كريم خالد عبد العزيز يكتب: ثقافة الوقوف على أرض مشتركة
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
نعيش في زمان تتقلب فيه القلوب وتتغير فيه النفوس بصورة أكبر ومتسارعة أكثر مما مضى.. بسبب ضغوطات الحياة وما تشكله من سعي كل إنسان وراء مصلحته وأهدافه سواء بطرق حسنة أو سيئة.. من الممكن جدًا أن يصبح عدو الأمس صديق اليوم وصديق الأمس يتحول لعدو اليوم.. "نحن لا نرتب أماكن الأشخاص في قلوبنا.. أفعالهم تتولى ذلك" - ويليام شكسبير.
لكن هناك ثقافة مفقودة عند معظم البشر وبالأخص في مجتمعاتنا العربية، وموجودة في المجتمعات الغربية بشكل أكبر.. موجودة بالأحرى في العقول الناضجة والمتحضرة في أي مجتمع كان.. وهي ثقافة الوقوف على أرض مشتركة ، والتي تعني إيجاد صلة ما تربطنا بالأشخاص الذين نقرر قطع علاقتنا معهم.. علينا أن نتعلم هذه الثقافة ونطبقها في تعاملاتنا وعلاقاتنا.. لاشك أن هناك علاقات تقطع للأبد حسب مواقف قاسية لدرجة أننا لا نجد ما يعيدها مرة أخرى.. لكن هناك علاقات أخرى لا ننجح فيها بشكل معين ويمكنها أن تأخذ شكل آخر.. مهما كنا مختلفين في الرأي أو في الفكر علينا أن نجد أرضًا مشتركة بيننا وبين من نختلف معهم.. كالأزواج الذين لم ينجح زواجهم ويتحولون إلى أصدقاء متحضرين وتكون الصداقة هي الارض المشتركة بينهم التي ينجحون فيها.. كالأصدقاء الذين لم تنجح صداقتهم فيجدوا أرض مشتركة في الزمالة.
لابد أن ندرك أن كل إنسان يدخل حياتنا له فائدة حتى لو لم ننجح معه في مجال أو نطاق معين لابد أن نبحث عن الأرض المشتركة التي نقف عليها معا.. وإن لم نجد نحاول ايجادها ولو على نطاق محدود.. الاختلاف لا يفسد التواصل والتفاعل ، قد لا ننجح في ما قررنا فعله معا وننجح في شيء آخر لم يخطر على بالنا.. للأسف الشديد هناك من يبتعد كل البُعد عن غيره لمجرد اختلافه معه أو عنه.. الأمر لا يقتصر على العلاقات الإنسانية الفردية بل يشمل المجتمعات والعالم بأسره.. جميعنا في النهاية أخوة في الإنسانية أبناء وبناء آدم وحواء عليهما السلام، حتى لو اختلفنا في العروق والألوان والديانات والمذاهب علينا أن نقف على أرض مشتركة تسمى الإنسانية.
ثقافة الوقوف على أرض مشتركة مبدأ للتعايش السلمي والتفاعل الإيجابي.. قد نجد تشابه فيما بيننا ونقاط مشتركة حتى لو وجدنا اختلاف في نقاط أخرى.. المهم أن نتقبل ثقافة الاختلاف ونتعامل معها على أنها شيء طبيعي وفطري.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
انطلاق عملية أمنية مشتركة جنوبي ديالى
بغداد اليوم - ديالى
كشف مصدر أمني، اليوم الإثنين (24 آذار 2025)، عن انطلاق عملية أمنية في ثلاث مناطق جنوبي محافظة ديالى.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "قوة أمنية مشتركة مدعومة من فرق استخبارية انطلقت بأكثر من محور لتنفيذ عملية دعم وتفتيش في قاطع جنوب ديالى ضمن مناطق بزايز ناحية بهرز، في مسارات العبارة وحوض نهر ديالى".
وأضاف أن "العملية، التي تجري بإشراف مباشر من قبل قيادة عمليات ديالى، تأتي في إطار تأمين الأحزمة الخارجية للمدن الرئيسية، ومنها بعقوبة، وتوفير الأمن في حوض نهر ديالى بشكل مباشر، بالإضافة إلى البساتين المحيطة بها".
وأوضح المصدر أن "العملية حددت لها أربعة أهداف رئيسية، هي: تمشيط المنطقة، إعادة التموضع، تأمين الطرق الزراعية، بالإضافة إلى إعادة صياغة آليات الانتشار بالعمق لتأمين المناطق بشكل مباشر".
وفي وقت سابق أعلنت قيادة عمليات ديالى، انتهاء المرحلة الأولى من العملية التي نُفذت في شمال شرقي المحافظة.
وبحسب بيان لقيادة عمليات ديالى، تلقته "بغداد اليوم"، شملت العملية ست مناطق زراعية متقاربة تقع في محيط شمال وشرق قضاء خانقين.
وأشار إلى أن "تأمين هذا القاطع يعزز من الأحزمة الأمنية لقضاء خانقين، الذي يعد ثالث أكبر الأقضية على مستوى محافظة ديالى"، مؤكداً أن "العملية نجحت في مرحلتها الأولى في تمشيط المناطق الزراعية والطرق، وإعادة الانتشار، مع ضمان عدم وجود أي مضافات في المنحدرات والتلال العالية، مما يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".