الثورة نت:
2025-03-09@16:44:30 GMT

تحديات ما بعد اليوم التالي

تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT

 

 

أثار انتباهي التقييمات الإسرائيلية لمسار الحرب التي صدرت في الأسابيع الأخيرة، إذ رغم استمرار التوجيهات السياسية والرقابية الأمنية التي تخضع لها وسائل الإعلام هناك، فإن هامش حرية التعبير المتاح أبرز توجهًا غير مألوف نحو انتقاد الحكومة والجيش بدرجات مختلفة من الصراحة والحدة، والتي أقتبس منها ما يلي:
“إسرائيل هزمت بشكل كامل، فأهداف الحرب لن تتحقق، والأسرى لن يعودوا بالعمل العسكري، والأمن لا يزال هدفًا صعب المنال” (هآرتس4/13).


“عصر انتصارات إسرائيل انتهى، وحماس أرادت أن تُعلمنا بأن هناك عربيًا آخر غير الذي رأيناه في كامب ديفيد أو أوسلو” (أمنون إبراموفيتش، المحلل السياسي البارز في الإعلام العبري 13 / 1).
“الحرب انتهت بهزيمة استراتيجية لنا، ونحن الآن في ورطة” (حاييم رامون وزير العدل السابق- 4/11).
“إسرائيل خسرت الحرب ضد حماس، صورة النصر الوحيدة المتاحة لنا هي الإطاحة بنتنياهو، وإجراء انتخابات جديدة، (دان حالوتس رئيس أركان جيش الاحتلال السابق- ديسمبر 2023).
“نصف سنة بالضبط مرت على نشوب الحرب، وعلى إسرائيل احتساب المسار. فكل الأهداف التي قدّمت لنا تبين أن الطريق أصبح بعيدًا عن التحقيق”، (يوآن ليمور المعلق السياسي في يديعوت أحرونوت).
“حماس لم تَهزم إسرائيل فحسب، بل هزمت الغرب كله، (ألون مزراحي كاتب وإعلامي 4/5).
” لا حياة لنا (للإسرائيليين)، إذا لم نندمج في فضاء الشرق الأوسط، لقد علمنا انهيار كافة أنظمة الدفاع العسكرية والبشرية والتكنولوجية في 7 أكتوبر، أنه لا يمكننا الاعتماد فقط على قوتنا وقدراتنا. فالدفاع العسكري وحده لن يؤمّن حياتنا هنا. وإذا كنا لا نريد أن نكون حلقة عابرة في المنطقة مثل المملكة الصليبية، فليس أمامنا إلا أن نجد المعتدلين من العرب ونتحالف معهم، (أمنون ليفي، يديعوت أحرونوت 4/6).
ثمة قراءة أخرى متشائمة عبَّر عنها تحليل نشر على موقع مؤسسة كارنيجي الأمريكية في 17 أبريل الحالي، لاثنين من الخبراء، هما ناثان براون وفلاديمير بران. ويرى الباحثان أن الهدف النهائي لإسرائيل هو التدمير الكامل لكل مقومات الحياة الفلسطينية في غزة، بحيث لا يكون هناك مجال لأي دولة فلسطينية، حتى حل الدولتين الذي يتحدث عنه كثيرون في الغرب أصبح مثيرًا للاشمئزاز لدى القادة الإسرائيليين.
وهذه الاستراتيجية غير المعلنة تسقط أمام معظم السيناريوهات المطروحة لـ«اليوم التالي»، بما في ذلك نشر قوة سلام دولية في القطاع، أو تشكيل حكومة انتقالية في غزة تشرف عليها الأمم المتحدة، وإذا كان هناك احتمال لوجود سلطة فلسطينية، فإنها ستكون بمثابة وكيل أو مقاول من الباطن، في حين سيظل الأمن كله تحت سيطرة إسرائيل.
أشار التحليل أيضًا إلى أن مناطق كبيرة في غزة جرى تحويلها إلى مناطق عازلة، أما الضفة الغربية، فالمخطط لها أن تتحول إلى بانتوستات في ظل التوسع في مصادرة الأراضي، وهو الدور الذي يقوم به وينفذه على الطبيعة وزير المالية وأحد الرموز الصهيونية اليهودية، بتسلئيل سموتريتش.
ومما نبهَنا إليه الباحثان أن خسائر قطاع غزة من تدميره قدرت بما يعادل 18,50 مليار دولار، حسب تقرير الاتحاد الأوروبي، والبنك الدولي، والأمم المتحدة، وأن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية توقع أن القطاع إذا أراد العودة إلى المستوى الاقتصادي الذي كان عليه في 2022، فإن ذلك يحتاج إلى فترة زمنية تقدر بنحو 70 عامًا قادمة.
رغم قتامة هذا الواقع، فإنه يغفل التصدع الخطير الحاصل داخل إسرائيل التي هي في أضعف حالاتها، رغم الدعم الغربي الذي تستقوي به. فوضعها الاقتصادي، كما العسكري، منهك، ومعنوياتها مجللة بالإحباط، كما أن سمعتها الدولية في الحضيض، والالتفاف حولها من جانب أجيال الرأي العام الغربي تراجع كثيرًا بعد افتضاح أمرها، ومحاسبتها أمام محكمة العدل الدوليَّة، أصبحت مطروحة بعد قبول القضية التي أثارتها جنوب أفريقيا باتهام إسرائيل بممارسة الإبادة الجماعية.
وهي القضية التي فتحت الباب أمام مسارات قانونية تتسع، وباتت تشمل حلفاءها، كما فعلت نيكاراغوا عندما اتهمت ألمانيا – بمساعدة إسرائيل في إبادة الفلسطينيين عبر تسليحها مؤخرًا – لدى العدل الدولية.
أيًا ما كان الأمر، فالشاهد أن الصراع سوف يستمر إلى أجل لا يعلمه إلا الله، وإذ كان من الطبيعي أن يعدّ الطرف الآخر عُدّته لاحتمالات المستقبل خلال ما يعلنه أو يضمره، فإن إعادة ترتيب أوراق الطرف الفلسطيني صاحب الحق تصبح ضرورة ملحة.
وإذا جاز لمثلي أن يفكر في الموضوع من هذه الزاوية، فإنني أزعم أن ثمة ثغرتين تلوحان في الأفق، وتأثيرهما السلبي لا ينكر على إضعاف القضية الفلسطينية:
الثغرة الأولى؛ تتمثل في الصف الفلسطيني. أما الثانية؛ فتكمن في الموقف العربي. وأعني بالصف الفلسطيني ثلاثَ فئات: حركة حماس التي تقود المقاومة الراهنة بمشاركة، وتأييد بعض الفصائل الوطنية الأخرى.
الفئة الثانية؛ تتمثل في منظمة التحرير وتعد حركة فتح عمودها الأساسي رغم تعدد أجنحتها الداخلية التي تضم أيضًا السلطة الفلسطينية. لكن الأخطر هو الاختراق الإسرائيلي لها من خلال ما سُمّي بالتنسيق الأمني بين سلطة رام الله وإسرائيل، وللأسف فإنه يلحق بهذه الدائرة جيش الجواسيس، وشبكات المصالح التي زرعتها ورعتها إسرائيل منذ عدة عقود.
أما الفئة الثالثة؛ فهي تضمُّ جموع الشعب المنتمي إلى الأرض، وغير المنخرط في الفصائل، وهو صاحب الحق في اختيار من يحكم البلاد ويديرها. ولا يعيب ذلك المعسكر خلافاته الفكرية التي هي طبيعية ويمكن احتمالها واحتواؤُها في إطار المشروع الوطني.
الانفصال بين حماس في غزة، وسلطة رام الله يمثل جرحًا عميقًا لا ينبغي أن يستمر، وهو ما تجلى أكثر حين صدر في رام الله تصريحات وبيانات أثناء العدوان الإسرائيلي تكيل الاتهامات لحماس وتجرحها.
ورغم أن فصائل المقاومة أو بعضها تواجدت فيما سُمي غرفة مشتركة في غزة، فإن ذلك كان بمثابة إجراء مسكّن لم يداوِ الجرح. والأمل معقود على نخبة العقلاء والراشدين من الفلسطينيين أو الوسطاء الذين قاموا بالواجب على جبهات أخرى؛ لرأب الصدع والاتفاق على مركزية واستمرار مسيرة المشروع الوطني.
وإذا كان الانقسام الفلسطيني يضعف موقف صاحب القضية، فإن غياب الدور العربي يقصم ظهره ويفجعه. يكفي في ذلك أننا نرى في مشهد الحرب تضامن دول من أفريقيا وأمريكا اللاتينية ومظاهرات صاخبة في العديد من عواصم العالم، بينما لا نرى في الصورة أحدًا في العالم العربي، إذا استثنينا مقالات الصحف وأبواق الإذاعات العربية. ويمنعني الخجل من الإشارة إلى مواقف أشقائنا المطبّعين، ورسائل الصامتين الذين يلوّحون عن بُعد بالكلام الساكت والمواقف الغامضة التي أفقدت «القضية الرئيسية» معناها وجدواها.
ليس ذلك جديدًا تمامًا. ذلك أننا لا ننسى أنه في 1948 أوفدت دول عربية وحدات من جيوشها للحرب ضد إسرائيل من باب رفع العتب، لكنها هزمت بعدما تم تحييد الفلسطينيين، ومنذ ذلك الحين توقّف الدعم العسكري العربي لهم.
خطورة الغياب العربي في المرحلة الدقيقة الراهنة لا يضعف القضية الفلسطينية فحسب، لكنه أيضًا يوحي بالغياب العربي من الساحتَين: الإقليمية والدولية. والأفدح من ذلك، أن الغياب أصبح يوظف باعتباره «اعتدالًا» عربيًا، حتى بات يدرج في بعض البيانات الأمريكية والإسرائيلية باعتباره سلوكًا حميدًا «للأصدقاء» في العالم العربي. أي أنه إضافة لمصالح العدوّ وليس فقط خصمًا من رصيد الأشقاء.
ومن المفارقات المحزنة أن بعض الأنظمة العربية، تبنّت مواقف سلبية إزاء الحرب الدائرة في غزة، متأثرةً بخلفيّة تحفظات سابقة تجاه حركة حماس، وعلاقاتها التاريخية بالإخوان المسلمين، في حين أن أحزاب الصهيونية الدينية شركاء في الحكومة والكنيست، ولهم كلمتهم في سياسة الكيان الإسرائيلي.
إنّ الانتفاضة الكبرى التي أطلقت “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، تستلزم جهدًا ضروريًا وحكمة بالغة في التعامل مع ما يخبّئه القدر في قادم الأيام؛ لكي يعقلوها جيدًا، ثم التوكل بعد ذلك على الله الذي ينصر كل من ينصره.
مفكر وكاتب وصحفي مصري متخصص في شؤون العالم العربى والإسلامي

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، اليوم السبت 08 مارس 2028، إن إسرائيل رسمت مسارا لزيادة الضغط على حركة حماس إلى حد غزو آخر لقطاع غزة .

وأضافت الصحيفة، في تقرير لها، أن إسرائيل قد تغزو غزة بقوة كبيرة للسيطرة على الأرض واحتلال مناطق معينة.

ونقلت وول ستريت جورنال عن وسطاء، أن حماس تصر على فتح محادثات بشأن إنهاء الحرب، وترفض مناقشة نزع السلاح.

كما نقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق قوله إن إسرائيل ستحتاج إلى 6 أشهر على الأقل لإخضاع حماس، مضيفًا، "لا توجد طريقة للقضاء على حماس دون احتلال غزة".

وبحسب الصحيفة الأميركية فإن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار في غزة لمدة شهر إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن.

ونسبت وول ستريت جورنال عن وسطاء عرب قولهم إن إسرائيل حذرت من تصعيد عقوباتها على حماس إلى حد العودة لحرب شاملة.

اقرأ أيضا/ 3 شهداء جراء استهداف مُسيّرة إسرائيلية لمواطنين شرق مدينة رفح

ومن جانبها، أوردت  هيئة البث الإسرائيلية العامة "كان 11"؛ مساء الجمعة، أن المستوى السياسي الإسرائيلي أوعز للجيش بالاستعداد بشكل فوري للعودة إلى القتال في قطاع غزة، وذلك على خلفية تجميد المفاوضات وعدم الانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى في إطار وقف إطلاق النار المبرم مع حركة حماس.

واعتبر مسؤولون إسرائيليون، أن "حماس غير معنية بتطبيق مقترح ويتكوف (مبعوث الرئيس الأميركي)، كما أن إسرائيل لا تعتزم التفاوض حول وقف الحرب بحسب ما أقر في الاتفاق".

وبحسب مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، فإن العودة إلى القتال هي خيار مطروح على المطاولة؛ وفقا لـ"كان 11".

ومن جانبها، ذكرت مصادر أمنية خلال جلسات مغلقة أنه "بالإمكان العودة إلى القتال، لكن بناء على تجربة سابقة فإن الأمر سيزيد من فرص تعريض حياة الأسرى للخطر".

وأوردت "كان 11"، أن "إسرائيل ترصد بدء تأثير قرار قطع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتعتقد أنه بالإمكان الإفراج عن عدد من المختطفين في حال استمرار الضغوط".

وأعرب مسؤولون إسرائيليون كبار عن غضبهم تجاه نظرائهم الأميركيين، على خلفية المحادثات التي جرت بين آدم بوهلر ومسؤولين من حركة حماس، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي أن "الأميركيين يضغطون علينا أيضا".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية القيادة بإسرائيل توجه الجيش للاستعداد لاستئناف الحرب على غزة إسرائيل طالبت الإدارة الأمريكية بعدم إجراء مناقشات مباشرة مع حماس واشنطن تقترح استئناف المساعدات وتمديد وقف النار في غزة مقابل هذا الأمر الأكثر قراءة تواصل العدوان على طولكرم ومخيميها وسط تهجير قسري وحرق منازل "حماس" تدعو الفلسطينيين لشد الرحال إلى الأقصى خلال رمضان مكان تكشف عقبات تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق غزة برنامج الأغذية العالمي: وقف إطلاق النار في غزة لا يمكن التراجع عنه عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • المؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي .. قضية فك الارتباط بين الجيش والإسلاميين
  • مسؤول سوداني: النساء يمثلن 98% من الأسر التي تعاني أوضاعًا قاسية
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • أرض الصومال قاعدة إسرائيل في الحرب ضد اليمن
  • العربي للدراسات السياسية: إسرائيل تستخدم سلاح التجويع للضغط على المقاومة
  • الحشد العربي والإسلامي لدعم القضية الفلسطينية
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • المؤتمر الوطني ليس من اصحاب اليوم التالي.. قضية فك الارتباط بين الجيش والإسلاميين
  • صحيفة أميركية: إسرائيل رسمت مسارا إلى حد غزو آخر لقطاع غزة
  • لو السودان سقط في الحرب، لا قدّر الله، ح تسقط وراه كلّ الدول العربيّة، الأفريقيّة، والمسلمة