أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، المتعلقة بحل الجناح العسكري لحماس، تساؤلات حول إمكانية قبول الحركة فكرة نزع سلاحها والبقاء كحزب سياسي فلسطيني، والابتعاد عن الصراع العسكري مع إسرائيل.

وأكد الوزير التركي أن “قادة حماس أعربوا عن قبولهم بحل كتائب القسام، الجناح المسلح للحركة، في حال تم إنشاء دولة فلسطينية على حدود العام 1967″، لافتًا إلى موافقة حماس على تحول الحركة إلى حزب سياسي.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان قطر مراجعتها لدورها كوسيط بين حماس وإسرائيل في مفاوضات التهدئة بشأن الحرب في غزة، فيما تشير تقارير إعلامية إلى أن حماس تبحث نقل قيادتها الموجودة في الدوحة إلى خارجها.

حوار مفتوح

ويرى المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن “تصريحات الوزير التركي يمكن أن تمثل إشارة إلى أن هناك حوارًا مفتوحًا مع حركة حماس من أجل التخلّي عن سلاح جناحها العسكري، في إطار الرؤية الدولية والإقليمية لما بعد الحرب في غزة”.

وأوضح الزريعي، أنه “لا يمكن أن تكون التصريحات التركية عبثية؛ وإنما في إطار القبول المبدئي من حماس بهذا الشأن”، مشددًا على أن ذلك يتطابق مع أهداف الحركة السياسية، وأبرزها خلق بديل لمنظمة التحرير.

وأشار إلى أن “طموحات حماس بالوصول للرئاسة الفلسطينية، وقيادة منظمة التحرير، لا يمكن أن تتم إلا بتبني الحركة للبرنامج السياسي للمنظمة، ما يمكنها من الحصول على قبول دولي”، مبينًا أن حماس تسعى إلى إقناع العالم بدعمها لقيادة الفلسطينيين.

ولفت الزريعي إلى أن ذلك يمثل تقدمًا بمواقف حماس المتعلقة بالصراع مع إسرائيل، كما أنه يأتي في إطار تعديلاتها الخاصة بوثيقتها الداخلية، متابعًا: “هذا الأمر يمثل أحد مفرزات الحرب، ومرتبط بخطط ما بعدها”. في تصريح لـ”إرم نيوز”.

وشدد الزريعي على أن “حماس تريد القبول الدولي للدخول في أي انتخابات رئاسية مقبلة، خاصة أن الحركة تدرك أن سلاح جناحها المسلح لم يحقق لها أي مكاسب سياسية، ما دفعها للتفكير جديًا بالاستغناء عنه”، وفق تقديره.

عاملان رئيسان

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن “تغيير مواقف حماس يأتي نظرًا لعاملين رئيسين، أولهما الضغوط الإقليمية التي تمارس عليها من قبل حلفائها لإبداء مرونة أكثر في التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يضع حدًا للمواجهات المتكررة.

وأوضح عوض، أنه “بات من الواضح تعرض الحركة وقيادتها في الخارج لضغوط غير مسبوقة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما يدفعها للتفكير جديًا بتقديم تنازلات كبيرة للغاية”.

وأشار إلى أن “العامل الثاني يتمثل في مراجعة حماس الداخلية لمساريها السياسي والعسكري إثر الخسائر التي تعرضت لها بسبب الهجوم الذي نفذه جناحها المسلح على إسرائيل، العام الماضي”، مبينًا أن الهجوم تسبب بتغيير جذري في استراتيجية الحركة.

وأضاف عوض أن “فكرة تخلّي حماس عن سلاحها ليست بالجديدة، وهناك الكثير من القادة السياسيين الذين ألمحوا لذلك في تصريحاتهم”، مؤكدًا أن الحركة مستعدة لذلك في إطار رغبتها بالاستمرار في حكم غزة، وسعيها إلى حكم الضفة الغربية.

ولفت إلى أن “حماس تدرك أنها جسم غير شرعي، وهي تسعى إلى شرعنة نفسها، وإظهار قدرتها على قيادة الفلسطينيين بما يمكن اعتبارها بديلًا عن منظمة التحرير وحركة فتح”، مبينًا أن حماس تنظر بجدية لفكرة التخلي عن سلاحها.

وشدد المحلل السياسي على أن “الحرب الدائرة في غزة، حاليًا، ستنتهي في إطار تغير جذري بسياسة حماس والوضع الفلسطيني”، مرجحًا أن يكون ذلك في إطار اتفاق إقليمي دولي، تكون الحركة جزءًا منه، وتتخلّى بموجبه عن سلاحها.

وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.

ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.

المصدر :

إرم نيوز

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

قيادي بحماس: اعترافات غالانت زلزال سياسي وتفضح فبركة الاحتلال

قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المرداوي إن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت تعد "زلزالا سياسيا وأخلاقيا" مؤكدا أنها تهزّ مصداقية المؤسسة العسكرية والسياسة الإسرائيلية التي لطالما نُظر إليها كرمز للصدق والأخلاق.

وأشار المرداوي -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن "الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي قدّما معلومات مضللة للرأي العام، وصنعوا أكاذيب مفتعلة لتضخيم تهديدات وهمية، بهدف خدمة أهداف سياسية وإعلامية متصلة بحربهم الفاشلة ومحاولة ترويج انتصار مطلق ومزعوم".

وكان غالانت قال أمس الثلاثاء -في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية- إن الصورة التي نشرها الجيش كانت "كاذبة" واستُخدمت حينها لتسويق وجود أنفاق في محور فيلادلفيا من أجل المبالغة في أهميته، ولتأخير صفقة تبادل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.

وتعود الصورة المذكورة إلى أغسطس/آب الماضي حين نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية وزعمت إسرائيل حينها أنها اكتشفت نفقا ضخما للمقاومة الفلسطينية على الحدود مع مصر يبلغ عمقه عشرات الأمتار تحت الأرض.

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية في ذلك الوقت عن إنجاز كبير يتمثل في اكتشاف نفق ضخم مكون من 3 طوابق، وقالت إنه ضمن البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية، والتي أدهشت الجنود الإسرائيليين.

الصورة التي نشرها جيش الاحتلال وادعى إنها لعربة في نفق بمحور فيلادلفيا (الجزيرة) مجرد خندق

وعن تفاصيل الصور التي تحدث غالانت عنها، قال القيادي في حماس إن ما أُطلق عليه "نفق فيلادلفيا" الذي جرى الترويج له بوصفه إنجازًا عسكريًا لم يكن سوى "خندق سطحي بعمق متر".

إعلان

وأضاف أن "الاحتلال استغل هذا النفق وعشرات المقاطع المفبركة لتبرير الاستمرار في العدوان وشن حرب إبادة، وتعطيل اتفاقات الصفقة، وإطالة أمد الحرب".

وفيما يتعلق بتأثير هذه الاعترافات على الحكومة الإسرائيلية، قال المرداوي إن تصريحات غالانت "طعنة في خاصرة (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وروايته" مبينًا أن غالانت يسعى الآن إلى كشف "أكاذيب" كان قد صمت عنها في وقت سابق، والتي استخدمها نتنياهو لتحقيق مكاسب سلطوية وشخصية.

وذهب أيضا إلى أن اعترافات وزير الدفاع الإسرائيلي السابق تظهر كذلك مدى حجم الأكاذيب التي لم تُكشف بعد، قائلا "كم من الأكاذيب استُخدمت لقصف منازل ومدارس ومستشفيات، أو إعدام عائلات؟ وكم من الروايات الرسمية التي صدّقها العالم كانت في حقيقتها تلفيقًا وتضليلًا؟".

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (الفرنسية) موقف حماس

وأكد القيادي في حماس أن تصريحات غالانت تعيد تسليط الضوء على "صدق رواية المقاومة التي طالما اتُهمت بأنها مجرد دعاية، بينما كانت المؤسسة الإسرائيلية تمارس التزييف الممنهج". واعتبر أن نهج الكذب الذي كشفه غالانت "ليس خطأ فرديًّا، بل يعد إستراتيجية مدروسة تديرها قمة هرم القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن نتنياهو إقالة غالانت، وعيّن يسرائيل كاتس خلفا له، وذلك على خلفية أنه "لا يثق في إدارته للعمليات العسكرية الجارية" حسب بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت.

وفي الوقت نفسه، شدد المرداوي على ثبات موقف حماس وعدم تغيره منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهذا الموقف يتلخص في:

وقف شامل ودائم لإطلاق النار. انسحاب كامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة. فتح المعابر، ورفع الحصار، ووقف سياسة التجويع. إعادة إعمار البنية التحتية التي دمرها الاحتلال. التوصل إلى صفقة شاملة تُنهي ملف العدوان وتُطلق جميع الأسرى. إعلان

وشدد القيادي في حماس -في ختام تصريحاته للجزيرة نت- على أن هذه المطالب تمثل الأساس لتحقيق حلّ دائم وشامل يعالج تداعيات العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني.

يُذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 51 ألف شهيد، وإصابة نحو 117 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد غير معلومة من الضحايا تحت ركام منازلهم، ولا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية التركية: تهديد إسرائيل لسوريا ولبنان إستراتيجية خاطئة
  • ‎وزير الخارجية الأمريكي: لم نجر أي محادثات حول رفع العقوبات عن روسيا
  • قيادي بحماس: اعترافات غالانت زلزال سياسي وتفضح فبركة الاحتلال
  • الرئيس الفلسطيني يطالب "حماس" بتسليم غزة والسلاح والتحول إلى حزب سياسي
  • الرئيس الفسطيني: على حماس أن تتحول إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة
  • حماس: اجتماع المجلس المركزي يمكن أن يشكّل فرصة حقيقية لبناء موقف وطني موحّد
  • بـ"قرار الفرصة الأخيرة".. إسرائيل تحدد موقفها من مفاوضات غزة
  • زلزال سياسي في إسرائيل.. شهادة رئيس الشاباك تهدد نتنياهو
  • قيادي بحماس: وفد من الحركة غادر الدوحة متوجها إلى مصر
  • مقترح جديد لوقف الحرب في غزة.. إسرائيل تقمع مظاهرات مناهضة لـ«نتنياهو»