دشنت في عموم المحافظات اليمنية الحرة المراكز الصيفية للعام 1445هـ والتي تأتي تحت شعار علم وجهاد، وتهدف إلى احتواء الطلاب والطالبات من الناشئة والشباب من مخاطر الفراغ والضياع والانحراف خلال فترة العطلة الصيفية، والتي دائما ما يركز عليها الأعداء من خلال نشر وبث سموم الحرب الناعمة التي تستهدفهم بغية إفسادهم ومسخ هويتهم الإيمانية ، وجرهم نحو مستنقعات الغواية والسقوط الأخلاقي، وتحويلهم إلى معاول هدم وإفساد في أوساط المجتمع، وهذا ليس بخاف على الكثير من الآباء والأمهات، وهو ما يحتم عليهم استشعار المسؤولية والواجب الديني تجاه فلذات أكبادهم انطلاقا من الأمر الإلهي الذي تضمنته الآية الكريمة (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) وقول الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، وذلك من خلال المسارعة بالدفع بأولادهم للالتحاق بالمراكز الصيفية والاستفادة من البرنامج العلمي والثقافي والتنويري والإبداعي والترفيهي الذي تقدمه والذي سيعود بالفائدة عليهم وعلى أولادهم .
الحلقات القرآنية تلاوة وإتقان، وحفظ وتجويد، وتطبيق عملي للشعائر العبادية، ودروس تقوية في أساسيات القراءة والكتابة، وتعزيز الهوية الوطنية والهوية الإيمانية، وتنمية واكتشاف المواهب الإبداعية، وإقامة المسابقات والمناشط الثقافية والعلمية والرياضية والترفيهية، كل ذلك من أجل تحصين الأجيال وحمايتهم من الانحراف وتفويت الفرصة أمام الأعداء الذين يعمدون مع بدء فعاليات المراكز الصيفية إلى شن حملات تحريض ضدها عبر القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي والتي تهدف إلى إثناء أولياء الأمور عن الدفع بأولادهم للالتحاق بها .
حملات إعلامية مكثفة وموجهة كلها تصب في جانب تشويه المراكز الصيفية، يزعجهم أن يتحلى أجيال المستقبل بثقافة القرآن، وأن يكونوا أكثر وعيا وبصيرة بما يدور حولهم والمؤامرات التي تحاك ضدهم، لا يريدون أن يكون هنالك أي ارتباط لهذه الأجيال بالقرآن والشريعة المطهرة، يريدون أن تكون الأجيال فارغة المحتوى، مشتتة الذهن، سطحية الثقافة والمعرفة، منزوعة الحياء والخجل، ويسعون بكل الوسائل إلى مسخهم عبر برامج وخطط مدروسة بعناية من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بما تحتويه من مواضيع ومحتويات هابطة وخادشة للحياء .
وأمام هذه الحملة المسعورة التي تشترك فيها وسائل إعلام صهيونية والموجهة ضد المراكز الصيفية، علينا أن نكون أكثر وعيا لهذه المؤامرة، وأن نأخذ زمام المبادرة في الدفع بأولادنا للالتحاق بالمراكز الصيفية، فهي فرصة يجب أن نستغلها جميعا لحماية وتحصين أولادنا من مخاطر الفراغ الذي قد يدفعهم نحو الانخراط في صفوف رفاق السوء، والسقوط في وحل السفور والضياع والانحلال الأخلاقي، وعلينا أن لا ننساق خلف أكاذيب وأباطيل وأراجيف الأعداء التي دائما ما ترافق انطلاقة المراكز الصيفية، ومن حق كل أب وأم الاطلاع على ماهية البرنامج الذي تقدمه هذه المراكز لأولادهم، ومن حقهم إبداء الملاحظات وتقديم المقترحات التي يرون أنها مناسبة لتعزيز فرص استفادة أولادهم من العطلة الصيفية في إطار المراكز الصيفية .
بالمختصر المفيد، المراكز الصيفية خطوة في الاتجاه الصحيح لتعليم وتحصين وتنوير وتثقيف فلذات أكبادنا، وعلينا أن نستغلها الاستغلال الأمثل من خلال الدفع بهم للالتحاق بها، وسنلمس أثرها ونحصد ثمارها، ولنعي وندرك جيدا أن أعداء الأمة لا يريدون لنا ولأولادنا الخير، ومن أجل ذلك لا يدخرون الوقت والجهد والمال في سبيل محاربة أي مشروع تنويري تثقيفي يشد الأمة وفي مقدمتها الناشئة والشباب نحو رسولها وقرآنها وقيمها ومبادئها وثوابتها، ويبصرها بما لها وما عليها من واجبات ومسؤوليات.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
ميناء الكرامة في وجه العدوان
حين يصبح القوت سلاحا، والشعب طوفانا، ووعد الله هو الغلبة!
في عمق شرايين الحياة اليمنية، يربض ميناء مدني، ليس مجرد مرفأ على ساحل، بل هو نبض شعب، وشريان يغذي وجوده، ومصدر قوته الذي يعرفه القاصي والداني، ميناء بني لخدمة الناس، لتبحر منه سفن الرزق، وترسو فيه بواخر الحياة، ليطعم الجائع، ويداوي المريض، ويكسي العاري.
ولكن الأعداء، يا ويح الأعداء، لا يعرفون للرحمة سبيلا، ولا للكرامة قيمة، ولا للإنسانية معنى. يا من تلبسون ثوب الحضارة الزائف، وتخفون تحته قلوبا سوداء كالفحم، وأيادي ملطخة بدماء الأبرياء يا من عرفناكم أعداء قذرين، ليس من اليوم ولا من الأمس، بل منذ زمن طويل، وأنتم تحتلون بلداننا، وتقتلون شعوبنا، وتدعمون عدونا الصهيوني في إجرامه ووحشيته.
واليوم، في غمرة عجزكم وفشلكم في الميدان، وبعد أن أسقطت أيادي الإيمان طائراتكم المسيرة كأوراق الخريف، وبعد أن استهدفت صواريخ الحق حاملات طائراتكم وقطعكم الحربية الواحدة تلو الأخرى، حتى اضطر معتوهكم الأكبر للاعتراف بغرق سفنكم، وبعد أن باتت طائرات شبحكم تلاحق في سمائنا، وباتت أمريكا، التي تدعي السيطرة على البحار، عاجزة عن إدخال سفن بني صهيون بالقوة لجأتم إلى سلاح الجبناء، إلى استهداف قوت الشعب، إلى ضرب شريان حياته، ظنا منكم أنكم بذلك ستركعونه، وأنكم ستجبرونه على التخلي عن موقفه، وأنكم ستحولون سخطه عليكم إلى سخط على قواته المسلحة التي تساند غزة.
يا لغباء الأعداء! ويا لجهلهم بهذا الشعب العظيم! حسبتم أن لقمة العيش ستنسينا قضيتنا؟ ظننتم أن الجوع سيطفئ نار الإيمان في قلوبنا؟ توهمتم أن الضغط الاقتصادي سيفرق بين الشعب وقائده، وبين الشعب وقواته المسلحة؟
كلا وألف كلا! إن كل ضربة توجهونها إلى قوتنا، وكل استهداف لسبل عيشنا، لن تزيدنا إلا إيمانا، ولن تزيدنا إلا ثباتا، ولن تزيدنا إلا عزيمة على مواجهتكم لن يتحول سخطنا إلا عليكم، يا أعداء الله والإنسانية سيخرج شعبنا اليوم، وكل يوم، وكل جمعة، في طوفان بشري هادر، ليصدح في وجهكم بـ “الموت لأمريكا” “الموت لإسرائيل” وليجلجل في آذانكم بـ “لن نترك غزة”.
لن نسكت على استهداف سبل عيشنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام عدوانكم سنتوكل على الله الذي لا ينام، وسنعتمد عليه الذي لا يخذل، وسنجاهدكم في سبيله، وسنرد على كل خطوة ضدنا بعشر خطوات، وسنقاتلكم بكل ما نملك من قوة وإيمان، حتى يتحقق وعد الله بالنصر.
فليس النصر من عندكم، يا من تملكون السلاح والمال والإعلام وليس النصر لمن يملك أحدث الطائرات وأقوى البوارج النصر من عند الله، يؤتيه من يشاء من عباده ونحن، بإذن الله، من عباده الذين اصطفاهم لنصرة الحق، ومواجهة الباطل، وتحقيق وعده.
فيا أيها الأعداء، مهما فعلتم ومهما خططتم ومهما تآمرتم ومهما ضغطتم، ومهما استهدفتم فإن إرادة الله غالبة، وإن نصره آت، وإن العاقبة للمتقين، وسترانا في كل ميدان طوفاناً يغرق أساطيلكم، ويحطم أبراجكم، ويزلزل عروشكم، ويعلن نهاية جبروتكم، وبداية فجر جديد للأمة.