من البيشمركة إلى الأحزاب الكردية: صراع على كركوك يعطّل تشكيل الحكومة المحلية
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
21 أبريل، 2024
بغداد/المسلة الحدث: تعاني محافظة كركوك في شمال العراق من تحديات عديدة في تشكيل الحكومة المحلية، حيث يتطلب الأمر توافق ومشاركة جميع الأطراف المعنية.
وتشكل المكونات المتنوعة للمحافظة خليطًا تحتم توافق الأطراف المختلفة لتحقيق الاستقرار والتنمية.
ويأتي في طليعة هذه الأطراف الحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يسعى بقوة لفرض سيطرته على محافظة كركوك،حيث تتصارع الأطراف المتنافسة على الثروات النفطية والمقدرات الأخرى المتاحة في المحافظة، مما يزيد من حدة التوترات والتنافس السياسي في الساحة المحلية.
وتعود محاولات البيشمركة أيضًا لاستعادة سيطرتها على كركوك إلى الواجهة مرة أخرى بهدف الحصول على الثروات النفطية والاستفادة من مقدراتها، وهو ما يضعف فرص تحقيق التوافق والاستقرار في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن الفترة السابقة شهدت مطالبة الأحزاب الكردية بالحصول على بعض المناطق في ديالى، مما يعكس رغبتها في تغيير المعادلة السياسية لصالحها.
تعبيرًا عن تطلعاتها، ترفع القوى الكردية شعار “كركوك قدسنا”، والذي يعكس الرغبة في تغيير المعادلة السياسية وتحقيق مصالحها الخاصة.
ويتطلب ذلك التعاون والتوافق مع باقي الأطراف المشاركة في عملية تشكيل الحكومة المحلية.
وفي ظل هذه الأوضاع، ما زال منصب محافظة كركوك غير محسوم حتى الآن، وذلك بسبب عدم الثقة المتبادلة بين جميع الأطراف المعنية. عدم وجود كتلة سياسية كبرى في المحافظة يعيق توافق الأطراف ويسهم في تعقيد عملية تشكيل الحكومة المحلية.
واكد عضو تحالف الفتح علي الزبيدي، عدم قدرة الحزب الديمقراطي الكردستاني فرض سيطرته على محافظة كركوك.
وعزا عضو تحالف العزم، عزام الحمداني، ضرورة اجراء حوار مشترك للخروج بصيغة معينة تنهي ازمة تأخر تشكيل حكومة كركوك.
و من المتوقع أن تستمر تحديات تشكيل الحكومة المحلية في كركوك في المستقبل القريب. يعود ذلك إلى التوترات السياسية والصراعات بين الأطراف المختلفة وعدم الثقة المتبادلة. وسوف تستمر المطالبات بالسيطرة على المحافظة من قبل الأحزاب الكردية والبيشمركة، مما يعقد من عملية التوافق وتشكيل الحكومة.
من الجدير بالذكر أن الاستقرار السياسي والأمني في كركوك يعد أمراً حاسماً لتحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الشامل في المنطقة. لذا، قد تحتاج الأطراف المعنية إلى بذل جهود إضافية للتوصل إلى تفاهمات وتسويات سياسية قابلة للتنفيذ، تلبي مصالح جميع المكونات السكانية وتعزز الشراكة والتعاون بينهم.
وعلى المدى البعيد، قد يكون تحقيق الاستقرار والتنمية في كركوك يتطلب إجراءات إصلاحية هيكلية تستهدف تعزيز الحوكمة المحلية وتقديم الخدمات العامة للمواطنين بشكل عادل ومتساوٍ. يتطلب ذلك جهودًا مستمرة وتعاونًا بين جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى الدعم الدولي لتعزيز الاستقرار والتنمية في المحافظة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: تشکیل الحکومة المحلیة الأطراف المعنیة محافظة کرکوک
إقرأ أيضاً:
بارزاني يدعو الحكومة الاتحادية لإنصاف ضحايا حلبجة
بغداد اليوم - كردستان
دعا رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني ،اليوم الاحد (16 آذار 2025)، الحكومة الاتحادية إلى الوفاء بالتزاماتها الدستورية والقانونية تجاه عوائل ضحايا الهجوم الكيماوي على حلبجة، مطالباً مجلس النواب بالإسراع في إقرار تحويلها إلى محافظة.
وقال بارزاني في بيان تلقته "بغداد اليوم"، إنه "بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم الكيماوي على المدينة والمناطق المحيطة بها نستذكر بإجلال وإكبار شهداء هذه الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام العراقي السابق، ونحيّي بعرفان تضحيات أهالي حلبجة، وخصوصاً جرحى هذه الفاجعة وذوي الشهداء".
وأضاف أن "بعض المتورطين في الجريمة نالوا جزاءهم، لكن المأساة ما زالت ألماً نابضاً في وجدان الكرد"، مؤكداً "ضرورة الاستمرار في تعريف العالم بحجم الإبادة الجماعية التي تعرض لها الكرد، والعمل على دعم عوائل الضحايا وضمان حصولهم على حقوقهم المشروعة".
وأوضح بارزاني أن "حكومة الإقليم نفذت خلال السنوات الماضية سلسلة من المشاريع الخدمية في حلبجة، لكنها لا تزال بحاجة إلى المزيد من الخدمات"، مشدداً على "التزام حكومته بتقديم كل ما يلزم لتحسين أوضاع سكانها".
وأعرب عن "أسفه لعدم اتخاذ الحكومة الاتحادية خطوات جدية لإنصاف وتعويض أهالي حلبجة والمؤنفلين"، مشيراً إلى أن "مجلس النواب لم يحسم حتى الآن مسألة تحويل حلبجة إلى محافظة".
وختم بارزاني بيانه قائلاً: "نؤكد على ضرورة عدم تجاهل تضحيات حلبجة، والعمل على تعويضها تعويضاً عادلاً، وندعو إلى الإسراع في تحويلها إلى محافظة بأقرب وقت".