بوابة الوفد:
2024-11-26@18:29:08 GMT

الجشع وأزمة الضمير

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

لن نمل ولن نتوقف عن الكتابة عن ظاهرة الجشع غير العادية التى تعيشها البلاد فى الوقت الحالى بشكل غير مسبوق.

حالة من النهم تسيطر على كل من يبيع سلعة أو يقدم خدمة فى الأسواق إلا من رحم ربى.

ولن ألقى باللوم على الحكومة إطلاقا، ولن أقول إن الحكومة السبب كونها هى التى تبادر برفع أسعار السلع الأساسية التى تديرها وتحتكرها كالوقود أو الخدمات التى تقدمها كالمواصلات العامة وخدمات الاتصالات وغيرها، بل أن المواطنين أنفسهم هم من يتسابقون بجنون فى رفع أسعار ما يقدمونه من خدمات وما يبيعونه من سلع فى الأسواق.

نعم أن الحكومة هى من تبادر وتعطى الفرصة لهؤلاء الجشعين المحتكرين بإقدامها على الزيادات المتكررة فى أسعار الخدمات والسلع وعدم استقرار سعر الصرف، لكن إذا نظرنا للزيادات التى تطرأ بشكل يكاد يكون يومى على السلع والخدمات التى يقدمها القطاع الخاص، نجد أنها تزيد بنسب مبالغ فيها جدا جدا بما لا يتناسب إطلاقا مع التغير فى سعر الصرف أو مع الزيادات فى أسعار سلع وخدمات الحكومة وهو ما يثبت حالة الاستغلال والجشع والتهليب التى يعيشها هؤلاء معدومو الضمير.

وسأضرب مثلا واحدا من عدة أمثال ونماذج، اعتدت التعامل مع أحد محلات غسيل وكى الملابس الجاف بالجيزة وخلال الشهرين الأخيرين رفع الأسعار بنسبة ٤٥٪، فى حين لا يوجد أى مبرر لهذه الزيادة الكبيرة جدا فى فترة وجيزة ومرة واحدة.

وإذا عددنا الأمثلة والنماذج فإنها لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن هنا الحديث عن رقابة تموينية، لأنه لا يمكن بأى حال من الأحوال ضبط الضمائر بالرقابة البشرية حتى لو تم وضع رجل أمن ورقابة على رأس كل تاجر أو مقدم خدمة.

الموضوع باختصار مسألة ضمير ليس أكثر، وعندما يغيب الضمير ويحل محله الجشع والفهلوة وسرقة جيوب المواطنين، فإننا نصل لما وصلنا إليه من هذا الوضع المأساوى الذى أصبح يؤرق المواطنين ليل نهار ولم يجدوا أى بوادر تلوح فى الأفق للخروج من هذا النفق المظلم.

ورغم أن أسعار العديد من السلع تراجعت عند تجار الجملة خاصة المواد الغذائية، إلا أن المواطنين لم يشعروا ولم يستفيدوا من هذا الانخفاض بسبب جشع تجار التجزئة وألاعيبهم وعدم تجاوبهم مع حركة السوق انخفاضا، وتجاوبهم معها فقط فى حالة الارتفاع.

الخلاصة أننا لسنا أمام سوق يحكمها العرض والطلب، بل أمام سوق يحكمها الجشع والاحتكار والسرقة والفهلوة والتهليب وانعدام الضمير ورغبة لدى البعض فى تعميق الأزمة وإيجاد حالة من عدم الرضا فى الشارع.

وهنا لا يمكن إعفاء الحكومة إعفاء كاملا من المسئولية، نعم القطاع الخاص يتلاعب ويتحمل الجزء الأكبر من حالة انفلات الأسعار كما أوضحنا، ولكن على الحكومة أن تقوم بدورها فى إيجاد السبل والحلول لاستقرار الأسواق والبحث عن آليات متطورة للتعامل مع ظاهرة الجشع والاحتكار والتلاعب فى الأسواق.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوقت الحالى أسعار السلع الأساسية

إقرأ أيضاً:

أسعار صرف الدولار تعاود الارتفاع في الأسواق المحلية

بغداد اليوم -  بغداد

سجلت أسعار صرف الدولار الأمريكي، اليوم الاحد (24 تشرين الثاني 2024)، ارتفاعا في البورصتين الرئيسيتين والأسواق المحلية بالعاصمة بغداد.

وقال مراسل "بغداد اليوم"، إن سعر بيع الدولار في البورصة الرئيسية بالعاصمة سجّل اليوم، 150.250 دينارًا مقابل كل 100 دولار أمريكي.

وأضاف، أن سعر بيع الدولار سجّل اليوم 151250 بينما سجل سعر الشراء 149250 دينارًا مقابل كل 100 دولار أمريكي.

 

مقالات مشابهة

  • قمة G7 تناقش اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وأزمة أوكرانيا وسط تحديات دولية
  • عاجل | لجنة التحقيق الإسرائيلية المدنية بأحداث 7 أكتوبر: الحكومة فشلت في حماية المواطنين وعليها تحمل المسؤولية
  • رئيس الغرفة التجارية بسوهاج: توسيع الخدمات الحكومية وتعزيز الأسواق لخدمة المواطنين والتجار
  • أسعار صرف الدولار تعاود الارتفاع في الأسواق المحلية
  • البلدي بـ 105.. سعر الدواجن اليوم الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
  • ما الضمير الإنساني؟ وما أهميته؟
  • أسعار الذهب في الأسواق المحلية بالعراق
  • الدولار القوي يهدد سوق السندات في الأسواق الناشئة.. كيف ذلك؟
  • هل ستتزايد تدفقات رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة؟
  • أسعار الدواجن تعاود التراجع في الأسواق الآن