هنية : إسرائيل تتحمل مسؤولة تعثر المفاوضات وعدم التوصل لاتفاق
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، إن إسرائيل تتحمل مسؤولية تعثر المفاوضات وعدم التوصل الى اتفاق ، وكذلك الموقف الأمريكي ، المنحاز لإسرائيل سواء على صعيد المباحثات أو عبر إعطاء الغطاء لاستمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة ".
وأضاف هنية في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية :" أوضحنا بشكل واضح أن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية متمسكة بمطالبها، وهي وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب الشامل من كل مناطق القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل إلى مناطق سكنهم، وموضوع الإيواء والإعمار ورفع الحصار، والتوصل إلى صفقة تبادل مشرفة".
وأوضح هنية: "أكدنا على مواطن المرونة التي أظهرتها الحركة خلال الشهور الماضية من خلال المفاوضات، ولكن التعنت ظل صفة لازمة للموقف الإسرائيلي".
وعن الوضع بالأراضي الفلسطينية، قال هنية: "استعرضنا التطورات التي تجري على أراضي الضفة و القدس والأقصى، خاصة أن الأيام المقبلة تحمل أخطارا حقيقية على الأقصى فيما يسمى بعيد الفصح الإسرائيلي، والتشجيع على ذبح القرابين داخل المسجد، علما أن معركة طوفان الأقصى انطلقت بالأساس من أجل الأقصى والقدس".
وبشأن غزة، قال: "قدمنا تفصيلا وشرحا وافيا عن الأوضاع الإنسانية والمعيشية والأمنية المترتبة على ما قام به الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وكذلك تناولنا السياقات المتعلقة بالمفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار".
وأعرب هنية، عن تقديره لمواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشأن غزة، مؤكدا أنها محل احترام وتقدير من الحركة ومن الشعب الفلسطيني.
وأكد أردوغان لهنية، وفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، أن "تركيا تواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وتشدد في كل فرصة على الحاجة إلى وقف عاجل ودائم لإطلاق النار وعلى إنهاء الأعمال الوحشية".
وفي معرض حديثه عن لقائه مع الرئيس أردوغان، قال هنية: "زيارتنا لتركيا تندرج في سياق العلاقة التاريخية والمتميزة بين تركيا وفلسطين، وبين الشعبين التركي والفلسطيني".
وأضاف: "اليوم كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أردوغان وبحضور وزير الخارجية هاكان فيدان وعدد من المسؤولين بالدولة التركية، تناولنا خلاله عددا من الملفات على رأسها العدوان الإسرائيلي على غزة وما يتعرض له الشعب الفلسطيني خلال الشهور السبعة الماضية".
وتابع: "استعرضنا العلاقات الثنائية واستمعنا إلى ما تقوم به تركيا من جهود سياسية ودبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، وكذلك المساعدات والإغاثة التي ترسلها إلى غزة عبر معبر رفح ".
ولفت إلى أن اللقاء تطرق أيضا إلى "الإجراءات التي اتخذتها تركيا خلال الفترة الأخيرة بشأن طبيعة العلاقة مع الاحتلال، لاسيما موضوع التجارة".
وأردف: "استمعنا من الرئيس في لقاء اليوم أن هناك قرارات اتخذت بشأن وقف الحركة التجارية مع إسرائيل وطالت هذه القرارات نسبة كبيرة من الحركة التجارية".
وأشار هنية إلى أن "المقاطعة الاقتصادية أحد الوسائل المجدية والمعبرة عن ضمير الأمة لردع العدو الإسرائيلي الذي ولغ في دماء الأطفال والنساء والشيوخ ويهدد الآن بالدخول إلى رفح ليرتكب مجزرة ومذبحة جديدة ويعبث بمقدسات المسلمين خاصة بالقدس والمسجد الأقصى".
وأردف: "عبّرنا في لقائنا بالرئيس أردوغان عن شكرنا وتقديرنا للمواقف التركية التي صدرت خاصة خلال لقاء الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية، بجانب تصريحات الرئيس أردوغان باعتباره حماس حركة تحرر وطني وربطها بسياق الحركة الوطنية خلال حرب الاستقلال في تركيا".
ومضى هنية يقول: "هذا بالتأكيد محل احترام وتقدير منا ومن الشعب الفلسطيني".
وتابع: "الرئيس أردوغان يقول الحقيقة، فحماس حركة تقاوم الاحتلال لتحرر أرضها وشعبها ومقدساتها من ظلم الاحتلال الإسرائيلي، كما أن الحديث عن أهمية القضية الفلسطينية في أجندة السياسة التركية قديما وحديثا، وما تمثله غزة في الوجدان التركي، كل ذلك كان محل تقديرنا".
وبحسب هنية، فإن ردة الفعل الإسرائيلية تجاه مواقف الحكومة التركية من حماس "تعد وقاحة سياسية وتعكس طبيعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يريد أن يستمر في قتل الشعب الفلسطيني، ولا يستوعب إطلاقا أي مواقف مساندة لهم من أي بلد كان، خاصة تركيا بحجمها الإقليمي وموقعها الإسلامي وبعلاقتها التاريخية بالقضية الفلسطينية".
وأوضح: "ما قاله الرئيس أردوغان بشأن حماس وغزة وبشأن القضية الفلسطينية يعكس وجدان الشعب التركي الذي يرى في القضية الفلسطينية قضيته، ويرى غزة معيارا للإنسانية، ومعيارا للظلم الذي يقع على الشعب الفلسطيني الذي يجب أن تتكاتف كل الجهود لوقف العدوان المستمر عليه بدعم أمريكي".
وأضاف: "هذا السياق السياسي والتاريخي والفكري للرئيس أردوغان والشعب التركي تجاه القضية الفلسطينية يذكرنا بالمحطات التاريخية في مواجهة الصلف الإسرائيلي، مثل مواجهة شمعون بيريز خلال خطاباته بالأمم المتحدة، ورفع الرئيس خارطة فلسطين، وتبيان الكيفية التي تمت بها احتلال فلسطين بشكل متدرج".
وتابع: "الدفاع عن الحقوق الفلسطينية نتابعه دائما باعتزاز وأهمية بالغة لما تمثله تركيا في المنطقة من ثقل سياسي إقليمي ودولي، وبما تمثله القضية الفلسطينية وغزة عند الشعب التركي الذي نذكر له جيدا تقديمه ثلة من الشهداء بسفينة مرمرة وأسطول الحرية التي ارتقى فيها 10 من الشهداء من أجل كسر حصار غزة".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی الرئیس أردوغان
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رمت بـ"كرة من نار" على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
وأوضح أن "موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلانوبينما أعرب عن اعتقاده بأن "موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين"، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن "مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات".
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد "رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن "التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة"، ولأن "مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين".
إعلانوكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.