مرة أخرى عن العرب و(فوبيا إيران)..!
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
طيب ألم يكن الأجدر بالنظام العربي فتح حوار جاد ومسؤول مع طهران وبصورة جماعية، يؤدي إلى إيجاد طريق واضح لعلاقة عربية -إيرانية ونحن شركاء بالجغرافيا معها وبالكثير من خصائص ومقومات العقيدة والثقافة والتاريخ.. وهذا ما سبق وأن طالبت به وتناولته في سلسلة مقالات منذ عام 2002م، ولكن للأسف لم يحدث هذا، وما حدث هو أنه راح قادة الدول العربية يستظلون بالمظلة الصهيونية _الأمريكية، وراحوا يقربون ويبعدون عن طهران وفق الإرشادات الأمريكية _الصهيونية.
أليس من المفترض، بل ومن أولويات مهام النظام تأمين تخومه الجغرافية أو بالأصح التفاهم والتكامل والتنسيق مع محيطه الجغرافي لتأمين أعمدة أمنه القومي فعليا؟ لأ أن يجعل من الأمن القومي مجرد مصطلح للمزايدة ولتبرير عجز وارتهان النظام العربي، أو توظيف هذا المصطلح لتضليل الرأي العام العربي وحشده باتجاه (شيطنة جهات بذاتها) خدمة لأعداء الأمن القومي العربي الفعليين مثل الكيان الصهيوني وحلفائه في أمريكا والغرب..!
إذ شنت الحرب على إيران بذريعة حماية (الأمن القومي العربي) ثم انتهت وحدث الغزو العراقي للكويت، فقام تحالف دولي باسم حماية الأمن القومي العربي، وباسم هذا الأمن ذهب البعض يكرس حالة العداء مع إيران، ومع تركيا، ومع إثيوبيا، بذات الذريعة -الأمن القومي-، وشن الهجوم على اليمن في عام 2015م بذريعة حماية الأمن القومي العربي وقبل ذلك تم حشد شذاذ الآفاق والمرتزقة من جميع أنحاء العالم إلى الجمهورية العربية السورية وبتمويل من أنظمة الخليج (حراس الأمن القومي العربي)..!
هذا الأمن القومي الذي لم يحضر في فلسطين منذ رحيل الزعيم العربي جمال عبد الناصر، وبعده تم ابتذال مفهوم الأمن القومي مثله مثل العروبة والوحدة والقومية، مفاهيم اندثرت، ومعها اندثرت الحلول القطرية البديلة التي رفعتها القوى العربية الرافضة لفكرة القومية والوحدة والعروبة مثل التكامل الاقتصادي والتضامن السياسي، فأصبح كل نظام اليوم يتحدث عن أمنه الوطني وهذا أيضا فشلت الأنظمة العربية في تحقيقه وبالتالي أصبحت تدور في فلك أعداء الأمة وفي المقدمة الكيان الصهيوني، واعتقد أن ما حدث قبل أيام من قبل إيران باتجاه الكيان الصهيوني وبغض النظر عن تأثيره أو أهميته، وبغض النظر عن (عدد القتلى) الذين قتلوا بالهجوم، أو عدد المباني المدمرة التي دمرها حسب تساؤلات بعض (المرجفين) و(أبواق الضجيج) الذين حاولوا التعاطي بقدر من السخرية من الرد الإيراني، وهم من العرب للأسف الذين تجردوا حتى من الخجل حكمهم حكم حكامهم، تجسيدا للمقولة المأثورة “الناس على دين ملوكها” وهؤلاء راحوا يسخرون ويقللون من المواقف الإيرانية، ولم يخجلوا من أن أنظمتهم كلها أو بعضها سخرت قدراتها للتصدي لصواريخ ومسيرات إيران دفاعا عن الصهاينة!
بعضها الآخر أدان الهجوم الإيراني، واعتقد أن كل عربي شعر بالخجل والهزيمة الوجودية وهو يشاهد صواريخ ومسيَّرات إيرانية وليست عربية تشق طريقها في سماء الوطن العربي باتجاه عدو الوطن العربي، فيما بعض العرب هرول للتصدي لها والبعض أعلن إغلاق أجوائه، والبعض الآخر يشاهد دون أن يشعر وإن بقدر من الحياء، بل راح يتندر لأن صواريخ ومسيرات إيران لن تدمر الكيان، غير قادر على فهم أبعاد الحدث، وأهدافه، وغايته الاستراتيجية، أو ماذا يعني في سياق الصراع الجيوسياسي المحتدم بين أطرافه..!
ولأن فاقد الشيء لا يعطيه كان الأجدر بهؤلاء المرجفين والمتندرين الساخرين الذين عجزوا عن إدخال الماء والغذاء لمواطني فلسطين المحاصرين، أن يحترموا أنفسهم ويحترموا عقل المتلقي بدلا من تسويق خطاب ساخر يرتد عليهم ويكشف عوراتهم ويفضح حقيقتهم، يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ) صدق الله العظيم.
تذكروا أن صلاح الدين الأيوبي _كردي _حرر بيت المقدس، وبعده بفترة أمير عربي سلم بيت المقدس للصليبين مقابل أن يدعموه في مواجهة أمير عربي آخر، حتى جاء المملوكي (قطز) وحرر بيت المقدس، واكمل المملوكي (بيبرس) تحرير الشرق بكامله -الوطن العربي- ومحيطه الجغرافي من الوجود الصليبي..!
ثم نسي العرب دورهم ومكانتهم ورسالتهم وراحوا يتنقلون بين أحضان المستمعرين والغزاة، تتقاذفهم نوازعهم الخاصة نحو الوجاهة والنفوذ برعاية اباطرة عصورهم، حتى وصلنا إلى المرحلة الراهنة، حيث التبعية والارتهان لأباطرة الاستعمار تكاد تكون هي الطاغية ورغم ما أحدثته ثورة يوليو والزعيم جمال عبد الناصر في الوعي القومي العربي من حراك نهضوي إلا أن كل ما حدث سرعان ما تلاشى واختفى من الذاكرة العربية بعد رحيل ناصر إلى جوار ربه ليعود النظام العربي إلى أحضان الرعاة المستعمرين، ويتخلى هذا النظام العربي عن كل التزاماته الوطنية والقومية بدءا من التنمية المستقلة والحرية إلى فلسطين التي لم تعد قضيتهم الأولى بل قضية أهلها وياليتهم تركوا أهلها يناضلون على قضيتهم بطريقتهم بل ذهبوا منفردين ومجتمعين يعملون على تطويع القضية وأهلها حسب رغبة العدو وحلفائه..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك
كتب - محمود مصطفى أبو طالب:
أدانت وزارة الأوقاف المصرية بأشد العبارات اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك، في تصرف استفزازي يتنافى مع القيم الدينية والإنسانية في ثالث أيام عيد الفطر المبارك.
وأكدت وزارة الأوقاف في بيان اليوم، أن ما تقوم به إسرائيل من انتهاك لحرمة المسجد الأقصى، الذي هو مكان عبادة خالص للمسلمين، يمثل تجاوزًا سافرًا للقانون الدولي ويتناقض مع الشرعية الدولية. هذه الأفعال المتطرفة لا تضر بالسلام فقط، بل تسهم في زيادة حالة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
وشددت الوزارة على أن استمرار هذه الانتهاكات يهدد السلم والأمن الدوليين، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسئوليته في اتخاذ مواقف رادعة وفعّالة لوقف هذه التصرفات الاستفزازية. كما تحذر من أن السكوت عن هذه الانتهاكات قد يؤدي إلى تفاقم الوضع واندلاع موجة غضب واسعة قد تتسبب في تداعيات خطيرة.
كما أكدت على ضرورة الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الدينية في القدس، وأن أي مساس بهذه المقدسات سيكون له تداعيات سلبية على الاستقرار في المنطقة والعالم.
اقرأ أيضًا:
موعد انتهاء الرمال والأتربة.. الأرصاد: استقرار حالة الطقس في هذا التوقيت
مصدر بـ "الكهرباء": انخفاض معدلات شكاوى الأعطال والانقطاعات خلال إجازة العيد
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
وزارة الأوقاف المسجد الأقصى عيد الفطر المبارك وزير الأمن القومي الإسرائيلي اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصىتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
هَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
"الأوقاف" تدين اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي للمسجد الأقصى المبارك
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك