على الرغم من الخراب الذي حلّ بكل ركن من المنزل، المتواجد بحي الشجاعية، شرقي مدينة غزة؛ إلا أن المسن جميل الفيومي وعائلته، رفضوا مُغادرة المكان، وظلوا بقلب خيمة مؤقتة نصبوها بجوار منزلهم الذي سُوّي بالأرض، عقب تواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي عليهم، منذ نصف سنة.

الفيومي (63 عاما) الذي  فقد أبناءه الثلاثة في الغارات التي يشنها عليهم الاحتلال الإسرائيلي، لم يستسلم للمعاناة، بل اختار الكفاح من أجل العيش، فانطلق في عمليات البحث والتنقيب عن مقتنيات وممتلكات، يمكن استصلاحها بعد استخراجها من تحت الركام.



ويمضي الرجل المكلوم بناظريه في المكان، متأملا الدمار الذي حل بالمنطقة بعد عدوان الاحتلال الإسرائيلي، ويقول: "المنطقة بأسرها مقلوبة وأصبحت خرابا ودمارا، ولا أعرف ماذا أفعل، الوضع صعب للغاية والأوضاع المعيشية معقدة".

يأمل المسن الغزّاوي أن تنتهي الحرب، في أقرب وقت، حيث يقول إنه بات يُعاني من الوهن، وبات الشعور بالتعب والإرهاق ملازما له إثر سوء التغذية، مشيرا إلى صعوبة الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية والبيئية، فضلا عن شح الغذاء والماء والدواء.

ويضيف الفيومي في حديثه لوكالة "الأناضول": "عندي 3 شهداء وآخر مصاب، والوضع واضح ولا يحتاج إلى وصف، نريد فقط أن نعيش ونأكل ونشرب مثل باقي البشر".

بدورها، أم محمد، وهي زوجة الفيومي، تجلس على الأرض أمام خيمتها الصغير، وتقول إن "الوضع يزداد سوءا كل يوم، فنحن نعيش هنا بين الأنقاض. لا طعام ولا ماء. ولم نحصل على مساعدات".

وتضيف الفيومي: "ما المساعدات التي نحصل عليها؟ 5 كيلوغرامات من الدقيق مرة واحدة منذ بداية الحرب. الأوضاع تتدهور والمفاوضات ونتائجها المعلنة هي مجرد مسكنات لأوجاعنا وتخديرنا، فلا يوجد حل".


وتستذكر بحزن ودموع الألم على وجنتيها، أبناءها الثلاثة الشهداء والرابع الذي بترت قدمه، مستفسرة: "ألا يكفي ذلك؟ تناولنا أكل الحيوانات، وتقبلنا كل شيء، لكن لم يعد هناك قدرة على التحمل".

ومع اشتداد حصار الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وعزل الشمال عن الجنوب، في ظل استمرار الحرب الهوجاء والمدمرة، بات الجوع وسيلة أخطر على الفلسطينيين من الصواريخ، حيث يعانون نقصا حادا في المياه والغذاء جعل حياتهم اليومية إلى كابوس يؤرقهم.

وأدّت المجاعة في شمال غزة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية غير المسبوقة جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وارتقاء عدد من الفلسطينيين ولا سيما الأطفال، حيث "استشهد 28 طفلا بسبب المجاعة"، وفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة قطاع غزة غزة قطاع غزة شرق غزة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

أزمة قلبية تنهي حياة مسئول غرفة الطوارئ بمستشفى مطروح .. تفاصيل

رحل  مسئول غرفة الطوارئ بمستشفى مطروح  اثناء تأدية عملة تاركًا خلفه إرثًا من العطاء الذي لا ينضب. وبينما تودعه مطروح بالدموع، تبقى سيرته مثالًا يُحتذى به في التفاني والإخلاص.

ففي مشهد يعكس أقصى درجات التفاني،رحل خيرى ضيف 35 سنة مسؤل الطوارئ بمستشفى مطروح  اثناء قيامه بعملة  بعد ان سقط فجأة بسبب ازمة قلبية مفاجئة  ليتوفى فى الحال .

كان خيرى صاحب ال35 عام وينتمى الى اكبر قبائل مطروح والبحيرة  قبيلة القطعان  يتمتع بسيرة حسنة وسط زملاءة فى العمل  وجيرانه فى المنزل  وامس الخميس ترك منزلة وزوجتة وابناءه الثلاثة الذين لم يتعدا اعمارهم ال8  سنوات  وكانوا يمثلون  له حبه الكبير الذى يحرص الا يترك اى وقت الا ويلعب معهم رغم ضغوط العمل  وودعهم ولم تكن تعلم الزوجة وابناءه يعملون  ان هذا هو الوداع الاخير  وان هذا اللقاء يمثل الاخير بينهم .

وترك خيرى المنزل متجها الى عملة بمستشفى مطروح العام  واستقبله زملاءه  بالترحاب والابتسامة فهو كان قريب من جميع زملاءه بسبب روحه المرحه  فكان قريب من جميع زملاءه العاملين فى المستشفى .

 استقبل خيرى مسئول قسم الطؤارى بمستشفى  مطروح العام  بعد وصوله للعمل ،  عشرات الحالات الطارئة بالاضافة الى استقبال بلاغات  الحوادث من الطرق  الدولية ورغم التعب والإرهاق، لم يتوقف للحظة عن تقديم الرعاية لكل مريض .

واخر حالة تلقاها خيرى كانت مبلغ لنقلها الي مستشفى النجيلة بعد انتهاء البلاغ سقط فجأة علي الارض لا يتحرك وهرع اليه زملاءه بالمستشفى واستدعواء الاطباء الذين حاولوا اسعافه لكن توفي بأزمة قلبية مفاجئة .

أحد زملائه قال: "كان بيتحرك فى المستشفى بين الحالات  وما كانش راضي يرتاح  ورغم انه لم يشكوا من تعب الا انه شعر بألم شديد في صدره ولكنه تجاهل الأعراض ظنًا أنها ناتجة عن الإرهاق. بعدها بدقائق،سقط  ليفارق الحياه فى الحال .

واكد الدكتور شريف  الشناوى  مدير ادارة الطؤارى بمديرية الصحة بمطروح ان خيرى كان دائمًا رمزًا للالتزام والإنسانية، مضيفا ان غرفة الطوارئ فقدت واحد من أخلص الناس.

 واضاف ان مشهد وفاته يعكس أقصى درجات التفاني، فقد فارق الحياه  وهو في ميدان عمله، ليُسجل اسمه كواحد من أبطال "الواجب المهني". 

 ردود الفعل على وفاة خيرى أثارت موجة من الحزن بين زملائه وأهالي مطروح، حيث انتشر خبر وفاته بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي،  كما أعربت وزارة الصحة عن تعازيها لأسرته.

مقالات مشابهة

  • أمريكية تبكي بمرارة على منزلها الذي دمر بسبب الحرائق.. فيديو
  • استشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي جنوب غزة.. وإصابة بنيران زوراق الاحتلال بخان يونس
  • يونيسف: 35 طفلا قتـ لوا يوميا في غزة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي
  • أزمة قلبية تنهي حياة مسئول غرفة الطوارئ بمستشفى مطروح .. تفاصيل
  • حماس تشيد بمواقف الأردن في دعم غزة بمواجهة عدوان الاحتلال
  • طوفان بشري وحشود مليونية غير مسبوقة في العاصمة صنعاء نصرة لغزة وتأكيداً على الجهوزية لمواجهة أي عدوان (تفاصيل + صور)
  • راحت الأسكندرية.. تفاصيل تغيب فتاة عن منزلها بالجيزة
  • أثارتعذيب.. تفاصيل إلقاء قاصر بنفسها من شرفة منزلها بالمقطم
  • «غزة» تعيش الساعات الحرجة
  • استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين فى عدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة