ذكر تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية أن الحرب الضروس التي اشتعلت قبل عام بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، الشهير باسم "حميدتي"، أجبرت ما يقارب من 600 ألف سوداني على الفرار إلى تشاد خلال العام الماضي.

وأوضح تقرير لوموند أن اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى تشاد في ربيع 2023 قد فرّوا بالأساس من القتال ومن المجازر والانتهاكات وجرائم الاغتصاب المرتكبة في دارفور.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إيرانlist 2 of 4الهجوم الإيراني على إسرائيل مكّنته تكنولوجيا الصواريخ الكورية الشماليةlist 3 of 4نيوزويك: بعد 6 أشهر من الحرب حماس هي التي تسيطر على الوضع بغزةlist 4 of 4جامعة كولومبيا توقف ابنة إلهان عمر عن الدراسة لمشاركتها في احتجاجات مناصرة لغزةend of list

لكن الوافدين الجدد -تتابع لوموند- دفعهم أيضا الجوع الذي اجتاح الأرياف الخاضعة للنهب والابتزاز من قبل المليشيات المسلحة، إلى المغادرة حيث جعلت الحرب من المستحيل ممارسة أي شكل من أشكال الزراعة.

لم يبق شيء

ونقلت عن كازيمير كودجيمباي -مسؤول الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين– قوله "لقد وصل إلى تشاد أكثر من 10 آلاف لاجئ في مارس/آذار الماضي فقط، كما نشهد زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".

وتحدث التقرير عن حالة خديجة (25 عاما) التي تنحدر من قرية على أطراف مدينة الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، والتي قالت "لم يبق هناك ما نأكله، ولم يبق شيء نعطيه للأطفال، ولم يكن أمامنا خيار سوى الفرار".

ويعتني كازيمير بخديجة ويخبرها بالإجراءات التي يجب اتباعها لطلب اللجوء في تشاد. وبمجرد تسجيلها، ستحصل على حصة غذائية طارئة يوزعها برنامج الأغذية العالمي تتكون من بضعة كيلوغرامات من الحبوب والقليل من الملح والصابون.

من جانبها، تعترف فانيسا بوي -مسؤولة الطوارئ في برنامج الأغذية العالمي- بأن الطعام "قليل للغاية"، وتوضح أن الحصة مخصصة لمدة 4 أيام فقط، في انتظار التوزيعات الشهرية الكبيرة. وتابعت أنه بسبب نقص التمويل، لا يمكن حاليا تحديد موعد لتوزيعها، أو حتى ما إذا كانت ستوزّع أصلا.

انعدام أمن غذائي

ونقل تقرير لوموند عن المواطنة أساري (17 عاما) قولها والدموع تنهمر من عينيها وهي تقف في طابور لا نهاية له للحصول على الطعام "لم تعد الحياة ممكنة في دارفور، والناس جائعون جدا، ويحتاجون إلى المساعدة".

وقادت أساري والدها الكفيف لمسافة 400 كيلومتر تقريبا من نيالا في جنوب دارفور إلى الحدود التشادية عندما سمعت عن توزيع المواد الغذائية.

وبحسب الصحيفة الفرنسية، فإن ملايين السودانيين يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وفقا للأمم المتحدة. وحتى الآن، لم تعلن الحكومة السودانية ولا الهيئة الأممية حالة المجاعة.

ورسميا، لا تزال السودان في المرحلة الرابعة على مقياس التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو المستوى الأخير قبل الاعتراف بالكارثة. لكن عند الاستماع إلى شهادات الناجين، يبدو أن المجاعة قد حلت بالفعل كما تؤكد لوموند.

وأكدت شارلين بيتيجان، منسقة الطوارئ بمنظمة التضامن الدولي غير الحكومية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور "نجمع قصصا من أشخاص اضطروا إلى أكل أوراق الشجر وقضم جذوع الأشجار لملء بطونهم".

طفل يموت كل ساعتين

وأضافت أنه في مخيم زمزم للاجئين، على أطراف الفاشر، وحسب منظمة أطباء بلا حدود "يموت طفل كل ساعتين".

وعلى الجانب التشادي، تشهد المنظمات غير الحكومية تدفقا متزايدا للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.

ومع وجود أكثر من 1.2 مليون لاجئ على أراضيها مقارنة بعدد سكان يبلغ 18 مليون نسمة، أصبحت تشاد واحدة من البلدان الرئيسية المضيفة للاجئين في العالم.

ونقلت لوموند عن جيروم ميرلين، مساعد ممثل المفوضية للعمليات في تشاد، قوله "اليوم، تُهمّش الأزمة السودانية، بسبب الوضع في غزة وأوكرانيا، ولكن إذا نظرنا إلى الأرقام، فهي بلا شك الأزمة الإنسانية الأكثر خطورة في العالم اليوم".

وتابع "في الخفاء، يعبّر بعض العاملين في المجال الإنساني عن غضبهم وإحباطهم، وحتى شعورهم بالظلم. يقول أحدهم وقد عمل في أوكرانيا إن "الاستجابة لأوكرانيا تواجه فائضا في التمويل تقريبا، في حين أننا هنا لا نتلقى حتى ما يكفي لتغطية 4% من الاحتياجات".

أضاف ميرلين "قد تبدو هذه الأزمة بعيدة عندما ننظر إليها من باريس أو بروكسل. لكن ملاحظاتنا تظهر أن تحركات اللاجئين السودانيين نحو أوروبا قد بدأت، مع وصول عدة آلاف بالفعل إلى إيطاليا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات ترجمات إلى تشاد

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد تطلق نداء عاجلاً لإدخال احتياجات غزة ووقف استخدام "سلاح الجوع"

أطلقت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، اليوم السبت 15 مارس 2025، نداء عاجلا للأمم المتحدة ولدول العالم وشعوبها، للضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالوقف الفوري عن استخدامها الجوع والحرمان كأحد أدوات الحرب ضد الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة .

جاء النداء، لمناسبة اليوم العالمي لحقوق المستهلك الذي يصادف اليوم 15 آذار/ مارس، الذي أقرّته الأمم المتحدة منذ عام 1983، ويأتي هذا العام تحت شعار "أنماط حياة مستدامة".

وقالت الوزارة: "نذكر العالم أجمع بأن إسرائيل ترفض إدخال الاحتياجات الأساسية الصحية والإنسانية وخاصة الماء والكهرباء والغذاء إلى أبناء شعبنا في قطاع غزة، في ظل انهيار لكافة مقومات الحياة الأساسية، وحصار على مختلف المدن في الضفة الغربية وخاصة في شمالها، وتقيم نحو 900 حاجز عسكري تقيد حركة تنقل الأفراد والبضائع علاوة على نزوح نحو 41 ألف مواطن".

وأضافت "يمر هذا اليوم على أبناء شعبنا في ظروف استثنائية يحتم على منظومة المجتمع الدولي بمختلف هيئاتها، الانتصار للقوانين الدولية، التي كفلت حق المواطن في الحصول على احتياجاته وحقوقه الأساسية وخاصة وقت الحروب، إلا أن إسرائيل لم تعد تقيم وزنا لهذه القوانين، وتضع لنفسها معايير لا قانونية ولا أخلاقية".

وتابعت: "رغم الحصار والتحكم الإسرائيلي، إلا أن الجهود مستمرة في تقوية منظومة حماية المستهلك، والحفاظ على حقوق المستهلك في الحصول على سلعة آمنة ونظيفة وبأسعار عادلة، وهناك إجراءات تنفذ على صعيد مراجعة البيئة القانونية لحماية المستهلك، وإجراءات رقابية لضبط وتنظيم السوق".

وأشارت إلى أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على أهلنا في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عززت من استجابتها السريعة لتوفير احتياجات المواطنين من المخزون السلعي والذي كفي لمدة ستة أشهر، ومخزون الدقيق ثلاثة أشهر، علاوة على استمرار سلسلة التوريد من مختلف بلدان العالم.

ولفتت إلى إطلاق منصة "بهمنا" المخصصة لاستقبال شكاوى الجمهور والبلاغات والاستفسارات التي تخص عملها، والاستجابة السريعة لمعالجة احتياجات المواطنين، ومن أجل الحفاظ على الحقوق، والمساهمة الفاعلة في تطوير خدمات الوزارة.

وشددت الوزارة في بيانها، على المضي قدما في تنفيذ تعليمات رئيس الوزراء باتخاذ ما يلزم من إجراءات لمواجهة حالات الاستغلال والتلاعب بالأسعار في قطاع غزة.

وبينت الوزارة في بيانها إلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها طواقمها حاليا لضبط وتنظيم السوق خلال شهر رمضان المبارك، عبر مكافحة السلع المزورة والتالفة، والالتزام بالسقف السعري المحدد للسلع، حيث تمت إحالة 16 مخالفا للنيابة العامة خلال الشهر الجاري، وضبط نحو 20 طنا من السلع التالفة.

يشار إلى أن طواقم حماية المستهلك نفذت خلال العام الماضي نحو 4 آلاف جولة ميدانية تم خلالها زيارة ما يقارب 30 ألف محل تجاري، جرى خلالها مخالفة 595 محلا، وأحالت إلى النيابة العامة 26 مخالفا.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين بلدية رفح تعلن توقف تزويد جميع آبار المياه في المدينة بالوقود توقيع مذكرة تعاون بين فلسطين وإسبانيا لتعزيز التعاون الثقافي الاحتلال يقتحم قرية الجانية غرب رام الله الأكثر قراءة غزة: 7 إصابات إثر قصف إسرائيلي لجرافة تابعة للجنة المصرية القطرية صحة غزة: وصل مستشفيات القطاع 7 شهداء خلال 48 ساعة الماضية معروف: إسرائيل قتلت 24 صحفية خلال حرب الإبادة على غزة مصطفى يدعو لتبني خطة إعمار غزة "الفلسطينية المصرية" عربيا وإسلاميا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • طنجة: حادثتان مروعتان تخلفان قتيلين و7 جرحى في أقل من ساعتين
  • حميدتي أكد أن أهالي قتلى الدعم السريع يعانون من التجاهل والنسيان
  • مُحافظ جدة يستقبل القنصل العام لجمهورية تشاد
  • التعامل مع الجوع أثناء الصوم
  • إسلام فوزي معلقا على مسلسل أثينا: 99.9% من أبطاله يعانون من الاكتئاب
  • “رويترز”: عودة بعض السوريين إلى بيوتهم بعد أن لجأوا إلى قاعدة حميميم الروسية هربا من العنف في الساحل
  • الاقتصاد تطلق نداء عاجلاً لإدخال احتياجات غزة ووقف استخدام "سلاح الجوع"
  • ترامب: أوكرانيا قبلت وقف إطلاق النار ويمكننا إقناع روسيا أيضا
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تتعاون مع وفد أكاديمي من تشاد
  • مخيم في لبنان يواجه الجوع.. لقمة رمضان لا تتوفر بسهولة