صدى البلد:
2025-02-11@20:24:12 GMT

كلاكيت.. هنصوّر!!

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

يقولون إن السياسة هى فن إقناع الكل بأنه لا يوجد شىء مستحيل ويقول عنها دافنشى بأنها فن اللعبة القذرة، ويضيف: أن من يعملون بالسياسة ما هم إلا بهلوانات، وبأن كل من يمتهن السياسة لا يقصد ما تعنيه الكلمة بل إنه يدخر معناها فى باطن عقله وتفكيره ؛ فهو عندما يقول "نعم" يقصد بها "ربما". 

تعريفات السياسة ومفاهيمها التى تدرس وتكتب  تعجز عن وصف ما يجرى فى منطقة الشرق الاوسط فى هذه المرحلة بصفة عامة وبما يدور من تطورات بين ايران ودولة الاحتلال الاسرائيلى بصفة خاصة.

ما يجرى وما سيجرى كان الحدث والحديث مؤثرًا فقد كنت مدعوة لحضور ندوة حوله فى واحدة من كبريات المؤسسات الاستراتيجية. 

الندوة كانت تعج بالحضور وبأصحاب القلم والرؤى والأفكار.. وعلى مدى أكثر من ساعتين ومن يتصدرون الحوار والمشهد يتحدثون ويفندون ماجرى منذ استهداف إسرائيل القنصلية الايرانية فى دمشق ومقتل عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين، وما تبعه من استهدافات إسرائيلية لعدد من المنتمين لإيران فكرًا وعقيدة، كل من الحضور كانت له حجته وشرحه وتفسيره المقنع بكل الوسائل، بعضهم أشاد بالرد الإيرانى ووصفه بأنه صفعة على وجه تل أبيب المتغطرس، وآخر صوره بأنه ينتمى لأفلام الكاوبوى الأمريكانية الشهيرة ودلل على ذلك بما قاله الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب عندما قال على الهواء بأن طهران طلبت من واشنطن بأن تخلى لها قاعدتان فى العراق تقصفهما ايران ردًا على مقتل دبلوماسى ايرانى كبير فى قصف امريكى استهدفه منذ فترة ليست بالبعيدة . 

واحتدم الحوار بعد هذه التفنيدات وتحولت الندوة الى سجال عقيم كل من فيها متمسك برأيه ويعمد إلى دحض رؤية الآخر ، وحاول من يدير الندوة ان يعيد الهدوء إليها فاستأذن من على المنصة باستقبال اسئلة واستفسارات الحضور وليته ما فعل ؛ فقد زادت الاسئلة البلة طينا كما نقول فى امثلتنا الشعبية ، فقد كانت الاسئلة هى أخرى موزعة بين الاشادة والتنديد والتساؤل حول ما ستأتى به الاحداث من تطورات وهل سيستمر الجذب والشد بين تل ابيب وطهران ؟ وأيضا أسئلة من نوعية  الانتماءات والولاءات وأثرها فى توزيع تورتة مابعد الحرب الاسرائيلية على اهل غزة. وعاد الوضع على قاعة الندوة الى سابقه واضطر القائم عليها أن يختتمها بلباقة وشكر للحضور مع وعد بالمزيد من اللقاءات الفكرية التى يجيب خلالها أهل الفكر عن كافة التساؤلات ويزيلون الغموض والتشرد عن أية قضايا أو أزمة إقليمية او عالمية . 

وحينما هممت بجمع أوراقى التى كنت أستعد لقراءة ما فيها وشرحه فى الندوة المثيرة للجدل اذا بى أجد أمام عينى زميل قديما ايرانيا جمعنا معا سفر الى فرنسا فى اطار تجمع عربى واقليمي اعلامى للتدريب فى باريس ، تبسم صديقى لى وسلم وسألنى مباغتا بطريقته المعتادة : ما رأيك فيما حدث بين بلادى واسرائيل ؟ وقبل أن أجيبه قال لى ووجهه يشع فرحة وغبطة : حذارى من أن يأخذك الحماس والمسميات الرنانة من وطنية وعروبة ونخوة ودين من أن تنجرإلى حرب وجهًا لوجه ، حاربى بالوكالة حتى يكون نصيبك من الخسارة ضئيلاً إلى أقصى الدرجات، واستكمل قائلاً: بعد حرب بلادنا الطويلة ضد العراق والتى استمرت ثمانى سنوات بعدها صار ماذكرته لكِ آنفاً علماً ومنهاجاً يُدرس فى كل أنحاء بلادنا.. 
كلام صديقي أعاد إلى ذهني ما يقول المخرجون في بداية كل عمل لهم ..
كلاكيت … هنصوّر  !!!!!

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بعيدا عن السياسة قريبا من الله

كلام الناس
نورالدين مدني
بعيدا عن السياسة قريبا من الله
معلوم موقفي الواضح من عدم الانخراط في العمل السياسي المنظم الا أنني مهموم بالشان السياسي الطاغي الذي لامفر منه لمحاصرة الاثار السالبة والتداعيات الكارثية لانقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر2021م في السودان والحرب العبثية التي اشعلها الانقلابيون.
أكتب هذا بمناسبة رؤيا منامية ليل امس وجدت نفسي فيها وسط منشط سياسي لحزب الامة القومي الذي لا أنكر تعاطفي مع كثير من مواقفه خاصة إبان تولي زعامته الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله ورضوانه.
كذلك تعمقت علاقتي مع هيئة شؤون الأنصار بقيادة امينها العام الدكتور الشيخ عبدالمحمود ابو الذي مازلت اتابع خطبه أيام الجمع وفي المناسبات الدينية والمجتمعية رغم أنني أقرب تاريخيا للطريقة الختمية.
يعلم القراء أنني انتمي للطريقة العزمية منذ أن كانت برعاية مولانا الشيخ سيف الدين محمد أحمد أبوالعزائم عليه رحمة الله ورضوانه لكنني لا انكفيءعلى حزب أو مذهب أو طائفة إنما افتح ذهني وقلبي بلا تعصب أو انحياز أعمى.
الغريب في أمر الرؤيا المنامية أنني وجدت نفسي اقول لمحدثي أنني انصاري رغم أنني لا انتمي لهيئة شؤون الأنصار ولا لحزب الأمة.
استيقظت فوجدت نفسي في هذه القارة البعيدة وقد تملكتني الحيرة، واسترجعت الآية الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم فلما احس عيسى منهم الكفر قال من انصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله ءامنا بالله وأشهد بأننا مسلمون) صدق الله العظيم.
اسأل الله العظيم ان يتولانا وأهلنا وذوينا وعموم السودانيين بواسع رحمته وأن يوقف هذه الحرب اللعينة ويحقق السلام العادل الشامل وأن يسترد السودان عافيته الديمقراطية والمجتمعية أنه سميع الدعاء.  

مقالات مشابهة

  • في استجابة من محافظ أسوان.. افتتاح مكتب تطعيمات الحجاج والمعتمرين بدراو
  • “تذكرة ذهاب دون عودة”.. ترامب يعلن تفاصيل “مرعبة” عن خطته
  • هل حُسمت عودة الحريري إلى السياسة؟
  • المكتب الاعلامي للنائب فريد هيكل الخازن: لا يصح إلا الصحيح
  • قناة سعودية تشن هجوما لاذعا على نتنياهو.. ما علاقة “هبة الله”؟
  • بعيدا عن السياسة قريبا من الله
  • الكرملين يرفض تأكيد أو نفي حدوث اتصال بين بوتين وترامب
  • ‎حبس اليوتيوبر سبايدر 3 سنوات لـ ادعائه بأنه المهدي المنتظر
  • ما الذي دعا البرهان إلى بعث أسئلة السياسة والحرب قائمة؟
  • «كلاكيت تاني مرة».. وفاء عامر وأحمد العوضي يجتمعان في فهد البطل بشكل مختلف