تلاحم وطني لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المحافظات المتأثرة بالحالة الجوية
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تواصلت الجهود الحكومية والأهلية، لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، في كافة محافظات سلطنة عمان المتأثرة بالسيول الجارفة، نتيجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها إثر منخفض (المطير)، وأثرت في الخدمات الأساسية وممتلكات المواطنين.
وشهدت الإجازة الأسبوعية «يومي الجمعة والسبت»، تكاتفا مؤسسيا ومجتمعيا في مشهد وطني ترجم عمق التلاحم بين الجهات المدنية والعسكرية والمواطنين، لإعادة الخدمات، وتقديم العون والمساندة لكل المتأثرين.
ويعود الطلبة وأعضاء الهيئة التدريسية والإدارية بجميع مدارس سلطنة عمان اليوم إلى مقاعد الدراسة عدا طلبة مدرستي وادي السيل وقلعة العلم بولاية محوت بمحافظة الوسطى، وذلك لاستخدامهما مركزين للإيواء، فيما عاد جميع من نقلوا إلى مراكز الإيواء إلى منازلهم بمعظم المحافظات المتأثرة، وبقي بعض الأهالي بمراكز الإيواء بمحافظة الوسطى، حيث من المحتمل أن يعودوا إلى منازلهم اليوم، كما تكللت جهود إعادة وفتح الطرق بالنجاح، وعادت الخدمات الأساسية في المياه والصرف الصحي إلى طبيعتها بمعظم المحافظات.
وقال سعادة الشيخ راشد بن أحمد الشامسي وكيل وزارة التنمية الاجتماعية: إن الفرق الميدانية التابعة للوزارة انتشرت في جميع المحافظات والولايات التي تأثرت بالسيول والأمطار الغزيرة بعد انحسار الحالة الجوية مباشرة، وبناء على البلاغات الواردة إليها، تواصل حصر الحالات المتأثرة وتقييمها، تمهيدًا لصرف المساعدات المالية، لتمكين المتضررين من إصلاح منازلهم والمرافق المتأثرة بها.
وأكد سعادته أن جميع من كانوا بمراكز الإيواء عادوا إلى منازلهم، عدا سكان محافظة الوسطى الذين من المتوقع مغادرتهم مراكز الإيواء خلال اليومين القادمين، وأشار سعادته إلى أن عدد مراكز الإيواء التي جرى تفعيلها خلال منخفض (المطير) بلغ 18 مركزا استقبلت 1400 شخص، بينهم 1132 مواطنًا و322 مقيمًا.
وأوضح سعادته أن المسؤولين بالوزارة قاموا بعدد من الزيارات الميدانية لمراكز الإيواء خلال فترة وجود المواطنين والمقيمين، للاطمئنان على أحوال القاطنين بالمراكز، وتوفر الخدمات الأساسية، حيث توافرت جميع المستلزمات الأساسية من تغذية ومفروشات ومرافق خدمية مهيئة.
وقال الدكتور علي بن حميد الجهوري المتحدث الرسمي بوزارة التربية والتعليم: جميع المدارس في محافظات سلطنة عمان جاهزة اليوم لاستقبال الطلبة وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، عدا مدرستي وادي السيل وقلعة العلم بولاية محوت بمحافظة الوسطى، وذلك لبقائهما مركزين للإيواء، موضحًا أن جميع الطرق سالكة للمدارس، وهيئت المدارس التي تضررت لاستقبال الطلبة اليوم. وفي القطاع الصحي قال الدكتور محمد بن سيف البوصافي منسق قطاع الاستجابة الطبية والصحة العامة: إن القطاع يعمل بكامل طاقته ولم يشهد تأثيرات تذكر خلال (منخفض المطير)، موضحا أن الاستعدادات التي سبقت تأثيرات الحالة أسهمت في عدم تأثر القطاع الصحي. وأكد البوصافي أن وزارة الصحة تعمل على مراجعة بعض الجوانب، لتفاديها في المستقبل وضمان استمرارية تقديم رعاية صحية متكاملة، خلال تأثيرات الحالات الجوية، وتوفير ما يلزم من معدات وأجهزة في المديريات الصحية والمستشفيات المرجعية بجميع المحافظات من أجل استمرارية الخدمات الصحية وديمومة التواصل بين مؤسسات الوزارة. من جانبه أكد المهندس يوسف بن عبدالله المجيني مدير دائرة إنشاء الطرق بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أن الفرق الميدانية بالتعاون مع وزارة الدفاع وشرطة عمان السلطانية قامت بفتح جميع الطرق المتأثرة بالسيول، وتواصل العمل على صيانة وإعادة بعض الطرق المتبقية وإزالة المخلفات والأتربة منها. وأوضح المجيني أن العديد من الطرق في محافظات البريمي وشمال الباطنة وجنوب الباطنة وشمال الشرقية والوسطى والداخلية تعرضت لأضرار كبيرة، وقد قامت الفرق الميدانية بالإسراع في أعمال الصيانة وفتح طرق بديلة لانسيابية الحركة المروية.
وواصل طيران الشرطة تنفيذ عمليات نقل المؤن إلى أهالي القرى الجبلية بعدد من ولايات سلطنة عمان، كما قام خلال الأيام الماضية بنقل فرق طبية لسكان بعض المناطق بمحافظة البريمي، في إطار جهوده للمساهمة من تخفيف آثار الحالة الجوية.
كما قامت شرطة عمان السلطانية بالمساهمة في نقل المركبات المتضررة من الحالة الجوية.
الخدمات الهندسية
وواصلت اليوم الخدمات الهندسية بوزارة الدفاع مع باقي المؤسسات الحكومية الأخرى جهودها لاحتواء الآثار المترتبة على الحالة الجوية، حيث قدمت اليوم الإسناد الهندسي والدعم الفني لصيانة الطرق المتأثرة وتأهيلها بمحافظة شمال الباطنة.
وتتواصل الجهود من خلال الدعم المتمثل في إسناد المناطق المتأثرة بمضخات شفط المياه المتنقلة، وصهاريج نقل المياه، وتصريف تجمعات المياه، ومعدات الإسناد وذلك بطريق (وادي بني عمر) و(مخيليف) بولاية صحم و(وادي حيبي ) بولاية صحار.
المياه
من جانبه أكد المهندس أحمد بن مبارك العريمي المكلف بأعمال مدير عام التشغيل والصيانة للمياه والصرف الصحي أن جهود شركة نماء لخدمات المياه وتفعيلها لخطة الطوارئ أثبتت نجاحها وذلك باستدامة الخدمة واستمرار إمدادات المياه الصالحة للشرب للمشتركين وعدم تأثر الخدمة وانقطاعها خلال منخفض المطير رغم تأثر عدد من شبكات توزيع المياه وخطوط المياه الرئيسة في المحافظات بسبب الحالة الجوية.
وأضاف العريمي: من واقع الخبرة والتجارب السابقة للفرق الفنية بالشركة جرى تفعيل خطة الطوارئ عبر فريق إدارة الأزمات وذلك للتعامل مع أي حدث قد يؤثر على إمدادات المياه أو يؤثر على خدمات الصرف الصحي إذ رفعت مستويات المياه في الخزانات الرئيسية التي أغلبها يغطي الطلب على المياه لمدة 48 ساعة في حال توقف عمليات الضخ إضافة إلى متابعة مستويات المياه في الخزانات وعمليات الضخ عبر المركز الوطني للمراقبة والتحكم للمياه، كما قامت الشركة بالتأكد من تفعيل آبار الطوارئ وضمان جودة المياه من الآبار عبر فرق فحص جودة المياه إضافة إلى تفعيل ناقلات المياه لتكون في وضع الاستعداد لتغطية الطلب في حال وجود نقص في الإمدادات لدى المشتركين وللتعامل مع البلاغات التي قد ترد بتوقف خدمة المياه عن المشتركين في مختلف المحافظات، وتحدث المكلف بأعمال مدير عام التشغيل والصيانة للمياه والصرف الصحي عن جهود الشركة قائلا: «قامت نماء لخدمات المياه بعدة إجراءات قبل بدء الحالة الجوية منها: التواصل مع المقاولين المتعاقدين في الشركة فيما يخص تشغيل المحطات أو العمليات المصاحبة ومقاولين المشروعات وذلك لاتخاذ الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة المنشآت والمحطات وتأمين الحفريات حفاظًا على السلامة العامة، كما قامت الشركة بإرسال رسائل توعوية وتحذيرية لجميع موظفي الشركة فيما يخص مستجدات الحالة وذلك وفق التعليمات الصادرة من هيئة الطيران المدني والجهات المعنية الأخرى وضمان العمل على الإجراءات التي تضمن سلامتهم في مواقع العمل والتواصل مع الجهات المختصة لتأهيل الطرق المتأثرة لبعض الخزانات جراء انجراف الأتربة. وأشار العريمي إلى أن عددا من الأصول التابعة للشركة تأثرت بسبب الأودية والأمطار الجارفة رغم الاحتياطات التي اتخذت إذ حدث انكسار في خط المياه المغذي للخزان الرئيس بوادي بني خالد وجرى التعامل مع الانكسار بشكل فوري من قبل فرق التشغيل والصيانة إضافة إلى ذلك حدثت عدة انكسارات في شبكات التوزيع بولاية المضيبي وعدد من الولايات الأخرى وفعلت آبار الطوارئ في بعض الولايات بعد أخذ عينات من المياه وضمان مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة لمياه الشرب، كما أضاف العريمي عن تأثر محطة الصرف الصحي بولاية صحار وتوقف عمليات المحطة بسبب دخول الأودية، إلا أن جهود الشركة تكللت بالنجاح عبر إعادة المحطة للعمل خلال أقل من 6 ساعات من توقفها.
تكاتف مجتمعي
وهبّ أبناء الولايات المتأثرة بمختلف محافظات سلطنة عمان خلال الإجازة الأسبوعية؛ للمساهمة مع الجهود المؤسسية لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، إذ قامت الفرق التطوعية بالانتشار في الولايات للمساهمة في إزالة بقايا الطمي ونقل المخلفات من المنازل المتأثرة والطرق، والمؤسسات التجارية.
كما تجمع الأهالي لمساندة بعضهم البعض للتخفيف من الآثار التي تعرض لها أهاليهم وجيرانهم، إذ واصل الأهالي العمل على مدى يومين متتاليين في إزالة الآثار وإيصال بعض المساعدات الغذائية والمؤن وغيرها من الاحتياجات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحالة الجویة إلى طبیعتها سلطنة عمان
إقرأ أيضاً:
ما هي قاعدة “حتسور” الجوية الصهيونية التي استهدفها حزب الله للمرة الثانية
يمانيون – متابعات
في إطار معركة “أولي البأس” نفذ مجاهدو حزب الله اليوم الأحد عملية نوعية استهدفت قاعدة حتسور الجوية الصهيونية في عمق الكيان جنوب يافا المحتلة التي يطلق عليها العدو تسمية “تل أبيب”.
وتعد هذه هي العملية الثانية التي يتم استهداف القاعدة بصواريخ مجنحة لأول مرة يتم الكشف عنها.
فما هي قاعدة حتسور الجوية؟
قاعدة حتسور الجوية، هي مطار عسكري وقاعدة عسكرية جوية رئيسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، تقع في بئر السبع، بالقرب من “كيبوتس حتسريم” جنوب “تل أبيب” وشرقي مدينة أسدود، وتبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 150 كلم.
تم إنشاء القاعدة في أوائل الستينيات، وأعلن تشغيلها في 3 أكتوبر 1966، كما يوجد في “حتسيريم” متحف القوات الجوية الإسرائيلية، وبها أكاديمية الطيران التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي منذ ابريل 1966.
تم بناء القاعدة بأمر من قائد القوات الجوية الإسرائيلية، عيزر وايزمان، وصممها المهندس المعماري يتسحاق مور، وكان القائد الأول للقاعدة يوسف الون.
وتضم قاعدة “حتسور” جناحاً جوياً رئيساً، يحوي على تشكيل استطلاع مؤهل وأسراب من الطائرات الحربية، وتعد مقراً لأسراب 101 أو ما يعرف باسم “المقاتل الأول” الذي يمثل نخبة سلاح الطيران للعدو، وسُمي “105” العقرب لأنه يحمل العقرب كشعار.
واستهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان -حزب الله- القاعدة للمرة الأولى في21 – 11 – 2024م بصلية من الصواريخ النوعية المجنحة.
وكشف حزب الله عن إدخال سلاح الصواريخ المجنحة للحرب المتواصلة مع جيش العدو الصهيوني خلال هذه العملية.