نعيش في زمان تتقلب فيه القلوب وتتغير فيه النفوس بصورة أكبر ومتسارعة أكثر مما مضى.. بسبب ضغوطات الحياة وما تشكله من سعي كل إنسان وراء مصلحته وأهدافه سواء بطرق حسنة أو سيئة.. من الممكن جدًا أن يصبح عدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس يتحول لعدو اليوم.. "نحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا.. أفعالهم تتولى ذلك" - ويليام شكسبير.



لكن هناك ثقافة مفقودة عند معظم البشر وبالأخص في مجتمعاتنا العربية، وموجودة في المجتمعات الغربية بشكل أكبر.. موجودة بالأحرى في العقول الناضجة والمتحضرة في أي مجتمع كان.. وهي ثقافة الوقوف على أرض مشتركة ، والتي تعني إيجاد صلة ما تربطنا بالأشخاص الذين نقرر قطع علاقتنا معهم.. علينا أن نتعلم هذه الثقافة ونطبقها في تعاملاتنا وعلاقاتنا.. لاشك أن هناك علاقات تقطع للأبد حسب مواقف قاسية لدرجة أننا لا نجد ما يعيدها مرة أخرى.. لكن هناك علاقات أخرى لا ننجح فيها بشكل معين ويمكنها أن تأخذ شكل آخر.. مهما كنا مختلفين في الرأي أو في الفكر علينا أن نجد أرضًا مشتركة بيننا وبين من نختلف معهم.. كالأزواج الذين لم ينجح زواجهم ويتحولون إلى أصدقاء متحضرين وتكون الصداقة هي الارض المشتركة بينهم التي ينجحون فيها.. كالأصدقاء الذين لم تنجح صداقتهم فيجدوا أرض مشتركة في الزمالة.
لابد أن ندرك أن كل إنسان يدخل حياتنا له فائدة حتى لو لم ننجح معه في مجال أو نطاق معين لابد أن نبحث عن الأرض المشتركة التي نقف عليها معا.. وإن لم نجد نحاول ايجادها ولو على نطاق محدود.. الاختلاف لا يفسد التواصل والتفاعل ، قد لا ننجح في ما قررنا فعله معا وننجح في شيء آخر لم يخطر على بالنا.. للأسف الشديد هناك من يبتعد كل البُعد عن غيره لمجرد اختلافه معه أو عنه.. الأمر لا يقتصر على العلاقات الإنسانية الفردية بل يشمل المجتمعات والعالم بأسره.. جميعنا في النهاية أخوة في الإنسانية أبناء وبناء آدم وحواء عليهما السلام، حتى لو اختلفنا في العروق والألوان والديانات والمذاهب علينا أن نقف على أرض مشتركة تسمى الإنسانية.
ثقافة الوقوف على أرض مشتركة مبدأ للتعايش السلمي والتفاعل الإيجابي.. قد نجد تشابه فيما بيننا ونقاط مشتركة حتى لو وجدنا اختلاف في نقاط أخرى.. المهم أن نتقبل ثقافة الاختلاف ونتعامل معها على أنها شيء طبيعي وفطري.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

مشيرب: علينا تربية شعب واعٍ يستطيع حماية حريته من خطر الجيش

زعم خطيب مسجد نابي بطرابلس، عبد الرازق مشيرب، أنه يجب تربية شعب واعٍ يستطيع حماية حريته من خطر الجيش.

وقال مشيرب، في منشور على فيسبوك، “بعضهم يقول: الجيش يحمى الوطن، وبعضهم يقول: الدستور يحمى الوطن”.

وأضاف؛ “والحقيقة أنه في عالمنا الثالث لا الجيش سيعترف بالدستور أو يقيم له وزن، ولا الدستور يستطيع كبح جماح العسكر فى الانقلابات وتمزيق الدستور”، معقبًا “فما الحل إذن في عالمنا المتخلف؟”. بحسب وصفه.

ختم مشيرب، موضحًا؛ “الحل يكمن في تربية شعب واع يقظ متعلم مثقف يستطيع حماية حريته متى شعر بالخطر من أي طرف داخلي أم خارجي”، وفق كلامه

الوسوممشيرب

مقالات مشابهة

  • خاص | آيسل رمزي لـ الفجر: اتمنى العمل مع كريم عبد العزيز وانتظر عمل درامي جديد
  • هل يجوز للزوجة الوقوف بجوار زوجها في صلاة الجماعة بالمنزل؟.. الإفتاء توضح
  • كريم محمود عبد العزيز يُحيي ذكرى والده.. صورة مؤثرة بالذكاء الاصطناعي
  • إيران: علينا إدارة خلافاتنا مع الولايات المتحدة
  • الوقوف على أسباب تأخّر صرف مرتبات شهر أكتوبر وتداعياتها.. محور اجتماع قادربوه مع القطاعات المسؤولة
  • هل التناوب بين الجلوس والوقوف في العمل المكتبي مفيد؟.. دراسة تكشف تفاصيل مثيرة
  • ‏وزير الخارجية الإيراني: علينا أن ندير خلافاتنا مع الولايات المتحدة لخفض التداعيات
  • لخلل في فرامل الوقوف.. “التجارة” تستدعي 599 عربة أطفال (YOYO3) STOKKE
  • مشيرب: علينا تربية شعب واعٍ يستطيع حماية حريته من خطر الجيش
  • «أبو الرجولة كلها».. كريم محمود عبد العزيز يحيي ذكرى وفاة والده (صورة)