وصف الصراع بأنه ميؤوس منه، تسبب في ترسيخ نفور المجتمع الدولي، مما يقلل من فرص التوصل إلى حل

التغيير: وكالات

ذكر مقال في مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أن القادة الأكثر نفوذا في العالم وكذلك الهيئات والمنظمات الدولية دأبوا على وصف المعارك التي تدور رحاها في السودان بأنها “مأساوية، وتجاوزت مرحلة اللاعودة”، ولم يتخذوا خطوات عملية لإنهاء هذه المأساة.

وصادف يوم 15 أبريل الجاري مرور عام على انزلاق السودان في نزاع مسلح بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، التي يتزعمها محمد حمدان دقلو “حميدتي”.

وتقول الخبيرة بشؤون السودان والشرق الأوسط سهى موسى، في مقالها -الذي نشر قبل يومين- إن مصطلحات من قبيل تلك التي تطلقها المنظمات ووسائل الإعلام والقادة، تبدو منطقية على الورق في وصف الظروف العصيبة على الأرض، حيث قُتل أكثر من 15 ألف شخص في أعمال عنف مرتبطة بالحرب، ونزح أكثر من 8 ملايين شخص، وتفشت مظاهر الجوع على نطاق واسع، وفقا لـ “الجزيرة نت”.

 تبرير العجز

ومع إقرارها بأن تلك المصطلحات أو اللغة تشد الانتباه وقابلة للاقتباس، إلا إن الكاتبة -المقيمة في نيويورك- ترى أنها قيدت استجابة المجتمع الدولي للصراع في أفق إيجاد حل نهائي له.

وتؤكد سهى موسى أن هذا النمط من اللغة -الذي يعتبر العديد من مناطق الصراع قضايا ميؤوسا منها وخاسرة- نغمة ثابتة ملازمة للأزمات الإنسانية، وكثيرا ما يُستخدم للإشارة إلى عجز المجتمع الدولي المفترض عن تخفيف المعاناة. وتضيف أن تلك اللغة كثيرا ما تُستخدم للإيحاء بأن المجتمع الدولي عاجز عن إيجاد الحلول.

وتعتقد الكاتبة أن الخطاب “القَدَري” في حالة السودان -كما كان الحال في العديد من الحروب السابقة، بما في ذلك في سوريا والآن في قطاع غزة- يُكرِّس الخرافات الضارة التي تشوه حقيقة الصراع في تلك الدولة الأفريقية، ويحول دون إحراز تقدم ذي شأن، ويسهم في إطالة أمد المعاناة في نهاية المطاف.

ووفقا للمقال، فعلى الرغم من أن فرص التوصل إلى حل سلمي للصراع لا تزال متواضعة، فإن الوصف المسبق للسودان بأنه دولة “مهجورة بلا أمل يُرتجى” يجعل الكيانات الدولية في حِلِّ من تحمل المسؤولية أو أي علاقة لها بالصراع هناك.

وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، قال إنه نظرا لأن “الأزمة تتجه نحو نقطة اللاعودة”، يجب على الأطراف المتحاربة البحث عن أرضية موحدة لإنهاء الصراع. وعلقت كاتبة المقال على هذا التصريح بأن الأقوال أسهل من الأفعال.

 ليست قضية خاسرة

واقترحت سهى على الطرفين الأميركي والسعودي -اللذين قادا مفاوضات غير ناجحة العام الماضي لوضع حد للحرب- التأكد من مشاركة قوات الدعم السريع والجيش، إلى جانب رعاتهم الأجانب، بما في ذلك الإمارات وروسيا، في المحادثات، وتحميلهم المسؤولية من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليهم والمطالبة بإشراف المدنيين على عملية الانتقال السياسي.

وفي معرض تعليقها على تصريحات بيرييلو، قالت الكاتبة إن المبعوث الأميركي يثير المخاوف من خلال تحذيره من “عودة العناصر المتطرفة” -في إشارة إلى الدعم الإيراني للجيش- مشيرة إلى أنه يتعمد استخدام هذه اللغة ليوحي بأن السودان أصبح ساحة معركة بالوكالة في المنطقة.

وباستخدامها تلك اللغة، فإن واشنطن تولي الاهتمام بالمحادثات بشأن التنافس الجيوسياسي بين أطراف الحرب وحلفائهم بدلا من التركيز على الجانب الإنساني وما يتعرض له من تهديدات على الأرض، وفق مقال فورين بوليسي.

 

ومضى المقال إلى الإيعاز بأن السودان يستحق اهتمام العالم، ولكن وصف الصراع بأنه ميؤوس منه، تسبب في ترسيخ نفور المجتمع الدولي، مما يقلل من فرص التوصل إلى حل.

وأشارت سهى إلى الجهود التي تبذلها مجموعات داخل السودان والسودانيين في دول المهجر لجمع التبرعات، مستخدمة مهاراتها لاستهداف قطاعات محددة، سواء كان ذلك عبر جمعية الأطباء السودانيين الأميركيين التي تركز على البنية التحتية للرعاية الصحية أو التزام منتدى “ناس السودان” الاجتماعي بالتعليم.

وخلصت الكاتبة إلى أن السودان يستحق مستقبلا ينعم فيه أهله بالسلام والاستقرار والتنمية، واهتماما دوليا راسخا، مضيفة أنه طالما الشعب السوداني يحلم بسودان أفضل فلن يكون قضيةً خاسرة.

 

الوسومأميركا البرهان الحرب السودانية السودان المجتمع الدولي حميدتي منبر جدة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أميركا البرهان الحرب السودانية السودان المجتمع الدولي حميدتي منبر جدة

إقرأ أيضاً:

ملك الأردن يطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن ملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أكد خلال لقائه برئيس وزراء إسبانيا، أنه يجب تكثيف الجهود لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.

ملك الأردن: استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية خطوة بالغة الخطورةملك الأردن: منح الفلسطينيين كامل حقوقهم السبيل الوحيد لاستقرار المنطقةملك الأردن يؤكد الرفض التام لكل محاولات تهجير الفلسطينيين بالضفة الغربية وغزة وضم الأراضيملك الأردن: نرفض التهجير وندعم إعمار غزة وحل الدولتين


وأضاف أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل عادل للقضية الفلسطينية، وطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بكل مراحله.

وجدد ملك الأردن موقف بلاده الرافض لتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • اعتقال رياك مشار يهدد السلام في جنوب السودان وتحذيرات دولية من تجدد الصراع
  • تجارة الذهب تنشط خلال الصراع الدائر في السودان.. تمر عبر الإمارات
  • حالتها ميؤوس منها.. الفنان أحمد عبد الحميد يكشف تطورات مرض ابنته
  • مجلس حقوق الإنسان يدعو المجتمع الدولي لحماية الفلسطينيين
  • مجلة “فوريون بوليسي” الأمريكية: “الردع العسكري ضد الحوثيين غير مرجح نظرًا لاستقلالهم عن إيران”
  • رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية للدم والأورام الدكتور جميل الدبل خلال المؤتمر: نعلم ‏جميعاً حالة الفقر التي يعاني منها شعبنا حالياً، وصعوبة تأمين بعض الأدوية ‏وغلاء ثمنها، وهذه المعاناة تتضاعف مرات ومرات عند مرضى السرطان ‏في سوريا بسبب ندرة توافر أدوية الس
  • صحة تعز: تسجيل نحو 80 حالة إصابة جديدة بالحصبة خلال عشرة أيام
  • كشف النقاب عن القاعدة العسكرية السرية التي تنطلق منها طائرات أمريكا لقصف اليمن
  • هذه كمبالا التي تشرق منها شمس “التحول المدني الديمقراطي” لتغمر ظلام السودان????
  • ملك الأردن يطالب المجتمع الدولي بإلزام إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بغزة