لقنَ النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب المصري، والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، "جلعاد إردان" مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة، درسًا قاسيًا على هامش الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أمس الخميس.

وقال مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة إن كُتب التاريخ في الدول العربية والمناهج الدراسية لا تعترف بوجود إسرائيل على الخريطة، مضيفًا أنهم يعلمون التلاميذ أن إسرائيل ليست دولة.

ومن جانبه رد أبو العينين بحزمِ قائلًا: هذا حقيقي، لأنكم اغتصبتم الأرض، مؤكدًا على أن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين هي ما تدفع نحو تأجيج الصراع وتؤصل للعداء التاريخي.

ودعا أبو العينين المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية والاعتراف بحق فلسطين في دولة حرة مستقلة كاملة السيادة على أراضيها عاصمتها القدس الشرقية.

والتقى النائب محمد العينين  وكيل مجلس النواب - على رأس وفد رفيع المستوى من برلمان البحر الأبيض المتوسط - الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، لمناقشة آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وكان السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، استقبل النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب المصري، والرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي، على هامش الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية الإسرائيلية، أمس الخميس.

وتناول اللقاء - الذي استمر ساعتين - مناقشات وسُبل حل القضية الفلسطينية بما يدعم حق الفلسطينيين في الاعتراف بدولتهم المستقلة وفقًا للأعراف والمواثيق الدولية، وكذلك دور المجتمع الدولي من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التي تقوض أي مساعي للسلام العادل والشامل في المنطقة.

وصرّح أبو العينين، أن رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعرب له عن رغبته في زيارة معبر رفح من الجانب المصري، مبديًا ترحيبه بتلك الزيارة للوقوف على حجم وسير المساعدات النافذة إلى قطاع غزة، وتوثيق الدور المصري الهام في رفع المعاناة عن أهالي القطاع.

وأوضح أبو العينين، أن مصر مستمرة في فتح معبر رفح على مدار الساعة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بكل الكميات الممكنة، مؤكدًا أن أي عراقيل اسرائيلية أو إجراءات من شأنها منع وصول المساعدات لأهالي القطاع يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي.

وأعرب أبو العينين عن رفضه القاطع لاجتياح رفح، محذرًا من عواقب خطيرة ستجر المنطقة لأزمات أكثر.  

ودعا أبو العينين، رئيس الجمعية العامة للأم المتحدة، لإطلاق مبادرة عالمية يتم من خلالها دعوة جميع رؤساء الدول المعنيين لعقد جلسات مفاوضات مستمرة تضم كل الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة - على غرار كامب ديفيد - ويتم من خلالها إعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات وطرح جميع الحلول من أجل الوصول إلى صيغة عادلة قائمة على أساس حل الدولتين على حدود 1967، والإنهاء الكامل للاحتلال، والاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.

وقال أبو العينين إن مصر على رأس الدول التي تدفع نحو تحقيق السلام الشامل بالمنطقة، وأولى الدول التي ستدعم تلك المبادرة من واقع التزامها التاريخي باتفاقيات السلام المبرمة ومواثيق الأمم المتحدة التي تعزز الأمن والسلم الدوليين.

ودعا أبو العينين لتشكيل لجنة من الطرفين تضم خبراء ومتخصصين - بمشاركة مصر - والدول العظمى والأطراف المعنية، من أجل الوصول لحلول جرية للقضية، محذرًا من سياسة العناد بين الطرفين التي ستؤدي لأزمات أكبر.

وحذر أبو العينين من التباطؤ والفتور لدى القوى الدولية تجاه حل القضية الفلسطينية، مشددًا أن المنطقة تنجرّ قسرًا - وسط مشاهدة العالم - نحو حرب ضخمة سيدفع الجميع تبعاتها، ولن يفوز فيها أحد، بل سيخسر الجميع وعلى رأسها الدول الكبرى.
وشدد أبو العينين على أن الاحتلال هو أصل جميع المشكلات في المنطقة، وأن الممارسات الاسرائيلية تجاه الفلسطينيين ستجلب حروبًا جانبية وأذرع لصراعات أخرى لن تنتهي.

وقال إن أهالي غزة يعيشون في سجن كبير، بسبب تضييقات الاحتلال الاسرائيلي وتحت وطأة القصف المستمر، في مشاهد ترفضها كل الأعراف الدولية والإنسانية، مشددا على ضرورة التدخل العاجل من المجتمع الدولي لإنهاء تلك المأساة الإنسانية في قطاع غزة.  

ومن جانبه، قال السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما يحدث في غزة خلال هذه الأثناء خطره كبير، وأثره على الحاضر وتبعاته على المستقبل والأجيال القادمة سيكون خطيرًا للغاية، وإنه يخشى أن تُجر المنطقة لصراعات أكبر، وجبهات متعددة، إذا لم يكن هناك تدخل فوري ووقف للعلميات العسكرية وحدوث تهدئة سريعة.

وأكد فرانسيس على ضرورة التوصل لاتفاق عاجل للإفراج عن الأسرى من الجانبين، وعدم استهداف المدنيين الأبرياء، مؤكدًا أن العوقب ستكون وخيمة كلما امتدت الحرب وسيدفع ثمنها المدنيون والشعوب.

وقال فرانسيس إن المساعدات الإنسانية يجب أن تنفُذ إلى غزة بكميات كبيرة، لتلبية احتياجات السكان بالقطاع، منددًا بمحاولات تقييد أو منع وصول المساعدات عبر المعابر. 

وفي نهاية اللقاء، أهدى السفير "دينيس فرانسيس" رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، الشارة التذكارية لهيئة الأمم المتحدة للنائب محمد أبو العينين، معربًا عن سعادته باللقاء ومثمنًا المناقشات المثمرة التي انطوى عليها.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمد أبو العينين مجلس النواب مجلس الأمن الأمم المتحدة رئیس الجمعیة العامة للأمم المتحدة القضیة الفلسطینیة الأمم المتحدة أبو العینین

إقرأ أيضاً:

الشرطة الكينية تصل إلى هايتي لتعزيز المهمة الأمنية

أعلنت الحكومة الكينية على قناة X،  أن وحدة من 144 شرطيا، إضافيا وصلت إلى العاصمة الهايتية، في إطار مهمة للدعم الأمني متعدد الجنسيات تدعمها الأمم المتحدة وتهدف إلى دعم الشرطة المحلية التي تقاتل العصابات القوية.

كتب الرئيس الكيني وليام روتو على X أنه تحدث مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مشيدًا  بأنه الإعفاء المحدد لتمويل MSS من تجميد أوسع لمساعدات الحكومة الأمريكية.

وتوحدت عصابات عنيفة مسلحة بأسلحة يتم تهريبها إلى حد كبير من الولايات المتحدة في بورت أو برنس عاصمة الدولة الكاريبية في إطار تحالف مشترك وتسيطر الآن على معظم المدينة. كما قاموا بتوسيع سيطرتهم على المناطق المجاورة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذرت الأمم المتحدة من تجميد أكثر من 13 مليون دولار من التمويل الأمريكي،  لقوات الأمن في ظل توقف الرئيس دونالد ترامب لمدة 90 يوما عن المساعدات الخارجية.

وعلى الرغم من أن بعثة MSS مدعومة من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلا أنها ليست عملية تابعة للأمم المتحدة وتعتمد حاليا على التبرعات. ولم تحرز البعثة حتى الآن تقدما يذكر نحو مساعدة هايتي على استعادة النظام.

قالت الأمم المتحدة ،  الثلاثاء الماضي،  إن أكثر من 13 مليون دولار من التمويل الأمريكي لقوة أمن دولية تساعد في محاربة العصابات المسلحة في هايتي تجمد في ظل توقف الرئيس دونالد ترامب لمدة 90 يومًا عن المساعدات الخارجية.

وتوحدت عصابات قوية مسلحة بأسلحة يتم تهريبها إلى حد كبير من الولايات المتحدة في بورت أو برنس عاصمة الدولة الكاريبية في إطار تحالف مشترك وتسيطر الآن على معظم المدينة وتتوسع إلى مناطق قريبة.


على الرغم من أن مهمة دعم الأمن متعدد الجنسيات (MSS) ، على الرغم من أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، ليست عملية تابعة للأمم المتحدة وتعتمد حاليا على المساهمات الطوعية. ولم تحرز البعثة حتى الآن تقدما يذكر نحو مساعدة هايتي على استعادة النظام.

وهناك ما يقرب من 900 شرطي وجندي من كينيا والسلفادور وجامايكا وغواتيمالا وبليز. ودفع أكثر من 110 ملايين دولار في صندوق استئماني تابع للأمم المتحدة للبعثة أكثر من نصفها من كندا وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

"لقد التزمت الولايات المتحدة بتقديم 15 مليون دولار للصندوق الاستئماني. تم إنفاق 1.7 مليون دولار من ذلك بالفعل ، لذا تم تجميد 13.3 مليون دولار الآن ، "قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحفيين. "تلقينا إخطارا رسميا من الولايات المتحدة يطلب فيه أمرا فوريا بوقف العمل بشأن مساهمتهم."

بعد ساعات فقط من توليه منصبه في 20 يناير ، أمر ترامب بوقف مؤقت لمدة 90 يوما حتى يمكن مراجعة مساهمات المساعدات الخارجية لمعرفة ما إذا كانت تتماشى مع سياسته الخارجية "أمريكا أولا".


وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن جزءا من التمويل قد توقف مؤقتا لكنه قال إن وزير الخارجية ماركو روبيو وافق على إعفاءات من المساعدات الخارجية البالغة 40.7 مليون دولار أخرى والشرطة الوطنية الهايتية ووزارة الأمن المدنية.

وقال المتحدث يوم الثلاثاء إن "الولايات المتحدة سلمت معدات مدرعة ثقيلة تشتد الحاجة إليها إلى بعثة MSS و HNP في بورت أو برنس".

وقال كورير سينغوي، السكرتير الرئيسي في وزارة الخارجية الكينية، إنه على الرغم من التجميد، هناك ما يكفي من الأموال في الصندوق الاستئماني لتمويل البعثة حتى نهاية سبتمبر.

مقالات مشابهة

  • قلق إسرائيلي من الجيش المصري.. والقاهرة ترد
  • سفير مصر الأمم المتحدة يرد على إسرائيل: الدول القوية تلزمها جيوش قوية
  • مصر ترد على إسرائيل بعد تصريحات بشأن تسليح الجيش المصري
  • الشرطة الكينية تصل إلى هايتي لتعزيز المهمة الأمنية
  • الأمم المتحدة تعلق على انسحاب إسرائيل من مجلس حقوق الإنسان
  • العدل الدولية تسمح بمشاركة “التعاون الإسلامي” في دراسة التزامات الاحتلال في الأرض الفلسطينية
  • السفير رياض منصور: نطالب بدعم الإدارة الفلسطينية لقطاع غزة
  • مندوب باكستان في الأمم المتحدة: طرد سكان غزة يناقض القانون الدولي
  • الصين تعارض أي محاولة لتغيير التركيبة السكانية للأراضي الفلسطينية المحتلة
  • ترامب يأمر بمراجعة تمويل ومشاركة بلاده في الأمم المتحدة