جدة – ياسر خليل

تحدّيات عديدة تواجه “صحة الأطفال”، إذ زادت في السنوات الأخيرة الشكوى من زيادة معظم الأمراض المكتسبة عند الأطفال ومنها السكري النمط الثاني والسمنة واضطرابات النوم ومشاكل غدد الصماء وغيرها.

وتشهد جدة الأربعاء المقبل انطلاق الملتقى العلمي الخامس لصحة الطفل والذي دعا إليه قسم الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وذلك برعاية رئيس جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور طريف بن يوسف الأعمى، وحضور عميد كلية الطب البروفيسور عمر بن إبراهيم سعادة، ورئيس قسم طب الأطفال الدكتور مشاري العيفان، ونخبة وصفوة من العلماء والباحثين والأطباء والطبيبات والتمريض والتغذية والتثقيف الصحي والفنيين وطلبة الطب.


“البلاد” التقت رئيس الملتقى العلمي الخامس لصحة الأطفال أستاذ واستشاري غدد الصماء وسكري الأطفال بمستشفى جامعة المؤسس البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، فقال: يناقش الملتقى وخلال ثلاثة أيام يناقش المستجدات في تشخيص وعلاج الأطفال، إذ تم قبول 80 بحثًا في الملتقى، لافتًا إلى أن هناك مواضيع عديدة مطروحة منها الذكاء الاصطناعي في الطب، العلاج المبتكر بهرمونات النمو، رعاية الأطفال المرضى سريريًا في بيئة الرعاية الصحية المنزلية، تقييم الألم وإدارته في الرعاية التلطيفية للأطفال، جديد العلاج بهرمونات النمو، ابتلاع الأجسام الغريبة عند الأطفال، نطاق القسطرة القلبية التداخلية عند الأطفال، كيفية قراءة تخطيط القلب لأطباء الأطفال، الاضطرابات الانتيابية غير الصرعية، تقييم وإدارة الأطفال المصابين بالحموضة، معايير التقييم والإحالة للرأس غير الطبيعي، التقدم الأكاديمي في طب الأطفال، حالات صدمة الأطفال الشائعة، اختبارات وظائف الرئة، الرعاية التلطيفية للأطفال، حصوات الكُلى، ونهج الصداع عند الأطفال، وغيرها من المواضيع المرتبطة بصحة الأطفال.
وتابع الأغا أن الملتقى خصص عددًا من الورش العلمية والعملية المميزة والثرية بأحدث الأساليب التعليمية، بجانب دورات مكثفة متخصصة لمتدربي البورد السعودي، وأخرى لطلبة كليات الطب في مناطق المملكة، مع التنويه بأنه تم اعتماد 29 ساعة تعليم طبي مستمر من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
ونوه أن الملتقى سيرشح أفضل 5 أبحاث ستنال الجوائز المخصصة لها ، بدافع تشجيع الأبحاث العلمية في مجال طب الأطفال ودعم وتقدير جهود الباحثين للاستمرار في تقديم الأفضل والأجود.


وعن أسباب زيادة الأمراض المكتسبة عند الأطفال، قال: للأسف الكثير من الأطفال اليافعين لا يتبعون نمط الحياة الصحي وخصوصًا في جانبين هنا الأكل الصحي والرياضة، إذ نجد كثرة استهلاكهم للوجبات السريعة، فمع تنوع الوجبات السريعة بمختلف أشكالها كالبيتزا والهمبرجر والبروست وغيرها جعلت الاغراءات والتحدي أمام الأطفال كبير، فأصبحوا يميلون لهذه الأطعمة بشكل كبير، كما أن وجود خدمات التوصيل إلى البيوت رفع من استهلاك الكبار والصغار للوجبات السريعة، من وجهة نظري لا بد من تقنين تناول الوجبات السريعة على أن يصاحبها ممارسة الرياضة حتى لا يتعرض الفرد لزيادة الوزن والبدانة بسبب السعرات الحرارية والدهون الزائدة فالاعتدال مطلوب في تناول الوجبات السريعة.
وحول تعرض الأطفال اليافعين لمرض السكري المكتسب النمط الثاني، أضاف: بدأنا بالفعل نرصد إصابات سكري النوع الثاني في الأطفال بشكل دائم نتيجة البدانة والسمنة التي تؤدي مع مرور الوقت اولاً إلى الإصابة بمرحلة ما قبل السكري والتي تُعرف بمرحلة مقاومة الانسولين، وإذا لم يستغل الطفل أو الشخص البالغ هذه المرحلة فأنه حتما سيصاب بالنمط الثاني من داء السكري ويبدأ علاجه بالأدوية الخافضة للسكر والحمية والرياضة، لذا فإن مرحلة مقاومة الانسولين مرحلة مهمة يمكن من خلال الرياضة وتعديل النمط الغذائي تدارك الوصول لمرحلة الإصابة وهنا أؤكد أن مرض السكري النوع الثاني يمكن تفاديه إذا أحسنا التعامل مع اتباع السلوكيات الصحية ومنها الأكل الصحي وممارسة الرياضة وتجنب الجلوس الطويل دون حراك والمحافظة على الوزن المناسب للطول.


وعن هيمنة التقنيات والألعاب الإلكترونية في تراجع جودة حياة الأطفال أختتم البروفيسور الأغا بقوله: هيمنة التقنيات والأجهزة الإلكترونية أدت في وقتنا الحاضر إلى تراجع جودة الحياة عند معظم الأطفال اليافعين والمراهقين، فمعظم الأسر بدأت تلمس الآن أن أبناءها يقضون ساعات طويلة جداً وراء هذه الأجهزة أكثر من أي وقت مضى سواء في الألعاب أو مشاهدة اليوتيوب، والتصفح، ومخاطبة الأصدقاء مع تجاهل كل الوسائل البديلة الأخرى التي تساعدهم في استثمار أوقاتهم بالشكل الصحيح، والمشكلة ليست في هذه التقنيات، وإنما في التعامل معها، وبالطبع مع ضعف أو غياب الرقابة الأسرية فإنه يصعب السيطرة على الأبناء بعد وقوع الفأس على الرأس، وبالفعل قد لاحظت معظم الأسر في أبنائها العزلة عن محيط الأسرة والمجتمع، انخفاض مستويات الذكاء الاجتماعي، وازدياد حالات فرط الحركة، قلة التركيز، انخفاض مستويات الدراسة والتحصيل العلمي، بجانب أمور متعلقة بالصحة مثل السمنة المفرطة، فقدان الشهية التام، التدخين، العنف الجسدي واللفظي، وقلة ساعات نومهم بسبب السهر على هذه الأجهزة وخصوصاً أيام الإجازات، وهذا الأمر يؤثر سلباً على نموهم الجسدي أيضاً، فهناك هرمونات تفرز ليلاً لها دور مهم في نمو الأطفال، إذ إن الأطفال قد يجهلون أو يتجاهلون أهمية هذه الهرمونات التي تعمل في أجسادهم لتنظيم إيقاع الساعة البيولوجية ونمو أجسامهم، فيحرمون أجسادهم من هذه الهرمونات المهمة بسبب السهر إلى ساعات متأخرة، وكل هذه الأمور يجب مواجهتها لا تجاهلها.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عند الأطفال

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن

الأمم المتحدة: قالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل إن أطفال السودان يكابدون "معاناة لا تُصدق وعنفا مروعا" - بما في ذلك الاغتصاب والعنف الجنسي والمجاعة وسوء التغذية وغير ذلك من الانتهاكات لحقوقهم الأساسية – فيما أنتج الصراع في البلاد على مدار قرابة عامين "أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم".

تقدر اليونيسف أن أكثر من 30 مليون شخص في السودان - أي ما يعادل ثلثي السكان - سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية هذا العام، منهم 16 مليون طفل.

وفي كلمتها أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، أشارت راسل إلى أن حوالي 1.3 مليون طفل دون سن الخامسة يعيشون في بؤر المجاعة، وأن ثلاثة ملايين طفل في نفس الفئة العمرية "معرضون لخطر وشيك من تفشي الأمراض المميتة"، بينما 16.5 مليون طفل - أي "جيل كامل تقريبا" – أصبحوا خارج المدرسة.

وأضافت: "هذه ليست مجرد أزمة، بل هي أزمة متعددة الجوانب تؤثر على كل القطاعات، من الصحة والتغذية إلى المياه والتعليم والحماية".

أذى مروع يلحق بالأطفال
قالت المديرة التنفيذية إن اليونيسف تتلقى تقارير مثيرة للقلق عن انتهاكات جسيمة ضد الأطفال المحاصرين في هذا الصراع، بما في ذلك تجنيدهم واستخدامهم من قبل الجماعات المسلحة. وقالت إنه بين حزيران/يونيو وكانون الأول/ديسمبر 2024، تم الإبلاغ عن أكثر من 900 حادثة انتهاك جسيم ضد الأطفال، لكنها أكدت أنه "للأسف، نعلم أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الواقع".

وأضافت أن الاستخدام واسع النطاق للأسلحة المتفجرة له تأثير مدمر على الأطفال وسيستمر تأثيرها على المجتمعات بعد انتهاء الحرب. وقالت السيدة راسل إن الصراع يشهد أيضا انهيارا لسيادة القانون "وإفلاتا تاما من العقاب على الأذى المروع الذي يلحق بالأطفال".

وأضافت: "في السودان اليوم، ينتشر العنف الجنسي. ويُستخدم لإذلال شعب بأكمله والسيطرة عليه وتفريقه وإعادة توطينه قسرا وإرهابه. وفي الوقت الحالي، يُقدر أن 12.1 مليون امرأة وفتاة وعددا متزايدا من الرجال والفتيان معرضون لخطر العنف الجنسي. هذه زيادة بنسبة 80 في المائة عن العام السابق".

ووفقا للبيانات التي حللتها اليونيسف، تم الإبلاغ عن 221 حالة اغتصاب ضد الأطفال في عام 2024 في تسع ولايات. وفي 16 من هذه الحالات، كان الأطفال دون سن الخامسة وأربعة رضع دون سن عام واحد.

وقالت السيدة راسل إن البيانات لا تقدم سوى لمحة عن أزمة أكبر وأكثر تدميرا، حيث لا يرغب الكثيرون أو لا يستطيعون الإبلاغ، بسبب تحديات الحصول على الخدمات، أو الخوف من الوصمة الاجتماعية، أو خطر الانتقام.

وقالت: "قصصهم المؤثرة تتطلب العمل. أخبرتنا إحدى الفتيات كيف تعرضت للاغتصاب من قبل أربعة رجال مسلحين وملثمين عندما كانت بمفردها في الخرطوم بعد وفاة والديها. حتى بعد تحمل الكثير من الأهوال الأخرى، وصفت ذلك بأنه أعظم محنة واجهتها. إن الصدمة التي يعاني منها هؤلاء الأطفال والندوب العميقة التي خلفتها لا تنتهي بتوقيع وقف إطلاق النار أو اتفاق سلام. سيحتاجون إلى رعاية ودعم مستمرين للتعافي وإعادة بناء حياتهم".

"يجب حماية الأطفال"
قالت المديرة التنفيذية لليونيسف إن حجم وخطورة هذه الأزمة يتطلبان تهدئة عاجلة للنزاع، واستئناف حوار سياسي يُنهي النزاع نهائيا، ووصولا إنسانيا غير مقيد عبر الحدود وخطوط النزاع لمكافحة المجاعة والتخفيف من حدتها، وتلبية الاحتياجات العاجلة لملايين الأشخاص الضعفاء.

وقالت راسل: "يجب على العالم أن يقف متحدا في الدعوة إلى حماية الأطفال والبنية التحتية التي يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة - بما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والمبادئ الإنسانية الأساسية".

ودعت بإلحاح إلى وقف جميع أشكال الدعم العسكري للأطراف، وضمان استمرار اليونيسف وجميع المنظمات الإنسانية الأخرى بتقديم خدماتها للأطفال في السودان، مؤكدة أن التعبئة المكثفة للموارد وحدها "يمكن أن تنقذ حياتهم ومستقبلهم".

حرب على الناس
من جانبه، قال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود كريستوفر لوكيير، إن قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية وأطرافا أخرى في النزاع لا تفشل فقط في حماية المدنيين - "بل إنها تفاقم معاناتهم بنشاط"، مشددا على أن الحرب في السودان "هي حرب على الناس – وهذه حقيقة تزداد وضوحا يوما بعد يوم".

وقال إن العنف ضد المدنيين يزيد الاحتياجات الإنسانية، مؤكدا أن هذا "ليس مجرد نتيجة ثانوية للصراع - بل هو أمر أساسي لكيفية شن هذه الحرب في جميع أنحاء السودان، وهي حرب يتم تأجيجها من الخارج". وقال لوكيير إن الآثار المدمرة للحرب تتفاقم بسبب القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية "سواء كانت مفروضة عمدا أو نتيجة للشلل البيروقراطي أو انعدام الأمن أو انهيار الحكم والتنسيق".

كريستوفر لوكيير، الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، يلقي كلمة أمام مجلس الأمن.

عملية إنسانية معقدة
وفي حين تم إحراز بعض التقدم على بعض الجبهات، إلا أنه قال إن هذه المكاسب لا تزال ضئيلة مقارنة بحجم الاحتياجات الهائل. وأضاف: "على الرغم من إلحاح الوضع الواضح، لا يزال إيصال المساعدات الإنسانية في السودان معقدا للغاية، وبشكل مُتعمّد في بعض الحالات".

وضرب لوكيير مثالًا بالعقبات البيروقراطية التي تفرضها قوات الدعم السريع من خلال "الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية"، مؤكدا أن منظمات الإغاثة التي تحاول إيصال المساعدات في المناطق الخاضعة لسيطرة المجموعة تواجه "خيارا مستحيلا".

"إما الامتثال لمطالب الوكالة بإضفاء الطابع الرسمي على وجودها ومخاطرة طردها من قِبل السلطات في بورتسودان، أو الرفض وإيقاف عملياتها من قِبل الوكالة. وفي كلتا الحالتين، تبقى المساعدات المنقذة للحياة على المحك. لا يمكن الاستمرار في استغلال مزاعم السيادة لتقييد تدفق المساعدات. ولا يمكن الاستمرار في استغلال المساعدات ووكالات الإغاثة لاستخلاص الشرعية".

أزمة تتطلب تحولا جذريا
وقال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود إن دعوات مجلس الأمن المتكررة لإنهاء النزاع وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق "ليس لها أي وقع".

وأضاف: "بينما تُدلى البيانات في هذه القاعة، يظل المدنيون مغيبين عن الأنظار، بلا حماية، يتعرضون للقصف والحصار والاغتصاب والتشريد، محرومين من الطعام والرعاية الطبية والكرامة. تتعثر الاستجابة الإنسانية، حيث تشلها البيروقراطية وانعدام الأمن والتردد، وبسبب ما يمكن أن يصبح أكبر سحب للاستثمارات في تاريخ المساعدات الإنسانية. بالنسبة لزملائي في الخرطوم، وفي طويلة، وفي نيالا - ولمرضانا في جميع أنحاء السودان - فإن فشل هذا المجلس في ترجمة مطالبه إلى أفعال يبدو تخليا عنهم في مواجهة العنف والحرمان".

وقال لوكيير إن إعلان جدة كان ينبغي أن يكون لحظة فاصلة، لكنه أصبح "أكثر بقليل من مجرد درع خطابي مناسب - يُستدعى للتعبير عن القلق فيما يعفى المسؤولون والمؤثرون من اتخاذ إجراء حقيقي".

ودعا إلى ميثاق جديد يصون بقاء الشعب السوداني وكرامته، ويخضع لمراقبة مستقلة، تدعمه آلية مساءلة قوية تضمن التزام جميع أطراف النزاع بتعهداتها. وقال: "إن الأزمة في السودان تتطلب تحولا جذريا عن نهج الماضي الفاشل. ملايين الأرواح تعتمد على ذلك".  

مقالات مشابهة

  • «الشؤون الإسلامية» تقيم ملتقى القيم المجتمعية بالقرآن
  • "السنة النبوية واستقرار الأوطان".. محور ملتقى الفكر الإسلامي بمسجد الحسين
  • الاحتفاء بأربعة كُتّاب مصريين في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي
  • «الشؤون الإسلامية» تنظم ملتقى «القيم المجتمعية في الآيات القرآنية»
  • «الأمن الجنائي» بالشارقة تنظم ملتقاها الثاني
  • ضمن برنامج العلماء الضيوف.. “الشؤون الإسلامية” تنظم ملتقى “القيم المجتمعية في الآيات القرآنية”
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • «لغة القرآن».. ملتقى الأوقاف الفكري بمسجد الحسين في الليلة الثالثة عشرة من رمضان
  • هل شفي أحد من السكري من النوع الثاني؟
  • «طرق دبي» تنظم ملتقى الشراكات بحضور 58 ممثلاً من جهات حكومية وخاصة