علي عسكوري: لا عودة للوراء…!
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
في خطابه بمناسبة الذكري الأولى لمعركة الكرامة قطع الرئيس برهان بلاءاته الثلاث أن لا عودة للوراء… انتهي. تلك باختصار شديد هى رسالة الرئيس للجميع، يشمل ذلك فيما يشمل الجماعة التى أسمت نفسها ” تقدم”. ولا أحد يدري إلى أين تتقدم، الراجح أنها تقدمت لحتفها وانتحرت سياسياً، ذلك هو المعنى الوحيد لاسمها.
فما وقع في باريس من مهزلة سياسية مجلجلة كان كافياً لمن ألقى السمع وهو شهيد، ولكن – كما هو معروف – فإن غيهب بئر الارتزاق لا قرار له.
الآن لم يعد أمام هذه المجموعة إلا السير في طريق الارتزاق لتصل أسفل سافلين ولا ندري على وجه الدقة موقع (أسفل سافلين)..!
لا أحد يدري باسم من تتحدث هذه المجموعة وهى مرفوضة تماماً من السودانيين داخل السودان وخارجه، فباسم مَن تتحدث ومن ستحكم..!
هب أن الرئيس قال لهم عودوا وأن مؤسسات الدولة لن تطالكم، فهل سيعودون يا ترى..!
بتوقيعها مذكرة التفاهم مع المليشيا المجرمة حولت هذه المجموعة مشكلتها مع السلطة لتصبح مع المواطنين. لأنها في واقع الحال أقرت بأنها تناصر وتآزر المليشيا التي تقتل وتغتصب وتنهب المواطنين! لقد كان توقيع تلك المذكرة قاصمة الظهر لهم لأنهم قطعوا الشك باليقين وأكدوا أنهم الجناح السياسي للمليشيا، وتبعاً لذلك سيتعامل معهم الشعب كأفراد من المليشيا بصرف النظر عن أي إجراءات قد تتخذها السلطات في حقهم.
إلا أن أكثر ما يدعو للاستغراب في موقف المجموعة هو اعتقادها أن بالإمكان العودة للوراء أي إلى قبل 25 أكتوبر! وكما يقول المثل ” الغرقان يمسك بقشة”. لا عودة إلى كل ذلك كما أعلن الرئيس وكما يريد الشعب، وقد أراهم نفر قليل من الشعب السوداني بعض المناظر في باريس كما كتب الدكتور مزمل أبو القاسم في مقاله، وإن كان ذلك في باريس وهم في حماية الشرطة الفرنسية فما بالك بموقف الجماهير في مدن السودان… ترى هل يستطيعون العودة والقيام بواجب العزاء لأسرهم – دعك من الآخرين – وفي أقربائهم الذين قتلتهم المليشيا..!
لا عودة للوراء ببساطة تعني أن الفوضى و ” الهردبيس” الذى تسببت فيه قحت في إدارة الدولة لا مكان له من الإعراب وأن الجميع عازم – بعد دحر المليشيا – على تأسيس سلطة منضبطة بالقانون تؤسس لدولة جديدة تحمي البلاد من الاستهداف الخارجي والداخلي وتضع خدمة المواطنين على رأس أولوياتها.
وكما كتبت في مقال سابق فإن لاءات الرئيس أحدثت نقلة نوعية في التوجهات التى ستعقب الحرب. ومن المعطيات المتاحة فإن ذلك يعنى أن ذلك سوداناً خالياً من كلسترول قحت.
لكل ذلك لا أفهم سعي بعض القوى السياسية للقاء ممثلين لتقدم وهى مجموعة يرفضها الشعب السوداني قاطبة. لماذا تلتقيهم بعض الأحزاب وتجتمع بهم كأنهم فاعلين في المشهد وهم ليسوا كذلك بعد أن طوى الشعب صفحتهم تماماً.
وغني عن القول لا يمكن لهذه الأحزاب أن تكون مع الجيش والمقاومة الشعبية وفي ذات الوقت تلتقي وتجتمع مع تقدم، فالشعب السوداني وتقدم خطين متوازيين لا يلتقيان مطلقاً.
إن كانت هذه الأحزاب جادة وصادقة في دعمها للقوات المسلحة والمقاومة الشعبية فعليها تجديد وضوئها وقطع حبال وصلها بتقدم تماماً، في غير ذلك يمكن القول أنها تسعى لإعادة تسويق تقدم للشعب السودانى من خلال تفاهمات بئيسة أو من خلال ما تسميه ” الحوار السوداني – السودانى”. مثل هذا الحوار المزمع يجب ألا يشمل تقدم إطلاقاً وذلك لأنها سبق وأن رفضته في يونيو 2022 حين اجتمعت القوى السياسية في فندق السلام روتانا بحضور سيء الذكر فولكر و ممثلي الإتحاد الأفريقي وغيرهم. تلى ذلك أن صرح بعض قادتها أنهم لا يمكن أن يجتمعوا مع الفلول وعبروا عن فرحتهم بفشل الحوار.
إذن لماذا يجتهد البعض ويسعى لحوارهم وهم لا يمثلون أحداً وقد رفضوه من قبل! أعتقد أن بعض القوى السياسية لم تستوعب لاءات الرئيس وأن إلمامها بموقف الشعب من تقدم يحتاج إلى إعادة تقييم جذرية.
لا عودة للوراء تعني ببساطة أن لا عودة لما حدث من قبل وأن ما حدث ذهب مع الريح وأن على القوى السياسية البحث عن أفكار جديدة وأطروحات مختلفة تستوعب التغيرات التى أحدثتها الحرب.
ختاما فكل من يقف في محطة 11 أبريل 2019، أو 25 أكتوبر 2021 ، أو 15 أبريل 2023 ، سينتهي قحاتياً لا محالة..!
تحسسوا موقع أقدامكم فلا عودة للوراء..!
علي عسكوري
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوى السیاسیة
إقرأ أيضاً:
النخالة خلال لقائه الرئيس بزشكيان: نثمن عاليا الدعم الإيراني ونقدر بطولات حزب الله وإخواننا في اليمن
يمانيون../ استقبل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في طهران، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، زياد النخالة .
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية ” ارنا ” إن الرئيس بزشكيان قدم خلال اللقاء التهنئة بانتصار الشعب الفلسطيني ومقاومته على العدو الصهيوني، كما قدم تعازيه بمناسبة استشهاد عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين وقادة المقاومة الفلسطينية ومقاتليها، وقال: “إن كسر هيبة القوى العظمى أمام دماء الأبرياء كان ثمرة 15 شهراً من مقاومة الشعب الفلسطيني”.
وأشار إلى أنه مهما بذلت من جهود ونفقات لم يكن بإمكانها أن تكشف بهذه الصورة الواضحة والمؤثرة عن الطبيعة الإجرامية والإبادة الجماعية ووجوه الكيان الصهيوني وداعميه للعالم وقال: “إن وصمة عار هذه الجرائم لن تمحى عن وجوه الكيان الصهيوني وداعميه بأي حال من الاحوال”.
وشدد الرئيس الإيراني على أهمية وحدة الأمة الإسلامية، وقال: “أعتقد اعتقاداً راسخاً أنه يجب علينا أن نتكاتف ونضع الخلافات والانقسامات جانباً، لأن الكيان الصهيوني وحماته يركزون على الخلافات بيننا ويستغلونها ضدنا”.
وأكد بزشكيان أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستقف دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية، وقال: “على الدول الإسلامية أن تعمل معاً لمساعدة الشعب الفلسطيني واهل غزة لإعادة بناء هذه المنطقة بشكل كريم. وأنا واثق اننا بحول الله وقوته نستطيع التغلب على جميع الصعوبات إذا كنا متحدين ومتماسكين”.
بدوره، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة أن الشعب الفلسطيني صنع بمقاومته شرفاً سيظل خالداً في قلوب الأمة الإسلامية، وقال: “منذ بداية عملية طوفان الأقصى وقفت حركة الجهاد الإسلامي جنباً إلى جنب مع إخوانها في حركة حماس وفصائل المقاومة الأخرى. ونحن ممتنون أيضًا للدعم منقطع النظير الذي تقدمه لنا الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونقدر بطولات إخواننا في حزب الله بلبنان، وإخواننا في اليمن”.
ولفت القائد النخالة إلى “إن العدو الصهيوني اليوم يسعى إلى أن يحقق في الساحة السياسية ما لم يتمكن من تحقيقه في الساحة العسكرية ، وحماة هذا الكيان يمهدون أيضاً لنجاحه في هذه الساحة، وهذا يتطلب منا يقظة أكبر”.