يخاطرون بحياتهم.. كيف يؤدي العاملون في لجان تأمين المساعدات مهمتهم؟
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
غزة- مع دقات الساعة الرابعة عصرا يبدأ محمد (اسم مستعار) -وهو أحد سكان مدينة غزة- بالمشاركة في مهمته اليومية المتمثلة بتأمين شاحنات المساعدات التي تصل إلى شمال القطاع قادمة من جنوبه.
ومهمة محمد لا تعد سهلة، بل محفوفة بخطر الموت، وهو ما يدفعه إلى الجلوس مع أطفاله الثلاثة قبل مغادرته البيت كي يلاعبهم ويقضي معهم أطول وقت ممكن، قبل أن يتجه إلى شارع صلاح الدين ويقترب قدر الإمكان من دوار الكويت الذي يعد النقطة الأولى لوصول شاحنات المساعدات.
يعمل محمد -الذي لم يفصح عن هويته خشية الاستهداف الإسرائيلي- ضمن اللجان العشائرية والشعبية التي تم تشكيلها بغرض تأمين شاحنات المساعدات الواصلة إلى شمالي القطاع، حيث تصر على الاستمرار في عملها رغم استمرار خطر استهدافها.
مهمة المخاطريشرح محمد في حديثه للجزيرة نت تفاصيل عمله قائلا "نحاول قدر الإمكان بسط السيطرة على المكان قبل عبور الشاحنات بوقت كبير حتى يتسنى لها الوصول إلى المخازن المعدة لها سابقا، لتفريغ حمولتها دون اعتراضها من قبل بعض العصابات التي تسعى لسرقتها ثم بيعها بأثمان مرتفعة دون مراعاة حاجة أبناء شعبها".
ويعد اقتراب أفراد التأمين من دواري الكويت والنابلسي عملا خطيرا، لكن محمد يبرر ذلك بقوله "نهدف إلى وصول أكبر قدر من المساعدات إلى مستحقيها"، مضيفا "على الرغم من صعوبة الأوضاع الأمنية وقصف الاحتلال لنا أثناء انتظار الشاحنات فإننا لم نفكر بالتراجع عن مهمتنا التي نعتبرها واجبا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا".
وعلى مدار شهور عدة كانت شاحنات المساعدات تتعرض للسطو من قبل أفراد وعصابات، وهو ما كان يحرم أكثر من 700 ألف مواطن في شمال قطاع غزة من حصتهم التموينية، الأمر الذي أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 28 طفلا نتيجة الجوع، كما تستهدف قوات الاحتلال أفراد اللجان العشائرية والشعبية، حيث استشهد العشرات منهم.
ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى إلى نشر الفوضى وتفكيك النسيج الاجتماعي من خلال السماح بدخول القليل من شاحنات المساعدات دون تأمين ثم استهداف أي جهة تعمل على حمايتها.
ولا يعلم أفراد اللجان موعد وصول الشاحنات بالضبط، ولذلك ينتظرونها لساعات طويلة في الطرقات ولأوقات قد تمتد إلى منتصف الليل أو ساعات الفجر الأولى، ولا يغادرون مواقعهم إلا بعد دخولها والعمل على تأمينها حتى وصولها إلى المخازن المعدة لها.
وعن تفاصيل الخطر، يشير محمد إلى أن معظم محاولات التأمين معرضة لقصف الاحتلال وناره، سواء من الدبابات أو الطائرات المسيّرة المعروفة باسم "كواد كابتر"، والتي تلعب دورا كبيرا في عرقلة عملية التأمين، حيث تطلق النار مباشرة على عناصر لجان تأمين المساعدات.
يخاطرون لتحقيق الأمانيقول حسين (اسم مستعار) -وهو أحد أفراد لجان التأمين أيضا- إنهم يستمدون القوة على مواصلة هذا العمل الشاق والخطر من مساندة الأهالي لهم والآمال التي يعلقونها عليهم.
ويضيف للجزيرة نت أن "تحقيق مبدأ العدالة في توزيع المساعدات وإطعام أهلنا ووقف المجازر يدفعنا إلى مواصلة العمل، نحن نستمد القوة من الناس".
وردا على سؤاله عن إمكانية التوقف عن العمل بسبب مخاوفه من الاستهداف الإسرائيلي، يجيب حسين "بالطبع لا، لأنني بعملي الوطني والإنساني أساعد الناس بالثبات والصمود على أرضهم عن طريق حماية أقواتهم وإيصالها لهم".
بدوره، يقول الصحفي الفلسطيني المقيم في مدينة غزة محمد قريقع إن "أبطال تأمين المساعدات تمكنوا من تحقيق إنجازات كبيرة منذ بدء عملهم، أهمها إيصال الطحين والمساعدات لعشرات الآلاف من الأسر الجوعى، وهو ما أدى إلى خفض الأسعار بشكل كبير"، كما أنهم نجحوا بالحيلولة دون تشكل عصابات إجرامية منظمة تسلب المساعدات.
كما ذكر قريقع في حديثه مع الجزيرة نت أن "هؤلاء الأبطال نجحوا في حقن دماء السكان، حيث أبعدوهم عن نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال، وبالتالي حالوا دون ارتكابه المجازر شبه اليومية بحقهم على دواري الكويت والنابلسي"، كما لفت إلى أنهم أفشلوا مخطط إسرائيل الرامي إلى نشر الفوضى والتفكك المجتمعي، وهو الأمر الذي كان يخشاه الجميع في شمالي القطاع.
وأظهرت بيانات نشرها المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في مارس/آذار الماضي أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 563 فلسطينيا وأصاب 1523 آخرين خلال عملياته العسكرية التي استهدف فيها بشكل مباشر منتظري المساعدات ومراكز التوزيع والعاملين المسؤولين عن تنظيم وحماية المساعدات وتوزيعها في قطاع غزة.
وذكر التقرير أن من بين الضحايا 53 من العاملين في تأمين وتوزيع المساعدات، اثنان منهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) و41 من أفراد الشرطة ولجان الحماية الشعبية المسؤولة عن تأمين توزيع المساعدات.
تأمين المساعدات ساهم بتخفيض الأسعار وأتاح لصاحب مطعم الفلافل أيمن الزبدة العودة للعمل (الجزيرة) تحسن وضع السوقوانعكست عملية تأمين شاحنات المساعدات على حالة الأسواق، حيث أدت إلى خفض الأسعار جراء توفر السلع، وهو ما يؤكده بائع الفلافل أيمن الزبدة الذي توقف عن البيع قبل بدء عملية تأمين المساعدات لارتفاع سعر الحمص، لكنه عاد إلى العمل بعد نجاح اللجان الشعبية في عملها.
ويقول الزبدة للجزيرة نت "سعر الحمص وبقية السلع أصبح مناسبا، وأصبح الناس يستطيعون الشراء، سابقا لم يكونوا قادرين على شراء أي شيء"، مضيفا "تأمين المساعدات جيد، قبله كان الناس يذهبون إلى دواري النابلسي والكويت لأنه لم تكن هناك بضاعة في البلد، وكان يتم بيعها في السوق السوداء بأسعار كبيرة جدا".
كما أشاد التاجر محمد الزايغ -الذي يعمل في بيع المواد التموينية- بعملية تأمين المساعدات، متفقا مع الزبدة على أنها أدت إلى خفض الأسعار.
وقال الزايغ للجزيرة نت "كانت الأسعار عالية جدا، والآن أصبحت في متناول يد الجميع بفضل تأمين المساعدات"، مطالبا كافة الجهات ببذل كل جهد مستطاع لخفض الأسعار، لتمكين السكان من شراء احتياجاتهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات شاحنات المساعدات تأمین المساعدات للجزیرة نت وهو ما
إقرأ أيضاً:
«التصديري للحرف اليدوية»: تشكيل 4 لجان فرعية لتحفيز النمو وتطوير القطاع
أعلن المهندس هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية والصناعات الإبداعية، تشكيل 4 لجان فرعية داخلية بالمجلس، كل منها تركز على جانب معين من التحديات والفرص التي تواجه القطاع.
خلق بيئة عمل متكاملة لدعم الابتكاروأوضح العيسوي، أنّ هذا القرار يأتي في إطار تعزيز دور المجلس لتحقيق أهدافه، والتي تشمل تطوير القطاع، وحماية حقوق الحرفيين والفنانين والمبدعين المصريين، مضيفا أنّ هذه اللجان تهدف إلى خلق بيئة عمل متكاملة لدعم الابتكار، وتحقيق استدامة النمو، وحماية حقوق العاملين في الحرف اليدوية والصناعات الإبداعية.
تعزيز مكانة الحرف اليدوية والصناعات الإبداعيةوأكد العيسوي، أنّ هذه اللجان تمثل خطوة أساسية لتحقيق أهداف المجلس في تعزيز مكانة الحرف اليدوية والصناعات الإبداعية كمكونٍ رئيسي من الاقتصاد المصري، ودعم العاملين في هذا المجال لزيادة تنافسية المنتجات المصرية عالميًا، وكشف العيسوي، عن تفاصيل اللجان المشكلة.
لجنة الريادة الصناعية والتنمية المستدامةوأوضح أنّ لجنة الريادة الصناعية والتنمية المستدامة يترأسها أحد أعضاء مجلس الإدارة، وتضم نخبة من الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الشركات الرائدة في مجال الحرف اليدوية والصناعات الإبداعية.وتهتم بمناقشة التحديات الكبرى التي تواجه القطاع صناعيا وتطوير حلول مبتكرة ومستدامة للارتقاء بالصناعة، وتعزيز ريادتها محليًا ودوليًا، ودعم رواد الأعمال وتشجيعهم على إنشاء وتسويق مشاريعهم عالميًا، ودراسة المعوقات التي تحد من التصدير، وإيجاد حلول بالتعاون مع الجهات المعنية والقطاع الخاص، والتنسيق مع الجهات الداعمة والممولة لتوفير الدعم اللازم لشباب الحرفيين والفنانين المبدعين المصريين في هذا القطاع.
لجنة خدمة المجتمعوأشار إلى أنّ هناك لجنة خدمة المجتمع يترأسها أحد أعضاء مجلس الإدارة، وتضم شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، وتركز على مناقشة القضايا التي تخص العملاء والمستخدمين النهائيين لمنتجات الحرف اليدوية والصناعات الإبداعية المصرية، ودراسة احتياجات العملاء والأسواق المختلفة، وتقديم حلول لتحسين تجربتهم، مع العمل على تعزيز تفاعل المجتمع مع هذا القطاع المبدع وتقديم اقتراحات لتطوير أساليب الإنتاج والتوزيع، بما يضمن رضاء العملاء وتحقيق التوازن بين العرض والطلب.
لجنة حماية الإبداع والتراثوأكد أنّ هناك لجنة حماية الإبداع والتراث، ويترأسها أحد أعضاء مجلس الإدارة، وتهدف إلى حماية حقوق الملكية الفكرية للحرفيين والمبدعين المصريين، وتهتم بالتعاون الدولي في مجال حقوق الملكية الفكرية، والحفاظ على التراث الثقافي والحرف اليدوية والإبداع والفنون المصرية المختلفه من التعدي أو الاستغلال، وكذا لحماية الابداع والتصميمات العالمية من سوء الاستخدام، والنقل والتقليد ورفع الوعي بحقوق الملكية الفكرية، ودعمها داخل وخارج مصر.
لجنة البحث والإبداعوقال إنّ اللجنة الأخيرة هي لجنة البحث والإبداع، ويترأسها أحد أعضاء مجلس الإدارة، وتركز على دعم البحث والتطوير في مجالات الحرف اليدوية والصناعات الإبداعية وتهدف إلى وضع استراتيجيات مستقبلية، تضمن تطور القطاع وزيادة قدرته التنافسية على المستويين المحلي والدولي، مع العمل على تحسين جودة المنتجات، وتلبية المتطلبات الحديثة للسوق، وتشجيع ابتكار منتجات و خامات وخدمات جديدة والالتزام بالإبداع المتواصل، والذي يتطلب الإلمام بكل مراحل إنتاج المنتجات لزيادة التنافسية محليا وعالميا.