تعد أسرة محمد علي باشا إحدى الأسر الرائدة في التاريخ المصري الحديث باقتناء وصناعة التحف النادرة وكان من تلك التحف 4 أسرة صنعها الخديو إسماعيل لأبناءه الأربعة بمناسبة زواجهم، والتي بقى منها سرير واحد محفوظ في المتحف الخاص بقصر الأمير محمد علي توفيق، أما الثلاثة أسرة الأخرى فلا نعرف مصيرها، وإن كان سرير منها ظهر في أحد أفلام الراحلة ماري منيب ويمكن مشاهدته من هنا.

 

حكاية 4 أسرة من الفضة الخالصة

وكانت تلك الأسرة هدية من الخديو إسماعيل لأبنائه الأربعة، وكانت أفراح أبناء الخديوي إسماعيل عام 1873 أسطورية بما يكفي لذكرها في التاريخ تحت اسم «أفراح الأنجال» حيث استمرت 40 يوم متتالية بمعدل 10 أيام لكل أمير وأميرة، وأهدى الخديو لكل إبن من أبنائه «توفيق وحسين كامل وحسن وفاطمة» سريرًا من الفضة الخالصة وزنه أكثر من نص طن واعتبر كل واحد منها تحفة فنية لا تقدر بثمن.

السرير الباقي 

من بين الأسرة الأربعة لا يزال سريرًا واحدًا موجودًا، وهو الخاص بالخديوي توفيق، وكان معروضًا في متحف المنيل بجناح الوالدة باشا في القاعة الشتوية، ثم تم نقله إلى المتحف الخاص، والسرير وزنه نحو 850 كيلو من الفضة ويتميز بالجمال والروعة في النقوش والزخارف، وربما السبب أنه الوحيد الباقي أن الأمير محمد علي توفيق أوصى بقصره وما يحويه من كنوز أن يتم تحويله لمتحف بعد وفاته حتى من قبل 1952.

والسرير كان يوجد بالطابق الثاني بالقاعة الشتويه لسراي العرش في قصر الأمير محمد علي بالمنيل، وهو يخص أمينة هانم إلهامي وهي الزوجة الوحيدة للخديو محمد توفيق والذي تولى حكم مصر في أواخر شهر يونيو عام 1879 بعد خلع أبيه الخديوي إسماعيل. 
أنجبت أمينه هانم إلهامي من الخديو توفيق الأمير عباس حلمي الثاني، والأمير محمد علي توفيق، والأميرات نازلي ونعمة وخديجة، وأوقفت أمينه هانم حياتها واهتمامها على العمل العام وكفالة المساكين والمرضى في الجمعيات الخيرية ولذلك لقبت بأم المحسنين، والسرير مصنوع من الفضة الخالصة، وهو أحد 4 أسرة 

الأسرة المفقودة

الثلاثة أسرة الباقية لا نعرف مصيرها من بعد عام 1952 لكن منهم سرير تم بيعه روبابكيا على الرصيف في الخمسينات «نسخة السلطان حسين كامل» تحت اسم ورثة زوجته السلطانة ملك. 

سرير في فيلم عربي قديم 

المفاجأة الأغرب أن هناك نسخة طبق الأصل ظهرت في ديكور فيلم «الناس اللي تحت» تحديدًا في غرفة نوم ماري منيب في الفيلم، والسؤال هنا هل اشتراها الاستديو كروبابيكيا دون معرفة قيمته التاريخية؟ غير معروف السبب ولا مصير السرير الأثري بعد ذلك.لكن يبقى مؤكدًا أنه من نماذج التحف الأثرية القليلة في العالم والباقية حتى الآن.

سرير يشبه سرير أمينة هانم إلهامي بفيلم ماري منيب 

 

سرير أمينة هانم إلهامي في القصر

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الآثار ماري منيب مصر محمد علي سرير محمد علي الأمیر محمد علی من الفضة سریر ا

إقرأ أيضاً:

الأفعى المهزومة تغير جلدها بجلد قديم (كيف نفهم خطوة مليشيا الدعم السريع)

الأفعى المهزومة تغير جلدها بجلد قديم
(كيف نفهم خطوة مليشيا الدعم السريع)
أنا أنظر لدعوة المليشيا وأعوانها لتشكيل حكومة في نيروبي كإعلان للهزيمة بشكل تدريجي، لقد بدأت المليشيا حربها بالتأكيد على أنها بصدد السيطرة على السودان كله وسلطته القائمة ودولته، وبالتأكيد وصفت حربها بالدعاية الكاذبة حول (الديمقراطية) مسنودة من حليفها السياسي المتلون صاحب الأسماء والأصل واحد وقد كانوا وقتها في مرحلة قوى الاتفاق الإطاري.

إذن وكما يعلم الجميع بدأت المليشيا الحرب بنية السيطرة على الحكم والسلطة، ثم مر ما يقترب من العامين وتراجعت المليشيا ميدانيا وبدأت تتعرض لهزائم استراتيجية وذلك أمام مجموعة (قوى بقاء الدولة الوطنية السودانية) وهذا المسمى يعكس مصدر قوة الدولة بداية من الجيش الوطني والقوات المقاتلة وحتى عموم القوى المجتمعية المساندة. هذه الهزائم دفعت المليشيا نحو ذلك المربع المألوف تاريخيا والقديم والمكرر لغالب الحركات المسلحة المحاربة للدولة منذ العام ١٩٥٥م. إن مسألة منازعة الدولة في جغرافيا ما يسميها البعض بالأراضي المحررة ويسعى بدعم خارجي محدد لإبقاء نفسه عليها هي مسألة قديمة بغض النظر عن مدى عدالة القضية. وهنا قد يقول قائل إن المليشيا تتحدث عن حكومة للسودان كله تسميها حكومة السلام، أقول لك وماذا كانت الحركة الشعبية قديما؟ ألم تكن تتحدث عن السودان كله، وغيرها من تمظاهرات الحركات المسلحة حتى اليوم (الحلو وعبد الواحد مثلا).
الحقيقة التاريخية وبشكل مختصر هي أنه ومنذ العام ١٩٥٥م ولغاية ١٩٧٢ في الجنوب القديم، ثم بداية من العام ١٩٨٣ ولغاية العام ٢٠٠٥م، وفي دارفور من العام ٢٠٠٣م وفي مناطق بجنوب كردفان والنيل الأزرق. في كل تلك الجغرافيات نازع مجموعة من الفاعلين المسلحين الدولة وأنشأ بعضهم ما سموه بسلطات محلية.

الملاحظة هي أن تمظهر الدعم السريع بهذا الشكل هو تراجع وإعلان هزيمة عن حالة البداية العسكرية لهذه القوات، والتي لم يكن جزء من خطابها في يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م أي حديث حول حكومة جديدة، وفي تحليلي هذه استجابة لعدة عوامل:
أولا عامل عسكري:
يتمثل في تراجع ميداني وهزائم بالمعنى الاستراتيجي، وفقدان للقدرة التنظيمية في وسط السودان مع احتمال كبير لتحول المعركة نحو داوفور، بات من المستحيل هزبمة الحيش الوطني والسيطرة على السلطة.

ثانيا عامل سياسي:
بعد فشل التحالف مع القوى المدنية وظهور ضعفها وفقدانها للشعبية، بات التحالف الواحد المنعقد بين تقدم والمليشيا في يناير ٢٠٢٤م غير فعال ويحتاج لتجديد وتطوير، لذا بدأوا في تكتيك جديد وهو ألا يضعوا (البيض في سلة واحدة) وأن يدخلوا بفرصتين كما يقال، وفي هذا تخفف للجسم الجديد من جماعة تقدم بما يمنحهم من فرصة للتملص وممارسة الضغط السياسي على حكومة السودان، وفي هذا التكتيك أيضا براح للمليشيا في شكلها الجديد لتغرق في خطاب الحركات المسلحة وتتوسل التهميش وتمرر العرقية والإثنية.

عامل خارجي:
واضح أن دولة الإمارات أيضا ستتخفف لأنها ستستطيع أن تلعب على الوترين، فتتحرك ظاهريا مع دعاوى التهدئة وتقدم دعمها المالي والسياسي (للمتحور المدني) من جماعة تقدم، وتستمر في دعمها للمليشيا مع علمها التام أن الدعم سيستمر في حدود بقاء المليشيا حية وموجودة فأكثر من ذلك غير ممكن وربما غير مطلوب.

هناك نقطة صعف رئيسية في مليشيا الدعم السريع ستجعلها غير مهيأة للدور الجديد، وهو غياب الأهلية السياسية والأخلاقية وغياب الكادر القادر على خوض نضال سياسي عسكري كما كان حال جماعة قرنق قديما، ورغم مآخذ نظرية كثيرة على آيدلوجيا الحركة الشعبية إلا أنها امتلكت المثقف والمفكر وربطت نفسها بآيدلوجيا ليبرالية علمانية ومنحت نفسها صورة مقاتلي التحرير في عالم كان يحتمل هذا الأمر وقتها رغم أن كل ذلك أكذوبة كبيرة لكنها كانت الصورة المرسومة حقيقة والراسخة، اليوم الوصع تغير الوضع كثيرا والإنقاذ لم تعد موجودة بجانب أن التعاطف معدوم أو غير راسخ مع قضية القواعد الاجتماعية التي سيدعي الدعم السريع أنه ممثل لها في دارفور، ببساطة لن يكون الدعم السريع حركة شعبية جديدة أبدا، ولن يكون حميدتي جون قرنق جديد.

إن مليشيا الدعم السريع تعلن عنوان كبير لكنه فارغ وفاشل ولن يكون أبدا في مستوى مناطق حكم الحركة الشعبية (جماعة جون قرنف) قديما، ولن يكون حتى مثل مؤسسات التجمع الوطني الديمقراطي في اسمرا الذي تأسس في التسعينات.

لقد غيرت الأفعى الخبيثة جلدها وهي تتعرض للهزائم، لكنها لا تدرك أنها ستظهر بجلد قديم ميت.

هشام الشواني
الشواني إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رئيس مركز الفكر الإسلامي والدراسات المعاصرة: على المسلم مجاهدة نفسه على طريق الحق
  • البكيري ينتقد بلان: إفلاس يظهر في الملعب والتصاريح
  • أكتشاف أسعد علاقة ميار و محمد وتهديد إسماعيل.. أحداث الحلقة الـ 13 من مسلسل قلبي ومفتاحه
  • شهادة معاملة أطفال الحلقة14.. إسماعيل فرغلي يتمكن من أخذ الشقة من نهى عابدين
  • قبل تناول المكملات الغذائية.. لا تنسَ اتباع هذه الخطوات
  • محمد القحطاني يظهر بإطلالة جديدة.. فيديو
  • الأفعى المهزومة تغير جلدها بجلد قديم (كيف نفهم خطوة مليشيا الدعم السريع)
  • العثور على جمجمة نوع بشري قديم "غير معروف" في إسبانيا
  • مسلسل فهد البطل الحلقة 12.. توفيق التمساح يقتل نجل فايزة الشبح بمساعدة العوضي
  • جدل حول سرقة مسلسل “إش إش” من فيلم قديم