العائدون إلى خانيونس.. هكذا وصفوا ما شاهدوه من دمار (شاهد)
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
"لم أعرف أين هو بيتي.. كل المنطقة أصبحت رمادية، البيوت، الأشجار، وكل المعالم التي أعرفها"، هكذا وصف أحد المواطنين حال مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، من الدمار والخراب بعد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبعد مضي أسبوع من شهر نيسان/ أبريل الجاري، أعلن جيش الاحتلال عن سحب قواته بعد عملية استمرت أربعة أشهر، ووصفت من الأعنف خلال الحرب، وانتهت بالقيام بعمليات تفخيخ وتفجير لأحياء كاملة في المدينة.
خانيونس تبدو وكأن زلزالاً ضربها#GazaGenocide pic.twitter.com/uZdpxHOi2W — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) April 15, 2024 "لقد دمروا أحلام كل عائلة في #غزة".. المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر يتحدث بأسى من خان يونس في قطاع غزة وهو يرى بعينيه حجم الدمار المتعمد الذي خلّفه الاحتلال انتقامًا من السكان بعد أحداث السابع من أكتوبر#العرب_في_بريطانيا AUK #خانيونس #قطاع_غزة pic.twitter.com/ParhCek8Li — AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) April 19, 2024
ورصدت "عربي21" شهادات لمواطنين فلسطينيين، نزحوا من خانيونس بداية العملية البرية فيها.
نازحون مع نازحون
يقول يحيى (28 عاما) إنه أخلى بيته من عائلته ومن بعض النازحين الذين قدموا من غزة منذ بداية الحرب، وذلك مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهكذا تحوّل لنازح بعدما كان يستضيف النازحين في بيته.
ويؤكد يحيى في حديثه لـ"عربي21": "كان أصدقائي النازحين من غزة يطمئنون علي، وعلى عائلتي، بشكل شبه يومي، بعدما توطّدت علاقتنا خلال الحرب، التي كانت بالسابق صداقة عمل وبعض الزيارات القليلة المتبادلة بين غزة وخانيونس".
ويذكر: "كانت المفارقة أن والد صديقي الذي نزح عندي يعاني من الفشل الكلوي، وكذلك كانت والدتي، وقدر الله أن يتوفى الاثنان بسبب نقص العلاج وتفاقم حالتهم المرضية في رفح بعد نزوحهم إليها".
ويوضح "عرفنا بتدمر بيتنا الذي تم تشييده حديثا ولم نسكنه بعد، إنما كان أصدقائي النازحين هم أول سكّانه، من خلال صور الأقمار الصناعية، ثم بعد الانسحاب ذهبنا لرؤية ما حصل عن قرب".
ويشير إلى أنه وصل إلى منطقة بيته الذي بات كومة من الركام، ولم يكن وحده المدمّر، إنما كل الشارع الذي يحيط به، مضيفا "كل شي راح حتى أشجار النخيل المميزة التي كانت تطرح ثمرها متأخرا، هذه النخيل أكلنا منها الرطب حتى شبعنا عندما كان لا يوجد في المدينة أي طعام مع بداية الحرب".
ذاكرة المكان
من ناحيتها، تقول سارة (40 عاما) إن زوجها اصطحبها أخيرا لزيارة المنطقة التي كانت تعيش فيها بعد إلحاح طويل، مضيفة "كان دائما يقول لها بلاش تسمّي بدنك، إيش بدك تروحي تشوفي؟ وكنت أرجع أقول له بدي أروح بدي أشوف إيش اللي صار".
في مدينة امي.. خانيونس.
قصفت إسرائيل السلام والحب والإنسانية، وهي تسقط "صواريخها الذكية" على النازحين في مدارس الأونروا المصبوغة بالازرق. pic.twitter.com/3OOoem2YHc — مِ. (@ma_loolla) April 20, 2024
وتوضح سارة لـ"عربي21": "وافق زوجي أخيرا أن يأخذني في زيارة إلى خانيونس، واستطاع تدبير سيارة نذهب بها رفقة سائق أجره يعرفه، وخانيونس مفترض كثير قريبة من رفح لكن الطريق كان أطول مما تصورت، كنت أقول لنفسي أن الزحام الشديد هو الذي يؤخرنا عن الوصول".
وتكشف "بعد مضي ساعة أو أكثر نفد صبري وسألت بتوتر أين نحن متى نصل شارع حارتنا، ليرد زوجي بصوت مكتوم: إحنا في الحارة الآن".
وتضيف "لم أصدق سألت مرة أخرى وين البيت، وين الحديقة، وين السوبرماركت الذي نشتري منه؟ ليرد بإشارة وكلمات هنا وهنا وهنا، كان يشير إلى أكوام من الركاب وساحة جرى تجريفها وتسويتها".
وتسترسل "صراحة كان معه حق أنه رفض أكثر من مرة زيارتي لما كان بيتنا يوما ما، والآن بعد أن رأيت ما حصل ندمت وتمنيت أني احتفظت بذاكرتي عن المكان لفترة أطول، على الأقل حتى تخلص الحرب.. هذا لو خلصت".
كل شيء رمادي
بدوره، يقول خليل (30 عاما) الذي كان يتجهّز لحفل زفافه في الأسبوع التالي لانطلاق الحرب في 14 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي: "لم أعرف أين هو بيتي.. كل المنطقة أصبحت رمادية حرفيا، البيوت الأشجار وكل المعالم التي أعرفها، بيتي وبيت أهلي وبيت عائلة خطيبتي كلهم تضرروا أو تدمروا كليا".
ويذكر خليل في حديثه لـ"عربي21": "بيتي الذي جهّزته استعدادا للزفاف وأنفقت عليه سنوات من الادخار والعمل الشاق، ذهب بلا عودة، حتى ليس لدي ذكرى من موعد الفرح المقرر، دعوات الزفاف وبدلة العرس والعطر الذي أحبه، أوراقي وذكرياتي كلها تحت الركام".
ويتابع: "كان العديد من معارفي الذين نزحوا من غزة إلى خانيونس قد نصحوني بأن أحمل معي كل ما أستطيع عندما أنزح، قالوا لي: لا تغلط غلطتنا وخود كل اللي بلزمك وبعز عليك معك. كنت أظن أن الحرب اقتربت من النهاية وسأعود بعد فترة قصيرة، لكن الحرب مستمرة للشهر السابع، الحمد لله كل عائلتي بخير وهذا أهم من أي شيء".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية خانيونس غزة فلسطينيين فلسطين غزة خانيونس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
صورة: استشهاد طفلة رضيعة نتيجة البرد الشديد في مواصي خانيونس
قالت وسائل إعلام محلية، إن طفلة فلسطينية رضيعة، استشهدت، اليوم الجمعة، 20 ديسمبر 2024، نتيجة البرد الشديد، جنوب قطاع غزة .
وأفادت، بأن الطفلة الرضيعة عائشة القصاص (20 يوما) استشهدت نتيجة البرد الشديد داخل خيمتها في مواصي خانيونس.
ويشهد قطاع غزة هذه الساعات منخفضا جويا، أدى إلى انخفاض ملموس على درجات الحرارة، فيما متوقع هطول أمطار بغزارة على مختلف المناطق، وفق ما ذكرت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية.
المصدر : وكالة سوا