يعود مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة للافتتاح من جديد بعد عدد من الدورات، والتي سعى من خلالها لتسليط الضوء على الأفلام المتعلقة بقضايا المرأة، ويعتبره النقاد والمختصون بمثابة منصة كبيرة تناقش كافة قضايا ومشكلات وآمال وآلام المرأة في مختلف بقاع الأرض، بهدف إبراز دور المرأة في المجتمع.
ولا شك أن اختيار مدينة أسوان لتكون مقرا للمهرجان تعد فكرة رائدة نظرا لما لمدينة أسوان من أهمية تراثية وتاريخية وحضارية، إلى جانب إتاحة الفرصة للقائمين والمتواجدين بالمهرجان لزيارة المعالم السياحية، التي تحفل بها المدينة الأثرية وهو ما يمثل هدفا سياحيا وثقافيا واعلاميا في نفس الوقت.
ومن خلال استدعاء دورات المهرجان المتعاقبة، نجد أن الدورة الأولى لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة عقدت في شهر فبراير 2017 في مدينة أسوان تزامنا مع اختيار مصر 2017 عاما للمرأة، حيث ركز المهرجان على قضية العنف ضد المرأة، وافتتح المهرجان فيلم (ليلى بنت الصحراء) إنتاج 1937 من بطولة وإخراج بهيجة حافظ، وذلك بمناسبة مرور 80 عاما على إنتاجه.
وفي الدورة الثانية للمهرجان جاء اسم مناضلة الثورة في الجزائر الشقيقة «جميلة بو حريد»، وتوالت الدورات الثالثة والرابعة في العامين 2018 و2019 على التوالي لتؤكد أهمية ودور المرأة في العمل السينمائي، من خلال تكريم العديد من رائدات السينما محليا وعربيا ودوليا، حيث تم تكريم العشرات من صانعات السينما منهن الفنانات، والمنتجات ومنهن القائمات على الفن السابع تأليفا وإنتاجا وتمثيلا.
وعبر الدورات السابقة تم استعراض عشرات الأفلام، والتي تناولت قضايا المرأة بشيء من التفصيل عبر التركيز على موضوعات ربما لم يتم تناولها بشكل جيد خلال السنوات السابقة، مثل قضايا العنف ضد المرأة بمختلف صوره وأنماطه سواء في العالم العربي أو المحيط الدولي، وكذلك تم التركيز على موضوعات أثارت العديد من النقاش في عالمنا العربي، مثل حرية المرأة وعمالة النساء وكذلك تداعيات الثورات العربية على قضايا المرأة إلى جانب معاناة النساء الناجم عن الصراعات العسكرية في مختلف بقاع الأرض.
ولا شك أن مهرجان أسوان لأفلام المرأة يعد فرصة للقائمين على السينما المصرية للتركيز بشكل أكبر وأكثر تأثيرا على القضايا التي تهم المرأة المصرية، من خلال إنتاج أفلام سينمائية تناقش هذه القضايا الطارئة على المجتمع، بعيدا عن التركيز على الأفكار التقليدية التي تم تكراراها بشكل كبير في السينما المصرية قديما وحديثا، حيث تعرض المجتمع المصري عقب ثورة 25 يناير 2011 لتطورات هائلة أثرت على مجمل الأوضاع الاجتماعية ومنها مشاركة المرأة في مختلف المجالات، إلى جانب زيادة معدلات العنف الأسري وكذلك الجريمة بمختلف انماطها، وكلها أمور تفترض على صانعي وصانعات السينما التوجه نحو مناقشتها بشكل أكثر وعلى نطاق أوسع.
جملة القول، يأتي مهرجان اسوان الدولي لسينما المرأة ليطرح آمالا مختلفة تخص المرأة، ومشكلاتها، وقضاياها، وليصبح صوت النساء خفاقا في مختلف بقاع الأرض عبر انتاج سينمائي يحاكى الواقع، ويعبر بشكل درامي عن قضايا وهموم، وكذلك رؤى للمرأة حول القضايا والأزمات المختلفة ليقدم حلولا، أو ليطرح تساؤلات، ويلقي ضوًء كبيرا حول اخفاقات مرت بها المرأة، أو نجاحات حققتها في مختلف مجالات الحياة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: سينما المرأة المرأة فی فی مختلف من خلال
إقرأ أيضاً:
الإعلامية روان أبوالعينين تشارك في المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة
شاركت الإعلامية روان أبوالعينين، مقدمة برنامج "تريندينج البلد"، في فعاليات المؤتمر الدولي لدور المرأة في التعليم والقيادة، الذي نظمته كلية التكنولوجيا الحيوية بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب (MSA) اليوم الإثنين 28 إبريل 2025.
شهد المؤتمر حضور نخبة من الشخصيات العامة والأكاديمية، إلى جانب عدد من القيادات النسائية البارزة من مختلف المجالات، وتم التركيز خلال المؤتمر على أهمية تعزيز دور المرأة في مجالات التعليم وصنع القرار القيادي، مع استعراض عدد من قصص النجاح الملهمة لسيدات تمكنَّ من ترك بصمات واضحة في مجتمعاتهن.
وأعربت روان أبوالعينين عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحدث، مشيرة إلى أن المؤتمر يُعد فرصة هامة لتسليط الضوء على دور المرأة في تطوير المجتمعات وتغيير الممارسات التقليدية.
وأضافت أنه من الضروري أن تُمنح النساء الفرص المناسبة لتولي المناصب القيادية في كافة المجالات، وخاصة في الإعلام والتعليم، حيث يمكنهن تقديم حلول مبتكرة تساهم في بناء مجتمعات أكثر تطورًا.
أشارت روان إلى أن المرأة اليوم تواجه تحديات عديدة، لكن مع ذلك، هناك نماذج نسائية كثيرة أثبتت قدرتها على النجاح والتأثير في مجالات متعددة، مؤكدة أن الوقت قد حان لإعطاء النساء في كافة المجالات الفرصة للمشاركة الفاعلة في صنع القرار.
وقالت: إنه "من المهم أن نُدرك أن تمكين المرأة ليس خيارًا، بل ضرورة، لخلق مجتمعات قائمة على العدالة والمساواة، لافتة إلى أن النساء قادرات على التغيير في شتى المجالات، وليس فقط في السياسة، بل في الاقتصاد والإعلام والتعليم والفن."
وتابعت روان، بالحديث عن أهمية الإعلام في دعم قضايا المرأة، مشددة على أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل المعلومات، بل هو أداة حيوية لتشكيل الوعي العام وتحفيز المجتمع على قبول التغيير.
وأكدت أن الإعلام يمكنه أن يلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي حول حقوق المرأة والتحديات التي تواجهها، وأهمية تمكينها في مختلف المجالات.
وتابعت: أن الإعلام اليوم يمثل أداة قوية في دعم المرأة وإبراز قصص النجاح التي تحققها النساء في مختلف المجالات، إذا تم تسليط الضوء على هذه القصص وتوسيع دائرة الحديث حول دور المرأة في المجتمع، فسوف يتحقق التحول الذي نحتاجه جميعًا، مؤكدة أنه من الضروري أن نحتاج إلى إعلام يشجع النساء على السعي وراء طموحاتهن ويعزز من مكانتهن في المجتمع."
كما أضافت روان أن الإعلام عليه مسؤولية كبيرة في تحدي الصور النمطية التي قد تُشكل حول دور المرأة في المجتمع، وأنه لا بد من التركيز على النموذج النسائي الرائد الذي يُظهر قدرات النساء ويعزز الثقة في أنفسهن، مشيرة إلى أن الإعلام يجب أن يكون صوتًا للمرأة، يروج للأفكار المبدعة التي تقدمها، ويؤكد على أن قدرة المرأة على القيادة والابتكار لا تقل عن الرجل، بل في بعض الأحيان تتفوق عليه."
وفي ختام المؤتمر، تم توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين، وسط إشادة واسعة بالتجربة التنظيمية والمحتوى العلمي والنقاشات المثمرة التي دارت على مدار اليوم.