"مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني" يوصي بتحديث الاستراتيجية الوطنية للأمن الإلكتروني والتوسع في "تمارين المحاكاة"
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
◄ الطائي: تطوير قطاع أمن المعلومات يُسهم في تعزيز نمو اقتصادنا الوطني
◄ الشعيلي: مركز الدفاع الإلكتروني يعمل على تطوير وتحسين التجربة الوطنية في مجالات الأمن الإلكتروني
◄ الوهيبي: "عُمان داتا بارك" تقدِّم أحدث خدمات الحماية السيبرانية للمؤسسات
◄ 123 مليون محاولة اختراق و417 ألف هجمة سيبرانية للمؤسسات في عُمان خلال عام واحد
◄ عُمان واحدة من الدول القليلة المعروفة باستراتيجيتها عالية المستوى في الأمن السيبراني
◄ تراجع عدد الهجمات الإلكترونية في عُمان إلى 12 مليونًا في 2022
◄ "عُمان سايبر سيكيوريتي بارك" يتولى تأمين 350 مؤسسة حكومية وخاصة
◄ الذكاء الاصطناعي أحد الأصول القيِّمة في ترسانة الأمن السيبراني
◄ توقعات بنمو 24% في سوق الأمن السيبراني بالسلطنة بحلول العام المقبل
◄ 14 تريليون دولار حجم الاقتصاد الرقمي العالمي.
. والأمن السيبراني جزء منه
◄ دعوات إلى بناء قاعدة بيانات وطنية لتسجيل المتخصصين في الأمن السيبراني
◄ مطالب بتأهيل الشباب العُماني في مجالات الأمن الإلكتروني ومواجهة الاختراقات
الرؤية- مريم البادية- ريم الحامدية
تصوير/ نواف المحاربي
رعى معالي الشيخ غصن بن هلال العلوي رئيس جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة، انطلاق الدورة الرابعة من "مؤتمر عُمان للأمن الإلكتروني"، تحت عنوان "الدفاع عن العالم الرقمي: ثورة الأمن الإلكتروني في قطاع الاتصالات"؛ بتنظيم من جريدة الرؤية وبالتعاون مع مركز الدفاع الإلكتروني وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم، وشركة "عُمان داتا بارك".
وبدأ المؤتمر بتقديم مادة فيلمية حول "ثورة الأمن الإلكتروني في قطاع الاتصالات"، سلطت الضوء على تحديات القطاع وآليات التعامل معها وفق أعلى المعايير وبأفضل الممارسات.
أولوية قصوى
عقب ذلك، ألقى حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام للمؤتمر، كلمة ترحيبية؛ حيث قال إنَّ الحديث عن الأمن الإلكتروني لم يعد مجرد استعراض للتحديات واستشراف المستقبل؛ بل صار أولوية قصوى تفرضها الأحداث والمُتغيرات من حولنا، وما جرائم الأمن المعلوماتي والقرصنة وهجمات الفدية الخبيثة والاحتيال الإلكتروني، وغيرها من القضايا، سوى تأكيد على ضرورة وضع مسألة الأمن الإلكتروني على رأس أولويات المؤسسات. وأضاف أن قطاع الاتصالات يأتي في مُقدمة القطاعات التي ينبغي أن تُضاعف جهودها من أجل تحقيق أعلى درجة من الجاهزية في عمليات الدفاع الإلكتروني؛ نظرًا لارتباط هذا القطاع بحياة كل فرد في المجتمع، فضلًا عن صلته الوثيقة بالمؤسسات، على مختلف تصنيفاتها المدنية وغير المدنية.
وأعرب الطائي عن أمله في تأسيس مزيد من الشركات الوطنية العاملة في مجال أمن المعلومات والخدمات السحابية؛ لأنَّ ذلك سيعود بالنفع العميم على مختلف القطاعات، ويدعم جهود تأمين البيانات وحمايتها من المخاطر السيبرانية المختلفة. وأشار إلى أنَّه بالتوازي مع مسألة تعزيز البنية الأساسية للأمن المعلوماتي، ينبغي أن تولي الشركات والمؤسسات عناية كبيرة بالأنظمة الإلكترونية والبرمجيات المختلفة، من خلال الحرص على شراء الأنظمة والبرمجيات ذات الأمان الإلكتروني الكبير، والحد من البرمجيات مفتوحة المصدر أو لجوء بعض الشركات- لا سيما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة- إلى استخدام برمجيات غير أصلية أو مُقلّدة، وهو ما يمثل خطرًا داهمًا على أمن المعلومات، خاصة إذا كانت هذه المؤسسات تتعامل مع كيانات وجهات كبيرة على المستوى الوطني والإقليمي.
أمن الشبكات
وسلط الطائي الضوء على أهمية أمن الشبكات في تعزيز الأمن الإلكتروني للمؤسسات، موضحًا أن البنية الأساسية المتعلقة بالشبكات تنقسم إلى فئتين؛ الأولى: الشبكات المتصلة بالشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت"، والثانية: الشبكات الداخلية التي تربط بين مختلف أقسام ودوائر أي مؤسسة أو شركة. وبيّن أن هذه الشبكات عُرضة للغاية لخطر الاختراق ومن ثم القرصنة أو التدمير بالكامل؛ الأمر الذي يفرض على الجميع اتباع أعلى معايير الجودة في إعداد أنظمة الشبكات، وضمان سرية المعلومات المتعلقة بأسماء المستخدمين أو كلمات المرور، وغيرها من الإجراءات الاحترازية.
وأبرز الطائي أهمية وضع الخطط والاستراتيجيات للتعامل مع مختلف السيناريوهات والأحداث الإلكترونية؛ وذلك من خلال تطوير وتحسين عمليات الدفاع الإلكتروني والتوسع في التمارين الوطنية للأمن الإلكتروني، مشيرًا إلى ما تحقق من تدريب عالي المستوى خلال "التمرين الوطني لأمن الاتصالات" الذي سلط الضوء على الأمن السيبراني في قطاع الاتصالات. وحث الطائي الجهات المختصة على مواصلة الجهود من أجل وضع الخطط والاستراتيجيات اللازمة من أجل التصدي لكافة المخاطر ذات الصلة بالأمن الإلكتروني، واستشراف التحديات التي قد تحدث في مختلف القطاعات، وخاصة قطاعات: الاتصالات والبنوك والصناعة والتعليم والصحة، وغيرها.
وأكد الطائي على الأهمية الكبرى لقطاع أمن المعلومات في تعزيز نمو اقتصادنا الوطني، ودوره في حماية مختلف المؤسسات والشركات والأفراد من المخاطر الإلكترونية التي قد تقع في أي لحظة، لا سيما في ظل التطورات التقنية غير المسبوقة، بما يستدعي العمل بكل ما يمكن من أجل تطبيق أعلى معايير الأمن الإلكتروني، وبلورة حلول مُستدامة تضمن حماية الجميع من هذه المخاطر.
بيان الافتتاح
فيما قدَّم الدكتور مازن بن حمد الشعيلي مساعد رئيس مركز الدفاع الإلكتروني، بيان افتتاح المؤتمر، أوضح من خلاله أن هذا المؤتمر يسهم في تعزيز الدور الحيوي والشراكة الوطنية في حماية وتحصين الفضاء الالكتروني لسلطنة عمان، والتصدي لما يواجهه من تحديات وتهديدات متصاعدة. وقال الشعيلي إن تخصيص هذه الدورة لبحث واستعراض وتطوير الممارسات ذات الصلة بالأمن الالكتروني في قطاع الاتصالات؛ ينطلق من أهمية هذا القطاع والمكانة التي يتصدرها في تسهيل وتوفير البنية الأساسية للعديد من الأنماط والمعاملات اليومية؛ سواء على مستوى الدولة أو المجتمع والفرد، مما يجعل من حمايته حاجة ملحة لضمان العبور الآمن للبيانات وتحصينها من محاولات القرصنة الحقيقية أو التخريب .وأضاف الشعيلي أن تأمين قطاع الاتصالات أصبح أكثر إلحاحًا مع مرور الوقت وظهور تقنيات جديدة مثل خدمات الجيل الخامس وما توفره من سرعة أكبر لانتقال البيانات، ومن إمكانيات متطورة لرفع عدد كبير من أجهزة الفضاء الالكتروني وتوسيع استخدام انترنت الأشياء؛ مما يستدعي مواكبته على نحو مستمر من تقنيات وإجراءات مناسبة للكشف عن أي ثغرات قد تضر به أو تستخدم من قبل مجموعات اختراق والتصيد الإلكتروني. وأوضح أن قطاع الاتصالات يعد المنفذ الحدودي الافتراضي؛ الذي تمر من خلاله كافة المعلومات الإلكترونية بين الفضاء المحلي العُماني والفضاء الخارجي، وأي هجمات على هذا المنفذ أو محاولات لتعطيله ستكون له ارتدادات سلبية على مستخدمي تلك المعاملات المحلية والقدرة على التواصل مع العالم الخارجي. وأكد مساعد رئيس مركز الدفاع الالكتروني أن المركز يضع نصب عينيه استثمار نتائج هذا المؤتمر والبناء عليها؛ لتطوير وتحسين التجربة الوطنية في مجالات الأمن الالكتروني، ونقل الخبرات ذات الصلة إلى الكوادر الوطنية العاملة في هذا القطاع ضمن البرامج التي تقدمها أكاديمية الأمن الالكتروني المتقدم؛ بما يساعد على رفع مستوى الوعي والجاهزية و تعزيز القدرات في الاستجابة للحوادث الالكترونية.
الشريك الاستراتيجي
وقدَّم المهندس مقبول بن سالم الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة عُمان داتا بارك كلمة الشريك الإستراتيجي، استعرض خلالها حادثًا سيبرانيًاوقع فجر الأول من يناير 2020، عندما حطم تهديد غير متوقع إحدى شركات التأمين في السلطنة، وذلك عن طريق تسلل برنامج الفدية (Ransom Were) إلى الخوادم الرئيسية، وأصابوا بيانات الشركة وقاموا بتشفيرها؛ مما أدى إلى فقدان البيانات، لكن لحسن الحظ، استمر الهجوم لمدة يوم واحد فقط، وبحلول الخميس 2 يناير 2020، تمكنت الشركة من استعادة البيانات المفقودة، كان ذلك بفضل نظام النسخ الاحتياطي القوي. وأضاف أن الشركة كانت محظوظة، مع الأخذ في الاعتبار أنه في نفس العام، سجلت عُمان 123 مليون محاولة لتطبيقات الويب مع أكثر من 417000 هجمة مؤكدة وخسائر تزيد عن مليون دولار.
وأوضح الوهيبي أن العدد المقلق للهجمات المؤكدة المذكورة أعلاه يمثل في الواقع انخفاضًا بنسبة 13% مقارنة بما يقرب من 500,000 هجمة مؤكدة تم الإبلاغ عنها في عام 2019. وتابع أنه وفقًا للتقرير السنوي الذي تنشره الجهات المختصة، فإن هذا التحسُّن في موقف الأمن السيبراني في عمان يُعزى إلى الفحوصات الأمنية المكثفة التي يتم تنفيذها للمواقع الحكومية.
استراتيجية الأمن السيبراني
وأوضح أن عُمان تمثل واحدة من دول الخليج العربي القليلة المعروفة بإستراتيجيتها عالية المستوى للأمن السيبراني، والتي تم وضعها في عام 2010، عندما تم إطلاق الفريق العماني للاستعداد لطوارئ الكمبيوتر (OCERT)، وتم تكليف هذا المركز باكتشاف وتحليل المخاطر السيبرانية في البلاد ورفع الوعي السيبراني على المستوى الأساسي في السلطنة. وأشار إلى انخفاض عدد محاولات الهجمات الإلكترونية في عمان من 880 مليونًا في عام 2017 إلى 12 مليونًا في عام 2022.
وبين أنه بالحديث عن استراتيجية الأمن السيبراني والخطة الرئيسية، فقد شهد عام 2020 إنشاء مركز الدفاع الإلكتروني وإصدار نظامه، واعتماد الاستراتيجية الوطنية للدفاع الإلكترونية (2022- 2025). وشدد على أن إنشاء أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم التي تأسست بالشراكة مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، تمثل إسهامًا غاية في الأهمية في رفع القدرات الوطنية في مجال الأمن الإلكتروني.
وأبرز الوهيبي جهود القطاع الخاص في السلطنة من خلال إنشاء شركات خاصة واعدة تعمل على تقديم خدمات متقدمة في مجال أمن المعلومات. وتابع أنه إيمانًا بأهمية المساهمة في تعزيز مستوى جاهزية المؤسسات الحكومية والخاصة لاستيفاء متطلبات الأمن السيبراني في البلاد، فقد حرصت "عمان داتا بارك" على تقديم أحدث خدمات الحماية السيبرانية للمؤسسات، والمساهمة عن طريق الاستثمار الجاد في مجال الأمن السيبراني؛ وذلك بإنشاء مركز "عمان سايبر سيكيوريتي بارك" عام 2015 والذي يعد الأحدث في المنطقة. وبيّن أن هذا المركز يتميز بتقديم خدمات الأمن السيبراني المدار؛ حيث يتولى حاليًا مهمة تأمين أكثر من 350 مؤسسة حكومية وخاصة على مدار الساعة، عن طريق تقديم مجموعة من الخدمات في الأمن السيبراني المدار. وأضاف أن المركز يقوم بالتنسيق والتعاون المستمر مع الجهات المعنية لبناء منظومة تشاركية لرفع مستوى الجاهزية للاستجابة للحوادث الأمنية السيبرانية في السلطنة والتصدي لمخاطر أمن المعلومات والأمن السيبراني وتقليل الآثار الناتجة عنها، إضافة إلى المساهمة في نشر الوعي بأمن المعلومات والأمن السيبراني. وأكد الوهيبي أن تلك الجهود تتكامل فيما بعضها لتعمل كمنظومة متكاملة من شأنها الاقتراب إلى تلبية معايير الأمن الدولية، وتجنب الخسائر المالية الكبيرة المرتبطة بانتهاكات البيانات والجرائم الإلكترونية، وتعزيز ثقة المستثمرين في السلطنة.
تحديات مستقبلية
وأشار الوهيبي إلى التحديات المستقبلية، مؤكدًا أن التحدي الأبرز القادم يتمثل في الأمن السيبراني المرتبط بالذكاء الاصطناعي، وهو "أكبر وأكثر قساوة". وقال إنه مع الترابط المتواصل بين الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي (AI)، يؤدي الذكاء الاصطناعي دورًا مهمًا في تعزيز تدابير الأمن السيبراني، مشيرًا إلى أن هذا التكامل ليس جديدًا، لكنه تطور مع مرور الوقت مع تقدم التكنولوجيا والتهديدات السيبرانية التي أصبحت أكثر تعقيدًا.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي أثبت أنه أحد الأصول القيِّمة في ترسانة الأمن السيبراني، لكنه ليس حلًا سحريًا، مشيرًا إلى أن مشهد الأمن السيبراني ديناميكي؛ حيث يقوم الخصوم باستمرار بتطوير تكتيكات وتقنيات جديدة للتحايل على الدفاعات الحالية.
وقال إن تقارير "IBM" تفيد بأن 90% من المؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي للأمن السيبراني بشكل ما، وهناك حاجة ماسة إلى أي قدرات جديدة يوفرها الذكاء الاصطناعي؛ حيث يقول 59% من قادة الأمن السيبراني أن فرقهم تعاني من نقص الموظفين والمهارات، وأقل من نصف المؤسسات (42%) لديها درجة عالية من الثقة في قدرة فريق الأمن السيبراني لديهم على اكتشاف التهديدات والاستجابة لها، وفقًا وفقًا لبحث حالة الأمن السيبراني لعام 2023 الذي أجرته مؤسسة "ISACA".
أما من الناحية الاقتصادية، وحسب الوهيبي، فإن حجم سوق الامن السيبراني في السلطنة سيشهد ارتفاعا ملحوظا بنسبة 24% إلى عام 2025؛ نظرا للنمو المتوقع في خدمات إنترنت الأشياء وزيادة وتيرة الهجمات الالكترونية على القطاعات المصرفية والصحية؛ حيث يتوقع أن يصل حجم سوق الأمن السيبراني في سلطنة عُمان إلى 58 مليون دولار بحلول 2025، بمتوسط نمو مركب 24% سنويا.
وأضاف أنه في منطقة الشرق الأوسط يُتوقع أن ينمو سوق الأمن السيبراني من 20.3 مليار دولار أمريكي إلى 44.7 مليار دولار أمريكي؛ بمعدل نمو بنسبة 17.1% من عام 2022 إلى 2027. وعلى المستوى العالمي، فإن الدراسات تشير إلى أن يصل حجم سوق الأمن السيبراني إلى 657 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
الاقتصاد الرقمي
وشدد الوهيبي على أن الأمن السيبراني جزء لا يتجزأ من الاقتصاد الرقمي، كما إنه يؤدي دورًا مهمًا في العالم الرقمي؛ حيث بلغ حجم الاقتصاد الرقمي العالمي قرابة 14 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يصل عام 2025 إلى 20 تريليون دولار أمريكي. وأوضح أن حجم الجريمة الإلكترونية وخسائرها على الاقتصاد العالمي شكّلت 40% من حجم الاقتصاد الرقمي، ومن المتوقع أن تشكل 50% عام 2025، وأضاف: "نسعى من خلال هذا المؤتمر إلى الإسهام في رفع مستوى الجاهزية وترقب الفرص الاقتصادية الواعدة التي يُمكن أن تُتاح في هذا المجال؛ ضمن الجهود المبذولة في تنفيذ مشاريع التحول الرقمي في السلطنة تماشيًا مع أهداف رؤية "عُمان 2040".
واختتم الوهيبي كلمته بالتأكيد على أهمية إدراك أن كل ما يتصل بشبكة الانترنت مُعرَّض للاختراق والتخريب، إذ إن محطات الكهرباء معرضة للإيقاف، ومحطات المياه معرضه للتخريب، وآبار النفط يمكن الوصول إليها عن طريق أنظمة حفر الآبار، كما إن الأنظمة المالية والصحية وغيرها من شبكات البُنى التحتية الحساسة والأفراد، عرضة للاختراق، وعليه فإن من الأهمية الأخذ في الاعتبار التدابير التالية:
أولًا: موصلة توفير الموارد المالية اللازمة للمؤسسات الحكومية والخاصة للتأكد من استيفاء كافة المعايير الفنية اللازمة لتأمين الشبكات والأنظمة التابعة لها.
ثانيًا: اجراء فحوصات دورية من خلال تنفيذ تمارين محاكاة دورية لا سيما في القطاعات الحساسة مثل الكهرباء، والماء والنفط والغاز وغيرها، مع أهمية إبقاء المختصين على اطلاع دائم بتقنيات القرصنة الأخلاقية واختبار الاختراق.
ثالثًا: مواصلة تعزيز ثقافة التعلم المستمر والتطوير المهني من خلال مواصلة تأهيل الكوادر الوطنية في مجال الأمن السيبراني وموائمة المخرجات مع احتياجات السوق، وتشجيع الفرق الحالية على الحصول على الشهادات المتقدمة وحضور البرامج التدريبية ذات الصلة والمشاركة في المؤتمرات أو ورش العمل لاسيما تلك التي تركز على الذكاء الاصطناعي في الأمن السيبراني.
رابعًا: ضرورة بناء بيئة تجريبية (Sand Box) لكل قطاع وتشجيع أعضاء المختصين في الأمن السيبراني المشاركة في المشاريع العملية التي تتضمن تنفيذ الذكاء الاصطناعي في سيناريوهات الأمن السيبراني. الخبرة العملية هي وسيلة قوية لتعميق الفهم وبناء الثقة.
خامسًا: مواصلة تشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتقديم الحزم الاستثمارية اللازمة لهم في مجال الامن السيبراني والعمل على التواصل مع روّاد الأعمال المحليّين لتحويل أفكارهم إلى واقع ٍ ملموسٍ، وتوطين هذه الصناعة وخلق فرص العمل في هذا المجال المُهم.
سادسًا: أهمية تضمين مواد الامن السيبراني في المناهج الدراسية من الصفوف الدنيا لتعزيز الجانب التثقيفي لدى الفرد والمجتمع.
ثم قدَّم المهندس بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، الكلمة الرئيسية للمؤتمر، فيما استعرض المهندس سعيد بن عبدالله المنذري الرئيس التنفيذي لمجموعة "إذكاء"، ورقة العمل الرئيسية. تلى ذلك تكريم المتحدثين الرئيسيين والرعاة الداعمين، وافتتاح معرض الأمن الإلكتروني 2024.
المحور الأول
عقب ذلك، انطلقت أعمال المحور الأول من المؤتمر تحت عنوان "دفاعات فاعلة لتحقيق الاستباقية في قطاع الاتصالات"، وتضمن المحور ورقة عمل قدمها عبدالله الغساني إخصائي أمن سيبراني بسايبر سكيورتي بارك لدى "عمان داتا بارك". ثم عرض تجربة قدمه أحمد الصادق مهندس نظم لدى (Fortinet). وشهد هذا المحور تقديم البروفيسور تشون-آي فان رئيس مجلس إدارة جمعية التشفير وأمن المعلومات التايوانية (CCISA)، كلمة الضيف المشارك.
وقدم معاذ بن عبدالله الزكواني محلل أمن إلكتروني وخبير استخبارات التهديدات المتخصصة بمركز الدفاع الإلكتروني ورقة عمل بعنوان "تعزيز الإجراءات الاستباقية في مواجهة الهجمات السيبرانية في قطاع الاتصالات بسلطنة عُمان". واستعرض الزكواني عددًا من الهجمات السيبرانية التي استهدفت شركات اتصالات حول العالم، منها شركة "تليكوم أرجنتينا" في عام 2020، وهو الحادث الذي شهد إصابة 18 ألف جهاز كمبيوتر. وكذلك شركة "تي موبيل" في الولايات المتحدة الأمريكية التي تعرضت في عام 2021 لهجوم تسبب في وقف خدمات الجيل الرابع والجيل الخامس وخدمة الرسائل النصية القصيرة. وشركة فودافون البرتغال عام 2022، التي واجهت حادثًا سيبرانيًا تسبب في سرقة بيانات 50 مليون مشترك. وشركة "كييف ستار" الأوكرانية، التي تعرضت في عام 2023 لهجوم إلكتروني أسفر عن تعطيل الخدمات عن نحو 24 مليون مشترك. وأخيرًا شركة "تشانجهوا تليكوم" في تايوان، والتي تعرضت خلال العام الجاري 2024، لسرقة 1.7 تيرابايت من البيانات تتضمن عقودًا حكومية.
وذكر الزكواني أنه عند معالجة المخاوف الأمنية الإلكترونية، تعكف كل مؤسسة على تشكيل فريق للاستجابة للحوادث (IR)؛ تمثل هدفه الوحيد في إدارة الحوادث وحلها بشكل فعّال، علاوة على الهدف الأساسي وهو حماية الأصول الرقمية مع ضمان الاسترداد السريع لخدمات تكنولوجيا المعلومات.
تلى ذلك عرض تجربة قدمها أنتوني براند الرئيس التنفيذي للتسويق بالمعهد الأوروبي لمعايير الاتصالات. وقدَّم البروفيسور مارتن ستيرل رئيس وحدة الكفاءة في تقنيات الأمن والاتصالات بالمعهد النمساوي للتكنولوجيا (AIT) ورقة عمل.
المحور الثاني
أعقب ذلك، انطلاق المحور الثاني من أعمال المؤتمر بعنوان "أمان المعلومات ونموذج الثقة الصفرية في القطاع"، تضمن عرض تجربة قدمها عبدالله بن حمود البرواني مدير عام أمن المعلومات والشبكات بـ"عُمانتل"، كما قدم راشد بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي لشركة إنسايت لأمن المعلومات عرض تجربة.
فيما حمل المحور الثالث من أعمال المؤتمر عنوان "نحو بنود إطارية للإستراتيجية الوطنية للدفاعات النشطة"، وتضمنت جلسة نقاشية، شارك فيها المكرم الشيخ سلطان بن مطر العزيزي رئيس اللجنة القانونية بمجلس الدولة، وعبدالحكيم بن عامر المصلحي الشريك المؤسس بشركة القوة السيبرانية، والمهندس عيسى الرواحي رئيس سايبر سكيورتي بارك لدى عمان داتا بارك، وعبدالله بن حمود البرواني مدير عام أمن المعلومات والشبكات ب"عُمانتل"، وراشد بن سالم السالمي الرئيس التنفيذي لشركة إنسايت لأمن المعلومات، فيما أدار الجلسة المهندس سعيد البحري إخصائي أول أمن سيبراني "سايبر سكيروتي بارك".
وناقشت الجلسة استراتيجية "أمان الثقة الصفرية"، حيث أشار المشركون إلى أن حماية القطاعات التي تُقدِّم خدمات عبر الإنترنت أمر بالغ الاهمية، على الرغم من أن هذه الخدمات ربما تكون باهظة الثمن، إلا أنها توفِّر الحماية من الاختراق. ودعا المشاركون إلى ضرورة التركيز على الشبكات الخاصة وليس فقط الشبكات الخارجية لتوفير الحماية، مؤكدين أهمية تصميم الشبكات لتتناسب مع استراتيجية أمان "الثقة الصفرية". واقترح أحد المشاركين إقامة هاكاثون على مستوى المدارس لتعريف الطلاب بالأمن السيبراني.
ودعا المشاركون في الجلسة إلى تعديل الاستراتيجية الوطنية الخاصة بمركز الدفاع الإلكتروني فيما يتعلق بتأهيل الكوادر الوطنية الوطنية، مؤكدين أن عُمان تزخر بالعديد من الكفاءات من الخريجين المتخصصين في هذا المجال، لكنهم لا يحظون بالرعاية اللازمة. وقالوا إن الكثير من هؤلاء الخريجين بدأوا في العمل بوظائف أخرى غير تخصصهم الأساسي، مشددين على ضرورة وضع قاعدة بيانات وطنية تضم أصحاب التخصصات والمواهب في مجال الأمن السيبراني.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
برئاسة محمد بن راشد.. مجلس الوزراء يعتمد الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 والسياسة الوطنية لمكافحة المخاطر الصحية في الدولة
أبوظبي (وام)
ترأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، اجتماع مجلس الوزراء، الذي عقد في قصر الوطن بأبوظبي، بحضور سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير المالية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية.
الاستراتيجية الوطنية للاستثمار
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء بقصر الوطن بأبوظبي.. أقررنا في بدايته استراتيجيتنا الوطنية للاستثمار خلال السنوات الست القادمة، الهدف سيكون رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 112 مليار درهم في 2023 إلى 240 مليار درهم في 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي في الدولة من 800 مليار درهم إلى 2.2 تريليون درهم خلال السنوات الست القادمة بإذن الله. وستركز الاستراتيجية على قطاعات الصناعة، والخدمات اللوجستية، والخدمات المالية، والطاقة المتجددة وتقنية المعلومات.. الإمارات مستمرة في تطوير الاقتصاد، وفتح الأسواق، وجذب الاستثمارات، وخلق أفضل بيئة للأعمال عالمياً بإذن الله».
وقال سموه: «واستعرضنا خلال الاجتماع نتائج شراكة الدولة الاستراتيجية مع الدول الأفريقية، حيث تم إنجاز 95% من المبادرات التي تم اعتمادها سابقاً، ونتج عن ذلك ارتفاع حجم التجارة الإجمالي مع دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 126.7 مليار درهم في 2019 إلى 235 مليار درهم خلال خمس سنوات بنمو بلغ 87%.. وستستمر بلادنا في بناء جسور اقتصادية جديدة مع قارات العالم كافة، وترسيخ موقعها حلقة وصل تجارية عالمية بين مختلف قارات العالم».
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «واستعرضنا خلال الاجتماع أيضاً نتائج الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي والهادفة لرفع مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4%.. مستمرين في تعزيز مكانة الدولة في الاقتصاد الرقمي العالمي عبر العديد من المبادرات والمشاريع الوطنية الطموحة خلال السنوات الست القادمة بإذن الله».
رفع الجاهزية الصحية
كما قال سموه: «وفي الشؤون الصحية.. اعتمدنا في مجلس الوزراء سياسة وطنية جديدة لمكافحة المخاطر الصحية.. تهدف لتحديد السيناريوهات الوطنية اللازمة للوقاية والتأهب والاستعداد والاستجابة وتحقيق التعافي، وخطط السيطرة على الوضع الصحي في حالات التعرض للمخاطر والطوارئ الصحية.. رفع الجاهزية بشكل مستمر لأي طارئ صحي هو جزء أساسي من ترسيخ الأمن الصحي وتحقيق أقصى درجات جودة الحياة في دولة الإمارات».
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «واعتمدنا اليوم في مجلس الوزراء اللائحة التنفيذية بشأن التبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة في الدولة، وذلك لتوفير فرص العلاج للأفراد ممن يعانون أمراضاً لا يمكن علاجها إلا من خلال زراعة أعضاء.. لدينا اليوم أكثر من 13 مركزاً مرخصاً في الدولة لإجراء هذا النوع من العمليات.. وشهدت الدولة زيادة بلغت 30% لهذا النوع من العمليات، ولدينا اليوم عمليات زراعة للكلى والكبد والقلب والرئة والبنكرياس وغيرها.. وسيستمر القطاع الصحي في تطوره لتوفير أفضل درجات الخدمات الصحية بإذن لله للجميع».
وأضاف سموه: «واعتمدنا أيضاً إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وذلك لتحديد أولوياتنا الوطنية في مجال البحث وأهم السياسات والبرامج والمشاريع البحثية.. وخلق فرص للشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية بما يساهم في تطوير هذا القطاع ويرسخ مكانة الدولة في مجال البحث والتطوير».
الدعم والتمكين الاجتماعي
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «وفي الشأن الاجتماعي.. اعتمدنا اليوم مجموعة من القرارات بشأن منظومة الدعم والتمكين الاجتماعي، حيث تنظم القرارات الجديدة معايير الدعم الاجتماعي، والضوابط العامة لمستحقي العلاوات الأساسية والتكميلية.. وارتفعت الموازنة المالية السنوية المخصصة لبرامج الدعم الاجتماعي بنسبة 29% ووصلت إلى ما يقارب 3.5 مليار درهم، وارتفع عدد المستفيدين من البرامج بنسبة 37%، وتم توظيف 3200 من المستفيدين من البرامج في سوق العمل بهدف تحويلهم من متلقين للدعم إلى مساهمين في مسيرة التنمية».
وأضاف سموه: «وفي الشؤون الحكومية، اعتمدنا اليوم في مجلس الوزراء نظام العمل عن بُعد من خارج الدولة في الحكومة الاتحادية.. والذي يهدف إلى الاستفادة من الكفاءات والخبرات العالمية الموجودة خارج الدولة في تنفيذ المشاريع أو الدراسات أو المهام التخصصية لدى الجهات الاتحادية.. واعتمد المجلس أيضاً 28 اتفاقية دولية.. تتضمن اتفاقيات شراكات اقتصادية مع ماليزيا ونيوزيلندا وكينيا، بالإضافة لاتفاقيات أمنية ولوجستية وتعاون حكومي مع عدد من دول العالم.. فرق العمل مستمرة في العمل.. ومسيرة النمو مستمرة في التسارع.. ومستقبل بلادنا كل يوم نراه أكبر وأعظم وأجمل بجهود آلاف الفرق المخلصة المتفانية في القطاعات كافة بحمد الله».
وجهة رائدة للاستثمارات
وتفصيلاً، اعتمد مجلس الوزراء، خلال الاجتماع، الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 والتي تهدف إلى جعل دولة الإمارات وجهة رائدة للاستثمارات بحلول عام 2031، ومحوراً استثمارياً عالمياً استراتيجياً مما يعزز مكانتها مركزاً رئيسياً لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وستركز الاستراتيجية على 5 قطاعات ذات أولوية، هي الصناعة، والخدمات المالية، والنقل والخدمات اللوجستية، والطاقة المتجددة والمياه، والاتصالات وتقنية المعلومات، ودعم هذه القطاعات بمحور الاستثمارات في البنية التحتية والتي تشمل قطاع النقل وقطاع الطاقة والمرافق.
وشملت الاستراتيجية 12 برنامجاً وطنياً جديداً ضمن الأولويات المحددة، إضافة إلى 30 مبادرة ضمن هذه البرامج، وستساهم هذه الاستراتيجية في رفع المعدل السنوي لتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة للدولة من 112 مليار درهم في عام 2023 إلى 240 مليار درهم في عام 2031، ورفع مخزون الاستثمار الأجنبي بالدولة من 0.8 تريليون درهم في عام 2023 إلى أكثر من 2.2 تريليون درهم في عام 2031، مع رفع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر من إجمالي الاستثمارات (المحلية والأجنبية) إلى أكثر من 30%، ورفع مساهمة الاستثمار الأجنبي المباشر في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 8%.
وحددت الاستراتيجية الجديدة القطاعات الفرعية الرئيسية التي ستُساهم في دفع النمو المرجوّ للاستثمار الأجنبي المباشر في الدولة، وشملت القطاعات المعتمدة على الصادرات، ومجالات تحقيق الاكتفاء الذاتي مثل الأغذية والتكنولوجيات الزراعية والمستحضرات الدوائية، والصناعات المتقدمة مثل صناعة أشباه الموصلات، إضافة إلى أسواق رأس المال متمثلةً في إدارة الأصول والبنوك الاستثمارية، والتخزين والمستودعات، والشحن والتوزيع، والشركات المستقلة لإنتاج الطاقة والمياه، والاقتصاد الدائري كقطاع معالجة النفايات والمياه، وقطاع إنتاج الهيدروجين، ومعالجة البيانات واستضافتها، والبرامج والخدمات التقنية المتقدمة.
الشراكات مع الدول الأفريقية
وفي الشؤون الاستثمارية والاقتصادية أيضاً، استعرض مجلس الوزراء نتائج الشراكات الاقتصادية بين دولة الإمارات والدول الأفريقية، حيث نجحت جهود التعاون في هذا الإطار في إنجاز أكثر من (95%) من البرامج والمبادرات المحددة لتعزيز هذا الجانب، حيث تم إطلاق المنصة الرقمية «بوابة أفريقيا للاستثمار الإماراتي» بهدف تحفيز الشركات العاملة في الدولة على الاستثمار والتوسع في الأسواق الأفريقية، وتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات والدول الأفريقية، إضافة إلى تنظيم منتدى اقتصادي لاستكشاف الفرص الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الناشئة في قارة أفريقيا، وتعزيز التعاون بين الأسواق الآسيوية والأفريقية عبر دولة الإمارات في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، ونتج عن هذا التعاون نمو حجم التجارة الخارجية بين دولة الإمارات ودول جنوب الصحراء الأفريقية إلى (39.4) مليار دولار أميركي خلال النصف الأول من عام 2024، بنمو (21.9%) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، ونمو قيمة واردات دولة الإمارات من دول أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة (26.6%) مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023، وارتفاع إجمالي حجم التجارة بين دولة الإمارات وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 34.5 مليار دولار أميركي في عام 2019 إلى 64 مليار دولار أميركي في عام 2023، وهو ما يمثل نمواً بنسبة تصل إلى 87% على مدى فترة السنوات الخمس الماضية.
برنامج الشهادات الخضراء
وتعزيزاً لريادة دولة الإمارات في قطاع الاستدامة والحفاظ على البيئة، اعتمد مجلس الوزراء إطلاق البرنامج الوطني للشهادات الخضراء في المباني، وهو نظام تصنيف يتم تطبيقه بشكل طوعي في مرحلته الأولى، ويُعنى بتقييم واعتماد المباني المستدامة وفق أعلى المعايير البيئية، ويستهدف المباني التجارية، والفنادق والضيافة، والمنشآت الصناعية، والمباني الحكومية، والمجمعات السكنية، حيث سيعمل البرنامج على تحفيز كفاءة الطاقة في تلك المنشآت، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية من خلال تطبيق ممارسات مستدامة، وتحقيق انخفاض في استهلاك الطاقة والمياه، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتنمية سوق شركات خدمات الطاقة في الدولة.
ويُعد برنامج الشهادات الخضراء في المباني من البرامج الداعمة للبرنامج الوطني لإدارة الطلب على الطاقة والمياه 2050 في مجال ترشيد الاستهلاك على مستوى الدولة، والذي يهدف إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة (50%)، وخفض استهلاك المياه بنسبة (40%) بحلول عام 2050، على أن يتم تطبيق البرنامج الوطني بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الاتحادية والجهات المحلية ومطوري العقارات ومؤسسات القطاع الخاص.
التحول التكنولوجي الصناعي
وفي القطاع الصناعي، استعرض مجلس الوزراء نتائج تنفيذ برنامج التحول التكنولوجي الصناعي على مستوى الدولة، حيث تم إطلاق مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي لقياس مستوى النضج الرقمي في القطاع الصناعي في الدولة، وهو يُعد المؤشر الأول من نوعه لقياس التحول التكنولوجي وممارسات الاستدامة في المصانع، وإطلاق برنامج التحول 4.0 الذي يهدف إلى تسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاع الصناعي في الإمارات، بما يتماشى مع مشروع الـ (300 مليار)، وإطلاق مراكز تمكين الصناعة بهدف تعزيز تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتحفيز تبني التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصناعي الوطني، وإطلاق حزمة من الحوافز النوعية لتسريع وتيرة التحول التكنولوجي في القطاع الصناعي، وتعزيز قدرتها التنافسية في السوق العالمية.
كما شملت النتائج دليل حالات الاستخدام لمؤشر التحول التكنولوجي الصناعي، وإطلاق «برنامج التدريب العالمي لمقيمي مؤشر التحول التكنولوجي الصناعي» بهدف اعتماد المؤشر كمعيار عالمي لقياس النضج التكنولوجي في القطاع الصناعي، وتدريب المقيّمين المعتمدين له في الخارج، وإطلاق جائزة مصنع المستقبل تحت مظلة جوائز «اصنع في الإمارات» التي تعنى بالاحتفاء بالتميز والإبداع والابتكار في القطاع الصناعي، وتكرم المبدعين والروّاد وأصحاب الرؤى والمساهمات المتميزة والشركات الصناعية الرائدة والأكثر مشاركة في النمو الصناعي والتكنولوجي والتوطين والاستدامة والابتكار في القطاع الصناعي في دولة الإمارات.
استراتيجية الاقتصاد الرقمي
كما اطلع المجلس على نتائج تطبيق الاستراتيجية الوطنية للاقتصاد الرقمي 2031، التي تهدف إلى مضاعفة نسبة مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي من 9.7% إلى 19.4%، وأن تصبح دولة الإمارات مركز الاقتصاد الرقمي الأكثر ازدهاراً في المنطقة وعلى مستوى العالم، حيث شملت المشاريع والمبادرات المنجزة ضمن الاستراتيجية إطلاق جائزة إماراتية لتشجيع الابتكار في مجالات التكنولوجيا، وبرنامج جذب وتمكين الشركات الرائدة لبناء مراكز بيانات خضراء، وإطلاق منصة متكاملة للتعلم عن بُعد من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر لتطوير المدارس في العالم العربي، وإطلاق عشرة صناديق مؤسسية لرأس مال المخاطر، إضافة إلى إعداد شبكة التوصيل والتشغيل لإنترنت الأشياء لتكون ضمن المراكز العشرة الأولى في تصنيف تكنولوجيا المستقبل في مؤشر جاهزية الشبكة، ومشروع تسريع المدفوعات الرقمية من خلال إطلاق وتشغيل أنظمة الدفع الفوري.
ضمان الأمن الصحي
وفي الشؤون الصحية، اعتمد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لمكافحة المخاطر الصحية في الدولة، والتي تهدف إلى تعزيز صحة الفرد والمجتمع الإماراتي وضمان الأمن الصحي من خلال التصدي للمخاطر الصحية وتأثيراتها على الصحة العامة، والتي تتمركز حول دعم ورعاية القيادة لهذا القطاع الحيوي، وتحديد السيناريوهات الوطنية اللازمة للوقاية والتأهب والاستعداد والاستجابة وتحقيق التعافي، وخطط السيطرة على الوضع الصحي في حالات التعرض للمخاطر والطوارئ الصحية، إضافة إلى محور تبادل المعلومات والتوعية والاتصالات الفعّالة وإشراك المجتمع في حالات الأزمات والمخاطر الصحية.
نموذج حضاري رائد
كما وافق المجلس على السياسة العامة لقطاع الحضارة في دولة الإمارات والتي تهدف إلى تنسيق البرامج والجهود الوطنية في هذا المجال على مستوى الجهات الاتحادية والجهات المحلية المعنية، بهدف بناء نموذج حضاري رائد من خلال تعزيز أثر التواصل الفكري الإيجابي مع الحضارات والمجتمعات المختلفة، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، وتوحيد الرسائل التي تصل إلى مختلف فئات المجتمع في مختلف إمارات الدولة، مما يعزز من الانسجام الفكري والديني، وترسيخ القيم الوطنية المشتركة، وغرس روح الانتماء للوطن، ما يحافظ على النسيج الوطني الداعم للتطور والانسجام الاجتماعي.
قانون التبرع وزراعة الأعضاء
وفي الشؤون الصحية، وافق مجلس الوزراء على إصدار اللائحة التنفيذية للقانون الاتحادي بشأن التبرع وزراعة الأعضاء البشرية والأنسجة، وذلك للمساهمة في تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء وأجزائها والأنسجة البشرية بالدولة، وتوفير فرص علاج الأفراد الذين يعانون أمراضاً لا يمكن علاجها إلا من خلال زراعة عضو أو نسيج بديل للأعضاء، وتعزيز الخدمات الصحية في مجال نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وتنظيم الأنشطة والخدمات المقدمة في هذا المجال، وتنظيم عمليات وإجراءات استئصال ونقل وزراعة الأعضاء البشرية وأجزائها والأنسجة والتبرع بها، إضافة إلى تنظيم ضوابط ترخيص المنشآت الصحية العاملة في مجال نقل وزراعة الأعضاء، وضوابط ترخيص الأطباء المختصين في هذا المجال، وإنشاء سجل وطني متكامل يتضمن قائمة الأشخاص المصابين بالأمراض التي يستوجب علاجها زراعة الأعضاء أو الأنسجة، وذلك وفقاً للمعايير التي تحددها الجهات المختصة، وعدد من المحاور التنظيمية الهادفة لترسيخ نجاحات وجهود الدولة في هذا المجال.
وشهدت دولة الإمارات زيادة في نسبة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة بنسبة 30% في سنة 2024 مقارنة بـ 2023، شملت التبرع بـ (188) للكلى، و(101) للكبد، و(40) للرئة، و(24) للقلب، و(3) من عمليات زراعة البنكرياس، وبلغت نسبة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة (11.6) متبرع لكل مليون نسمة في سنة 2024. وهناك (13) مركزاً مرخصاً في الدولة لإجراء مثل هذه العمليات والأنشطة الطبية، وتم تمكين (320) متبرعاً بالأعضاء بعد الوفاة منذ 2017 وحتى نهاية 2024 من ممارسة حقهم في التبرع، وإنقاذ حياة الآخرين، مما ساهم في التبرع وإجراء (1081) عملية زراعة أعضاء.
وتم تصنيف البرنامج الإماراتي للتبرع وزراعة الأعضاء بأنه الأسرع نمواً خلال آخر خمس سنوات، وذلك من قبل الجمعية العالمية للتبرع بالأعضاء، ومن قبل المرصد الدولي للتبرع وزراعة الأعضاء.
الدعم للأسر الإماراتية
وفي الشؤون التشريعية، وافق مجلس الوزراء على إصدار قانون اتحادي بشأن حماية الأصناف النباتية الجديدة، وإصدار اللوائح التنفيذية لكل من المرسوم بقانون اتحادي في شأن مكافحة الغش التجاري، والقانون الاتحادي بشأن مزاولة غير الأطباء والصيادلة لبعض المهن الصحية، والقانون الاتحادي في شأن الصحة النفسية، إضافة إلى إصدار قرارات مجلس الوزراء بشأن تحديد صلة الشخص غير المقيم في الدولة لأغراض المرسوم بقانون اتحادي في شأن الضريبة على الشركات والأعمال، وبشأن صناديق الاستثمار والشراكات المحدودة المؤهلة للمرسوم المشار إليه.
وبهدف تعزيز كفاءة منظومة التشريعات المنظمة لمحاور الدعم والتمكين الاجتماعي في الدولة والعمل على توفير الدعم للأسر الإماراتية من ذوي الدخل المحدود لتلبية احتياجاتها المعيشية وتمكينها من تأمين حياة كريمة لأفرادها، وضمان الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجاً في المجتمع، وتمكين المستفيدين اقتصادياً، بما يضمن تحقيق الاستقلال المالي لها، وافق مجلس الوزراء على إصدار القرارات اللازمة بشأن اللائحة التنفيذية للمرسوم بقانون اتحادي بشأن الدعم والتمكين الاجتماعي، حيث تنظم القرارات الجديدة قيم العلاوات الأساسية وضوابط استحقاق الأسر الإماراتية والفئات الخاصة للدعم الاجتماعي من العلاوات الأساسية، بالإضافة إلى ضوابط صرف العلاوات التكميلية والمتمثلة في علاوة السكن وعلاوة التفوق الدراسي، وشروط صرف الدعم الاجتماعي للمتعطل عن العمل من غير القطاع الخاص بسبب خارج عن إرادته والحالات الأخرى المستحقة لهذا الدعم، كما تنظم القرارات معايير منح علاوة التضخم وتنظيم شروط وضوابط الاستحقاق وتحديد قيم علاوات التضخم الثلاث (الوقود - الغذاء - الكهرباء والمياه)، والفئات المستحقة لعلاوة التضخم (مستفيدو برنامج الدعم والتمكين الاجتماعي ومستفيدو برامج المساعدات الاجتماعية المحلية والفئات المستهدفة الأخرى).
نماذج جديدة للتمكين
وقد ارتفع إجمالي الموازنة المالية السنوية المخصصة لبرامج الدعم الاجتماعي بنسبة 29%، ووصلت إلى ما يقارب 3.5 مليار درهم، وارتفاع عدد المستفيدين من البرامج بنسبة 37%، وبهدف تمكين الأسر المستفيدة ودعمهم للتحول من متلقين للدعم إلى مساهمين في سوق العمل، قدمت وزارة تمكين المجتمع نماذج جديدة للتمكين الاجتماعي بالدولة بهدف تعزيز الاستقلال المالي للأسر المستفيدة من برامج الدعم الاجتماعي، وعملت النماذج الجديدة على خلق فرص اقتصادية مستدامة لتحسين المستوى المعيشي والاقتصادي للمستفيدين، وذلك من خلال مسار التوظيف والتأهيل المهني، ومسار تنمية المشاريع التجارية لرواد الأعمال من الأسر الإماراتية.
وتم توظيف أكثر من 3200 مستفيد وأبنائهم في سوق العمل، كما ساهم مسار تنمية المشاريع التجارية لرواد الأعمال من الأسر الإماراتية في دعم 986 أسرة وارتفاع عدد المنتجات الصادرة منهم إلى أكثر من 470 ألف منتج، وتحقيقهم إيرادات مالية تجاوزت 80 مليون درهم.
مجلس البحث والتطوير
ومن جانب آخر، وافق مجلس الوزراء على إعادة تشكيل مجلس الإمارات للبحث والتطوير برئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، حيث يتولى المجلس تحديد الأولويات الوطنية للبحث والتطوير على مستوى الدولة، ومواءمة البرامج والسياسات الوطنية المتعلقة بدعم وتمويل مشاريع البحث والتطوير، وإبداء الرأي حول التشريعات والسياسات والبرامج الوطنية المتعلقة بمنظومة البحث والتطوير، وتحفيز التعاون بين المؤسسات العلمية والبحثية في القطاعين الحكومي والخاص، وخلق فرص للشراكة بين مختلف القطاعات، والإشراف على تقييم بيئة البحث والتطوير بالدولة ورصد البيانات وتحديد التحديات والمعوقات التي تواجه القطاع، ورفع التقارير والمقترحات والتوصيات اللازمة بشأنها لمجلس الوزراء، بما يساهم في تحقيق أولويات البحث والتطوير بالدولة.
السياسات الدوائية
ووافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه على تشكيل لجنة السياسات الدوائية في الدولة برئاسة معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للدواء، وعضوية عدد من ممثلي الجهات الصحية المعنية بالدولة، حيث ستتولى اللجنة المهام المتعلقة باقتراح السياسات المتعلقة بتداول وتسعير ومراقبة المنتجات الطبية في الدولة، واقتراح التوصيات التي من شأنها تحسين كفاءة أداء القطاع الدوائي في الدولة، وتعزيز قدرته التنافسية على المستوى الدولي. كما وافق المجلس على إعادة تشكيل لجنة تنظيم قطاع البريد بالدولة برئاسة معالي سلطان بن سعيد المنصوري، حيث تختص اللجنة باقتراح قواعد تنظيم قطاع البريد في الدولة بشأن أنشطة التوصيل بالبريد والبريد السريع ونقل المستندات وغير المستندات، وغيرها من الأنشطة والسياسات المتعلقة بها، ورفعها إلى مجلس الوزراء للاعتماد.
لجنة حصر أضرار السيول
وضمن جهود حكومة دولة الإمارات لمتابعة مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، استعرض مجلس الوزراء توصيات لجنة حصر أضرار السيول والأمطار على البنية التحتية والمنشآت والمدارس والطرق والسدود الاتحادية المتأثرة من أضرار السيول والأمطار التي هطلت على الدولة خلال الفترة الماضية، حيث اعتمد المجلس الموازنة المالية لتنفيذ الصيانة اللازمة على أن يتم تنفيذها على مراحل مختلفة بناء على مستوى الضرر وأولويات التنفيذ، ووفق الإجراءات المالية والتعاقدية المعمول بها في الحكومة الاتحادية، وبالتنسيق مع الحكومات المحلية.
كما اعتمد مجلس الوزراء تخصيص الموازنة المالية اللازمة للبدء في توسيع نطاق تنفيذ برنامج الإمارات للجينوم على مستوى الفئات المعنية بالدولة، وذلك من خلال إجراء فحوص ما قبل الزواج، والفحص الجيني قبل الولادة، وتكليف مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بالبدء في التنفيذ بالتنسيق مع الجهات المعنية الاتحادية والمحلية.
واستعرض مجلس الوزراء نتائج الدورة الثانية من جائزة الإمارات للريادة في سوق العمل، والتي تستهدف تعزيز تنافسية سوق العمل وتكريم الممارسات المتميزة فيه والاحتفاء بالمؤسسات والمنشآت التي تعمل على توفير أفضل البرامج والمبادرات وبيئات العمل، إضافة إلى تكريم الكوادر البشرية المتميزة في مختلف القطاعات، وشملت الدورة 5 فئات رئيسية، هي الشركات، والمساكن العمالية، وشركاء خدمات الأعمال، والقوى العاملة، والتكريم الخاص.
السياسة الوطنية للأسرة
كما اطلع المجلس على مستجدات العمل في تنفيذ البرامج والسياسات الوطنية، وشملت نتائج تطبيق السياسة الوطنية للأسرة، والسياسة الوطنية لكبار المواطنين، والسياسة الوطنية للحد من الإساءة لأصحاب الهمم، وسياسة الاستجابة لتمكين أصحاب الهمم في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث، إضافة إلى نتائج تطبيق السياسة الوطنية لتعزيز صحة المرأة في الدولة، ونتائج تطبيق السياسة الوطنية لتعزيز أنماط الحياة الصحية، ونتائج تنفيذ استراتيجية ومستهدفات التوطين في القطاعات المصرفية والمالية والتأمينية بالدولة، ونتائج تطبيق قرار تنظيم تصدير الأحياء المائية بالدولة، ونتائج التزام الجهات المعنية بتنفيذ السياسة الوطنية للنفاذ الرقمي.
وفي السياق نفسه، استعرض المجلس خلال اجتماعه عدداً من تقارير أعمال المجالس واللجان الاتحادية لعام 2024، شملت تقرير أعمال مجلس مكافحة المخدرات، ومجلس الأمن السيبراني، ومجلس الإمارات للبحث والتطوير، واللجنة الوطنية للتنافسية، واللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر، إضافة إلى تقرير أعمال مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية والسلع.
واعتمد المجلس الدليل المحدث لإبرام المعاهدات والاتفاقيات ومذكرات التفاهم الدولية في الدولة، وسياسة إدارة الغرامات الاتحادية، ونظام عمل مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، إضافة إلى اعتماد إطار الاعتراف المتبادل بين هيئة الأوراق المالية والسلع والمناطق المالية الحرة بالدولة لأنشطة الترويج لصناديق الاستثمار في مناطق اختصاص الجهتين، كما استعرض طلب المجلس الوطني الاتحادي لمناقشة «سياسة الحكومة في شأن تنظيم القطاع الإحصائي والبيانات المفتوحة وتعزيز تنافسية الدولة»، وتوصيات المجلس الوطني الاتحادي بشأن موضوع «استراتيجية الحكومة بشأن البحث والتطوير».
3 اتفاقيات شراكة شاملة
وفي الشؤون الدولية، وافق المجلس على التصديق على (3) اتفاقيات بشأن الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الدولة وكل من حكومة ماليزيا، وحكومة نيوزيلندا، وحكومة جمهورية كينيا، إضافة إلى اتفاقيتين بين الدولة ومملكة السويد بشأن تسليم المجرمين، وفي مجال المساعدة القانونية المتبادلة في المسائل الجنائية، واتفاقيتين في مجال الطيران المدني وخدمات النقل الجوي مع كل من حكومة مملكة النرويج، وحكومة جمهورية ترينيداد وتباغو.
كما شملت اتفاقيات بين حكومة الدولة وحكومة جمهورية الفلبين بشأن التعاون في المجال الأمني، ومع جمهورية البوسنة والهرسك بشأن تشجيع وحماية الاستثمارات، وبين حكومة الدولة والأمم المتحدة بشأن دعم مشاريع التحول الرقمي في الدول النامية، والموافقة على انضمام الدولة إلى لجنة الأمم المتحدة للقانون التجاري الدولي.
كما وافق المجلس على التفاوض والتوقيع على 16 مذكرة تفاهم في عدد من قطاعات العمل الحكومي ومجالات التعاون الدولي، شملت مذكرة تفاهم بين وزارة التغير المناخي والبيئة بالدولة ووزارة الغذاء والزراعة والثروة السمكية في الدنمارك بشأن التعاون في مجال النظم الزراعية والغذائية المستدامة، وبين وزارة الاستثمار بالدولة ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، وأخرى بين وكالة الإمارات للفضاء بالدولة ووكالة الفضاء المصرية بشأن التعاون الفضائي للأغراض السلمية، وعلى مذكرة تفاهم بين جامعة زايد بالدولة والمؤسسة الملكية لتقدم التعليم بجامعة ماكجيل بكندا، وبين أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بالدولة ومركز جلوبسيك في جمهورية سلوفاكيا، ومع حكومة جمهورية بنين بشأن الإعفاء المتبادل من متطلبات تأشيرة الدخول، ومذكرة تفاهم بين وزارة الخارجية بالدولة ووزارة الخارجية لجمهورية تركيا بشأن إنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية، وأخرى مع وزارة الخارجية لجمهورية باكستان الإسلامية بشأن إنشاء لجنة مشتركة للشؤون القنصلية، ومع وزارة خارجية جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية بشأن إنشاء لجنة مشتركة للتعاون.
مذكرات تفاهم
كما شملت مذكرات التفاهم مذكرة تفاهم بين وزارة الداخلية بالدولة والوكالة الحكومية لتسجيل المركبات وهيكل السائقين التابعة لمجلس الوزراء في جمهورية قيرغيزستان بشأن الاعتراف واستبدال رخص القيادة، ومع وكالة الاتحاد الأوروبي بشأن تأمين خط الاتصال الآمن، ومذكرة تفاهم بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة وهيئة التعليم العالي في جمهورية باكستان الإسلامية بشأن التعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وبين المحكمة الاتحادية العليا بالدولة والمحكمة الدستورية بالمملكة الأردنية الهاشمية، ومع المحكمة الاتحادية العليا في جمهورية العراق، وعدداً من مذكرات التفاهم الأخرى الهادفة لتعزيز جهود دولة الإمارات في تنمية علاقاتها الدولية والتعاون مع مختلف دول العالم.
فعاليات ومعارض دولية
وضمن جهود الدولة المستمرة لاستضافة المؤتمرات والفعاليات الدولة، وافق مجلس الوزراء على استضافة الدولة لكل من مؤتمر الاتصال الدولي (غلوبكوم) 2025، واجتماع مجموعة عمل الشراكة بين القطاع العام والخاص التابع للمسار المالي لمجموعة «البريكس»، والملتقى التاسع لكليات التربية بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إضافة إلى استضافة الاجتماع الثاني والعشرين للجنة عمداء القبول والتسجيل بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول الخليج العربية.
كما اطلع المجلس على نتائج استضافة ومشاركة الدولة في عدد من الفعاليات والمعارض الدولية، تضمنت نتائج استضافة «مؤتمر ومعرض جلسات الامتثال لمعايير الشحن 2024»، وزيارة وفد وزارة الثقافة إلى عدد من المنظمات والمعارض الثقافية في الجمهورية الفرنسية.