شهدت مشاركة النائب محمد أبو العينين وكيل مجلس النواب المصري، والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، نشاطًا مكثفًا خلال مشاركته بالاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أول أمس الخميس.

وعلى هامش الاجتماع استقبلَ السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، النائب محمد أبو العينين، تناول اللقاء - الذي استمر ساعتين - مناقشات وسُبل حل القضية الفلسطينية بما يدعم حق الفلسطينيين في الاعتراف بدولتهم المستقلة وفقًا للأعراف والمواثيق الدولية، وكذلك دور المجتمع الدولي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تقوض أي مساعي للسلام العادل والشامل في المنطقة.

وصرّح أبو العينين، أن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب له عن رغبته في زيارة معبر رفح من الجانب المصري، مبديًا ترحيبه بتلك الزيارة للوقوف على حجم وسير المساعدات النافذة إلى قطاع غزة، وتوثيق الدور المصري الهام في رفع المعاناة عن أهالي القطاع.

وأوضح أبو العينين، أن مصر مستمرة في فتح معبر رفح على مدار الساعة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بكل الكميات الممكنة، مؤكدًا أن أي عراقيل اسرائيلية أو إجراءات من شأنها منع وصول المساعدات لأهالي القطاع يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي.

وأعرب أبو العينين عن رفضه القاطع لاجتياح رفح، محذرًا من عواقب خطيرة ستجر المنطقة لأزمات أكثر. 

 

ودعا أبو العينين، رئيس الجمعية العامة للأم المتحدة، لإطلاق مبادرة عالمية يتم من خلالها دعوة جميع رؤساء الدول المعنيين لعقد جلسات مفاوضات مستمرة تضم كل الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة - على غرار كامب ديفيد - ويتم من خلالها إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات وطرح جميع الحلول من أجل الوصول إلى صيغة عادلة قائمة على أساس حل الدولتين على حدود 1967، والإنهاء الكامل للاحتلال، والاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وقال أبو العينين إن مصر على رأس الدول التي تدفع نحو تحقيق السلام الشامل بالمنطقة، وأولى الدول التي ستدعم تلك المبادرة من واقع التزامها التاريخي باتفاقيات السلام المبرمة ومواثيق الأمم المتحدة التي تعزز الأمن والسلم الدوليين.

ودعا أبو العينين لتشكيل لجنة من الطرفين تضم خبراء ومتخصصين - بمشاركة مصر - والدول العظمى والأطراف المعنية، من أجل الوصول لحلول جرية للقضية، محذرًا من سياسة العناد بين الطرفين التي ستؤدي لأزمات أكبر.

وحذر أبو العينين من التباطؤ والفتور لدى القوى الدولية تجاه حل القضية الفلسطينية، مشددًا أن المنطقة تنجرّ قسرًا - وسط مشاهدة العالم - نحو حرب ضخمة سيدفع الجميع تبعاتها، ولن يفوز فيها أحد، بل سيخسر الجميع وعلى رأسها الدول الكبرى.

وشدد أبو العينين على أن الاحتلال هو أصل جميع المشكلات في المنطقة، وأن الممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين ستجلب حروبًا جانبية وأذرع لصراعات أخرى لن تنتهي.

وقال إن أهالي غزة يعيشون في سجن كبير، بسبب تضييقات الاحتلال الاسرائيلي وتحت وطأة القصف المستمر، في مشاهد ترفضها كل الأعراف الدولية والإنسانية، مشددا على ضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي لإنهاء تلك المأساة الإنسانية في قطاع غزة.  

ومن جانبه، قال السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما يحدث في غزة خلال هذه الأثناء خطره كبير، وأثره على الحاضر وتبعاته على المستقبل والأجيال القادمة سيكون خطيرًا للغاية، وإنه يخشى أن تُجر المنطقة لصراعات أكبر، وجبهات متعددة، إذا لم يكن هناك تدخل فوري ووقف للعلميات العسكرية وحدوث تهدئة سريعة.

وأكد فرانسيس على ضرورة التوصل لاتفاق عاجل للإفراج عن الأسرى من الجانبين، وعدم استهداف المدنيين الأبرياء، مؤكدًا أن العوقب ستكون وخيمة كلما امتدت الحرب وسيدفع ثمنها المدنيون والشعوب.

وقال فرانسيس إن المساعدات الإنسانية يجب أن تنفُذ إلى غزة بكميات كبيرة، لتلبية احتياجات السكان بالقطاع، منددًا بمحاولات تقييد أو منع وصول المساعدات عبر المعابر. 

وفي نهاية اللقاء، أهدى السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشارة التذكارية لهيئة الأمم المتحدة للنائب محمد أبو العينين، معربًا عن سعادته باللقاء ومثمنًا المناقشات المثمرة التي انطوى عليها.

وفي نفس السياق، التقى النائب محمد أبو العينين، - على رأس وفد رفيع المستوى من برلمان البحر الأبيض المتوسط - الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، لمناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتناول اللقاء الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة والحاجة إلى إطلاق سراح الأسرى من الجانبين، وضرورة التوصل حلول سياسية إقليمية شاملة.

وخلال اللقاء، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، عن قلقه من استمرار الحرب على قطاع غزة، مطالبًا الجانبين للعودة إلى مائدة التفاوض وبناء جسور من الثة بين الطرفين لإيجاد حلول جذرية للأزمة.

كما أكد على ضرورة وقف التصعيد العسكري، والسماح بنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل وضمان وصولها للمدنيين داخل القطاع.

كما بحث الجانبان التعاون المستمر بين برلمان البحر الأبيض المتوسط والأمم المتحدة بشأن التهديدات التي تشكلها الصراعات الحالية في منطقة الشرق الأوسط، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والتحضيرات لقمة المستقبل، والعدوان الروسي المستمر على أوكرانيا، وجهود المصالحة في ليبيا، ودعم عمليات الخط الأزرق لليونيفيل في لبنان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد أبو العينين مجلس النواب وكيل مجلس النواب النائب محمد أبو العينين أبو العينين رئیس الجمعیة العامة للأمم المتحدة القضیة الفلسطینیة محمد أبو العینین قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

دور مصرى محورى فى دعم القضية الفلسطينية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 الزيارة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إسبانيا، جاءت فى وقتها تماماً إذ التقى الملك فيليبى السادس ورئيس الوزراء الإسبانى وعددا من المسئولين الإسبان فى إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، فى المجالات الاقتصادية والثقافية والأمنية، وخاصةً قضية غزة ودعم القضية الفلسطينية، ومحاولة تكوين حشد أوروبى من خلال إسبانيا ضد مخطط ترامب، وجاء هذا التحرك بالتزامن مع استضافة العاصمة السعودية الرياض لقاء عربيا مصغرا بمشاركة مصر والأردن والسعودية ودول مجلس التعاون الخليجى الأخرى لمناقشة المقترح المصرى للتصدى لخطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، بالإضافة إلى بحث خطط تمويل إعادة إعمار القطاع المهدم. ويمكن القول إن هذه التحركات جاءت فى سياق الجهود العربية المشتركة للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني. وتظهر هذه التطورات التزام مصر الكامل من منطلق كونها الدولة الأكبر، فى القيام بدورها الإقليمى العربي، والعمل على تحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين والعرب كما فى لقاء الرئيس الأخير مع ملك إسبانيا ورئيس وزرائها، وجاءت كل هذه التحركات لتؤكد على رفض التهجير القسرى للفلسطينيين بشكل قاطع باعتبار ذلك خطاً أحمر لا يمكن التهاون فيه، فضلاً عن التنسيق بشأن إعمار القطاع المنكوب نتيجة العدوان الإسرائيلى، وأيضاً الضغط على المجتمع الدولى لوقف التصعيد والالتزام بإقامة الدولتين. إلى جانب تعزيز المساعدات الإنسانية وتسريع إدخال تلك المساعدات إلى غزة وضمان وصولها إلى المدنيين دون عوائق. وتساهم هذه التحركات فى ضمان الدعم الدولى للخطة المصرية والتخفيف على الفلسطينيين، ودعم موقفهم فى أى مفاوضات مستقبلية. وربما تسهم فى تحسين الوضع الإنسانى من خلال زيادة المساعدات، لكن نجاحها يعتمد على مدى استجابة إسرائيل والولايات المتحدة لهذه التحركات وهذا ما حدث بالفعل من تصريح ترامب الأخير، والذى وصف فيه مخططه المجنون بشأن تهجير الفلسطينيين بأنه مجرد توصية أو اقتراح غير ملزم لمصر والأردن!

ولكن على كل حال، إذا تم الاتفاق على آلية واضحة لإعادة الإعمار، فهى خطوة مهمة نحو تخفيف معاناة سكان غزة والحفاظ على الأمن القومى الاقليمى، فضلاً عن أن النتائج على أرض الواقع ستعتمد على مدى التزام الأطراف الدولية بتنفيذ التوصيات التى ستخرج بها القمة العربية المنتظرة بالقاهرة، بعد طرح المقترح المصرى، والذى يتضمن تمويلاً يصل إلى 20 مليار دولار على مدى ثلاث سنوات من الدول الخليجية والعربية لدعم هذه الخطة البديلة فى ظل الإجماع العربى على رفض أى تهجير للفلسطينيين من غزة، مع ضرورة تحقيق السلام عبر إقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل.

أعتقد أن الدور المصرى المحورى فى دعم القضية الفلسطينية وعدم تهجير سكان غزة وإقامة دولتين متجاورتين وتحركات القيادة السياسية لبحث حلول للأزمة الحالية، وزيارة الرئيس لإسبانيا للحشد الأوروبى ضد المخطط الأمريكى الإسرائيلي، قد ساهم فى انفراجة كبيرة فى الموقف والأزمة، أدى إلى تراجع موقف ترامب من التهجير فى تصريحاته التى وصفها بأنها مجرد توصية أو اقتراح غير ملزم لأى أحد!.. حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها وجيشها، فهى الوطن الغالى الذى ليس لنا غيره.

مقالات مشابهة

  • أبو العينين: القضية الفلسطينية مفتاح السلام في الشرق الأوسط.. والأمة العربية بحاجة إلى فرض إرادتها
  • أبو العينين يشارك في الجلسة الطارئة للبرلمان العربي.. ويؤكد: حل القضية الفلسطينية مفتاح السلام في المنطقة
  • وزارة الخارجية ترحب بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة
  • الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للبرنامج الانمائي يعلن عن خطة للتحول من العمل الانساني للتنموي بتكلفة 200 مليون دولار
  • الأمين العام للأمم المتحدة يبدي قلقا إزاء الإعلان عن ميثاق سياسي لإنشاء سلطة حاكمة في مناطق تخضع للدعم السريع
  • وزير الداخلية وممثل الأمين العام للأمم المتحدة يبحثان الموضوعات المشتركة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يحذر من موجة سفك الدماء والمجاعة في السودان والكونغو الديمقراطية
  • عبدالعزيز بن سعود يستقبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث
  • دور مصرى محورى فى دعم القضية الفلسطينية
  • عاجل | الجمعية العامة للأمم المتحدة تقر مشروع القرار الأوكراني الأوروبي في الذكرى الثالثة لبدء الحرب