"أبو الثوار" الذي هرب من الإعدام والإنجليز ليسطر ملحمة في الحياة السياسة العسكرية.. ماذا تعرف عن عزيز باشا المصري؟
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"ألا حــلـلــتَ عــن الأسـيــر وثــاقــه.. إن الــوثـــاق عـلـى الأسُــود ثــقــيــل".. بهذه الكلمات طالب أمير الشعراء أحمد شوقي بالإفراج عن بطل قصتنا التي نرويها في السطور القليلة القادمة، إنه عزيز باشا المصري، الرجل الذي كان له باع كبير في السياسة والحياة العسكرية معًا، بل وأطلق عليه العديد من الألقاب والتي كان من أبرزها "أبو الثوار".
وعبد العزيز علي المصري أو الفريق عزيز المصري، يعد أحد رواد حركات التحرر في الشرق الأوسط في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20، حيث ساهم في تأسيس العديد من الحركات الوطنية في مصر وتركيا أو الدولة العثمانية آنذاك.
ولد عزيز المصري عام 1880، لعائلة شركسية عريقة ترجع أصولها إلى القفقاس تعرف بعائلة ِشلبي، سكنت العراق لفترة ثم انتقلت إلى مصر، ووالده هو زكريا أفندي علي، وهو جركسي الأصل، وقد توفي حينما كان عزيز في العاشرة من عمره، فكفلته أمه التي توفيت بعد ٥ سنوات، فكفلته أخته لأمه.
تلقى عزيز المصري تعليمه في المدارس المصرية، حيث حصل عزيز علي البكالوريا من المدرسة التوفيقية عام ١٨٩٦، والتحق بمدرسة الحقوق، علي غير رغبته ونزعته إلي العسكرية تلبية لرغبة علي باشا ذو الفقار، وتعلم التركية في الإجازة وسافر إلي الآستانة، ودرس في المدرسة الحربية وتخرج منها عام ١٩٠٤، ليعمل في الجيش الثالث التابع للدولة العثمانية وخدم في مقدونيا ثم في ألبانيا، لتبدأ رحلته مع الحياة العسكرية.
حركات التحرر والحياة العسكرية لـ "عزيز باشا المصري"
وأثناء دراسته في المدارس العسكرية تتسم بظهور الدعوة للحركات الإصلاحية، وفي كلية أركان الحرب التقي عزيز المصري، مصطفي كمال الذي عرفناه بعد ذلك باسم مصطفي كمال أتاتورك (حاكم تركيا فيما بعد) الذي تولي بعد تخرجه منصبًا عسكريًا في دمشق واجتمع حوله عدد من الساخطين علي السلطان عبدالحميد، فكون في أكتوبر ١٩٠٦ جمعية "الوطن" التي نقلت مركزها إلي "سالونيك" وفي أوائل ١٩٠٧ تعاونت "الوطن" مع جمعية الاتحاد والترقي، والتي انضم اليها عزيز المصري فيما بعد عندما رفعت شعار اقامة دولة عثمانية ديمقراطية وشارك في انقلابها العسكري في العاشر من يوليو عام 1908، واضطر السلطان لأن يعلن في ٢٤ يوليو إعادة العمل بدستور ١٨٧٦، ولكن في أبريل ١٩٠٩ حدث نوع من التراجع والنكوص فزحفت قوات الاتحادين من سالونيك في ٢٣ أبريل ١٩٠٩ وكان عزيز المصري علي رأس إحدي فصائلها، وكان عزيز في مقدمة العناصر العربية في الجيش العثماني التي انحازت إلي الدستوريين إلي أن تم عزل السلطان في ١٩٠٩.
ثم ترك عزيز المصري الاتحاد والترقي بعدما تبدى له معاداتها للعرب، وأسس مع الشهيد سليم الجزائري الجمعية القحطانية، التي نادت بمملكة ذات تاجين العرب والترك.
وخلال حياته العسكرية، خاض العديد من المعارك ضابطًا ضمن القوات العثمانية في ألبانيا وليبيا واليمن وأبلى فيها بلاءً حسنًا، كما شارك في خلع السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش، وعمل على إيقاف الحرب في اليمن عام 1910، حارب ببسالة وبطولة في ليبيا ضد الغزو الإيطالي. عاد إلى الأستانة عام 1913، وأسس جمعية العهد وهي جمعية عسكرية سياسية سريّة عربية في 28 أكتوبر 1913، اعتقل في 9 فبراير 1914، وحوكم في أول أبريل من العام ذاته بتهمة إنشاء دولة عربية مستقلة وصدر حكم ضده بالإعدام فلما ثارت ثائرة العرب في تركيا وخارجها وتصدي الأزهر لحملة الدفاع عنه وصدر عفو بشأنه، وأطلق سراحه في 21 أبريل 1914 ونُفي إلى مصر.
وحكم عليه بالإعدام، إلا أن حكم الإعدام قد أسقط عنه
ساهم في تأسيس وتنظيم الجيش النظامي للثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف حسين بن علي، إذْ عُيّن رئيسا لأركان جيش الثورة العربية الكبرى ووزيرًا للدفاع في حكومة الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى، ولكنه أُعفي من منصبه بعد ستة أشهر في المنصب، وغادر الحجاز بعد أن اختلف مع الشريف حسين لعدة أسباب أهمها عدم ثقة عزيز المصري بالإنجليز والفرنسيين حلفاء الشريف حسين، فلكل من البلدين مخططات استعمارية تتصادم مع مبادئ وطموحات وأهداف جمعيته، جمعية العهد، وقد علم كبقية الضباط العرب وسياسيي الأحزاب العربية بالاتفاقات السرية التي عقدت بين الطرفين لاقتسام بلاد الشام والعراق. مما حدا به أن يتصل بالفريق فخري باشا قائد الجيش العثماني المحاصر في المدينة المنورة مع قواته، ويعرض عليه تحالفًا ضد القوات الأوروبية، مقابل أن يوافق الترك على منح العرب استقلالًا ذاتيًا. وحين علم الشريف حسين بهذا الاتصال، أعطى المصري إجازة إجبارية لمصر، وبدون عودة.
عينه الملك فاروق رئيس أركان الجيش المصري للمشاركة في محاولة تحديثه بعد معاهدة 1936 وقد اعتبره عبد الناصر والعديد من الضباط الأحرار أباهم الروحي. وقد ساعدوه (عبد المنعم عبد الرؤوف وكمال الدين حسين) في المحاولة الفاشلة للاتصال بالقوات الألمانية أثناء الحرب العالمية الثانية بالهروب بطائرة.
اعتُقل وسُجن ونُفي وحُدِّدت إقامته في مصر من قِبل سلطات الاحتلال الإنجليزي لمرات عديدة، ساهم في إعداد وتنظيم وتوجيه عمليات المجاهدين المصريين في فلسطين عام 1948 م كما اقترح خطة (توحيد الجبهة) لردِّ العدوان الثلاثي الغاشم عن منطقة قناة السويس عام 1956م.
رحل الفريق عزيز المصري وحيدا في منزله بمنطقة الزمالك في القاهرة في ٢٥ يوليو ١٩٦٥، وتكريما له أطلق اسمه على أحد شوارع القاهرة وهو شارع سكة حديد السويس أو المعروف بـ"جسر السويس" حاليًا ليحمل اسم شارع الفريق عزيز المصري، وفي آخر عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك تم تغيير اسم الشارع من الفريق عزيز المصري ليعود إلى التسمية السابقة "جسر السويس".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: عبد العزيز علي المصري الفريق عزيز المصري عزيز المصري الحركات الوطنية مصر الدولة العثمانية الشریف حسین
إقرأ أيضاً:
ماذا أفعل إذا فاتتني صلاة العيد.. تعرف على الحكم والكيفية
صلاة العيد من أهم الشعائر التي يحرص المسلمون على أدائها كل عام، فهي تجمع بين الفرحة والعبادة، لكن أحيانًا قد تمنع بعض الظروف الشخص من حضورها مع الجماعة، سواء لأسباب طارئة أو غير ذلك، فهل يجوز قضاء صلاة العيد لمن فاتته؟ وما الطريقة الصحيحة لأدائها؟.
في هذا التقرير، نستعرض حكم قضاء صلاة العيد، فضلها، وكيفية أدائها وفقًا لما ورد في السنة النبوية.
وقت صلاة العيديبدأ وقت صلاة العيد بعد شروق الشمس ويمتد حتى زوالها، فمن لم يتمكن من أدائها مع الإمام خلال هذا الوقت، يمكنه صلاتها منفردًا باعتبارها أداءً لا قضاءً.
حكم قضاء صلاة العيداختلف الفقهاء في حكم قضاء صلاة العيد، حيث رأى جمهور العلماء أنها سنة مؤكدة وليست فرضًا، وبالتالي فإن من فاتته الصلاة لا يكون مُلزَمًا بقضائها، ولكن يستحب ذلك.
ورغم عدم وجوب قضاء صلاة العيد، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن من فاتته الصلاة فله أن يقضيها، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ليس عليه أمر من الله فهو رد»، أي أنه لا حرج في قضاء هذه الصلاة لمن أراد ذلك.
لمن أراد قضاء صلاة العيد، يصليها ركعتين كما تُصلى جماعة، بحيث يكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام.
وقت قضاء صلاة العيديمكن قضاء صلاة العيد في أي وقت خلال يوم العيد أو بعده، سواء أداها الشخص منفردًا أو في جماعة.
سنن صلاة العيدهناك خمس سنن لصلاة العيد، أولها أن تُصلى جماعة كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة. أما السنة الثانية، فهي رفع اليدين مع كل تكبيرة، حيث ورد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يفعل ذلك في العيدين.
السنة الثالثة أن يُفصل بين التكبيرات بوقت يسير بقدر قراءة آية، يُذكر الله فيه، كما ورد عن ابن مسعود وأبي موسى وحذيفة رضي الله عنهم. أما السنة الرابعة، فهي قراءة سورة "الأعلى" في الركعة الأولى و"الغاشية" في الثانية، أو "ق" و"القمر"، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع الجهر بالقراءة.
والسنة الخامسة أن يخطب الإمام خطبتين بعد الصلاة، يستفتح الأولى بتسع تكبيرات والثانية بسبع، ويوصي الناس بتقوى الله، ويعلّمهم أحكام زكاة الفطر وغيرها من الأمور الدينية الهامة.
بهذا يكون المسلم على دراية تامة بما يمكنه فعله في حال فاتته صلاة العيد، سواء من حيث الحكم الشرعي أو كيفية قضائها وفقًا للسنة النبوية.