طفل يموت كل ساعتين.. السودانيون يلجؤون إلى تشاد هربا من الجوع أيضا
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن الحرب الضروس التي اشتعلت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير باسم "حميدتي"، أجبرت ما يقارب من 600 ألف سوداني على الفرار إلى تشاد خلال العام الماضي.
وأوضح تقرير لوموند أن اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في ربيع 2023 قد فرّوا بالأساس من القتال ومن المجازر والانتهاكات وجرائم الاغتصاب المرتكبة في دارفور.
لكن الوافدين الجدد -تتابع لوموند- دفعهم أيضا الجوع الذي اجتاح الأرياف الخاضعة للنهب والابتزاز من قبل المليشيات المسلحة، إلى المغادرة حيث جعلت الحرب من المستحيل ممارسة أي شكل من أشكال الزراعة.
لم يبق شيء
ونقلت عن كازيمير كودجيمباي -مسؤول الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين– قوله "لقد وصل إلى تشاد أكثر من 10 آلاف لاجئ في مارس/آذار الماضي فقط، كما نشهد زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".
وتحدث التقرير عن حالة خديجة (25 عاما) التي تنحدر من قرية على أطراف مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، والتي قالت "لم يبق هناك ما نأكله، ولم يبق شيء نعطيه للأطفال، ولم يكن أمامنا خيار سوى الفرار".
ويعتني كازيمير بخديجة ويخبرها بالإجراءات التي يجب اتباعها لطلب اللجوء في تشاد. وبمجرد تسجيلها، ستحصل على حصة غذائية طارئة يوزعها برنامج الأغذية العالمي تتكون من بضعة كيلوغرامات من الحبوب والقليل من الملح والصابون.
من جانبها، تعترف فانيسا بوي -مسؤولة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي- بأن الطعام "قليل للغاية"، وتوضح أن الحصة مخصصة لمدة 4 أيام فقط، في انتظار التوزيعات الشهرية الكبيرة. وتابعت أنه بسبب نقص التمويل، لا يمكن حاليا تحديد موعد لتوزيعها، أو حتى ما إذا كانت ستوزّع أصلا.
انعدام أمن غذائي
ونقل تقرير لوموند عن المواطنة أساري (17 عاما) قولها والدموع تنهمر من عينيها وهي تقف في طابور لا نهاية له للحصول على الطعام "لم تعد الحياة ممكنة في دارفور، والناس جائعون جدا، ويحتاجون إلى المساعدة".
وقادت أساري والدها الكفيف لمسافة 400 كيلومتر تقريبا من نيالا في جنوب دارفور إلى الحدود التشادية عندما سمعت عن توزيع المواد الغذائية.
وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن ملايين السودانيين يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة. وحتى الآن، لم تعلن الحكومة السودانية ولا الهيئة الأممية حالة المجاعة.
ورسميا، لا تزال السودان في المرحلة الرابعة على مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المستوى الأخير قبل الاعتراف بالكارثة. لكن عند الاستماع إلى شهادات الناجين، يبدو أن المجاعة قد حلت بالفعل كما تؤكد لوموند.
وأكدت شارلين بيتيجان، منسقة الطوارئ بمنظمة التضامن الدولي غير الحكومية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور "نجمع قصصا من أشخاص اضطروا إلى أكل أوراق الشجر وقضم جذوع الأشجار لملء بطونهم".
طفل يموت كل ساعتين
وأضافت أنه في مخيم زمزم للاجئين، على أطراف الفاشر، وحسب منظمة أطباء بلا حدود "يموت طفل كل ساعتين".
وعلى الجانب التشادي، تشهد المنظمات غير الحكومية تدفقا متزايدا للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
ومع وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ على أراضيها مقارنة بعدد سكان يبلغ 18 مليون نسمة، أصبحت تشاد واحدة من البلدان الرئيسية المضيفة للاجئين في العالم.
ونقلت لوموند عن جيروم ميرلين، مساعد ممثل المفوضية للعمليات في تشاد، قوله "اليوم، تُهمّش الأزمة السودانية، بسبب الوضع في غزة وأوكرانيا، ولكن إذا نظرنا إلى الأرقام، فهي بلا شك الأزمة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم اليوم".
وتابع "في الخفاء، يعبّر بعض العاملين في المجال الإنساني عن غضبهم وإحباطهم، وحتى شعورهم بالظلم. يقول أحدهم وقد عمل في أوكرانيا إن "الاستجابة لأوكرانيا تواجه فائضا في التمويل تقريبا، في حين أننا هنا لا نتلقى حتى ما يكفي لتغطية 4% من الاحتياجات".
أضاف ميرلين "قد تبدو هذه الأزمة بعيدة عندما ننظر إليها من باريس أو بروكسل. لكن ملاحظاتنا تظهر أن تحركات اللاجئين السودانيين نحو أوروبا قد بدأت، مع وصول عدة آلاف بالفعل إلى إيطاليا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات إلى تشاد
إقرأ أيضاً:
تسهيلات جديدة لعودة السودانيين من مصر
أعلنت الحكومة السودانية عن تسهيلات جديدة لتشجيع راغبي العودة إلى البلاد من السودانيين الموجودين بمصر.
الخرطوم ــ التغيير
وتشمل التسهيلات «توفير رحلات نقل نهرية من أسوان (جنوب مصر) إلى وادي حلفا (شمال السودان)، لتعمل بالتوازي مع رحلات النقل البرية والجوية»، وقال مسؤولون عن مبادرات «العودة الطوعية» التابعة للسفارة السودانية بالقاهرة، إن «توفير مسار للنقل النهري للعائدين سيسهم في تخفيف تكدس أعداد راغبي العودة، وتسهيل عودتهم للبلاد».
وشهدت المعابر الحدودية بين مصر والسودان، أخيراً، تكدساً لحافلات نقل السودانيين العائدين، بعد اصطفاف عشرات الحافلات التي تنقل الأسر السودانية، التي لجأت إلى مدن مصرية، بعد اندلاع الحرب الداخلية.
وتسببت الحرب الداخلية في السودان، الدائرة منذ منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في نزوح آلاف السودانيين، داخل البلاد وخارجها، بينهم نحو مليون و200 ألف سوداني إلى مصر، حسب إحصائيات رسمية.
وأكد وزير النقل السوداني، أبو بكر أبو القاسم، توفير رحلات نقل نهرية عبر الباخرة «سيناء» من أسوان إلى وادي حلفا، وقال في تصريحات نقلتها «وكالة الأنباء السودانية»، مساء السبت، إن «مسار النقل النهري سيعمل بالتوازي مع رحلات النقل البري».
وتعهد أبو القاسم بـ«توفير باخرة إضافية لضمان انتظام النقل النهري، ذهاباً وإياباً»، مشيراً إلى أن «مسار النقل النهري يوفر سعة كبيرة تمكن كل العائدين إلى ديارهم من حمل جميع أمتعتهم»، ودعا راغبي «العودة الطوعية» لتحديد زمن عودتهم لدى السفارة السودانية بالقاهرة.
ووفق مؤسس مبادرة «راجعين لبلد الطيبين»، محمد سليمان، (مبادرة للعودة الطوعية تدعمها السفارة السودانية بالقاهرة)، فإن الهدف من إضافة رحلات النقل النهري «تخفيف التكدس على رحلات العودة البرية، وتوفير مسارات مختلفة لنقل العائدين، بعد تزايد طلبات الراغبين في الرجوع للبلاد»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك أسراً تجد صعوبة في توفير طريق للعودة، بسبب كثرة الإقبال على الرحلات البرية».
وأشار سليمان إلى إجراءات اتخذتها السلطات المصرية والسودانية، لتسهيل رحلات العودة أخيراً، منها «السماح بمرور الرحلات البرية عبر معبري (أرقين وأشكيت)، لتخفيف زحام حافلات نقل العائدين»، منوهاً إلى أن «من أولويات مبادرة عودة السودانيين، نقل كبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى».
ويربط مصر والسودان منفذان بريان، هما «أرقين» و«أشكيت»، ويعتمد البلدان عليهما في التبادل التجاري ونقل الأفراد.
وقال سليمان إن «هناك تزايداً ملحوظاً في أعداد راغبي العودة إلى السودان»، مضيفاً أن «متوسط حافلات النقل اليومية يزيد على 100 حافلة، تقل نحو 5 آلاف شخص يومياً»، لافتاً إلى أن «انتصارات الجيش السوداني الأخيرة، وعودة بعض الخدمات في المناطق المحررة، تشجعان الكثيرين على العودة للبلاد».
وحقق الجيش السوداني، أخيراً، تقدماً ملحوظاً في الحرب الداخلية التي تقترب من عامها الثاني، باستعادة العاصمة الخرطوم، ومن قبلها مناطق حيوية مثل ولاية الجزيرة (جنوب الخرطوم).
«إلى جانب التسهيلات المقدمة من السلطات المصرية والسودانية للعائدين، هناك مبادرات طوعية، يبادر بها رجال أعمال سودانيون ونشطاء»، بحسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، الذي قال إن هناك «عدداً من (المبادرات الطوعية) التي تستهدف نقل غير القادرين، مجاناً إلى ديارهم مرة أخرى».
وتحدث جبارة عن تعدد وسائل نقل العائدين، ما بين «رحلات برية وجوية وبحرية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن من بين التسهيلات المقدمة للعائدين «تخفيضات على رحلات الطيران بالخطوط الوطنية السودانية»، وعَدّ التنوع في مبادرات العودة «يشجع مختلف شرائح وفئات السودانيين على الرجوع للبلاد مرة أخرى».
وأعلنت الخطوط الجوية الوطنية السودانية (سودانير) مطلع أبريل الجاري عن «مبادرة للعودة، تشمل تخفيضات 50 في المائة لعدد 50 مقعداً في كل رحلة للعائدين»، إلى جانب «تذاكر مجانية لأبناء شهداء الحرب السودانية العائدين من القاهرة».
ويعتقد جبارة أن تزايد الإقبال على رحلات العودة «رسالة مهمة تعكس عودة الاستقرار في المناطق المحررة من قبل الجيش السوداني، وتمهد لعودة الحياة لطبيعتها مرة أخرى»، منوهاً إلى أن «غالبية العائدين يحرصون على الرجوع إلى منازلهم مرة أخرى، خصوصاً مع بدء عودة بعض الخدمات والمرافق».
الوسومالعودة الطوعية النقل النهري تسهيلات عودة السودانيين مصر