بوابة الوفد:
2025-03-06@14:49:09 GMT

قضية شريفة وراء عيد العمال

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

يوم «1» مايو عام 1886 نظم العمال فى شيكاغو ومن ثم فى تورنتو إضرابًا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثمانى ساعات عمل، ثمانى ساعات نوم، ثمانى ساعات فراغ للراحة والاستمتاع»، الأمر الذى لم يرق للسلطات وأصحاب العمل خصوصًا، وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحًا جيدًا وشلت الحركة الاقتصادية فى المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عددًا منهم، ثم ألقى مجهول قنبلة فى وسط تجمع للشرطة واعتقل على أثر ذلك العديد من قادة العمل وحكم على 4 منهم بالإعدام، وعلى الآخرين بالسجن لفترات متفاوتة، وعند تنفيذ حكم الإعدام بالعمال الأربعة كانت زوجة أوجست سبايز أحد العمال المحكوم عليهم بالإعدام تقرأ خطابًا كتبه زوجها لابنه الصغير «جيم»: «ولدى الصغير عندما تكبر وتصبح شابًا وتحقق أمنية عمرى ستعرف لماذا أموت من أجل قضية شريفة ولهذا لا أخاف الموت وعندما تكبر ستفخر بأبيك وتحكى قصته لأصدقائك»، وقد ظهرت حقيقة الجهة التى ألقت القنبلة وهي أحد عناصر الشرطة أنفسهم.

بعد وفاة بعض العمال على أيدى الجيش الأمريكى فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأمريكى غروفى كليفلان لمصالحة مع حزب العمل، تم على أثرها بعد ستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية. بقى غروفر قلقًا من تقارب اليوم الدولى للعمال مع ذكرها بما تركت فى 4 مايو 1886، حيث قتل أكثر من 12 شخصًا حينها، وجاء إضراب شيكاغو ضمن سلسلة اضرابات نظمت فى عدد من الموتى الأمريكية يوم الأول مايو تحت شعار «من اليوم ليس على أى عامل أن يعمل أكثر من ثمانى ساعات» وبلغ عدد الإضرابات 5 آلاف إضراب وشارك فيها حوالى 340 ألف عامل.

تجاوزت قضية هايما ركت أسوار أمريكا وبلغ صداها عمال العام. وأصبح يوم الأول من مايو يشير إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة التى أدت إلى الأول من مايو كذكرى لإحياء النضال من أجل الثمانى ساعات فى اليوم، وفى هذا الصدد يسمى الأول من مايو بالعطلة الدولية لعيد العمال، أو عيد العمال.

فى مصر أيضاً كان هناك تراث عمالي مستقل للاحتفال بعيد العمال بدأ فى عام 1924، حيث نظم عمال الإسكندرية احتفالات كبيرًا فى مقر الاتحاد العام لنقابات العمال ثم ساروا فى مظاهرة ضخمة حتى وصلت إلى سينما «بارتيه»، حيث عقد مؤتمر ألقيت فيه الخطب: وظلت الحركة النقابية المصرية تحتفل بالمناسبة وتنظم المسيرات والمؤتمرات طوال الثلاثينيات والأربعينيات رغم الصعوبات، ومع وصول جمال عبدالناصر إلى السلطة والتأميم التدريجى للحركة العمالية أخذت المناسبة شكلًا رسميًا وتم استيعاب المناسبة، وفى عام 1964 أصبح الأول من مايو عطلة رسمية يلقى فيها رئيس الجمهورية خطابًا سياسيًا أمام القيادات النقابية.

ويحظى عمال مصر البالغ عددهم حوالى 30 مليون عامل برعاية تامة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث يحرص منذ توليه المسئولية على تقديم أقصى ما يستطيع من دعم ورعاية للعمال، حيث قررنا زيادة الحد الأدنى للأجور، وأطلق وعزز برامج الحماية الاجتماعية، وقد الدعم اللازم للعمالة غير المنتظمة، وعمل على دمج ذو الاحتياجات الخاصة فى سوق العمل، وتم التوسع فى المشروعات القومية لتوفير فرص عمل لائقة، وقرر إنشاء صندوق إعانة الطوارئ للعمالة غير المنتظمة، والتأكيد على كافة منشآت القطاع الخاص والقطاع العام وقطاع الأعمال العام، بالالتزام بالنسبة المقررة قانونًا الـ5% لتشغيل الأشخاص ذوى الإعاقة، كما كلف المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى بدراسة مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب للتوافق على صيغة نهائية بما تضمن الحفاظ على حقوق العمال وضمان نسبة عمل مواتية للاستثمار. كما يوجه الرئيس السيسى لتعزيز الامتثال لمعايير العمل الدولية وضمان توافق التشريعات العمالية وطريقة تنفيذها مع اتفاقيات العمل الدولية والتى صدقت عليها مصر.

يؤمن الرئيس السيسى بأن بناء الوطن والمستقبل لا يمكن أن يحدث على النحو الأمثل، دون سواعد عمال مصر الأوفياء، ووعيهم السليم ومهاراتهم التى تتطور باستمرار.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن شيكاغو الأول من مایو

إقرأ أيضاً:

التحديات المهنية في رمضان.. كيف توازن بين العمل والعبادة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يأتي شهر رمضان ليشكل تحديًا كبيرًا للعديد من الأشخاص العاملين، خاصة أولئك الذين يضطرون للعمل لساعات طويلة أثناء الصيام، فعلى الرغم من كونه شهرًا روحانيًا مليئًا بالبركة، إلا أن شهر رمضان يحمل معه تحديات عديدة تتعلق بالتكيف مع ظروف العمل، والحفاظ على مستويات الإنتاجية والتركيز.

 ولعل أحد أبرز التحديات التي يواجهها العاملون خلال رمضان هو التأقلم مع ساعات العمل الطويلة والصيام في نفس الوقت، إذ يتعين على الموظفين الالتزام بساعات العمل المعتادة، بينما يواجهون صعوبة في التركيز، خاصة في الأيام الأولى من الشهر، فالجوع والعطش يحدان من القدرة على التركيز الذهني، ما يؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني بسبب قلة التغذية والماء، ويزيد هذا الأمر صعوبة بالنسبة لأولئك الذين يعملون في مجالات تتطلب جهدًا جسديًا مثل القطاع الصحي أو الصناعي.

التحديات التي يواجهها العاملون في رمضان:

التكيف مع ساعات العمل الطويلة أثناء الصيام:

يشعر العديد من الموظفين بالإرهاق والتعب بسبب العمل لفترات طويلة دون تناول الطعام أو الشراب، كما أن الجوع والعطش يؤثران على القدرة على التركيز والإنتاجية.

صعوبة الحفاظ على التركيز:

انخفاض مستويات السكر في الدم يؤثر سلبًا على القدرة الذهنية والقدرة على اتخاذ القرارات، وكذلك قلة النشاط البدني نتيجة للصيام تجعل من الصعب الحفاظ على الحيوية في العمل.

إدارة الوقت بين العمل والعبادة:

هناك تحديات في تخصيص وقت كافٍ للصلاة والعبادة، بالإضافة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم، وكذلك الضغط لتنسيق مواعيد السحور والإفطار مع أوقات العمل.

تأثير العمل الجسدي:

بالنسبة لأولئك الذين يعملون في قطاعات تتطلب جهدًا بدنيًا، مثل القطاع الصحي أو الصناعي، فإن الصيام يزيد من صعوبة العمل بشكل ملموس.

انخفاض الإنتاجية في ساعات معينة:

انخفاض مستويات الطاقة في فترات الظهيرة يؤدي إلى تراجع الإنتاجية، مما يترتب عليه الحاجة لإعادة توزيع المهام لتناسب أوقات العمل الأكثر راحة.

صعوبة الحفاظ على الروتين اليومي:

تغيير مواعيد العمل بسبب الصيام قد يؤثر على الروتين اليومي للموظفين، مثل تأخير مواعيد الوصول إلى العمل أو تعديلات على أنماط الحياة الأخرى.

الحلول المقترحة للتكيف مع العمل خلال ساعات الصيام 

تبني سياسات العمل المرنة: تعديل ساعات العمل لتناسب احتياجات الموظفين خلال رمضان، مثل تقليل ساعات العمل أو تفعيل العمل عن بُعد.

تخصيص فترات راحة إضافية: منح الموظفين استراحات إضافية لتخفيف التوتر والإرهاق الناتج عن الصيام.

التركيز على المهام البسيطة في الأوقات الصعبة: تخصيص ساعات العمل الأكثر صعوبة في أوقات ما بعد السحور أو قبل الإفطار، حيث يكون الموظفون أكثر قدرة على التركيز.

دعم الأنشطة الجماعية: تشجيع العمل الجماعي لتخفيف العبء على الأفراد، وتوفير بيئة تفاعلية تدعم الصيام.

الوعي بأهمية الراحة والصحة: تشجيع الموظفين على أخذ قسط من الراحة بعد السحور أو قبل الإفطار لضمان المحافظة على طاقتهم وصحتهم طوال الشهر.

تقدير الظروف الخاصة بالموظفين: توفير بيئة داعمة تشجع على التفاهم بين الموظفين وأرباب العمل بشأن التحديات التي قد تواجههم خلال رمضان.

مقالات مشابهة

  • “بيت العمال” يحتج على إطلاق يد أصحاب العمل في إنهاء الخدمات
  • بأسلوب الفك.. سقوط سائق وراء سرقة بطاريات أبراج المحمول بالتجمع الأول
  • اتحاد العمال: بعض تعديلات النواب على قانون العمل “مخيبة للآمال”
  • إيران تقر تعطيل يوم الخميس رسمياً بدلاً من السبت
  • التحديات المهنية في رمضان.. كيف توازن بين العمل والعبادة؟
  • تركيا.. وفاة 121 عاملاً في حوادث مهنية خلال فبراير
  • الاحتلال يمنع لجنة تقصي الحقائق لمنظمة العمل الدولية من الدخول لفلسطين
  • الإتحاد الوطني لنقابات العمال: لرفع الحد الأدنى للاجور والتعويض على العمال المتضررين من العدوان
  • السرعة الزائدة تتسبب في إصابة 6 عمال إثر تصادم سيارتين على صحراوي أطفيح
  • ما حقيقة خطة نتنياهو لاستقدام عمال من جنوبي سوريا؟