القاهرة-(أ ف ب) – يعاني المصريون منذ حوالى الأسبوعين من انقطاعات في التيار الكهربائي، تزامنا مع موجة حرّ شديدة تضرب البلاد، الأمر الذي خلق حالة من الغضب يفجّره البعض أحيانا بالسخرية، لا سيما بعد سنوات من عمل السلطات على مرفق الكهرباء بكلفة بلغت مليارات الدولارات. وأعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الخميس استمرار قطع الكهرباء في أنحاء البلاد بهدف تخفيف الأحمال عن الشبكة بسبب الطقس الحار غير المسبوق، طالبا من موظفي الحكومة العمل من المنزل يوم الأحد من كل أسبوع خلال الشهر المقبل.

وتشهد مصر، مثل الكثير من دول العالم، موجة حر بدأت قبل عشرة أيام، مع بلوغ درجات الحرارة نهارا أكثر من 45 درجة مئوية في بعض مناطق البلاد، بحسب هيئة الأرصاد المصرية. وأوضح مدبولي خلال مؤتمر الخميس أن انقطاع الكهرباء قد يراوح بين ساعة أو ساعتين في اليوم “على الأكثر”. ولكن خلال الأيام الماضية، أكدّ سكان سواء في دلتا النيل أو الجنوب أو أحياء في العاصمة أن الانقطاع تجاوز ساعتين وذلك مرارا في اليوم الواحد. ويعيد انقطاع التيار الكهربي إلى الأذهان الأزمة التي شهدتها البلاد خلال عهد الرئيس الراحل محمد مرسي عندما فجّر الانقطاع في الكهرباء ونقص المحروقات غضبا عارما بين المصريين دفعهم الى التظاهر ضد حكم مرسي إلى أن عزله الجيش في تموز/يوليو 2013. بعدها، طوّرت مصر قطاع الكهرباء من خلال التعاقد في 2015 مع شركة “سيمنز” الألمانية لبناء ثلاث محطات كهرباء عملاقة باستثمارات بلغت سبعة مليارات دولار تقريبا. فزادت قدرة شبكة الكهرباء إلى أن وصل إنتاجها حاليا إلى نحو 60 ألف ميغاوات لتغطي ضعف الاستهلاك، في مقابل 29 ألف ميغاوات خلال عامي 2012/13. – بيان وشرح وسخرية – وقبل أسبوع، نشرت الشركة القابضة لكهرباء مصر بيانا مقتضبا يوضح للمواطنين خطة قطع التيار الكهربائي حتى يتسنى لهم الحذر والحفاظ على أجهزتهم المنزلية. ولكن صيغة البيان كانت غير مفهومة بالنسبة للكثير من المصريين. وجاء فيه “يتمّ الالتزام بتنفيذ برنامج تخفيف الأحمال طبقا للقدرات المطلوبة من كلّ تحكم” و”مع مراعاة البدء في الفصل بمدة زمنية 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها، وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة من وقت فصل التيار”. لكن البيان لم يحدّد في أي ساعة سيتم هذا الفصل. واستهل المصريون موجة السخرية من خلال تداول البيان الرسمي مصحوبا بمنشور آخر ساخر كُتب عليه “الترجمة”. وفيه “لا يأخذ أحد المصعد قبل عشر دقائق من أي ساعة وعشر دقائق بعدها.. فقد تُقطع الكهرباء لمدة لا تزيد عن ساعة.. وهكذا في كلّ ساعة من اليوم”. وتساءل الإعلامي المصري البارز عمرو أديب عبر برنامجه على فضائية “إم بي سي مصر” عن معنى البيان، قبل أن يوضحه له المتحدث باسم وزارة الكهرباء أيمن حمزة عبر مداخلة هاتفية. فضرب مثلا قائلا “إذا كنا نتكلّم عن الساعة 12 (صباحا أو مساء)، هناك احتمالية كبيرة بانقطاع التيار الكهربائي في الفترة ما بين الساعة 11,50 و12,10. ولكن إذا تخطّت الساعة 12,15، فلن يشهد التيار انقطاعا”. فكتب أحدهم على موقع “فيسبوك” منشورا يشبّه المصعد بالقطار، وفيه “إذا فاتك مصعد (الساعة) الواحدة إلا عشر.. يمكنك اللحاق بمصعد الواحدة والثلث”. – “همّ يُضحك” – وتتالت التعليقات الساخرة على منصات التواصل الاجتماعي. وكتب نجيب ساويرس، أحد أغنى رجال الأعمال في مصر، عبر حسابه على موقع “تويتر” أو “إكس” تعليقا على الأزمة “عندما توفى إديسون مخترع الكهرباء عام 1931، أُطفئت كهرباء العالم لمدة دقيقة تكريما له” مضيفا “ما زالت مصر و لبنان تكرّمان الرجل كل يوم”. وعلّق مستخدمون آخرون على “فيسبوك” قائلين “همّ يضحك”، في اجتزاء للمثل الشعبي العامي “همّ يضحك وهمّ يبكي”. وكتبت الناشطة الحقوقية البارزة ماهينور المصري عبر حسابها على “تويتر”، “وهو تخفيف أحمال الكهرباء يفرض على الكهرباء فقط، وليس على فواتير الكهرباء مثلا؟؟”. وبمرارة، يقول إسلام، المصري البالغ من العمر 36 عاما لوكالة فرانس برس، “لماذا نصدّر الغاز إلى أوروبا ونعيش في ظلام؟”. ويشير إلى قرار الحكومة استثناء المناطق الساحلية من جدول قطع الكهرباء لعدم التأثير على الحركة السياحية، ويقول “أعتقد في البلدان الأخرى تكون الأولوية للمواطن”. وقفز إنتاج الغاز في البلاد، وفق السلطات، إلى 69,2 مليار متر مكعب عامي 2021/2022، وصادرات الغاز الطبيعي بشكل غير مسبوق لتبلغ ثمانية مليارات دولار في هذين العامين، في مقابل 0,6 مليار دولار عامي 2013/14. وتشهد مصر التي يبلغ عدد سكانها 105 ملايين يعيش ثلثهم تحت خطّ الفقر، ظروفا اقتصادية قاسية. وكانت صفحة التحقق من المعلومات “صحيح مصر” على موقع “فيسبوك” أوردت تصريحا سابقا لوزير الكهرباء المصري محمد شاكر أدلى به في آذار/مارس وقال فيه “زمن تخفيف الأحمال لن يتكرّر في مصر مهما بلغت الأحمال على الشبكة القومية للكهرباء، سواء خلال أشهر الصيف أو الشتاء”. وقالت الصفحة “لكن يبدو أن الوزير لم يفِ بالوعد الذي قطعه”.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: قطع الکهرباء

إقرأ أيضاً:

الجزائر.. بدء تشغيل أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في البلاد

الجزائر – أعلنت شركة “سونلغاز” الجزائرية عن الانطلاق في عملية التشغيل الجزئي لأكبر محطة لإنتاج الكهرباء في البلاد بمحافظة مستغانم، ما سيسمح بتدعيم الطاقة الإنتاجية الوطنية بـ450 ميغاواط.

ووفقا للبيان، “قامت سونلغاز ابتداء من يوم الخميس 4 يوليو 2024، بالتشغيل الجزئي للمحطة الهجينة لإنتاج الكهرباء بمستغانم، وذلك من خلال دخول التوربينات الغازية الأولى حيز الخدمة”، مشيرا الى أن “هذه العملية تأتي لتدعيم الطاقة الإنتاجية الوطنية بـ450 ميغاواط كمرحلة أولى”.

ولفت البيان إلى أن “هذه المنشأة الطاقوية الكبرى تضاف إلى جملة المشاريع الطاقوية الهامة التي نجحت سونلغاز في إدخالها حيز الخدمة خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي من شأنها تعزيز الحضيرة الإنتاجية لسونلغاز ودعم قدرتها الوطنية في تعزيز تموين المواطنين بالطاقة”.

المصدر: وكالة الأنباء الجزائرية

مقالات مشابهة

  • الجزائر.. بدء تشغيل أكبر محطة لإنتاج الكهرباء في البلاد
  • مخاوف من السيناريو السنوي.. الجزائر تسجل 73 حريقا خلال 48 ساعة فقط
  • مصر في 24 ساعة| "مدبولي" يطمئن المصريين بشأن الاقتصاد.. مصر تتجاوز ٱزمة النقد الأجنبي
  • أنقطاع الكهرباء عن مليونين شخص في ولاية تكساس بسبب إعصار بيريل
  • عاجل| تصريح يطمئن المصريين من رئيس الوزراء عن الاقتصاد الفترة المقبلة
  • ملامح برنامج الحكومة الجديدة.. مدبولي يشكر الرئيس لتكليفه ويعاهد المصريين على ضبط الأسعار وإنهاء أزمة الكهرباء (صور)
  • مصر في 24 ساعة| تطورات أزمة اللاعب أحمد رفعت.. تفاصيل جديدة في مفاوضات غزة
  • عاجل| وزير الكهرباء: ترشيد استهلاك الغاز والاعتماد على الطاقات المتجددة لتخطي أزمة انقطاع التيار
  • أول القرارات.. وزارة الكهرباء تصعق المصريين بتعريفة جديدة مضاعفة
  • عفت السادات للحكومة الجديدة: أزمة الكهرباء بسبب عدم مصارحة الرأي العام بالمشكلة(فيديو)