بوابة الوفد:
2024-10-01@23:38:22 GMT

الجشع وأزمة الضمير

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

لن نمل ولن نتوقف عن الكتابة عن ظاهرة الجشع غير العادية التى تعيشها البلاد فى الوقت الحالى بشكل غير مسبوق.

حالة من النهم تسيطر على كل من يبيع سلعة أو يقدم خدمة فى الأسواق إلا من رحم ربى.

ولن ألقى باللوم على الحكومة إطلاقا، ولن أقول إن الحكومة السبب كونها هى التى تبادر برفع أسعار السلع الأساسية التى تديرها وتحتكرها كالوقود أو الخدمات التى تقدمها كالمواصلات العامة وخدمات الاتصالات وغيرها، بل أن المواطنين أنفسهم هم من يتسابقون بجنون فى رفع أسعار ما يقدمونه من خدمات وما يبيعونه من سلع فى الأسواق.

نعم أن الحكومة هى من تبادر وتعطى الفرصة لهؤلاء الجشعين المحتكرين بإقدامها على الزيادات المتكررة فى أسعار الخدمات والسلع وعدم استقرار سعر الصرف، لكن إذا نظرنا للزيادات التى تطرأ بشكل يكاد يكون يومى على السلع والخدمات التى يقدمها القطاع الخاص، نجد أنها تزيد بنسب مبالغ فيها جدا جدا بما لا يتناسب إطلاقا مع التغير فى سعر الصرف أو مع الزيادات فى أسعار سلع وخدمات الحكومة وهو ما يثبت حالة الاستغلال والجشع والتهليب التى يعيشها هؤلاء معدومو الضمير.

وسأضرب مثلا واحدا من عدة أمثال ونماذج، اعتدت التعامل مع أحد محلات غسيل وكى الملابس الجاف بالجيزة وخلال الشهرين الأخيرين رفع الأسعار بنسبة ٤٥٪، فى حين لا يوجد أى مبرر لهذه الزيادة الكبيرة جدا فى فترة وجيزة ومرة واحدة.

وإذا عددنا الأمثلة والنماذج فإنها لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن هنا الحديث عن رقابة تموينية، لأنه لا يمكن بأى حال من الأحوال ضبط الضمائر بالرقابة البشرية حتى لو تم وضع رجل أمن ورقابة على رأس كل تاجر أو مقدم خدمة.

الموضوع باختصار مسألة ضمير ليس أكثر، وعندما يغيب الضمير ويحل محله الجشع والفهلوة وسرقة جيوب المواطنين، فإننا نصل لما وصلنا إليه من هذا الوضع المأساوى الذى أصبح يؤرق المواطنين ليل نهار ولم يجدوا أى بوادر تلوح فى الأفق للخروج من هذا النفق المظلم.

ورغم أن أسعار العديد من السلع تراجعت عند تجار الجملة خاصة المواد الغذائية، إلا أن المواطنين لم يشعروا ولم يستفيدوا من هذا الانخفاض بسبب جشع تجار التجزئة وألاعيبهم وعدم تجاوبهم مع حركة السوق انخفاضا، وتجاوبهم معها فقط فى حالة الارتفاع.

الخلاصة أننا لسنا أمام سوق يحكمها العرض والطلب، بل أمام سوق يحكمها الجشع والاحتكار والسرقة والفهلوة والتهليب وانعدام الضمير ورغبة لدى البعض فى تعميق الأزمة وإيجاد حالة من عدم الرضا فى الشارع.

وهنا لا يمكن إعفاء الحكومة إعفاء كاملا من المسئولية، نعم القطاع الخاص يتلاعب ويتحمل الجزء الأكبر من حالة انفلات الأسعار كما أوضحنا، ولكن على الحكومة أن تقوم بدورها فى إيجاد السبل والحلول لاستقرار الأسواق والبحث عن آليات متطورة للتعامل مع ظاهرة الجشع والاحتكار والتلاعب فى الأسواق.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوقت الحالى أسعار السلع الأساسية

إقرأ أيضاً:

مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة

استعرض مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات بمجلس الوزراء، على مدار الربع الثالث من العام الحالي 2024، وذلك من خلال تقرير أعدّه الدكتور حسام المصري، المستشار الطبي لرئاسة مجلس الوزراء، رئيس اللجنة.

وأثنى رئيس مجلس الوزراء على جهود اللجنة في تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج إلى تقديم الرعاية الطبية، مؤكّدًا أنَّ ذلك من صميم عمل الحكومة، التي تحرص على الاستماع إلى شكاوى المواطنين واستغاثاتهم والتحرك العاجل والاستجابة لها، وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا الشأن.

الاستجابة لـ4061 حالة تمّ رصدها عن طريق تطبيق واتس آب ووسائل الإعلام

وخلال تقريره، أشار حسام المصري إلى أنَّ جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات على مدار أشهر الربع الثالث من العام الحالي تضمنت الاستجابة لعدد 4061 حالة تم رصدها عن طريق تطبيق واتس آب ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي الوقت نفسه، أوضح المستشار الطبي أنَّ تفاعُل اللجنة مع تلك الحالات تضمن إصدار 676 قرارًا بالعلاج على نفقة الدولة من جانب رئيس مجلس الوزراء، فضلًا عن توفير الإجراءات الطبية لـ141 حالة للعلاج بالجاما نايف والسايبر نايف، إلى جانب إصدار 153 قرارًا تخص عمليات زراعة النخاع ذات التوافُق النصفي.

إصدار 106 قرارات من رئيس مجلس الوزراء تخص الحالات الطارئة

وأضاف رئيس اللجنة الطبية العليا والاستغاثات أنَّه تمّ خلال الربع الثالث إصدار 106 قرارات من رئيس مجلس الوزراء تخص الحالات الطارئة، فضلًا عن توفير الأدوية لـ737 استغاثة تم رصدها والتعامل معها، بالإضافة إلى تركيب أطراف صناعية وأجهزة تعويضية لـ 276 حالة، كما تمّ إجراء الكشف الطبي على 2970 مواطنا ضمن قوافل اللجنة، التي تم تنفيذها بمحافظة الإسماعيلية، وذلك بالتعاون والتنسيق مع مؤسسة بنك الشفاء.

مقالات مشابهة

  • الطموح والطمع
  • رسالة إلى التجار وأصحاب تحويلات بنكك لا تقتلوا الضمير الإنساني مرتين!
  • الحكومة: اللجنة الطبية العليا استجابت لـ4061 حالة من واتس آب ومواقع التواصل
  • مدبولي: تخفيف المعاناة عن الحالات التي تحتاج رعاية طبية من صميم عمل الحكومة
  • ارتفاع أسعار خام الحديد عالمياً لأكثر من 10% منذ 5 سنوات
  • استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري: حالة من التوازن في الأسواق المالية
  • توترات الشرق الأوسط تشعل أسعار النفط في الأسواق العالمية
  • "جنون" الأسعار
  • الداخلية تسهل الإجراءات على المواطنين في الحصول على المستندات والأوراق الرسمية
  • ارتفاع الدولار وأزمة نفط عالمية.. عصف حرب لبنان قد يأتي على الاقتصاد العراقي