عند الساعة الواحدة من فجر اليوم السبت ومن دون سابق إنذار، دوت انفجارات عنيفة في قاعدة كالسو العراقية ما أدى لسقوط قتيل و8 جرحى على الأقل.

تقع قاعدة كالسو بالقرب من الطريق الدولي في محافظة بابل بجنوب العاصمة بغداد، وتشغلها حاليا قوات من هيئة الحشد الشعبي ومن الجيش العراقي.

وهذه القاعدة أقامها الأميركيون بعد غزوهم للعراق عام 2003.

وفي تلك الحقبة كانت بابل واحدة من الجبهات الساخنة ضد احتلال رعاة البقر للقلاع العريقة والحدائق المعلقة.

ومن هذه المنطقة أيضا، كانت فصائل الحشد الشعبي المقربة ممن إيران تستهدف الوجود الأميركي في العراق في الشهور القليلة الماضية، ومنها أيضا أطلقت فصائل المقاومة الإسلامية طائرات مسيرة على مدينة إيلات الإسرائيلية تضامنا مع قطاع غزة حيث تطحن آلة الاحتلال النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

هذا عن دلالة المكان. وأما عن الزمان، فإن انفجار قاعدة كالسو يتزامن مع "هجمات إسرائيلية" استهدفت موقعا حساسا في مدينة أصفهان الإيرانية، ردا على عملية الوعد الصادق التي شنتها طهران مؤخرا انتقاما لمقتل ضباطها في قصف إسرائيل لقنصليتها في دمشق.

عدوان صاروخي صهيوأمريكي على "قاعدة كالسو" التي تضم قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي في بابل، وتسببت في شهيد و٧ جرحى؟

* ويقال أن الهجوم انطلق عبر الأراضي الأردنية ؟
* الإحتلال الامريكي ينفي إشتراكه بالضربة،
* التحاليل تقول انها ضربة اسرائيلية بتواطؤ أمريكي،
* ضربتهم إيران في… pic.twitter.com/aE7FS3GHXu

— ناصر الناصر (@atras10) April 20, 2024

تفاصيل الضربة

ووفق مسؤول في وزارة الداخلية العراقية  -طلب عدم كشف هويته- فإن الضربة استهدفت "مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي وطال الانفجار العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات".

وتحدث بيان للجيش العراقي عن حصول "انفجار وحريق داخل معسكر كالسو شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين من بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة".

وقد وصل إلى قاعدة كالسو اليوم رئيس أركان الحشد الشعبي أبو فدك المحمداوي حيث "تفقد مكان الانفجار واطمأن على سلامة المقاتلين الموجودين هناك، كما اطلع على تفاصيل اللجان التحقيقية الموجودة في المكان الذي تم الاعتداء عليه".

وعلى الفور، توعد الأمين العام للمقاومة الإسلامية أبو آلاء الولائي بالرد "على من يقف خلف هذا الاعتداء الآثم على موقع الحشد الشعبي كائنا من يكون".

وأضاف في بيان على حسابه على منصة إكس "من يثبت تورطه بهذه الجريمة النكراء بعد إكمال التحقيقات اللازمة فسيدفع الثمن".

نفي وغموض وتحقيق

لكن الجيش الأميركي نفى مسؤوليته عن العملية، وقال في بيان "نحن على علم بالتقارير التي تزعم أن الولايات المتحدة شنت غارات جوية في العراق اليوم، هذه التقارير غير صحيحة، لم تقم الولايات المتحدة بشن غارات جوية في العراق اليوم".

وكذلك، نأت إسرائيل بنفسها عن الحادث وقال جيشها إنّه "لا يُعلّق على معلومات ترد في وسائل الإعلام الأجنبيّة".

ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أنه "مع تباين الروايات بعد عدة ساعات من المأساة، لا يزال الغموض يخيم على الظروف الدقيقة لهذا الحادث الأمني في قاعدة كالسو، التي تؤوي قوات الجيش والشرطة وعناصر الحشد الشعبي الحليف لإيران والذين تم دمجهم الآن في القوات العراقية النظامية".

ومما يزيد الموقف غموضا، أن مركز قيادة الدفاع الجوي العراقي أكد أنه لم يرصد أي مسيرات أو مقاتلات في المجال الجوي لمحافظة بابل قبل أو أثناء الانفجار.

وفي بيان آخر، ذكرت خلية الإعلام الأمني العراقي أنه تم تشكيل لجنة فنية مختصة للتحقيق في أسباب الانفجار والحرائق في موقع الحادث.

شاهد عيان من مليشيات الحشد الشعبي الإيراني في قاعدة "كالسو": طائرة مسيرة قامت باستهدافنا pic.twitter.com/V1FNsRqpcT

— العراق برس (@aliraqplus) April 20, 2024

فمن ضرب قاعدة كالسو العراقية إذن؟

في إجابته على هذا السؤال، يستحضر الخبير العسكري العراقي مهند العزاوي أن الضربة جاءت في ظل تعقيدات وتوتر كبير بين إيران وإسرائيل ومحاولة الولايات المتحدة لجم سلوك الطرفين.

ورغم تأكيده على غموض الموقف، يقول العزاوي في حديث للجزيرة نت إنه "يمكن كشف الجهة التي قامت بالضربة من خلال تحليل مخلفات السلاح الذي استهدف القاعدة".

بيد أن الخبير العسكري لا يحبذ التسرع في الجزم بوقوف إسرائيل خلف العملية نظرا لانشغالها حاليا في "عمليات عسكرية معقدة في الضفة الغربية وطولكرم وغزة، ومع حزب الله" اللبناني.

ويشير إلى أن الولايات المتحدة نأت بنفسها عن العملية حرصا منها على عدم كسر الهدنة مع الفصائل المسلحة في العراق التي توقفت مؤخرا عن استهداف الوجود الأميركي في البلاد.

لكن الخبير العسكري العراقي لا يستبعد وجود "صفقة برعاية أميركية لاستبدال الرد الإسرائيلي على إيران بضرب الوكلاء وعدم تصعيد الموقف إلى اشتباك مباشر بينهما".

وعلى خلاف الحذر الذي طبع إجابة العزاوي،  فإن العديد من المحللين في العراق أشاروا بأصابع الاتهام إلى إسرائيل في إطار ردها على الهجوم الإيراني في 13 من أبريل/نيسان الجاري.

وعلى منصات التواصل الاجتماعي نشرت حسابات لقطات تظهر دمارا كبيرا في مكان الحادث، وهو ما استند إليه نشطاء ومحللون في تأكيد حصول ضربة عسكرية قوية.

ومن حسابه على منصة إكس يقول الدكتور أيسر بني ضمرة إن الجيش الأميركي يسيطر على أجواء العراق منذ سقوط بغداد عام 2003 ولديه كل الأجهزه التي تمكنه من معرفة أي جسم يدخل في سماء البلاد وتحديد مصدره، مما يعني في نظره أن واشنطن تعرف الجهة التي ضربت قاعدة كالسو.

أما الشيخ الدكتور موسى الخلف، فيلقي باللوم على أميركا، قائلا إن "ضربات المقاومة العراقية أوجعتهم فاستهدفوا الحشد والقوات الأمنية".

وعلى منصات عراقية، ظهر رجل يرتدي زيا عسكريا من داخل مستشفى قائلا إنه أحد المصابين في العملية ويؤكد أن الضربة تمت بطائرة مسيرة وأن أضرارا لحقت بالأبنية المجاورة للقاعدة العسكرية.

أما ناصر الناصر، فيجزم بأنه "عدوان صاروخي صهيوأمريكي على قاعدة كالسو التي تضم قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي في بابل".

واستدل آخرون على تورط أميركا وإسرائيل في الهجوم بحجم الدمار الذي لحق بالمكان، مما يوحي بأن الضربة نفذتها مقاتلة من طراز إف 35، وفق تقديرهم.

وقد نقلت وكالة تنسيم الإيرانية أن ائتلاف دولة القانون في العراق بقيادة نوري المالكي يحمل "إسرائيل" وأذرعها المسؤولية عن استهداف الحشد الشعبي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات الولایات المتحدة الجیش العراقی الحشد الشعبی قاعدة کالسو فی العراق على من

إقرأ أيضاً:

العراقيون يهبّون للدفاع عن قضاءهم.. صرخة وطنية ضد الهيمنة الأمريكية

3 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: شهد العراق موجة من الدعم الشعبي للمؤسسة القضائية العراقية في مواجهة المزاعم الأمريكية التي تستهدف استقلاليتها.

ويعتبر العراقيون أن التطاول على القضاء أو النيل من استقلاليته أمر مرفوض تمامًا، حيث يرون في القضاء حصنًا منيعًا يحمي حقوقهم ويضمن العدالة في البلاد.

وتأتي هذه المواقف في ظل مشروع قانون مطروح على أجندة الكونغرس الأمريكي، يهدف إلى معاقبة مسؤولين كبار في الدولة العراقية.

هذا المشروع أثار استياءً واسعًا بين العراقيين الذين يرون فيه تدخلاً سافرًا في شؤونهم الداخلية ومحاولة لفرض الهيمنة الأمريكية على مؤسساتهم الوطنية.

العراقيون يعتبرون أن هذه المزاعم الأمريكية ليست سوى محاولة لتشويه سمعة القضاء العراقي وتقويض دوره في تحقيق العدالة.

ويقول المحامي العراقي علي التميمي أن القضاء العراقي، رغم التحديات التي يواجهها، يظل مؤسسة مستقلة تعمل وفقًا للقوانين الوطنية والدولية.

ويتابع:  أن أي محاولة للتأثير على القضاء أو التدخل في شؤونه تعد انتهاكًا لسيادة العراق وكرامته الوطنية.

ومن المتوقع أن يلقى مشروع القانون الأمريكي شجبًا واسعًا من قبل العراقيين، حيث يعتبرونه خطوة تصعيدية قد تؤدي إلى قطيعة في العلاقات العراقية الأمريكية.

وتفيد تحليلات أن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى تعميق الفجوة بين البلدين وزيادة التوترات في المنطقة، وأن الحل الأمثل هو الحوار والتفاهم المتبادل بدلاً من فرض العقوبات والتدخلات الخارجية.

و مشروع القانون الأمريكي المقترح يتضمن عقوبات تستهدف مسؤولين كبار في الدولة العراقية بتهمة الولاء وخدمة المصالح الإيرانية في العراق.

ومن بين العقوبات المحتملة تجميد الأصول ومنع المسؤولين المستهدفين من الوصول إلى أصولهم المالية في الولايات المتحدة، وحظر السفر ومنع المسؤولين من دخول الولايات المتحدة، وقيود على التعاملات ومنع الشركات والمؤسسات الأمريكية من التعامل مع المسؤولين المستهدفين، وقيود على التعاون القضائي وعدم الاعتراف بأوامر القبض والنشرات الحمراء التي تطلب المحاكم العراقية من الإنتربول تنفيذها، ورفض التعاون القضائي الدولي مع العراق ومحاكمه.

وهذه العقوبات تهدف إلى الضغط على المسؤولين العراقيين وتقويض نفوذهم، لكنها أثارت غضبًا واسعًا في العراق واعتبرت تدخلاً سافرًا في الشؤون الداخلية للبلاد.

وعلقت اللجنة القانونية البرلمانية، على الخطوات الرادعة بحق من يهاجم القضاء العراقي داخل البلاد او خارجه.

وقال عضو اللجنة عارف الحمامي، ان “من يهاجم القضاء العراقي داخل البلاد، تتخذ بحقه إجراءات قانونية”، مشددا على انه “لا يمكن لاي شخص او جهة التطاول على المؤسسة القضائية او النيل من استقلاليتها وهذا الامر تجمع عليه كل الأطراف السياسية والشعبية، فالقضاء هو صمام امان الدولة العراقية”.

وبين الحمامي ان “العراق يحق له قانونيا اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يتهم ويهاجم القضاء العراقي من أي طرف خارجي”، مشيرا الى ان “هناك محاكم دولية مختصة، لكن العراق بنفس الوقت لا يتعامل مع دعوات شخصية غير مؤثرة”.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • العراقيون يهبّون للدفاع عن قضاءهم.. صرخة وطنية ضد الهيمنة الأمريكية
  • الحشد.. مذكرة القبض بحق أبو زينب اللامي مزورة
  • المعدن الأصفر يرتفع مع العملة الخضراء في الأسواق العراقية
  • النقابات العراقية تدعو المجتمع الدولي لإدانة تصريحات عضو الكونغرس حول القضاء
  • تعرف على أسعار الذهب في الأسواق العراقية اليوم
  • "اعرف نتيجتك".. الآن نتائج الثالث متوسط 2024 في بابل عبر موقع نتائجنا بالاسم فقط
  • رشيد:القاضي زيدان ليس جندياً إيرانياً بل درع المنظومة السياسية العراقية
  • أسعار الذهب في الأسواق العراقية لليوم الاثنين
  • الحشد الشعبي يعلن مشاركته الحربية مع حزب الله اللبناني ضد إسرائيل
  • وماذا بعد تلك التصريحات؟