قطاع غزة ومصر، قد بات عنوانا بارزا لمعاناة ومأساة عشرات آلاف العالقين بغزة بينهم الفلسطينيين من المرضى وأصحاب الوضعيات الخاصة الصّعبة، جرّاء إغلاقه المتواصل، وفتحه على فترات، كانت متباعدة، لسفر أعداد محدودة من أصحاب الحالات الإنسانية.
معبر رفح، الذي يصفه المتواجدون في القطاع، بكونه: "بوابتهم الوحيدة نحو العالم"، كشف لما يناهز عامين كاملين، عن حجم المأساة التي يعيشها العالقين في غزة، الذين يقدر عددهم بنحو 20 ألف راغب بالسفر، لأسباب ترتبط بظروف إنسانية، بحسب وزارة الداخلية في القطاع.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Nour Talal Alnajjar (@nour_alnajjar96)
وتغلق السلطات المصرية معبر رفح الواصل بين قطاع غزة ومصر بشكل شبه كامل منذ تموز/ يوليو 2013، وتفتحه استثنائيا فقط لسفر الحالات الإنسانية. فيما تقول الجهات الرسمية المصرية، إن فتح المعبر مرهون باستتباب الوضع الأمني في محافظة شمال سيناء المحاذية لغزة، وذلك عقب هجمات تستهدف مقرات أمنية وعسكرية مصرية قريبة من الحدود مع القطاع.
وفي 18 آذار/ مارس الماضي، استأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدوانه الأهوج على قطاع غزة، رافضا الانسحاب من محور فيلادلفيا واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، عقب إتمام المرحلة الأولى منه بإطلاق حركة "حماس" لـ33 أسيرا بينهم 8 قتلى، فيما أفرج الاحتلال عن 1800 أسيرا فلسطينيا.
ومنذ استئنافه العدوان، جُرح الآلاف من الفلسطينيين والعالقين في كافة أنحاء قطاع غزة المحاصر، فيما تجاوز إجمالي الشهداء منذ بدء الحرب حاجز الـ51 ألفا. وتزايدت التحذيرات من الأوضاع المأساوية التي يعاني منها أهالي القطاع، لا سيما فيما يتعلق بتوافر الغذاء.