«يا لطيف اللطف، يا منجى من المهالك»، هكذا حال مستثمرى البورصة الذى اعتدناه مع كل حديث عن ضريبية الأرباح الرأسمالية، والذى بات «ترند» يتصدر كل منصات ما له علاقة بالاستثمار بسوق الأسهم.
منذ إلغاء ضريبة الدمغة على تعاملات سوق الأوراق المالية رسميًا قبل عامين، أصبحت ضريبة البورصة «شبح» يطارد المستثمرين ليل نهار، ليس فى الأسهم فقط، ولكن فى دائرة مجتمع الأعمال والاستثمار، باعتبار أن الكل «منفد» على بعض، والجميع ها يناله من الضربة جانب.
بعد الحديث مؤخرًا عن بدء إجراءات تطبيق الضريبة، وسوق المال فى حالة «غليان» خاصة بعد تناثر الكلام هنا وهناك، عن التطبيق الرسمى خلال شهرين، ومن وقتها» وعينك ما تشوفش اللى النور»، الأحاديث فى كل مكان عن هذا الحدث الضخم، حتى كان له تأثير سلبى على البورصة وتكبدها 88 مليار جنيه خسائر فى جلسة يوم الخميس 18 أبريل 2024.
المراقب لملف الصراع فى «حلبة ضربية البورصة» يتبين أن الملف ليس وليد اليوم، ولكن منذ سنوات طويل حينما تم الحديث عن إلغاء ضريبة الدمغة على التداولات، واستبدالها بضريبة الأرباح المالية، وبالتحديد فى عام 2014، مما تسبب وقتها فى اضطراب بسوق المال المصرى حول طريقة احتسابها، لتقرر الحكومة فى مايو عام 2015 تأجيلها للمرة الأولى لمدة عامين، ومع قرب انتهاء فترة التأجيل عادت لتأجيلها للمرة الثانية ولكن هذه المرة لمدة 3 سنوات مع فرض ضريبة دمغة بدلًا عنها، وضغطت جائحة فيروس كورونا المستجد لتأجيل الضريبة للمرة الثالثة حتى نهاية عام 2021، وبعد أن قررت الحكومة تطبيقها عام 2022 لم يتم تحصيلها بقرار من وزير المالية، وذلك لضعف التداولات بالبورصة وتراجع قيمتها وأحجامها انتظارًا لتعديل قانون الضريبة على الدخل، بل أزيد من القصيدة بيت، فقد تم إيداع ما تم خصمه من الضرائب عام 2014، وتم إيداعه فى حسابات المستثمرين مرة أخرى.
فى منتصف العام الماضى 2023 ومع قانون الإجراءات الضريبية الجديد بدأ تطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية بواقع 10%، وبدأت النار تتصاعد من جديد بين المستثمرين، بسبب خطابات ترسل للمستثمرين، بمطالبتهم بسداد ضرائب عفى عليها الزمن بسبب التعامل فى البورصة، للدرجة أن بعض المستثمرين بات مطلوب منهم سداد ضريبة عن أعوام بعضها.
فى مارس 2024 حددت جمعية خبراء الضرائب المصرية، 4 آثار سلبية لتطبيق ضريبة الأرباح الرأسمالية على الاستثمار فى البورصة، رصدها وحذر منها الزميل عبدالقادر إسماعيل مسئول ملف المالية بجريدة وموقع الوفد، وتحدث وقتها عن الآثار السلبية ومنها أحجام الأجانب عن الاستثمار، والتأثير السلبى على برنامج الطروحات الحكومية واتجاه الأفراد إلى التخارج، وعودة المضاربة على الذهب، ولكن يبدو «لا حياة لمن تنادى وتحذر».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شبــح خارج المقصورة سوق الأسهم ضريبة البورصة
إقرأ أيضاً:
مجلس الكنائس العالمي ينضم إلى حملة "فرض ضريبة على فاحشي الثراء"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
انضم الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، الدكتور القس جيري بيلاي، إلى الحملة العالمية "فرض الضرائب على فاحشي الثراء"، التي تنظمها منظمة أوكسفام وعدد من المنظمات الوطنية، والتي تتزامن مع انعقاد مؤتمر مجموعة العشرين في البرازيل خلال الفترة من 12 إلى 19 نوفمبر.
وفي تعليقه على الحملة، قال بيلاي، إن أزمة المناخ تتسارع بشكل متزايد، ما يؤدي إلى تفاقم الفقر والتفاوتات الاجتماعية التي أصبحت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى. لحماية مجتمعاتنا وبيئتنا، يجب أن يتم ضخ تريليونات الدولارات في جهود التخفيف من آثار تغير المناخ، التكيف معه، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة هذه التحديات.
وأكد بيلاي خلال كلمته على ضرورة أن يتحمل أغنى الملوثين مسؤولية دفع الثمن، قائلاً: في إطار حملة ضريبة الزكاة من أجل العدالة الضريبية العالمية، دعت الكنائس إلى فرض ضرائب على الثروة والتلوث على مستويات مختلفة بهدف تعبئة الموارد اللازمة للقضاء على الفقر ومواجهة الطوارئ المناخية، الكنائس تقول اليوم: "فرض الضرائب على فاحشي الثراء الآن".
وأشار بيلاي إلى أن هذه الدعوة لا تقتصر على خطاب فارغ، بل هي مستندة بعمق إلى تعاليم الكتاب المقدس المسيحي، موضحًا أن الدراسات تظهر أن فرض ضريبة سنوية بنسبة 5% على الثروات الهائلة لأصحاب المليارات والملايين في العالم يمكن أن يدر 1.7 تريليون دولار سنويًا.
وأوضح بيلاي، أن هذا المبلغ يمكن أن يسهم في القضاء على الجوع عالميًا من خلال خطة عمل تمتد لعشر سنوات، بالإضافة إلى رفع ملياري شخص من براثن الفقر، وتمويل الرعاية الصحية الشاملة، وحماية الفئات الضعيفة في البلدان ذات الدخل المنخفض. كما أضاف أن هذه الأموال ستساهم أيضًا في تمويل التكيف المناخي وتعويضات الخسائر والأضرار التي تعاني منها البلدان الفقيرة والمعرضة لمخاطر التغير المناخي.
واختتم بيلاي، قائلًا: "الآن هو الوقت المناسب لفرض الضرائب على فاحشي الثراء من خلال هذه الخطوة، يمكننا تحسين حياة ملايين الأشخاص وحماية كوكبنا الوحيد".