الخليج الجديد:
2025-03-10@23:12:11 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

عن أوهام التفاؤل الأميركي

عن أوهام التفاؤل الأميركي

المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً.

إما أن بلينكن يروج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا.

سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً رغم قوافل الشهداء والدمار والجوع والعطش والمرض والمأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

عن أي اندماج إسرائيلي يتحدث الأميركي؟ هذا أمر خطير لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد تكهنات وآمال، متحدثا عن دول عربية وكثرتها.

يتحدث بلينكن كأن موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى مصالحة يتحدث عنها واندماج في المنطقة كأن حرباً لا تجري، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد.

تفاؤل أميركي كأن مقدساتنا لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام.

* * *

ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، يدعو إلى الحيرة والاستغراب، والريبة بالخصوص. فقد أكد أن هناك "فرصة استثنائية في الأشهر المقبلة لدمج إسرائيل في المنطقة، مع رغبة الدول العربية في تطبيع العلاقات معها"، على حدّ تعبيره.

وفي حديثه أمام مؤتمر ميونخ للأمن، ذكر بلينكن أن "كل دولة عربية الآن تقريباً تريد حقاً دمج إسرائيل في المنطقة لتطبيع العلاقات"، من دون أن يسمّي دولاً محددة أو يعطي تفاصيل إضافية، مضيفاً أن "هناك فرصة استثنائية لإسرائيل في الأشهر المقبلة من أجل اندماجها".

كلام خطير كأنه يحيل على عوالم غامضة لا نعرفها، كأنه يتحدث عن عالم موازٍ لعالمنا، فيه فلسطين أخرى، وإسرائيل أخرى، وعرب آخرون.

يتحدث المسؤول الأميركي وكأن هناك موجة تعاطف مع إسرائيل ستقود إلى هذه المصالحة التي يتحدث عنها، الاندماج في المنطقة، كأن حرباً لا تجري الآن، كأن عشرات الآلاف لا يُقتلون، كأن شعباً لم يُشرّد، كأن مقدسات لم تُدنس، كأننا لا نرى ولا نسمع ولا نتابع عملية الإبادة الجماعية التي تنفذها آلة الحرب الهمجية الإسرائيلية الأميركية، كأننا لا نحس بالقهر ولا نرغب في الانتقام، بأي طريقة كانت.

عن أي اندماج لإسرائيل يتحدث الوزير الأميركي؟ هذا أمر خطير، لأننا أمام مسؤول كأنه بصدد تقديم معطيات وليس مجرد رغبات أو تكهنات أو آمال، وهو يتحدث عن دول عربية ويُلمح إلى كثرتها، وهذا يعني أمرين لا ثالث لهما، إما أن يكون بصدد ترويج معطيات غير صحيحة لكسر الحصار على إسرائيل، وإما أن يكون صادقاً، وهذا يكشف أن أمراً ما يُدبر من ورائنا، كما حدث دائماً في الواقع.

ولكن إن صح هذا فسيكون إيذاناً بنيران ستشتعل في أكثر من مكان في الوطن العربي، فالشعوب على فوّهة بركان، تغلي من القهر والعجز إزاء ما يحدث للشعب الفلسطيني، ولعل هذا، إن حدث لا قدر الله، سيخرجها من صمتها العاجز، وقد يحررها ويدفعها أخيراً إلى التعبير عن شعارها الأبدي "بالروح والدم نفديك يا فلسطين".

في الأثناء، نحمد الله أن المقاومة ماضية في طريقها، لا تعوّل علينا كثيراً في الواقع، وهذا من حسن حظها وحسن حظنا نحن أيضاً. أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، السبت، أن الحركة تريد "الوقف الكامل للعدوان" في غزة من دون أن "تفرّط في تضحيات شعبنا" و"إنجازات مقاومته"، وهو ما يعني أن سقف المقاومة في التفاوض لا يزال عالياً، رغم قوافل الشهداء، ورغم الدمار المتواصل، رغم الجوع والعطش والمرض، رغم كل المأساة، تفاؤل فلسطيني مقابل التفاؤل الأميركي، ستقول الأيام كلمتها.

*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أميركا بلينكن التطبيع اندماج إسرائيل فلسطين غزة سقف المقاومة التفاؤل الأميركي الإبادة الجماعية الوقف الكامل للعدوان فی المنطقة یتحدث عن

إقرأ أيضاً:

بعد بيانات الوظائف المثيرة للقلق.. متى يبدأ الفدرالي الأميركي في خفض معدلات الفائدة؟

الاقتصاد نيوز - متابعة

يتوجه الفدرالي الأميركي إلى اجتماعه المتعلق بالسياسة النقدية المقرر عقده في الفترة من 18 إلى 19 آذار مع سوق عمل قوي بشكل عام، ولكنه يُظهر بعض العلامات المبكرة المحتملة للضعف، وهو تطور يمكن أن يضع البنك المركزي الأميركي في موقف صعب إذا ظل التضخم مرتفعاً، وأضافت التعرفات الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب ضغوطاً على الأسعار.

أفادت وزارة العمل الأميركية يوم الجمعة أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة ارتفع في فبراير شباط، حيث أضاف أصحاب العمل 151 ألف وظيفة. وهذا يتجاوز بكثير معدل النمو الشهري الذي يتراوح بين 80 ألفاً و100 ألف وظيفة، والذي قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يوم الخميس إنه يعتبره مستوى صحيًا لخلق الوظائف.

قوة سوق العمل وتأثيرها على معدلات الفائدة

قال والر ومسؤولون آخرون في الاحتياطي الفدرالي إن سوق العمل القوي يسمح للبنك المركزي في الوقت الحالي بالحفاظ على سعر الفائدة القياسي لليلة واحدة في نطاق 4.25%-4.50% بينما ينتظر المزيد من التقدم بشأن التضخم، الذي لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%.

لكن تقرير الوظائف الأخير أظهر أيضاً أن معدل البطالة ارتفع إلى 4.1% وأن عدد الأشخاص الذين يقبلون بالعمل بدوام جزئي لأنهم لم يتمكنوا من العثور على وظيفة بدوام كامل ارتفع أيضاً بشكل حاد، مما دفع مقياساً أوسع للبطالة يُعرف باسم U-6 إلى 8%، وهو أعلى مستوى لهذا المقياس للعمالة الناقصة منذ أكتوبر تشرين الأول 2021.

أظهر التقرير أيضاً أن الحكومة الفدرالية فقدت وظائف في الشهر الماضي، على الرغم من أن المحللين قالوا إن التأثير الكامل لخفض القوى العاملة الذي يقوده الملياردير إيلون ماسك و"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة له قد لا يظهر حتى مارس آذار أو أبريل نيسان.

كتبت جوليا كورونادو، رئيسة شركة ماكروبوليسي بيرسبكتيفز، في مذكرة: "أظهر تقرير التوظيف لشهر فبراير شباط بعض التراجع في الظروف حتى قبل أن يبدأ تأثير التخفيضات الكبيرة في التوظيف الفيدرالي والمتعاقدين". "ما زلنا نتوقع أن يؤدي انخفاض الهجرة، وفقدان الوظائف الفدرالية، وسياسة التعرفات الجمركية إلى تباطؤ كبير في التوظيف في الأشهر المقبلة، لذلك من المرجح أن يواجه الاحتياطي الفدرالي تهديدات لكلا جانبي تفويضه المزدوج."

متى يخفض الفدرالي معدلات الفائدة الأميركية؟

دفع متداولو العقود الآجلة لمعدلات الفائدة قصيرة الأجل بعد التقرير رهاناتهم على بداية تخفيضات معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي إلى يونيو حزيران، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى مايو أيار قبل التقرير، لكنهم ما زالوا يتوقعون إجمالي ثلاثة تخفيضات في عام 2025.

سيقوم صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي، الذين شعروا في ديسمبر كانون الأول أنه من المحتمل أن يكون هناك تخفيضان لمعدلات الفائدة هذا العام، بتحديث توقعاتهم لمسار معدلات الفائدة في اجتماع السياسة القادم.

لقد أدت سياسات التعرفات الجمركية المتقلبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تقلبات شديدة في أوساط المستثمرين، ودفعت بعض الشركات إلى تجميد استثماراتها. وقد صرح العديد من صناع السياسات في الاحتياطي الفدرالي أنهم يريدون مزيداً من الوضوح بشأن التعرفات الجمركية والسياسات الأخرى قبل أن يقوموا بتحريك معدلات الفائدة مرة أخرى.

سيقدم رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول قراءته الأخيرة للتوقعات الاقتصادية والسياسة النقدية في وقت لاحق من يوم الجمعة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • ولي العهد السعودي يستقبل وزير الخارجية الأميركي في جدة
  • أوهام اقتصاد الحرب في أوروبا
  • «كهرباء دبي» تبحث تعزيز التعاون مع معهد الطاقة الأميركي
  • هل بدأت إسرائيل بمخطط تقسيم دول المنطقة؟
  • بعد رفض رسالة ترامب.. التوتر الإيراني الأميركي إلى أين؟
  • هذه مُهمّة السفير الأميركي الجديد
  • بعد بيانات الوظائف المثيرة للقلق.. متى يبدأ الفدرالي الأميركي في خفض معدلات الفائدة؟
  • من هواوي إلى ديب سيك.. كيف تتحدى الصين الحصار التكنولوجي الأميركي؟
  • مجرد أوهام..مقرر أممي يرفض الترحيل القسري للفلسطينيين من غزة
  • السيسي يتحدث عن تجربة مصر في السلام مع إسرائيل