لحظات يقف فيها العالم على أطراف أصابعه ليراقب أوضاعا مشتعلة تنذر بجر المنطقة ومن ورائها العالم إلى حرب إقليمية..

 فهل تفلح التحذيرات ومحاولات السيطرة؟ أم ينفلت الزمام وتنزلق الأطراف المختلفة إلى أتونها؟ وما هي السيناريوهات التي تقترحها التطورات الأخيرة في المشهد؟

ضيف حلقة استوديو القاهرة اللواء الدكتور سمير فرج، المفكر الاستراتيجي والخبير العسكري.

Your browser does not support audio tag.

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الشرق الأوسط الهجوم الإسرائيلي على إيران الهجوم الإيراني على إسرائيل

إقرأ أيضاً:

حزب الله عند مفترق طرق.. انتقام أم استسلام؟

قال محللون سياسيون إن اغتيال إسرائيل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يضع الحزب تحت ضغوط كبيرة تجبره على أن يرد رداً مدوياً لتبديد الشكوك في أن الحركة التي كانت تبدو في يوم من الأيام قوة لا تقهر قد انتهت.

قدرات حزب الله ربما كان "مبالغاً فيها" أو دمرتها إسرائيل بالكامل


كان نصر الله، الذي عُدَّ على نطاق واسع الرجل الأقوى في لبنان قبل وفاته يوم الجمعة، وجه حزب الله وواجهته وعدو إسرائيل اللدود لأكثر من 30 عاماً. وكان تنظيمه قد اكتسبت هالةً من المناعة والحصانة لدورها في إجبار إسرائيل على سحب قواتها من جنوب لبنان عام 2000، وبعد أن شنت حرباً مدمرة استمرت 33 يوماً في عام 2006، وفتحت "جبهة دعم" تضامنية مع غزة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
غير أنّ مقتل نصر الله في معقل حزب الله الواقع جنوب بيروت والمعروف باسم الضاحية الجنوبية لبيروت كان تتويجاً لأسبوعين من الضربات غير المسبوقة التي تلقَّتها الجماعة المدعومة من إيران سواء تبنتها إسرائيل أو أُشير بأصابع الاتهام إليها.
ونقل موقع "المونيتور" الأمريكي في تقرير له عن الباحث هايكو فيمَن، مدير مشروع العراق وسوريا ولبنان في مجموعة الأزمات الدولية: "إذا لم يردُّ حزب الله في هذه المرحلة بضربةٍ إستراتيجية مُستعيناً بترسانته من الصواريخ بعيدة المدى والمُوجَّهَة بدقة، فحري بنا أن نستنبط أنه ببساطة لا يستطيع ذلك... فإما أن نشهد ردَّ فعل غير مسبوق من حزب الله... وإما أنّه مُني بهزيمة مُنكرَة". معادلة الردع

كان حزب الله، التنيظم الأقوى على الإطلاق في لبنان لعقودٍ من الزمن، والكيان الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد أن وضعت الحرب الأهلية 1975-1990 أوزارها. ولكن بعد ما يقرب من عام من القتال المحدود الكثافة عبر الحدود، حوّلت إسرائيل تركيز عمليتها من غزة إلى لبنان، إذ أدَّى القصف العنيف منذ يوم الإثنين إلى مقتل المئات من الأشخاص ونزوح نحو 118,000 شخص.

The embattled Lebanese group and its Iranian patrons face two choices - https://t.co/z6hpBngy3i Lina Khatib @LinaKhatibUK via @TheNationalNews

— The National Comment (@NationalComment) September 29, 2024

جاء الهجوم الجوي هذا الأسبوع في أعقاب انفجارات أجهزة البيجر التي استهدفت عناصر من حزب الله، مما أسفر عن مقتل 39 شخصاً وإصابة نحو 3,000 آخرين. وفي الأسبوع الماضي أدّت الغارات الإسرائيلية على جنوب بيروت إلى مقتل كبار قادة حزب الله الواحد تلو الآخر.
بالنسبة لسام هيلر، المُحلِّل في مؤسسة سينتشري، فإن عدم وجود رادع بعد مقتل هذا القائد العظيم الملهم يمكن أن يُشجِّع إسرائيل على المضي قدماً في ممارسة ضغوط أكبر. وقال هيلر إنه خلال ما يقرب من عام من القتال عبر الحدود مع إسرائيل، "لم يحشد حزب الله القدرات الأكبر التي افترض أغلبنا أنه يحتفظ بها ضمن احتياطياته من الأسلحة"، حتى رغم تكثيف خصمه للغارات وتنفيذ عمليات معقدة.
وأضافَ هيلر أن قدرات حزب الله ربما كان "مبالغاً فيها" أو دمرتها إسرائيل بالكامل. وقال هيلر إنه منذ حرب 2006 التي "هزم فيها حزب الله الإسرائيليين، حافظ الحزب على معادلة الردع التي دامت طويلاً. والآن يبدو أن حزب الله لا يستطيع حتى حماية نفسه".

كيان لا يدير دفته شخص واحد

وقال محللون سياسيون إنه بالتزامن مع رحيل الرجل الأقوى في لبنان ونزوح طائفته، فإن قاعدته الداعمة ستتوقع أكثر من مجرد رد رمزي.
ونقل الموقع الأمريكي عن أمل سعد، الباحثة اللبنانية في جامعة كارديف البريطانية، قولها إنه بعد الضربة القاصمة التي تلقاها حزب الله الذي أصبح بلا قيادة الآن، سيحتاج الحزب إلى تحقيق توازن دقيق في اختيار الرد.

Despite Hezbollah’s loss of its most prominent leaders in recent months, targeting its leader is an earthquake for the group and its Iranian ally.https://t.co/LSKsRTbCzC

— Al-Estiklal English (@alestiklalen) September 29, 2024

فمن جهة، سيسعى حزب الله إلى تجنب إثارة "حملة قصف إسرائيلي على بيروت أو على لبنان كله"، ومن جهة أخرى سيسعى إلى "رفع معنويات" أنصاره ومقاتليه. وسيحتاج حزب الله إلى إظهار قدرته على حماية شعبه، والانتقام من إسرائيل. فاللبنانيون، ممن يُشكِّلون قاعدة دعم التنظيم، هم من بين عشرات الآلاف الذين نزحوا من جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية بسبب القصف الإسرائيلي، وهم يبحثون عن مأوى في المناطق التي تعيش فيها الطوائف الدينية الأخرى.
من جهته، قال مهند الحاج علي من مركز كارنيغي للشرق الأوسط إن حزب الله "مشلول" بسبب انتكاساته الأخيرة، لكنه حذَّرَ من التسرع في إصدار حكم نهائي عليه.
وقال الحاج علي: "يقتضي الأمر قيادة جديدة، ونظاماً جديداً للاتصالات، واستعادة الحزب لخطابه واستمالة قاعدة مؤيديه". وأضاف أنه "سيكون من الصعب للغاية أن نتخيل تلاشي الحزب بهذه السرعة".
ورأت أمل سعد أن حزب الله بوصفه جماعةً مسلحة سرية "أُنشئ بحيث يستطيع امتصاص صدمات كهذه"، مستشهدةً بمقتل القيادي البارز في حزب الله عماد مغنية الذي قُتل في تفجير سيارة مفخخة في دمشق عام 2008.
وأضافت بقولها: "عندما تهدأ الأمور، سنكتشف أن حزب الله لا يخضع لإدارة رجل واحد"، مضيفةً أن نصر الله "ليس شخصية أسطورية، وإنما هو شخص عادي".

مقالات مشابهة

  • محلل سياسي: حزب الله ليس لديه خيارات سوى دخول الحرب البرية
  • ستراتفور: هذه خيارات إسرائيل لبدء عملياتها البرية داخل لبنان
  • الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق عدة قذائف من لبنان سقطت في منطقة مفتوحة في وسط إسرائيل
  • خيارات إسرائيل في توجيه ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية
  • عتاب وتساؤلات مفتوحة في بريد السيد مني أركو مناوي
  • قيادي في “أنصار الله” يحذر: الحرب مفتوحة مع “إسرائيل” ورد اليمن سيكون مزلزلاً
  • القحوم: اليمن دخلت في حرب مفتوحة مع إسرائيل وعلى تل أبيب تحمل الضربات المزلزلة
  • جماعة الحوثي تعلن الدخول بـ”حرب مفتوحة مع إسرائيل”
  • قيادي حوثي: دخلنا بحرب مفتوحة مع إسرائيل وسنرد بقوة على غاراتها الأخيرة
  • حزب الله عند مفترق طرق.. انتقام أم استسلام؟