"صوت أمريكا": الشرق الأوسط يدخل حقبة جديدة مع ضربات إسرائيل على إيران
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد سنوات من الضغط الأمريكي على إسرائيل لإظهار ضبط النفس، أخذ الهجوم الإسرائيلي على إيران المنطقة والدبلوماسية التي يقودها الغرب إلى منطقة مجهولة، بحسب ما ذكرت إذاعة "صوت أمريكا".
ولطالما شنت إيران وإسرائيل حرب ظل تميزت باغتيالات علماء طهران النوويين وهجمات على إسرائيل من قبل حلفاء إيران في العالم العربي مثل حزب الله اللبناني، لكن الولايات المتحدة أعطت أولوية قصوى لمنع حرب واسعة النطاق.
وهزت عملية "طوفان الأقصي"، في 7 أكتوبر الماضي، التي قامت بها حركة حماس، إسرائيل، حيث حاولت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الحد من اندلاع تصعيد إقليمي بدلا من منعه.
وقالت ميريسا خورما، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، في تصريحات نشرتها الإذاعة، إن الهجمات الإيرانية والإسرائيلية المباشرة “علامة فارقة، لأنها غيرت تماما قواعد الاشتباك بين الخصمين”.
وأضافت: "كما أدت إلى تصعيد التوترات في جميع أنحاء المنطقة، وقد جعلت شبح الحرب الشاملة حقيقة للعديد من دول المنطقة ".
وأشارت الإذاعة، إلي أن إسرائيل شنت هجوم، يوم الجمعة الماضي، بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية، بعد أن نفذت إيران، نهاية الأسبوع الماضي، أول هجوم مباشر لها على الإطلاق على إسرائيل بوابل من أكثر من 300 صاروخ وطائرة بدون طيار (مسيرة).
ولم تسبب الضربات الإيرانية أو الإسرائيلية المباشرة في خسائر فادحة أو أضرار كبيرة، ولم تؤكد أي دولة علنا ضربات يوم الجمعة الماضي، مما دفع المسؤولين الأمريكيين في السر للتعبير عن أملهم في ألا تنتقم إيران.
وجاءت الضربات الإيرانية انتقاما لتدمير إسرائيل، في 1 أبريل الماضي، القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مما أسفر عن مقتل سبعة من أفراد الحرس الثوري الإيراني بينهم جنرالان.
وقال أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط، في تصريحات نشرتها الإذاعة، إن إسرائيل تلاعبت بوضوح بعواقب ضربة القنصلية الإيرانية في دمشق، وأشار إلى التكهنات بأن إسرائيل ربما كانت تأمل في جذب الولايات المتحدة للصراع، والتي كانت تنتقد بشكل متزايد عدوان الاحتلال الإسرائيلي علي قطاع غزة.
وأضاف فاتانكا، إن إسرائيل سعت إلى إجبار إيران، التي تعد عدوتها منذ الثورة الإيرانية عام 1979 التي أطاحت بالشاه الموالي للغرب، على إعادة التفكير في تكاليف مقابل فوائد "محور المقاومة"، المقاتلين الموالين لطهران في عدد من دول المنطقة، بما في ذلك العراق ولبنان وسوريا واليمن، حيث تقوم طهران بدعمهم على مدى عقدين.
وأوضح فاتانكا: “إنه نموذج بسيط للغاية بمعنى أن إيران تقاتل خصومها في المنطقة حتى لا يضطروا إلى محاربتهم داخل إيران”.
وتابع: “تلك السياسة تخضع للاختبار بسبب ما فعله الإسرائيليون بشكل متعمد”.
واختار كل من بايدن وسلفه الديمقراطي باراك أوباما، الدبلوماسية بدلا من العمل العسكري ضد إيران، حيث تفاوض أوباما على اتفاق نووي لعام 2015 يكرهه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقام الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري، دونالد ترامب، بتمزيق الاتفاق النووي وفرض عقوبات شديدة علي إيران، والتي أضرت بالاقتصاد الإيراني لكنها لم توقف استراتيجية طهران الإقليمية.
ويبدو أن إسرائيل ابتعدت عن استهداف المواقع النووية الإيرانية، على الرغم من أن رسالتها كانت لا لبس فيها لأن أصفهان بها منشأة نووية رئيسية في إيران.
وقال علي فايز مدير المشروع الإيراني في مجموعة الأزمات الدولية، في تصريحات نشرتها الإذاعة، أن إسرائيل “أرادت أن تظهر لإيران ما يمكنها فعله دون أن تفعله”.
ولكن الولايات المتحدة ضغطت بهدوء على كل من إسرائيل وإيران لإبقاء ضرباتهما ضمن الحدود، حيث قام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بإرسال رسالة إلى طهران من خلال نظرائه الصينيين والتركيين والألمان وغيرهم.
وقالت خورما: "ركزت الجهود الدبلوماسية، الأسبوع الماضي، بشكل كبير على خفض التصعيد، وفي الوقت الحالي، يبدو أنها ناجحة."
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الولايات المتحدة إسرائيل إيران أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
مسار معقد.. هل تستطيع إيران وإسرائيل إرساء توازن جديد في الشرق الأوسط؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع صراع الشرق الأوسط مع الأعمال العدائية المتصاعدة، تتغير ديناميكيات القوة القديمة بين إيران وإسرائيل. فقد أدت سلسلة من الاشتباكات العسكرية المكثفة إلى زعزعة التوازن الدقيق الذى أبقى الخصمين فى حالة من الصراع المنظم.
وفي أعقاب موجة جديدة من الضربات الجوية والهجمات المباشرة ومحادثات السلام الإقليمية، يتساءل الخبراء عما إذا كانت المنطقة على وشك تحقيق توازن جديد أو صراع أعمق وأكثر تقلبًا.
توازن الردع المكسورلعقود من الزمان، كانت إيران وإسرائيل عالقتين فيما وصفته أماندا تاوب فى تحليلها لصحيفة نيويورك تايمز بأنه "حرب ظل".
وعلى الرغم من أن كل دولة تمتلك ما يكفى من القوة لإيذاء الأخرى، إلا أن أيًا منهما لم تسعَ إلى حرب شاملة. وبحسب تاوب، فقد تم الحفاظ على هذا "التوازن المستقر ولكن العنيف أحيانًا" من خلال الردع المتبادل، حيث تمتلك إسرائيل جيشًا قويًا تدعمه الولايات المتحدة، فى حين قامت إيران بزراعة شبكة من الميليشيات المتحالفة، مثل حزب الله وحماس، لتهديد إسرائيل من جميع الجهات.
بدأ هذا التوازن الهش فى التدهور بعد الهجمات القاتلة التى شنتها حماس على إسرائيل فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣. كان الهجوم، الذى أسفر عن مقتل عشرات المدنيين، محاولة لإشعال صراع أكبر. أدى الانتقام الفورى لإسرائيل فى غزة، الذى أعقبه حملة قصف مستهدفة ضد قيادة حزب الله فى لبنان، إلى تصعيد الموقف بشكل كبير. ويشير الخبراء إلى أن هذه السلسلة من الأحداث غيرت بشكل أساسى استراتيجيات الردع على الجانبين.
التقدم والنكسات الاستراتيجيةاكتسبت إسرائيل مؤخرًا أرضًا استراتيجية كبيرة، على الرغم من أن هذه الميزة لا تمثل بعد انتصارًا حاسمًا. وعلى وجه الخصوص، أدى هجوم حديث فى ٢٦ أكتوبر إلى تدمير جزء كبير من نظام الدفاع الجوى الإيراني، وفقًا لستيفن أ. كوك، زميل بارز فى مجلس العلاقات الخارجية. لقد تركت هذه الضربة إيران عُرضة لمزيد من الهجمات الجوية، حيث أشار كوك إلى أن إسرائيل "تسيطر الآن على سماء إيران".
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المكاسب، لم تحقق إسرائيل مستوى الهيمنة الذى قد يسمح بهيمنة دائمة.
وكما يشير تاوب، فإن الاستقرار الاستراتيجى يتطلب عادة إما هيمنة حاسمة أو حالة متوازنة من الردع المتبادل، على غرار الوضع قبل عام ٢٠٢٣. وفى غياب أى منهما، تظل المنطقة متقلبة.
وجهات نظريسلط دانييل سوبلمان، أستاذ فى الجامعة العبرية، الضوء على مسارين لتحقيق "الاستقرار الاستراتيجي": تحقيق الهيمنة أو إعادة إرساء توازن متوازن. وتتوافق وجهة نظر سوبلمان مع الأمثلة التاريخية حيث أدى النصر الحاسم لأحد الجانبين، كما رأينا فى الحرب العالمية الثانية، إلى خلق استقرار دائم. ومع ذلك، فهو يعتقد أنه فى هذا السيناريو، قد يكون الجمود المطول أكثر واقعية، حيث تطور كل من إسرائيل وإيران "لغة مفهومة بشكل متبادل" للتواصل بشأن الخطوط الحمراء وردع التصعيد.
إن هذا التفاهم المتبادل قد يكون من الصعب تحقيقه، حيث تشير المواجهات الأخيرة إلى ارتفاع خطر سوء الفهم. ويوضح سوبلمان أن "الخطوط الحمراء" لكل جانب يتم اختبارها حاليًا فى تبادل مكثف للآراء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، والتى تضيف المزيد من عدم اليقين.
رقعة الشطرنج الدبلوماسيةالديناميكيات المتغيرة فى العلاقات بين إيران وإسرائيل تجعل الولايات المتحدة أكثر تركيزًا. لقد انخرطت واشنطن بنشاط فى دبلوماسية القنوات الخلفية، ونصحت إسرائيل بعدم استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية. تشير إيما آشفورد، زميلة بارزة فى مركز ستيمسون، بشكل فكاهى إلى المناخ الانتخابى الأمريكي، مشيرة إلى أن "التوازن فى الشرق الأوسط موجود فى مكان ما فى بنسلفانيا - أو على الأقل ولاية متأرجحة أخرى". ويؤكد تعليق آشفورد على تأثير قرارات السياسة الخارجية الأمريكية على الاستقرار الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق بتأثيرها على تصرفات إسرائيل.
إن ما يزيد الأمور تعقيدًا هو مبادرات إيران تجاه دول الخليج مثل الإمارات العربية المتحدة، والتى يفسرها تاوب على أنها إشارة إلى أن منشآت النفط الخليجية قد تكون عُرضة للخطر إذا تم استهداف البنية التحتية الحيوية لإيران. وتكشف هذه المناورة الدبلوماسية كيف تحاول الدول الإقليمية تجنب الوقوع فى مرمى النيران المتبادلة بين إيران وإسرائيل.
مسار معقد إلى الأماممع استمرار إسرائيل وإيران فى تبادل التهديدات والإجراءات الانتقامية، يحذر الخبراء من أن التوازن الجديد قد ينشأ فقط بعد خسارة كبيرة وإرهاق على كلا الجانبين.
يقترح سوبلمان أن هذا "الإرهاق المتبادل" قد يكون المسار الوحيد لتحقيق توازن مستدام للقوى، وإن كان بتكلفة عالية. ويظل ما إذا كان هذا التوازن المحتمل يمكن أن يستمر سؤالًا مفتوحًا، حيث تشير الظروف الأساسية إلى حالة طويلة الأمد وغير مستقرة محتملة.
إن المرحلة الحالية من الصراع تشير إلى عصر من تحول القوة، حيث تجعل التطورات العسكرية الإسرائيلية والاستجابات الاستراتيجية الإيرانية المستقبل غير قابل للتنبؤ إلى حد كبير. وبينما تنتظر المنطقة أن تهدأ الأمور، فمن الواضح أن تحقيق أى شكل من أشكال التوازن سيتطلب من الجانبين إعادة تقييم نهجهما فى الردع، مع إضافة نتيجة الانتخابات الأمريكية طبقة أخرى من عدم اليقين إلى مشهد معقد بالفعل.