المسبحي : مسرحية جهنمية متقنة منفذة منذ 15 عاما في اليمن
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
تساءل الكاتب الصحفي محمد المسبحي : “ماذا يريد الشعب اليمني جنوبا وشمالا أكثر من توحيد الكلمة وحل الخلافات بين المكونات اليمنية.. ؟ فجميع السياسيين، مع الشعب سوء في الجنوب أم الشمال، مستعدون للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على أمنه وسيادته واستقلالة، وإلى آخر نفس”.
وأضاف الكاتب الصحفي : “في كل يوم تشاهد السياسين على شاشات الفضائيات والصحف وهو يقسمون بشرفه أنهم ضد الفساد، وضد العنف، وضد التمييز والمناطقية بين جنوبي او شمالي وضد الطائفية، ولا يقلقهم ويقض مضاجعهم ويخيفهم إلا حقن دماء اليمنيين.
وتابع : “كذلك السياسيون الأشقاء والأصدقاء في الإمارات والسعودية والعراق وإيران وتركيا وأمريكا والمغرب والجزائر، وأوربا، وأفريقيا، والصين واليابان، وحتى الصومال وجيبوتي والجزائر و الواق واق، هي الأخرى مع اليمن موحد وآمن وسعيد. وجميع إذاعاتها وفضائياتها، في كل صباح، ومساء، بتصريحات وزراء خارجيتها وقادة جيوشها حول ضرورة انهاء الحرب والدخول بالمصالحة الوطنية، والحفاظ على أمن الشعب اليمن واستقراره، وإغاثة فقرائه، وفتح أبواب الخير أمامة دون تأخير.
واستطرد : “إذن من الذي مزق الشعب اليمني وأفسد حياته، وعمق بين أبنائه الفرقة الكراهية والتناحر والاقتتال؟ ومن الذي لوث حياتة وادخلة ازمات تلو الاخرى، ونهب ثرواته، وخرب خدماته وحرم أبناءه العيش الكريم ، حتى صارت الجمهورية اليمنية أسوأ دولة، وأفشل دولة، وأفقر دولة في العالم، يضرب المثل بفسادها، وبقلة أمنها، وخراب حاضرها، ومستقبل أجيالها القادمة؟ ومن الذي اختار لليمن حكومة في الشمال، واخرى بالمناطق المحررة جنوبا معترف بها دوليا وقائمة على المحاصصة، قادة ووزراء ومدراء وسفراء انتهازيين ، فعبث بحياتة، وأباح دماء أبنائه.. ومن الذي جعل كلمة المليشيا هي العليا، وكلمة الدولة والحكومة هي السفلى؟ ومن الذي خرب علاقات اليمن ببعض الدول، وجَيَر الشمال وأهله لإمامة جديدة . لم تُضمر لهذا الوطن المسكين إلا كل سوء؟
واستكمل تساءله : “من الذي يقبض المعلوم ويعود يتغنى بالوطنية والنزاهة والنضال والشرف الرفيع؟ ومن الذي هجر الآلاف من المواطنين الأبرياء، ونهب منازلهم، وقتل وفجر منازلهم واعتقل مفكريهم، واغلق الطرقات ويريد ان.يثأر للحسين من يزيد، واقتصاصا من الداعشيين الجنوبيين كما يدعي والوهابيين التكفيريين النواصب؟ ومن الذي اثار الطائفية.، ليثأر لأبي بكر وعمر وعثمان من شاتميهم الروافض؟ من الذي دفع.الشباب للموت في وطنهم اليمن، دفاعا عن المقاومة، واخرى عن المسيرة القرانية، كما يدعي، بل جهادا مقدسا من أجل أهداف توسعية عنصرية مقنعة برداء الدين والطائفة، متحالفا مع مجرم قاتل همجي يريد أن يحكم شعبا لا يريده؟
واختتم المسبحي : “بعبارة أخرى من الذي رسم هذه المسرحية الجهنمية المتقنة منذ خمسة عشر عاما وإلى اليوم يخرج الشعب اليمني بشمالة وجنوبة من نفق ليدخل نفقا غيره، ومن معركة إلى معركة، باسم الدفاع عن الوطن من عدوه الوطن… فهل هذا الحل الذي ينتظره اليمن..؟!
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: الشعب الیمن ومن الذی من الذی
إقرأ أيضاً:
مسرحية رثة في العراق بطلها المنقذ الكاظمي
آخر تحديث: 4 مارس 2025 - 11:02 صبقلم : فاروق يوسف حين اندلعت الاحتجاجات في العراق عام 2019 سقطت حكومة عادل عبدالمهدي بعد أن تسببت بمقتل أكثر من 700 شاب من بين المحتجين. لم يجد النظام يومها بداً من الرضوخ لوصفة أميركية جاهزة، عنوانها مصطفى الكاظمي. الرجل الذي سبق له أن شغل منصب رئيس جهاز المخابرات العامة وقد اعتبرته الأحزاب والميليشيات متورطا في عملية اغتيال قاسم سليماني وأبومهدي المهندس عام 2020 كما أن اسمه كان مدرجا ضمن المتهمين بما سُمّي بسرقة القرن. كانت الوصفة ناجحة نسبيا بعد أن نجح النظام في الإفلات من المساءلة الدولية بسبب ما ارتكبه من جرائم في حق المتظاهرين السلميين. وعلى الرغم من أن وجود الكاظمي على رأس حكومة جديدة كان أشبه بحبة دواء مهدئة جنبت النظام السقوط أو التورط في ارتكاب مجازر فإن الميليشيات لم تكن تنظر بارتياح إليه بحيث قامت واحدة منها بقصف منزله في المنطقة الخضراء. أما على مستوى الإجراءات الإصلاحية التي كان الكاظمي ينوي القيام بها فقد تم إفشالها، بل وتمّت السخرية منها على نطاق واسع. كان واضحا أن الكاظمي قُدّم باعتباره بضاعة معلبة جاهزة، كانت الخديعة هي الهدف الوحيد لاستعمالها. أما حين استقرت الأمور ولم يعد النظام يشعر بالتهديد الشعبي فقد تم لفظ الكاظمي بعيدا عن العملية السياسية وقد كان يأمل بأن يحصل على ولاية شرعية لأربع سنوات قادمة. غادر الرجل العراق خائفا وقد لاحقته الاتهامات والشبهات التي أطلقت من أجل الاستهلاك المحلي كونها وجبة دعائية مثيرة لتشتيت الأنظار عن عمليات الفساد الكبرى التي هي المادة العضوية الوحيدة التي يستمد النظام منها شعبيته الملتبسة. لقد حاول الكاظمي يوم كان رئيسا للحكومة أن ينهي العمل بالقوانين الاستثنائية التي أصدرها نوري المالكي وقد كان رئيسا للحكومة ما بين 2006 و2014. وهي قوانين صارت من خلالها فئات كثيرة تتمتع بامتيازات مالية من غير أيّ حق وهو ما يعد نوعا من السرقة للمال العام وما يثقل الميزانية العراقية بأعباء غير قانونية. في مقدمة تلك الفئات يقف الهاربون إلى رفحاء السعودية عام 1991 وجهاديو حزب الدعوة ورجال الدين والسجناء السياسيون والشهداء وأصحاب الرواتب المتعددة والفضائيون الذين لا وجود واقعيا لهم. وكلها عناوين للفساد الذي صنع مجد دولة المالكي الذي كاد بريقه يأفل حين احتل تنظيم داعش ثلثي الأراضي العراقية عام 2014 لولا تدخل إيران لحمايته. كان متوقعا أن يقف مقتدى الصدر إلى جانب مصطفى الكاظمي في انتخابات عام 2021. ذلك لم يحصل. فالصدر هو جزء من النظام الذي اضطر لجلب الكاظمي منقذا غير أنه لم يعد في حاجة إليه بعد أن استعاد شرعيته من خلال الانتخابات. صحيح أن الأحزاب التي رفضها الشعب حين قامت الاحتجاجات كانت قد هُزمت في تلك الانتخابات غير أن الصحيح أيضا أن ما خسرته تلك الأحزاب كانت قد استعادته حين تخلّى الصدر لحسابها عن انتصاره ووهبها أصوات الشعب. لم يتعرض الكاظمي وحده للخديعة إذ كان معه الشعب ضحية. ولكن الكاظمي ليس ضحية. فالرجل الذي عمل في صفوف المعارضة العراقية صحافيا يوم كان نظام صدام حسين قائما لم يكن يطمح إلى أن يكون رئيسا للحكومة وقبله رئيسا لجهاز المخابرات العامة غير أنه كان أفضل من أتباع إيران الحزبيين الذين كان الفساد ولا يزال هو برنامجهم الوحيد في الحكم. قد لا يكون الرجل فاسدا غير أن ما هو مؤكد أنه جزء من النظام. فهو مؤمن بالاحتلال وكل ما نتج عن ذلك الاحتلال من تجليات وتداعيات. لم ينقذ الكاظمي النظام إلا بسبب ارتباطه به. وقد يكون ذلك أسوأ أدواره. لقد أحبط لحظة تاريخية كان بإمكانها أن تغير تاريخ العراق المعاصر. اليوم تتجدد حاجة النظام السياسي في العراق إلى الكاظمي. حاجة تنطوي على خديعة من نوع مختلف. لا أدري هل سيكون لقب “رجل أميركا في العراق” صالحا لوصف الكاظمي غير أن الأحزاب والميليشيات الحاكمة في العراق تتعامل مع ذلك اللقب كما لو أنه حقيقة مطلقة. لقد تم استدعاء الكاظمي من الولايات المتحدة ليمنع وجوده ضربة إسرائيلية محتملة بعد أن أخذت إسرائيل الضوء الأخضر من مجلس الأمن. قيل الكثير عن علاقات الكاظمي المتشعبة بإدارة الرئيس ترامب. ولكنني لا أظن أن ما قيل كان صحيحا.هناك مسرحية تُدار بطريقة رثة في العراق، الغرض منها الهرب من دفع ثمن مستحق. فهل يستطيع الكاظمي أن يلعب هذه المرة دور المنقذ ثانية؟ أعتقد أنه أقل من أن يقوم بذلك.