محللون: إسرائيل تستغل حربها على غزة لتهويد الضفة الغربية
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
تعتبر العملية العسكرية التي بدأتها قوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة الغربية منذ 3 أيام جزءا من خطة تستهدف تهويد الضفة وإفراغها من الفلسطينيين بموافقة الولايات المتحدة الأميركية، كما يقول خبراء.
وشهدت الضفة خلال الأشهر الماضية تزايدا في عمليات الاعتداء على الفلسطينيين من جانب المستوطنين والجيش الإسرائيلي، والاستيلاء على جزء كبير من أراضيهم وقراهم.
ووفقا للأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، فقد أعادت إسرائيل احتلال الضفة بالكامل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم تترك للسلطة الفلسطينية أي سيطرة.
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال البرغوثي إن ما يجري حاليا هو استعمار جديد تستعين فيه حكومة الاحتلال بعصابات المستوطنين كما فعلت عصابات "شتيرن" و"الأرغون" و"الهاغاناه" وقت النكبة.
استغلال حرب غزة
ويعود هذا التصعيد في الضفة إلى أسباب تتعلق بالحرب في قطاع غزة ونتائجها ومخرجاتها، كما يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين، الذين يرى أن ما يجري في غزة يلفت الأنظار عما يحدث في الضفة.
ليس هذا وحسب، فقد حولت الحرب الجيش الإسرائيلي إلى مجموعة من العصابات، وأصبح ما كان منتقدا قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، فعلا عاديا حاليا، حسب جبارين.
إلى جانب ذلك، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -برأي جبارين- "يشتري صمت وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش حتى لا ينسحبوا من الحكومة بسبب اعتراضهم على آلية الحرب في غزة".
كما إن إسرائيل لم تجتمع على شيء منذ بدء الحرب إلا على رغبة في الانتقام، فضلا عن سيطرة اليمين المتطرف على الجيش، كما يقول جبارين.
وفيما يتعلق بغياب الشرطة الفلسطينية عن المشهد المتصاعد في الضفة، يقول البرغوثي إن قوات الأمن التابعة للسلطة "تختفي فور ظهور جيش الاحتلال، ولا تقوم حتى بحماية الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين".
لذلك، فإن على السلطة الفلسطينية إعادة النظر في علاقاتها بإسرائيل وإلغاء التنسيق الأمني معها، وأيضا إعادة النظر في الاعتماد على الولايات المتحدة كوسيط بعد الفيتو الأخير الذي استخدمته لمنع مجلس الأمن الدولي من الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، كما يقول البرغوثي، مؤكدا أن ما يجري في الضفة هو نتيجة حتمية لما تم الاتفاق عليه في "أوسلو".
ومجددا، تحدث البرغوثي عن "ضرورة اجتماع كافة القوى الفلسطينية على مشروع وطني تحرري واحد"، مؤكدا أن سموتريتش "أصبح حاكما فعليا للضفة، ويعمل بجد على إفراغها من الفلسطينيين وتحويلها إلى منطقة يهودية بالكامل".
وعن هذا التحول الكبير في التعامل مع الضفة، قال جبارين إن إسرائيل فشلت على مدار 56 عاما في بلورة رؤية أمنية واضحة للضفة، مشيرا إلى أن نتنياهو اعتمد طوال السنوات الـ10 الماضية في تعزيز إستراتيجية التوتر المتواتر.
وقبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت إسرائيل تقوم بحروب عصابات خاطفة لضرب أي جيب للمقاومة قبل أن يتطور كما حدث في جنين، وفق جبارين الذي أشار إلى أن المقاومة في الضفة تختلف عنها في غزة "لأنها تتبنى نظرية الذئاب المنفردة وهو تعريف ينطبق على 250 ألفا من سكان الضفة".
استيلاء ممنهج
وتعليقا على الحديث الأميركي عن خطر "المستوطنين المتطرفين" وتجاهل فكرة الاستيطان نفسها، قال البرغوثي إنه حديث يشبه الحديث عن "المستوطنات غير القانونية"، أي التي تبنى بدون موافقة حكومية، مؤكدا أنه "حديث هزلي هدفه التغطية على عدم شرعية المستوطنات والمستوطنين بصفة عامة، ومن بينهم وزراء مثل بن غفير وسموتريتش اللذين يعيشان في مستوطنتين مبنيتين على أرض فلسطينية".
لذلك فإن ما تفرضه أميركا ودول الغرب ضد بعض المستوطنين -برأي البرغوثي- "هو نوع من النفاق السياسي لا يختلف عن الحديث الدائم عن حل الدولتين الذي أصبح أداة لإعطاء إسرائيل مزيدا من الوقت لفعل ما تفعله في مخيم نور شمس، ومن قبله في جنين وغيرهما، لتوسيع الاستيطان وضم الضفة كلها".
وإجمالا، يرى جبارين أن ما يجري بالضفة حاليا ليس سوى تأكيد على تحول إسرائيل من السلطة السياسية إلى السطلة الدينية حيث أصبح اليمين مسيطرا على كتائب في الجيش وينادي بتسمية رئيس أركان من حزب الصهيونية الدينية.
وخلص جبارين إلى أن الاستيلاء على الضفة ليس جديدا، ولكنه مشروع قديم يعود إلى عام 2006 عندما انسحب المستوطنون من غزة، مشيرا إلى أن ما يعرف باليسار في إسرائيل يدعم استحواذ اليمين على الضفة مقابل ترك تل أبيب وحيفا للعلمانيين، وفق قوله.
ومن هذا المنطلق، فقد سلمت الحكومة مهمة ضم الضفة للمستوطنين لكي تحصر الصراع بينهم وبين الفلسطينيين بعيدا عن إسرائيل كدولة، كما يقول جبارين.
أما البرغوثي، فيرى أن الحكومة الإسرائيلية "سلمت الضفة ماليا وسياسيا وعسكريا للمستوطنين من أجل كسر أي نوع من أنواع مقاومة الفلسطينيين للمشروع الصهيوني".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات کما یقول فی الضفة ما یجری إلى أن
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
نقلت مراسلة الحرة عن مصادر محلية، السبت، أن مجموعات من المستوطنين اقتحمت المقبرة الإسلامية في شارع الشهداء في البلدة القديمة في مدينة الخليل.
وتصاعدت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس على بلدات إسرائيلية.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس أعلن، الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.
وقال كاتس في بيان إنه قرر "وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين".
وأضاف "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات".
من جهتها، اتهمت السلطة الفلسطينية إسرائيل، الجمعة، بتشجيع "المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين"، بعد إعلان إسرائيل إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين في الضفة الغربية.
ويأتي القرار بعدما أعلنت السلطات الأميركية، في وقت سابق، أنها ستفرض عقوبات على المنظمة الاستيطانية "أمانا" التي تنشط من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية وشركة البناء التابعة لها "بنياني بار أمانا" بسبب علاقاتها مع أفراد وبؤر استيطانية خاضعة للعقوبات جراء ارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر 2023 والحرب المستمرة في قطاع غزة.
وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكثر من 300 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 أكتوبر و4 نوفمبر.
وباستثناء القدس الشرقية، يعيش حوالى 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.
وأظهرت رسالة نشرت، الخميس، أن نحو 90 مشرعا ديمقراطيا في الكونغرس الأميركي حثوا الرئيس جو بايدن على فرض عقوبات على عضوين في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بسبب العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وحث أعضاء الكونغرس بايدن على توجيه رسالة لشركاء الولايات المتحدة قبل مغادرته منصبه، وقالوا إن وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، حرضوا مستوطنين إسرائيليين على العنف في الأراضي.
وقال المشرعون في الرسالة "نكتب للتعبير عن قلقنا العميق إزاء تصاعد عنف المستوطنين وتوسيع المستوطنات والتدابير المتخذة لإضعاف السلطة الفلسطينية وزعزعة استقرار الضفة الغربية".
وجاء في الرسالة التي وقع عليها 17 عضوا في مجلس الشيوخ و71 عضوا في مجلس النواب أن المستوطنين الإسرائيليين شنوا أكثر من 1270 هجوما مسجلا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بمعدل متوسط يزيد على ثلاث هجمات عنيفة يوميا.
وتدعم الولايات المتحدة منذ عقود حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين وحثت إسرائيل على عدم توسيع المستوطنات.
والضفة الغربية من بين الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ويسعى الفلسطينيون بدعم دولي إلى إقامة دولتهم عليها. وتعتبر أغلب القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية في المنطقة غير قانونية. وترفض إسرائيل ذلك، متذرعة بمطالبات تاريخية، وتصف الضفة الغربية بأنها حصن أمني.
واحتفل نتانياهو وحلفاؤه بإعادة انتخاب دونالد ترامب هذا الشهر رئيسا للولايات المتحدة، وهو حليف قوي لإسرائيل لكن تصرفاته غير متوقعة في بعض الأحيان. وفي ولايته الأولى، حقق الرئيس الجمهوري المنتخب مكاسب كبيرة لنتانياهو.
وعلاوة على ذلك، قال سموتريتش إنه يأمل أن تبسط إسرائيل سيادتها على الضفة الغربية في عام 2025 وإنه سيدفع الحكومة إلى إشراك إدارة ترامب القادمة لكسب دعم واشنطن. ويضطلع سموتريتش أيضا بدور الإشراف على المستوطنين وهو من أدوار وزارة الدفاع في إطار اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وبعد التوسع غير المسبوق لنشاط إسرائيل في بناء المستوطنات، يتطلع بعض المدافعين عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية إلى دونالد ترامب لتحقيق حلم فرض السيادة على منطقة ينظر إليها فلسطينيون على أنها أساس دولة لهم في المستقبل.
وتتغير ملامح الضفة الغربية بسبب التوسع السريع في المستوطنات اليهودية منذ عودة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو على رأس ائتلاف قومي يميني متطرف قبل عامين. وخلال ذلك الوقت، تفجرت أعمال عنف المستوطنين،ما أدى إلى فرض عقوبات أميركية.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، ظهرت الأعلام الإسرائيلية على قمم تلال يطالب بها بعض المستوطنين في وادي الأردن بالضفة الغربية، ما زاد مخاوف العديد من الفلسطينيين حيال سيطرة أكبر لإسرائيل على تلك المناطق. وأقام بعض المستوطنين صلوات من أجل فوز ترامب قبل الانتخابات.
واحتفى مستوطنون بترشيح ترامب لمسؤولين معروفين بآرائهم المؤيدة لإسرائيل لمناصب في إدارته، ومن بينهم السفير مايك هاكابي، وهو مسيحي إنجيلي قال إن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال وإنه يفضل مصطلح "تجمعات" على "مستوطنات".
وعلى مدى الشهر الماضي، دفع وزراء بالحكومة الإسرائيلية ومدافعون عن المستوطنات ممن لديهم علاقات مع اليمين المسيحي في الولايات المتحدة بشكل متزايد بفكرة "استعادة السيادة" على الضفة الغربية في تصريحات عامة. ولم تعلن حكومة نتنياهو أي قرار رسمي بشأن هذه المسألة. ورفض متحدث باسم مكتب نتانياهو التعليق عند إعداد هذا التقرير.
وليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أن ترامب سيدعم خطوة من شأنها تهديد طموح واشنطن الاستراتيجي المتمثل في التوصل إلى اتفاق أوسع بموجب اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، والتي ترفض مثل معظم دول العالم السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ومن شأن ضم الضفة الغربية القضاء على أي أمل في حل الدولتين الذي سيفضي إلى تأسيس دولة فلسطينية مستقلة، وكذلك تعقيد الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة والتي امتدت إلى لبنان.
وخلال ولايته الأولى، نقل ترامب السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس وأنهى موقف واشنطن الراسخ منذ فترة طويلة بأن المستوطنات غير قانونية. لكن في عام 2020، أحبطت خطته لإنشاء جزء من دولة فلسطينية على طول الحدود القائمة جهود نتنياهو من أجل فرض السيادة الإسرائيلية على المنطقة.
ولم يكشف الرئيس المنتخب عن خططه للمنطقة. لم تجب المتحدثة الانتقالية باسم ترامب كارولين ليفيت على أسئلة حول السياسة الخارجية، وقالت فقط إنه "سيعيد السلام من خلال القوة في أنحاء العالم".
ومع ذلك، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أحد أبرز الوزراء المؤيدين للمستوطنات في الحكومة، قبل أيام إنه يأمل في أن تتمكن إسرائيل من ضم الضفة الغربية في العام المقبل بدعم من إدارة ترامب.
وقال يسرائيل غانتس رئيس مجلس يشع، الذي يجمع تحت مظلته مجالس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، في مقابلة إنه يأمل في أن "تسمح" إدارة ترامب للحكومة الإسرائيلية بالمضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية.