الميكروبات قد تحل ألغاز جرائم قتل غامضة!
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
قبل حوالي 800 عام، حيرت جريمة قتل السكان والمسؤولين في قرية صينية. خلال التحقيق، اكتشف المحقق، سونغ سي، أن الجروح تمت بمنجل. وللتعرف على الجاني، جمع سكان القرية بعد ظهر يوم حار وطلب منهم جميعا إلقاء مناجلهم أمامه.
بدأ الذباب يحوم حول أحد المناجل بسبب كميات قليلة من دم الضحية ظلت مترسبة عليه، وبذلك تمكن المحقق من التعرف على الجاني، وأغلقت القضية.
يقوم مارك بينيكي، وهو باحث متخصص في الطب الشرعي مقيم في ألمانيا، بدراسة دورات حياة الحشرات كالذباب والنمل والخنافس على الجثث في مسرح الجريمة. وكان لعمله دور فعال في العديد من القضايا الجنائية؛ إذ ساعد في تحديد متى وكيف مات الضحايا في العديد من الحالات.
عام 2017، توصل مارك بينيكي إلى أن رجلاً يبلغ من العمر 80 عاماً في إيطاليا، توفي بسبب الإهمال، بعد دراسته لدورات حياة الذباب والنمل الموجودة في منزل الرجل. بالنسبة لبينيكي فإن "عدم توفر أعداد كبيرة من علماء الحشرات الشرعيين مؤسف"، لأنهم "يمكن أن يفكوا ألغاز بعض الجرائم الغامضة".
فائدة الحشرات في مسرح الجريمة!
يقول مارك بينيكي إنه في كثير من الأحيان يكون من الصعب جمع المعلومات الصحيحة في مسرح الجريمة لتقديم دليل مفيد لقضية أمام المحكمة؛ إذ تعتمد دورات حياة الحشرات على مستويات الحرارة والرطوبة والضوء. وحسب المتحدث، من الصعب تحديد هذا في فصل الشتاء أو المناخات الباردة، أي عندما يقل تواجد الحشرات.
إضافة إلى ذلك، "في كثير من الأحيان، لا يتم جمع ما يكفي من الحشرات في مكان الحادث، أو لا يتم حفظها بالطريقة المناسبة"، حسب تصريح مارك بينيكي لـ DW. كما أن دراسة دورات حياة الحشرات، لا تقدم معلومات كافية لتحديد الوقت الدقيق للوفاة، وهي معلومات مهمة في جرائم القتل.
في السنوات الأخيرة، كان العلماء يدرسون إمكانية تحليل البكتيريا والفطريات لتحديد وقت وأسباب الوفاة بدقة. وفي دراسة حديثة، يبدو أن الباحثين وجدوا دعماً لهذه الفرضية. وقد حددوا مجموعة من الميكروبات التي يبدو أنها تؤدي إلى تحلل الجثث، بغض النظر عن المناخ أو الموسم.
تضمنت الدراسة تحليل الجثث في مناخات مختلفة بالولايات المتحدة خلال الفصول الأربعة. ترك الباحثون الجثث في مواقع مختلفة لمدة 21 يوماً، ثم قاموا بتحليل المواد الوراثية من عينات الأنسجة وقاموا بإنشاء خريطة تفصيلية لمجموعات البكتيريا والفطريات في كل جسم. وبعد ذلك، قاموا بإدخال تلك البيانات في خوارزمية الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تحديد وقت الوفاة بدقة.
استطاع الباحثون بعد ذلك من تحديد 20 ميكروباً ظهرت في كل جسم قاموا بتحليله خلال فترة 21 يوماً.
كان الاكتشاف الأهم بالنسبة للباحثين هو أن نفس الميكروبات تنقض على الجثث بنفس السرعة، بغض النظر عن موقع الجثة أو المناخ الذي كان حولها.
وتمكن الباحثون أيضًا من تحديد أنواع الميكروبات المتميزة التي ظهرت على الجثث في بيئات مختلفة. فبعض الميكروبات التي ظهرت على الجثث في الصحراء، كانت مختلفة عن التي ظهرت على جثث في الغابات.
هذه المعلومات ستسهل على العلماء معرفة المكان المحتمل الذي تحللت فيه الجثة بناءً على الاختلافات الصغيرة بين الميكروبات.
الأدلة الميكروبية في مكان الوفاة لا يمكن محوها أو إخفاء أثرها، على عكس بصمات الأصابع أو بقع الدم أو الشهود أو تجمع الذباب على سلاح الجريمة، لكن خبراء الطب الشرعي لا يستخدمون الميكروبات كدليل في مسرح الجريمة حتى الآن.
ويقول مارك بينيكي إن الباحثين ما زالوا بحاجة إلى مزيد من البيانات لفهم العوامل العديدة التي تؤثر فيتكاثر الميكروبات، وأن البحث العلمي في هذا المجال يحتاج لمزيد من الجهود، بيد أنه واعد.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی مسرح الجریمة على الجثث الجثث فی
إقرأ أيضاً:
«الخدمات البيطرية» تنظم ورشة عمل حول مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفذت الهيئة العامة للخدمات البيطرية ورشة عمل حول مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية خلال يومي 20 -21 يناير 2025، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية وبالتنسيق والتعاون مع شركاء النجاح وزارة الصحة والبيئة وجهاز حمايه تنميه البحيرات والثروة السمكية وكلية طب بيطري بجامعة القاهرة والمعاهد البحثية المعنية بالثروة الحيوانية بمركز البحوث الزراعية (معهد بحوث الصحة الحيوانية ومعهد بحوث الامصال واللقاحات البيطرية ومعهد بحوث التناسليات الحيوانية والمعمل المركزي للرقابة على المستحضرات البيولوجية البيطرية ومركز بحوث الصحراء).
وبدأت فعاليات الورشة بكلمة ألقاها الدكتور ممتاز شاهين، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية، على أن مقاومة مضادات الميكروبات تمثل تحديًا عالميًا يهدد الصحة العامة ومستقبل البشرية، مشددًا على أن الاستخدام العشوائي للمضادات الحيوية أدى إلى ظهور سلالات مقاومة، مما يضاعف من عدم فاعلية علاج العديد من الأمراض الوبائية.
وأشار إلى الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، بدءًا من المشاركة في وضع الخطة الوطنية لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية عام 2018، وصولًا إلى وضع خطط تنفيذية تعكس نهج الصحة الواحدة. لمناقشة قضية مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية ومكافحتها من منظور "الصحة الواحدة".
وأكد الدكتور راضي حماد رئيس قطاع الطب الوقائي وزارة الصحة، أن مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية تُعد واحدة من القضايا الرئيسية التي تؤثر على "الصحة الواحدة"، مؤكدًا أهمية تكاتف الجهود لمواجهة هذه الظاهرة العالمية وتحدث سيادته عن الدور الرائد الذي قامت به وزارة الصحة والسكان مع شركاء النجاح ذات الصلة وخاصة الهيئة العامة للخدمات البيطرية ووزارة البيئة.
ومن جانبه، أكد الدكتور صلاح مصيلحي رئيس مجلس إدارة جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية على ضرورة التعاون المستمر والبناء لكل جهات الدولة ذات الصلة لتحقيق مبدأ الصحة الواحدة ولمواجهه خطر داهم للبشرية وهو مقاومة المضادات الميكروبية.
وفي كلمتها، أكدت الدكتورة إيمان بكر، عميد كلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، على الدور الأكاديمي للكليات والمعاهد البحثية في مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية والتي تُعد من أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة وصحة الحيوان عالميًا. وشددت على أهمية التكاتف والتعاون بين جميع القطاعات ذات الصلة، بما يشمل الجهات الحكومية، المراكز البحثية، الجامعات، والمنظمات الدولية، لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد التقدم الطبي والصحي.
وفى كلمة د/ يارا خلف - ممثل منظمة الصحة العالمية (WHO) أكدت على خطورة موضوع الورشة وعلى المراحل التي بدأت في بلورة الجهود للمنظمات والحكومات للتركيز على حتمية اتخاذ إجراءات لهذه التحديات.
كما رحبت الدكتورة أميرة كمال، ممثلة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بالحضور، مشددة على أهمية هذه القضية ودور الفاو في دعم الهيئة العامة للخدمات البيطرية والمنظمات والوزارات ذات الصلة في مواجهة هذه الظاهرة من خلال التعاون الدولي وتعزيز السياسات الرشيدة لاستخدام المضادات الحيوية.
وفي كلمته، تناول الدكتور لؤي السيد، ممثل وزارة البيئة، جهود الوزارة في دعم المبادرات البيئية والصحية، مشيرًا إلى الدور المحوري للتنسيق بين القطاعات المختلفة لضمان بيئة صحية ومستدامة.
1000152654 1000152650 1000152665 1000152648 1000152649 1000152656