كيف يسهم الدعم المالي والمعنوي في نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
يعدّ الدعم المالي والمعنوي من أبرز عوامل نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، فهي تسهم في تحويل أفكار الشباب إلى مشروعات واقعية، كما يعزز قدرات الشركات على الابتكار وتطوير منتجاتها، والوصول إلى أسواق جديدة محليا ودوليا، كما تزيد من قوة المشروعات وتجعلها قادرة على منافسة المشروعات الضخمة التي تمتلك إمكانيات مادية عالية، وتزيد من قوتها في الحصول على العقود والمناقصات.
وقد أسهمت جهود سلطنة عمان خلال الفترة الماضية في توفير عوامل الدعم المختلفة لنمو أنشطة ريادة الأعمال، أهمها توفير حزم التحفيز الاقتصادي، وتوفير عدد من الفرص الاستثمارية لهذا القطاع، وتخصيص مناقصات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع رواد الأعمال للاستفادة من فرص الاقتصاد الرقمي، والانضمام لمنصات التسويق العالمية لترويج، وزيادة استفادة رواد الأعمال من برامج وسياسات القيمة المحلية المضافة في العديد من القطاعات.
وتعمل الجهات المعنية بالتمويل في سلطنة عمان في توفير العديد من البرامج والمبادرات التمكينية والتعزيزية لضمان نجاح مشروعات الشباب، أهمها: البرامج التمويلية، ومبادرة الدعم الحرفي، وبرنامج الشركات العمانية الناشئة، وبطاقة ريادة الأعمال، وبرنامج الاحتضان، وبرنامج تصعيد، ومبادرة التدريب على رأس العمل، والأراضي بحق الانتفاع، وبرنامج جاهزية، وبرنامج القيمة المحلية المضافة، بالإضافة إلى برنامج نوافذ، وبرنامج معلومات، وبرنامج التجارة الإلكترونية، والملف التعريفي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبرنامج تطوير الموردين، وأكاديمية ريادة.
في الاستطلاع الصحفي التالي، نستعرض كيفية إسهام الدعمين المالي والمعنوي في نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة، من خلال استعراض تجارب بعض رواد الأعمال العمانيين.
ركائز أساسية لنجاح المشروعات
في البداية أوضح رائد الأعمال علي بن نجف العجمي صاحب مشروع «أو-هير» بأن الدعم المالي يعدّ إحدى الركائز الأساسية لنجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يكمن تأثيره الأبرز في توفير الموارد اللازمة لتحويل الأفكار إلى مشروعات واقعية، فدور هذا التمويل لا يقتصر على المراحل الأولية لتأسيس المشروع فقط بل يمتد ليشمل تطوير وتوسيع المشروع. وأضاف: التمويل يعزز من قدرة الشركة على الابتكار والتطوير والبحث عن موردين ومنتجات جديدة، مما يؤدي إلى تحسين المنتجات والخدمات بشكل مستمر، ويساعد التمويل على تسويق المنتجات والخدمات والوصول إلى أسواق جديدة، مما يعزز فرص نمو الأعمال وازدهارها، بالإضافة إلى بناء قدرة الشركة على التحمل والمرونة في مواجهة التحديات والتغيرات السوقية، مما يزيد من فرص استمراريتها وتطورها. مؤكدا أن النجاح لا يعتمد على التمويل وحدة، فالإدارة الصحيحة للمشروع، وفهم السوق، والقدوة على الابتكار، ووضع الاستراتيجية المناسبة، وتسويق المشروع بشكل صحيح تعدّ عناصر أساسية للنجاح في أي مشروع تجاري.
وأوضح أن الدعم المعنوي يعد عاملا مهما من عوامل النجاح، قائلا: هذا الدعم غالبا يأتي من الأقارب والمرشدين، ويشكل أكثر من مجرد كلمات تحفيزية، بل يمدنا بالثقة لمواجهة الصعاب، ويسهم في اتخاذ القرارات الحكيمة، ويقلل الضغوط النفسية، ويعزز الشعور بالتوازن والتقدير، مما يسهم بشكل كبير في تحقيق الإنجازات وتطوير المشروع.
وتحدث العجمي حول الدعم الذي ساعده في نجاح مشروعه، قائلا: «بدأت مسيرتي في عالم ريادة الأعمال برأس مال محدود، وهو ما واجهت معه تحديات كبيرة في الوصول إلى سوقي المستهدف والتسويق لمنتجاتي، فكانت قلة السيولة في المشروع تجعل عجلة التقدم تدور ببطء، ولكن مع تزويدي برأس مال إضافي، استطعت تسويق منتجاتي بفعالية أكبر، وزيارة المصانع لتطوير المنتجات وجلب عينات جديدة، فهذا الاستثمار الجديد فتح الباب أمامي لتوسيع نطاق المشروع، وتعزيز قدرته التنافسية من حيث التسويق والتطوير. وأضاف: من ناحية أخرى، أدّى الدعم المعنوي دورا حيويا في رحلتي، فكان الحافز الأول الذي بنى ثقتي بنفسي وشجعني على اتخاذ خطوات جريئة في تطوير مشروعي، فالدعم المعنوي سواء من الأهل أو الأصدقاء أو المرشدين كان مصدر إلهامي ودافعي للاستمرارية والعمل المستمر». واختتم العجمي حديثه، قائلا: «لابد من التوازن بين الدعم المالي والمعنوي، حيث إن الدعم المالي مكّنني من توسيع العمل وتطويره، في حين أن الدعم المعنوي كان محرك الإصرار والثقة، فالجمع بينهما هو السر وراء بناء مشروع ناجح ومستدام».
للتحفيز والتشجيع المستمر
وأكد رائد الأعمال سعيد بن ناصر السعيدي صاحب مشروع «السعيدي للحلوى العمانية» أن الدعم المادي الذي يحصل عليه أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يسهم بشكل كبير في نجاحها، لأن أغلب التحديات التي تواجههم تكون في قلة التمويل المالي.
مشيرا إلى الدعم المعنوي الذي لا يقل أهمية عن التمويل المالي، فرواد الأعمال يحتاجون للتحفيز والتشجيع المستمر، ورفع مهاراتهم الريادية والتسويقية من خلال توفير الدورات والبرامج التدريبية، وتحفيزهم على العمل المثابرة.
وتحدث السعيدي حول الدعم الذي ساعده في نجاح مشروعه، قائلا: «بدأت مشروعي من الصفر، حيث كانت لدي فكرة بدون تمويل مالي، فقررت أخذ قروض من عائلتي، وبدأت في مشروعي وتغلبت على كافة التحديات التي واجهتني، وها أنا اليوم من رواد الأعمال العمانيين الناجحين، وقد شاركت بمنتجاتي في العديد من المعارض والفعاليات والمهرجانات محليا ودوليا».
السيولة المالية
من جانبه قال رائد الأعمال أحمد الخروصي صاحب مشروع «سمارت باص»: لتوفر السيولة المالية أهمية كبيرة في تأسيس ونمو الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، سواء كان التمويل شخصيا من صاحب فكرة المشروع، أو تمويل مؤسسي من المصارف والبنوك أو الجهات التمويلية الحكومية والخاصة.
وأضاف: يعدّ التحفيز أو التسويق والترويج شكل من أشكال الدعم المعنوي، حيث تساعد بشكل كبير في نجاح مشروعات الشباب، وقد يكون التحفيز ذاتيًا من رائد الأعمال نفسه أو ممن حوله للاستمرار وتجاوز العقبات والتحديات، وهناك دور معنوي مهم جدا تقوم به الحكومة والجهات المعنية من خلال تقديم تسهيلات تحفيزية تساعد رواد الأعمال والشباب في تأسيس أعمالهم ومشروعاتهم الخاصة بعيدا عن انتظار الوظائف.
وتحدث الخروصي حول الدعم الذي ساعده في نجاح مشروعه، قائلا: «حتى هذه اللحظة كان التمويل المالي والمعنوي لمشروع سمارت باص ذاتيا وشخصيا، وقد حققنا نجاحا وقطعنا شوطا كبيرا في تطوير المنظومة التي نعمل عليها في مشروعنا، بحيث أصبحت إقليمية ونسعى للوصول إلى العالمية».
تزيد قوة المشروع
وقال رائد الأعمال منذر بن ياسر الرواحي صاحب مصنع «كارتا للصناعات الورقية»: الدعم المالي من أساسيات استمرارية ونجاح المشروعات؛ بحيث تزيد من قوة المشروع وتجعله قادرا على المنافسة مع المشروعات الضخمة التي تمتلك إمكانيات مادية عالية، وتزيد من قوة المشروعات في الحصول على عقود ومناقصات حكومية وخاصة من خلال قدرتها على تقديم تسهيلات مالية للزبائن. مشيرا إلى أهمية الدعم المعنوي للمشروعات، حيث إنه يبث روح التحدي والإصرار على الاستمرارية المشروعات.
وتحدث الرواحي حول الدعم الذي ساعده في نجاح مشروعه، قائلا: «تسعى الجهات المعنية في سلطنة عمان لدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال تذليل التحديات التي تواجهها، وتقدم لها التسهيلات والحوافز المتنوعة».
وضع سياسات للدعم
وأوضح مسلم بن دبلان العمري صاحب مجموعة شركات «ابن دبلان العالمية» أن الدعم المالي يؤدي دورا حاسما في نجاح أغلب المشروعات التجارية، حيث لا يستقيم أي مشروع نوعي بدون دعم مالي، وقال: نعتمد في سلطنة عمان بشكل كبير على أدوات الدعم المختلفة، التي تكون أغلبها على شكل قروض ميسرة، كما وضعت الحكومة سياسات للدعم موائمة مع حجم ونوعيه المشروعات.
وحول الدعم الذي ساعده في نجاح مشروعه، قال: تلقيت دعما ماليا من عدة جهات حكومية وخاصة، لتمويل عمليات الإنتاج والتسويق وتوسيع نطاق العمل، كما ساعدني هذا الدعم على تحقيق النمو المستدام وتحقيق الأهداف المالية للمشروع. وأضاف: «أما بالنسبة للدعم المعنوي، فقد تلقيت دعما دائما ورائعا من عائلتي وأصدقائي وزملائي، فكانوا يشجعونني ويثقون بقدراتي، مما ساعدني على تجاوز التحديات والصعوبات التي واجهتني في رحلة بناء المشروع، وكانت كلماتهم الداعمة والإيجابية تعزز من إصراري وتلهمني على الابتكار والتطوير».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدعم المعنوی رواد الأعمال على الابتکار رائد الأعمال الدعم المالی قوة المشروع سلطنة عمان بشکل کبیر أن الدعم من خلال
إقرأ أيضاً:
خبير اقتصادي: تهريب نفط الاقليم يخدم الأحزاب الكردية والشركات الأجنبية
5 أبريل، 2025
بغداد/المسلة: استبعد الأستاذ في الاقتصاد نبيل المرسومي استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان عبر خط جيهان التركي حالياً ومعتبرًا أن الواقع حالياً يخدم مصالح الأحزاب الكردية، خاصة الديمقراطي الكردستاني ويلحقه الاتحاد الوطني، من خلال التهريب الى ايران والاستهلاك المحلي، كما يحقق في الوقت نفسه أرباحًا مناسبة للشركات النفطية الأجنبية العاملة في الإقليم.
وأوضح المرسومي في تصريح تعليقاً على بيان وزارة النفط الاخير أن الشركات النفطية الأجنبية استأنفت جزءًا من إنتاجها في الإقليم لكنها لم تعد إلى مستويات ما قبل توقف التصدير حيث تنتج حاليًا نحو 300 ألف برميل يوميًا يُستهلك جزء منها محلياً في حين يُهرّب ما يقارب 200 ألف برميل يوميًا إلى إيران عبر صهاريج تمر من منفذي برويس خان وباشماخ سواء بشكل نفط خام أو على شكل مخلوط من “النفط الأسود والگاز”.
وأضاف أن هذا الواقع يخدم الطرفين: الشركات الأجنبية تحقق أرباحًا من استعادة جزء من إنتاجها في حين تستفيد الأحزاب الكردية من أرباح التهريب داخل الإقليم وخارجه مما يجعل من غير المرجح أن يتم التخلي عن هذا “الوضع المريح” لكلا الطرفين في الوقت الحالي حسب قوله.
وفيما يتعلق بإعادة الضخ عبر خط جيهان التركي أشار المرسومي إلى أن العراق لم يكن متحمس لهذه الخطوة في السابق بسبب قيود أوبك بلس التي تمنع العراق من تجاوز حصته الإنتاجية إلا أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الاونة الاخيرة بالإضافة إلى ضعف التزام بعض دول أوبك بتلك القيود دفع اوبك بقرار لإطلاق 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من شهر ايار المقبل، كإشارة إلى توجه نحو تعويض الخسائر الناتجة عن تراجع الأسعار بزيادة الصادرات.
وحذر المرسومي من أن استئناف الضخ عبر جيهان يبقى غير ممكن ما لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الشركات الأجنبية العاملة في كردستان التي تطالب بمستحقات مالية متراكمة تصل إلى مليار دولار فضلًا عن ضمانات لتسديد مستحقاتها الحالية والمستقبلية.
وأكد أن تكلفة إنتاج برميل النفط في كردستان تبلغ نحو 16 دولارًا ولا يغطي أرباح الشركات، مشددًا على أن غياب الاتفاق مع تلك الشركات يجعل الحديث عن عودة التصدير من كردستان عبر جيهان التركي أمرًا بعيد الاحتمال في الوقت الراهن.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts