الأحزاب الليبية تدين اعتقال رئيس فريق المصالحة التابع لسيف الإسلام القذافي
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
دان التجمع الوطني للأحزاب الليبية في بيان يوم السبت اعتقال علي بوسبيحة الحسناوي رئيس فريق المصالحة التابع للمرشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي.
وذكر البيان أن علي بوسبيحة الحسناوي تم اعتقاله على خلفية تأييده لبيان مكونات الزنتان الداعم لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وعدم إقصاء سيف الإسلام في الانتخابات.
وأفاد التجمع بأن بوسبيحة يعد أحد رموز المصالحة الوطنية وهو رصيد وطني حقيقي في هذه الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها ليبيا، مؤكدا أن الإساءة إليه تُشكل لطخة عار على من أساء إليه.
وناشد التجمع السلطات الأمنية التي احتجزت بوسبيحة التدخل بشكل عاجل للإفراج عنه والاعتذار له لانتهاك حرمة بيته واعتقاله وسط أولاده وأحفاده.
وشددت الأمانة العامة للتجمع على أنها ستظل في حالة انعقاد دائم وعلى اتصال مستمر مع كل الأطراف ذات العلاقة لمتابعة هذه الممارسات المشينة لحين الإفراج عن بوسبيحة.
وطالب في بيانه السلطات الأمنية بكافة أجهزتها عدم القيام بأية إجراءات تُسبب المزيد من الاحتقان الاجتماعي وتهدد حالة السلم الأهلي والاجتماعي.
من جهته أدان رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أحمد حمزة، اعتقال الشيخ علي بوسبيحة الحسناوي رئيس فريق المصالحة التابع للمرشح الرئاسي سيف الإسلام القذافي، وقال إنه "يجب الوقوف بقوة في وجه قوى الظلم والطغيان التي تسعى إلى تحويل الشعب لقطيع من الأغنام في مزارع الطغاة البغاة الظالمين".
وقالت قناة "الجماهيرية" الليبية إن علي بوسبيحة الحسناوي اعتقل رئيس فريق المصالحة التابع لسيف الإسلام القذافي لتأييده بيان مكونات الزنتان الداعي لتشكيل حكومة واحدة وإجراء الانتخابات وعدم إقصاء سيف الإسلام القذافي.
وذكرت القناة أنه تم أيضا اعتقال زكريا علي أبوسبيحة نجل الحاج علي أبوسبيحة، بعد ساعات من اعتقال والده.
وأفادت بأنه تم اعتقال زكريا علي أبوسبيحة عندما توجه لمقر جهاز الأمن الداخلي في سبها للاستفسار عن سبب اعتقال والده ومحاولة الإفراج عنه.
جدير بالذكر أن القوى الاجتماعية والعسكرية والأمنية بمدينة الزنتان غربي ليبيا أعلنت خلال عرض عسكري مهيب دعمها لترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ليبيا التجمع الوطني للأحزاب الليبية إجراء انتخابات رئاسية سیف الإسلام القذافی
إقرأ أيضاً:
معتصم أقرع: ثورة ديسمبر عائدة؟
ثورة ديسمبر عائدة شعار أرتفع هذه الأيام. هذه مقولة مقبولة لا خلاف عليها. ولكن ماذا تعلمنا من درسها؟ ماذا تعلمنا من الأخطاء التي أعقبت ثورة ديسمبر وانتجت كل هذا الخراب غير المسبوق في تاريخ السودان؟
منذ عام ٢٠١٨ قلت أن أكبر مشاكل الثورة إنها علي عظمتها عجزت عن إفراز قيادتها القوية القادرة علي فرض إرادة الشعب. ولاحقا ولهذا السبب سطت علي المنجز الثوري نفس الجماعة التي أوشكت أن تدخل مع البشير في إنتخابات ٢٠٢٠. وادخلت قيادة الأمر الواقع البلد جحيم بدا بسوء إدارة الإقتصاد وملف السلام والعلاقات الخارجية وانتهي بحرب ضروس شارك فيها كولمبيون إذ يبدو أن أرباحها تضاهي أرباح تجارة الكوكايين.
الجدير بالذكر أنه حينها لم يتم ترويج لمصطلح “الثورة المختطفة” بنفس الحماس الذي يصاحب مصطلح “الجيش المختطف” الذي لم يفسد اختطافه قضية للإندماج معه في وثيقة دستورية وإعلان سياسي وترتيبات أخري.
وقلت أيضا في بداية ٢٠١٩ أن التجمع المهني كان مجرد وهم الواهمين. لم تكن هناك نقابات حقيقية تنتخب قيادة ثم تجتمع قيادات النقابات المختلفة وتختار مكتب موحد يشكل قيادة التجمع المهني. كل ما في الأمر كان عدد بسيط من شباب بعضهم أبطال وبعضهم مستهبلين سياسة يجتمعون ويدبجون بيانا منفلوطي البلاغة لتضج الاسافير. وما بني علي وهم أخرو مجابدة.
أما الأحزاب فهي مجرد لافتات لمزارع أسرية أو شلل بإستثناءأت بسيطة ولن أستطيع الدفاع عن وجود إستثناءات لو ضغطني محاور. حتي حزب المؤتمر السوداني الذي أتاح له الميلاد المتاخر – كجنا نديهة البرجوازية المتعلمة – أتاح له تجاوز مشاكل البيوت الطائفية وحمولات الأحزاب العقائدية، أين هو الآن؟ هل يوجد حزب به مؤسسة عدا ما يقرر السيد خالد سلك، أخطا أم أصاب، ليعيد ما قاله الباشمهندس الدقير بلغة أكثر شاعرية؟
حتي لجان المقاومة ولجان الأحياء لم تخل من لمسات صنمية حين تم ويتم تصويرها وكأنها كيان متجانس أيديلوجيا يمتلك رؤية واضحة متفق عليها حول الوسائل والغايات.
يصح القول أن هذه اللجان أجسام قاعدية في غاية الأهمية وحبلي بالأمل الذي يجب الإستثمار فيه. ولكن الصحيح أيضا أنها تتفق علي الغايات ولا تتفق علي الوسائل. إذ بالتعريف وبحكم إنها لجان أحياء أو ما شابه لا تنطوي علي وحدة أيديلوجية ففي عضويتها اليساري والسلفي والنيولبرالي وعاشق السوق الحر والماركسي علي مذهب كمال كرار وعاشق البدوي والداعي للدعم والداعي لرفعه.
إذن هي لجان تتفق علي بديهيات ولكنها لا تتفق علي وسائل تحقيقها والشيطان في الوسائل. إذن تصنيم هذه اللجان يحمل مخاطر إعادة ماساة وهم التجمع المهني بقيادة اكليريوس جدد.
أدعم بكامل التأييد هذه اللجان وكل الأجسام القاعدية واري ضرورة ثورية حاسمة الأهمية في الإستثمار فيها ولكن بواقعية واعتراف بالحقائق الأساسية تفاديا لتصنيم سوف يعضنا في جمباتنا مرة أخري ويتيح ظهور كهنة جدد من خلف حجاب أو أمامه يشبهون كهنة التجمع المهني الوهمي الذي موسر البلد.
كانت ديسمبر ثورة عظيمة أسقطت نظام البشير ولكن عدم قدرتها علي إفراز قيادة تليق بها خلق فراغ قوة ملأته بعاعيت الداخل والخارج واللصوص والجهلاء والمغامرون والساقطون والقوادون في أزقة السياسة.
ماذا فعلنا لتدارك مشكلة القيادة قبل أن نرفع شعار الثورة عائدة في توقيت ينازع الجماعات التي قاتلت بالسلاح والقلم واللسان بريستيج طرد الجنجا من مواقع مهمة بينما كان الكثيرون في حياد مجيد وعلي مسافة واحدة من “طرفي نزاع” بنفس درجة السوء؟
إن إضاءاتنا لمشاكل التنظيم النقابي أو القاعدي جوهرها الدعوة لتحسينه وتلافي أوجه قصوره وليس نسفه. وان لم نفعل، سنعيد الكرة ونسطل مرة أخري بخمر تجمع مهني وهمي أو لجان أو ما شابه، ونتيح الفرصة مرة أخري لكهنة جدد يتسلقون اللجان والنقابات واشكال التنظيم الأخري ما يدخل البلد في جحيم آخر يضاعف جحيم فراغ القوة الذي أعقب سقوط نظام البشير.
أما الصدح بان ثورة ديسمبر عائدة في هذا التوقيت والشعب في مجاعة وضنك، فاتمنى أن لا يكون ورقة توت تتناغم مع يحدث في الميدان العسكري لإخفاء حرج ذلك الحياد الداوي في أشد مراحل الحرب بعد أن أتضح أن غالبية الشعب ليست علي حياد.
نعم لعودة الثورة. ولكن لا كالخطة جيم بعد أن فشل التعويل علي الشراكة المثالية ثم التعويل علي المجمتع الدولي ثم التعويل علي الجنجا.
فلتعد ولكن هذه المرة بواقعية وذكاء وحزم لا يستسهل المشاكل ولا يدعي أمجادا وانتصارات لم تحدث ولا يلفق أجساما ونقابات ولجانا مستوهمة في وجودها أو في تجانسها حول الغاية والوسيلة.
فلتعد لبناء البلاد، لا كزانة للقفز من مركب الحياد الغارق في آخر لحظة.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب