عربي21:
2025-03-17@14:50:15 GMT

عودة لإيران والكيان الصهيوني

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

لا هي كانت عملا خارقا لنواميس العادة، ولا كانت محض عمل مسرحي تمثيلي، المقصود ـ طبعا ـ هو الضربة الإيرانية الأولى من نوعها ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، وقد تمت بعد نحو أسبوعين على شن ضربة إسرائيلية، دمرت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وقتلت عددا من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني وأركان ما يسمى «فيلق القدس».



وقد لا يكون من معنى للمزايدات ولا للمناقصات في القصة كلها، فلا قيمة لرأي يبدي ولا لتحليل يساق، إلا أن يكون مبنيا على أساس من خبر صحيح، فالمزايدون يقولون إن الضربة الإيرانية تفتح عصرا جديدا، وكأنهم لم يسمعوا مثلا، أن عراق «صدام حسين» ضرب إسرائيل بصواريخه قبل 34 سنة، ويقول المزايدون أن الضربة المعنية أنهت زمن «الصبر الاستراتيجي» الإيراني، وأنها أكبر عمل عسكري مفرد في التاريخ الإنساني، فقد شاركت فيها مئات المسيرات وصواريخ «كروز» والصواريخ الباليستية، لكن النتائج الفعلية للضربة كانت للأسف شبه صفرية، رغم إفلات بضعة صواريخ باليستية من حوائط الصد الأمريكي والبريطاني والفرنسي، ومن قواعد أقيمت كلها على أراض عربية، وفي أقطار عربية أغلبها محطم، يتقاسم النفوذ عليها الإيرانيون مع الأمريكيين وأخواتهم الغربيين وغيرهم، ثم تكفلت حوائط الصد الإسرائيلية، المنشأة والمطورة أمريكيا بالباقي في غالبه، وحرمت الضربة الإيرانية من تحقيق هدفها في تدمير قواعد ومطارات «نافاتيم» و»رامون» والقاعدة الإسرائيلية الاستخباراتية في الجولان المحتل، اللهم إلا من أضرار طفيفة في قاعدة «نافاتيم» بالنقب المحتل، قد يكون بينها تدمير طائرة نقل «سي ـ 130» أمريكية.

وكان الحصاد الضئيل للضربة فرصة سنحت للمناقصات وللمناقصين على الجانب الآخر، الذين عملوا بالمثل الشعبى السيار القائل «القرعة تتباهي بشعر رأس خالتها»، وأفرطوا في التغزل بكفاءة الدفاع الجوي الإسرائيلي والأمريكي، وكأن إسرائيل هي الخالة الحانية على العرب المجزوعين المفزوعين من تنامي قوة إيران، وكأن إسرائيل هي «الماشيح» المخلص، وهي الأخت تريزا الراعية للأعمال الخيرية في حواري البؤس، وأنه لا بأس من غض الطرف عن حروب الإبادة الجماعية للفلسطينيين، التي تشنها الخالة «إسرائيل» والعمة أمريكا، والتفرغ لمشاهدة ممتعة على أفلام إبادة «إيران»، وقد وقع بعض الأبرياء في ضلال المناقصين بالذات، فإيران هي الأخرى، ليست بريئة من دم مئات الآلاف ربما الملايين من العرب، ومن تأجيج المشاحنات والحروب الطائفية في أقطار المشرق والخليج، وقد فعلت ذلك لخدمة مشروعها الإيراني الفارسي المتلفع بالعباءة الشيعية، وكان للعرب بالمفارقة دورهم الظاهر في بناء المجد الإيراني، سواء بتكفير الشيعة العرب بالجملة، ورميهم كهدايا في جيب إيران، أو بإخلاء الطريق أمام التمدد الإيرانى بدعم مالى ولوجيستي مهول لغزو واشنطن للعراق وتدمير دولته، وقبلها بتخلي الدول العربية بالقطعة، ثم بالجملة عن القضية الفلسطينية والصراع مع إسرائيل، وتسليم مفاتيح القرار العربي للمتعهد الأمريكي، يفعل بها ما يشاء لخدمة ربيبته وقاعدته «إسرائيل»، وهو ما انتهى بنا إلى وضع بؤس وغياب شامل، تحول به المشرق العربي بالذات إلى ملاعب مفتوحة لصدام الأقوياء.

بدت إيران كأنها الند الوحيد الأقوى لكيان الاحتلال المندمج استراتيجيا مع فروض الهيمنة الأمريكية،وما من طرف عربي قوي ظل هناك، مع مضاعفات انسحاب مصر من دورها المشرقي، ثم عقد ما يسمى معاهدة السلام مع إسرائيل، اللهم إلا من مليارات وراء المليارات من الدولارات، دفعت بسخاء لتغذية وتضخيم أدوار جماعات إرهاب باسم الإسلام، سرعان ما جرى استيعابها وتوظيفها من قبل أجهزة مخابرات أمريكية وغربية وإسرائيلية، واستخدامها في تعميم خطط «فرق تسد»، التي أفادت إيران وإسرائيل معا، وكانت استفادة إيران مرئية، فقد سهلت أجواء الشحن والقتل الطائفي مساعيها، وجلبت أغلب الشيعة العرب أفواجا إلى التابعية الإيرانية، ومدت الحضور الإيراني الاستراتيجي من سواحل الخليج إلى سواحل البحر المتوسط وإلى العنق الجنوبي الحاكم للبحر الأحمر، ثم كان سهلا ميسرا بعد الفراغ والتفريغ العربي القومي، أن تتقدم طهران إلى دور الحامي الحصري لحقوق الشعب الفلسطيني، مع كسبها لأدوار الحامي الأفضل للشيعة والمتشيعين العرب، ووفق تفسير إيراني صفوي ـ لا علوي ـ لعقائد المذهب الشيعي، والتفاصيل يطول شرحها، لكنها صنعت بالتراكم ملامح القوة الإيرانية الصاعدة، إضافة للتطور الإيراني الذاتي في مجالات الصناعات العسكرية والصاروخية والنووية.

ومن هنا، بدت إيران كأنها الند الوحيد الأقوى لكيان الاحتلال المندمج استراتيجيا مع فروض الهيمنة الأمريكية، والمتطلع لتحالف وثيق مع القوى الزاحفة لمنافسة أمريكا على القمة الدولية كروسيا والصين بالذات، والمحصلة مع ذلك كله، أنه ليس صحيحا أن إيران مع إسرائيل تابعتان لأمريكا، فهذه رؤية فانتازية عبثية بعيدة عن الوقائع والحقائق الصلبة، وليس صحيحا بالقدر نفسه، أن مصالح إيران متطابقة بالضرورة مع المصالح العربية المفترضة، والحقيقة ببساطة، أن إيران تخدم إيران بالبداهة، وأن الدول العربية المعنية تخدم مصالح أمريكا وإسرائيل، ولأمريكا وأخواتها نحو ستين قاعدة وارتكاز عسكري في دول الخليج والمشرق العربيين، ولا مصلحة للأنظمة العربية المعنية إلا في أن تبقى حاكمة، وليس في وسعها أن تكون إلا في حماية الأمريكيين والإسرائيليين حتى إشعار آخر، وهو ما يفسر إعاقة وتعطيل الأنظمة المعنية، لمبادرة مصرية بتشكيل قوة دفاع عربي مشترك في قمة 2015، وتفضيلها البقاء تحت مظلة الحماية الأمريكية، بل السعي إلى حماية إسرائيلية لاحقة، قفزا فوق حقوق الشعب الفلسطيني، التي لم تعد تشغلها، اللهم إلا من باب طلب عطف وإحسان الراعي الأمريكي، الذي يعطي الأولوية المطلقة طبعا لضمان أمن وتوحش كيان الاحتلال، على نحو ما بدا فاقعا مجددا في تسخير قواعده العربية لصد الهجوم الإيراني على الكيان، وإفشال أهدافه المعروفة مسبقا لواشنطن، سواء بأعمال المخابرات، أو عبر الاتصالات غير المباشرة مع طهران نفسها، وهو ما أغرى الكثيرين بتصديق دعوى أن ما جرى مجرد فاصل تمثيلي متفق عليه.


وقد بدا كذلك بالفعل في بعض مظاهره ومشاهده، فقد حرصت طهران على إبلاغ واشنطن مسبقا بحدود الرد، فوق أن حركة المسيرات الإيرانية البطيئة المستخدمة، سمحت بوقت طويل وأكثر من كاف لاستعدادات الإحباط، وكانت الصور علنية واصلة لعلم الكافة، والمحصلة إجمالا، أن الرد الإيراني جاء رمزيا في مغزاه، ومحدود الأثر جدا في نتائجه على الأرض، وبدا ذلك مقصودا ولغرض في نفوس صناع القرار في طهران، فهم كانوا يريدون إثبات مقدرتهم المبدئية على الرد، رغم تنائي المسافات الجغرافية، وكانوا يريدون طيا سريعا لصفحة المواجهة العسكرية المباشرة، وكانوا يريدون توقيا لرد إسرائيلي وهجوم مرتد باتجاه الأراضي الإيرانية، ثم ثبت أن حسابات إيران لم تكن في محلها، فليس من فجوة حساب كبيرة تفصل واشنطن عن تل أبيب، فوق أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو، وجدها فرصة للهروب من إخفاق يطارده في حرب غزة، وحشد الرأي العام الإسرائيلي وراء ضربة انتقام من إيران، يعرف أن واشنطن لن تمانع فيها لاعتبارات حرج الموقف الانتخابي للرئيس الأمريكي جو بايدن، بل إن واشنطن تعهدت بالمساندة السياسية والدبلوماسية للضربة الإسرائيلية المقبلة، وفرض سلاسل عقوبات أمريكية وغربية مضافة على طهران، إضافة للتنسيق الوثيق في اختيار أهداف وحدود الضربة الانتقامية الإسرائيلية، وكما شاركت واشنطن بحماس في الدفاع عن إسرائيل، فلا يستبعد أبدا، أن تتشارك واشنطن مع تل أبيب في هندسة الهجوم الانتقامي الوشيك، الذي لم يجر بعد حتى ساعة كتابة هذه السطور، في وقت كانت تفضل طهران توقي الانزلاق إلى حرب واسعة مباشرة، وصممت ضربتها المحدودة الرمزية على أساس تفضيلاتها، ثم تجيء الرياح بما لا تشتهيه إيران اليوم، وترغمها على استعداد لجولة أو جولات أخرى، تستخدم فيها أسلحتها الأقوى هذه المرة، وما لم تفعل إيران، فسوف تعود إلى ما تسميه «الصبر الاستراتيجي»، وتفقد فرص الانتقال إلى ردع استراتيجي هددت به.

ولم يؤت أكله في الضربة الإيرانية الأولى لكيان الاحتلال المنافس لها على تقرير مصائر المنطقة، فقد عاد الكيان إلى وضع الهجوم المباشر، وإلى حروب العلن بعد عقود طويلة من حروب الظل مع طهران، وقد يكون الهجوم المتوقع مزيجا من الضربات الظاهرة مع حروب الظل المخابراتية والسيبرانية، وأي تردد من إيران في شن هجمة معاكسة شديدة القوة، يهدد بمحو كل إنجاز بلغته طهران طوال ما يقرب من خمسة عقود، فقد بلغ صراع إيران مع الكيان إلى محطة حاسمة، قد تكون فيها «عواقب الجبن أفدح كثيرا من عواقب الشجاعة» بتعبير الروائي المصري الأشهر نجيب محفوظ ذات يوم بعيد.

المصدر: القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإيرانية الاحتلال الفلسطينية إيران فلسطين الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضربة الإیرانیة

إقرأ أيضاً:

ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات

16 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات.. من يُبدّد “الشروط المسبقة”؟

محمد صالح صدقيان

أعادت رسالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى القيادة الإيرانية والتي حملها المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الامارات أنور قرقاش إلى طهران، فتح صفحة جديدة من التفاوض الإيراني الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني وبقية القضايا العالقة بين البلدين.

حتى الآن لا توجد معلومات دقيقة عن مضمون الرسالة الأمريكية التي تسلمتها إيران يوم الأربعاء الماضي، لكن المصادر الإيرانية تتحدث عن لغة مختلفة للسلام في منطقة الشرق الأوسط استخدمتها الرسالة وإن كانت هذه المصادر تتحدث عن “شروط مسبقة للحوار” تضمنتها رسالة ترامب!

وتشي الأجواء الإيرانية بالارتياح لما تُسميها طهران “الخطوة الأميركية الأولی” في مسار المفاوضات، وبالتالي قرّرت إيران الرد علی رسالة ترامب “وهذه نقطة ايجابية، لأن أجواء طهران لا تشي بوجود إجماع على الرد والتعامل إيجاباً مع الرسالة الأميركية”، وتعتبر المصادر أن تصريحات المرشد الإيراني الأعلی الإمام علي خامنئي الأخيرة “كافية للرد علی أي رسالة تحمل شروطاً مسبقة، وهو الأمر الذي يُعارضه الإيرانيون الذين يطالبون بمفاوضات من دون شروط مسبقة لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها الجانبان”.

رسالة الرئيس ترامب خضعت للدراسة والبحث من قبل ثلاث لجان تابعة لمجلس الأمن القومي الأعلی؛ الأولی، لجنة خبراء؛ الثانية، لجنة اقتراح مضمون الرد؛ الثالثة، لجنة اتخاذ القرار النهائي قبل رفعه إلى مجلس الأمن القومي الأعلی الذي يرأسه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

وحسب مناخات طهران، ثمة اتجاهان في تقييم رسالة ترامب التي تزامنت مع فرض عقوبات أمريكية جديدة شملت هذه المرة وزير النفظ الإيراني محسن باكنجاد.

الاتجاه الأول يعتبر أن الرسالة الأميركية “تفتقد للجدية كونها تحتوي شروطاً مسبقة للدخول في المفاوضات وتصريحات المرشد الأعلی الأخيرة التي تزامنت مع وصول الرسالة كانت كافية لا بل حدّدت الموقف الإيراني بشكل كامل حيال المفاوضات التي يدعو إليها ترامب”.

أما الاتجاه الثاني فيعتبر أن الرسالة وإن كانت تتضمن شروطاً مسبقة “إلا أنها تضمنت لغة جديدة التزم بها الرئيس ترامب حيال السلام في منطقة الشرق الأوسط”، وتضيف المصادر أن هذه الشروط المسبقة التي تحدثت عنها الرسالة “يُمكن توضيحها في رد إيراني سيتم تضمينه روحية التعاطي الإيجابي مع الرسالة الأميركية وذلك بهدف رمي الكرة في ملعب ترامب، وفي هذه الحالة فإن واشنطن لها الخيار في قبول وجهة النظر الإيرانية أو رفضها”.

ما هي طبيعة “الشروط المسبقة” التي تضمنتها رسالة ترامب؟ تدعو واشنطن الإيرانيين إلى إعادة صياغة علاقاتهم مع حلفائهم في كل من لبنان والعراق واليمن، وهذه الدول (مع سوريا التي سقط نظامها السابق) تعتبرها طهران جزءاً من جبهة مواجهة موحدة مع الكيان الإسرائيلي؛ وجرت العادة أن يُردّد الإيرانيون أنهم رسموا خطوطاً حمراء للتعامل مع حلفائهم، بحيث لا أحد يُصادّر قرارهم أو يتحدث أحد بالنيابة عنهم أو يفاوض باسمهم، وهذا الأمر لمسه القريب والبعيد في التعامل الإيراني مع العديد من الملفات في المرحلة السابقة.

هذا الموقف المبدئي لا يمنع من القول إن طهران لم تحدد آلية واضحة حتى الآن في التعامل مع الشروط الأمريكية، فضلاً عن عدم وجود معلومات دقيقة حول المضمون النهائي للرد الإيراني لكن الأكيد أن طهران قرّرت الرد وإن كان المرشد قد صرّح أن ترامب لا يريد حل المسألة الإيرانية بقدر ما هو يريد تشديد العقوبات عليها.

وفي مسار مواز، احتضن قصر “دياويوتاي” غرب العاصمة الصينية بكين، اجتماعاً ثلاثياً صينياً إيرانياً روسياً علی مستوی معاوني وزراء خارجية الدول الثلاث وهم الروسي سيرغي ريابكوف؛ الصيني ما تشاو شو؛ الإيراني كاظم غريب آبادي، وذلك بهدف اتخاذ موقف موحد حيال العقوبات الأحادية التي تفرضها الولايات المتحدة علی إيران. نتائج الاجتماع الذي عقد أمس الأول (الجمعة) في بكين، “كانت مهمة جداً لإيران خصوصاً ما يتعلق بإدانة العقوبات الأمريكية والمطالبة برفعها؛ والتأكيد علی القرار الأممي رقم 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي؛ ودعم حق إيران بامتلاك الدورة الكاملة للتقنية النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي الموقعة من قبل إيران.

هذا الموقف الثلاثي هدفه إقامة حائط صد بوجه موقف دول الترويكا الأوروبية التي دعت مجلس الأمن الدولي لمناقشة البرنامج النووي الإيراني في جلسة عقدت الخميس الفائت، برغم معارضة إيران التي انتقدت قرار عقد الجلسة واعتبرته “سابقة في تاريخ مجلس الأمن”..

واللافت للإنتباه أن كل هذه التطورات في الملف الإيراني حدثت خلال الأسبوع المنصرم، ما يؤشر علی حراك إيراني وإقليمي ودولي يتصل بإدارة المرحلة الانتقالية المقبلة مع الأخذ في الاعتبار الأحداث التي شهدتها ساحات كل من لبنان وفلسطين وسوريا.

تبقی الإشارة إلى أن تطوع دولة الإمارات للعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران وضعه مصدر إماراتي رفيع المستوی في “في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين ووقوف الإمارات بجانب إيران الجارة؛ والعمل معاً علی التهدئة وتجاوز المرحلة الصعبة جداً علی الجميع”.

ويبدو أن الخيار وقع علی دولة الإمارات بعدما تطوّعت عدد من الدول للدخول علی خط الوساطة مثل روسيا والسعودية وقطر والمنصة التقليدية لهذا العمل سلطنة عُمان. وهذا ما دفع دولة الإمارات إلی اختيار أنور قرقاش الذي يُمثّل رئيس الدولة محمد بن زايد لنقل رسالة ترامب. ومن المتوقع أن يقوم رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحمل الرسالة الأخيرة للقيادة الإيرانية، إذا نجح الجانبان في تحريك المياه الراكدة بينهما، وذلك بما يُهيء الأرضية لاستئناف المفاوضات بين طهران وواشنطن في حال تطور مسار تبادل الرسائل بشكل ايجابي ولا سيما إذا نجح ترامب في ترميم حاجز عدم الثقة الكبير الموجود حالياً بينه وبين القيادة الإيرانية علی خلفية انسحابه من الاتفاق النووي في العام 2015 وفرض المزيد من العقوبات علی إيران كان آخرها في الأسبوع الماضي.

وحسب المصادر الإيرانية، “يجب أن يُدرك ترامب أن القيادة الإيرانية ليست الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي ولا أي رئيس أو زعيم آخر؛ إنها تختلف في المضمون وفي الشكل وفي التاريخ وفي الجغرافية؛ وما يستخدمه الرئيس ترامب من سلوك مع الآخرين لا يمكنه استخدامه مع القيادة الإيرانية. فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث؛ والحكيم الذي ينجح في وضع الشيء في محله”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إيران: سنرد على رسالة ترامب بعد "التدقيق الكامل"
  • واشنطن: على إيران إثبات تخليها عن برنامجها النووي
  • آخر استعدادات منتخب الإمارات لمواجهة نظيره الإيراني
  • ترامب يفاوض إيران عبر الإمارات
  • واشنطن تحذر طهران: دعم الحوثيين تجاوز للخطوط الحمراء
  • ترامب يراقب عن كثب.. كيف تتابع واشنطن الضربة العسكرية ضد الحوثيين؟
  • في تصريح صادم.. الرئيس الإيراني: طهران تمر بأزمة لا يسمح بالعيش فيها بعد الآن
  • محلل أمريكي: جماعة الحوثيين عرائس تحركها إيران
  • العالم يحبس أنفاسه.. غياب التوصل لاتفاق جديد قبل 18 أكتوبر يدفع الأزمة النووية الإيرانية إلى سيناريو الحرب الشاملة
  • عاجل | أ. ب: إسرائيل تريد أن ترى سوريا مجزأة بعد أن تحولت البلاد في عهد الأسد إلى منصة انطلاق لإيران ووكلائها