شيع "حزب الله" وجمهور المقاومة في بلدة خربة سلم الجنوبية، الشهيد "على طريق القدس" محمد حسن السيد عبد المحسن فضل الله (أبو هادي)، بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزل الشهيد، شارك فيها النواب أمين شري، إبراهيم الموسوي، حسن عز الدين، حسين جشي وحسن فضل الله، وحشد من الشخصيات.

وتخللت المراسم كلمة للنائب فضل الله، قال فيها: "إننا نؤكد اليوم على الموقف الثابت للمقاومة، بمواصلة التصدي للعدوان الصهيوني على بلدنا، ومساندة الشعب الفلسطيني حتَّى وقف عدوانه، ولن تنفع العدو كلُّ المحاولات السياسية والعسكرية لتخفيف الضغط عن الجبهة الشمالية، بل سيجد لدى المقاومة مفاجآت حسب مقتضيات المعركة، وله منها كلُّ جديدٍ يقض مضاجعه، وما جرى من مباغتته في عرب العرامشة، هو نموذج صغير لما تخبئه المقاومة لهذا العدو".



أضاف: "إنَّ المقاومة اليوم ومعها جمهورها الذي هو غالبية اللبنانيين تؤسِّس لمرحلة جديدة تعطي فيها لبلدها موقع الشريك في صنع المعادلات في المنطقة، ولا تسمح للآخرين أن يحددوا له مستقبله، وما تقدمه من تضحيات وأثمان، لها نتائجها الكبيرة ليست فقط على اللحظة الراهنة، وإنما أيضًا على مستقبل وجودنا، نحمي فيه الأجيال القادمة، كي لا يستسهل العدو استباحتها كما كان يفعل في الماضي".

وتابع: "بعد سبعة أشهر ومع كلِّ ما ألحقته المقاومة في لبنان من تصدعات كبيرة في الشمال الفلسطيني، فإنَّ العدو هو من يخضع لإيقاع المقاومة، والذي يمنعه حتَّى اليوم من التمادي أكثر، هو عناصر القوة التي تمتلكها المقاومة، ولكلِّ تصعيد إسرائيلي ما يقابله من رد مدروس وموجع ومفاجئ من قبل المقاومة، وهذا الذي يبقي الحرب ضمن ما ترتأيه هذه المقاومة من معادلات من أجل تحقيق الهدف في الحماية والمساندة".

ورأى فضل الله أن "ما جرى من تطورات على صعيد محور المقاومة، وما حققته الضربة الإيرانية لكيان العدو من نتائج، يثبت مرة أخرى، أن غطرسة القوة الصهيونية ليست مطلقة اليدين، وأن كل الدعم الأميركي لن يمكًن هذا العدو من فرض إرادته على المنطقة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: فضل الله

إقرأ أيضاً:

وحدة الساحات وتعدد الجبهات

لا يماري أحد في الفرق الهائل بين إمكانات العدو وداعميه وإمكانات المقاومة المحاصرة في غزة وداعميها، هذا الفارق هو الذي يعظّم الإنجاز الذي حققته المقاومة سواء بصمودها في الميدان أو بثباتها على أهدافها وإرغامها العدو على النزول إلى شروطها.

تمثلت عبقرية المقاومة في أمرين:

الأول: العمل على وحدة الساحات، فلأول مرة يجد العدو نفسه يصد هجمات قادمة من لبنان وتصيبه مسيّرات قادمة من العراق ويفاجأ بجبهة مفتوحة من اليمن على بعد آلاف الأميال تحاصره من الجنوب، ويضطر إلى طلب النجدة من أمريكا لصد الهجوم القادم من إيران.

الثاني: أن المقاومة رغم ضعف إمكاناتها ورغم حصارها أدركت أن مواجهتها مع العدو هي مواجهة في جبهات كثيرة لا بد أن تعمل فيها جميعا. فالعدو يمتلك التفوق العسكري عددا وعتادا، والتطور التكنولوجي الذي جعل الكيان مصدرا للبرمجيات ومتعاونا ومشاركا لمعظم مراكز الأبحاث والجامعات حول العالم، وهو ما كشف عنه الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا.

والعدو يمتلك أجهزة من أعتى أجهزة المخابرات والمعلومات والتجسس على مستوى العالم، ويتعاون ويتبادل المعلومات مع أجهزة الدول الكبرى والإقليمية.

والعدو يسيطر على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الأوروبية والأمريكية ومن خلالها روج لأكاذيب لا يصدقها عقل؛ من قبيل أن هذا الكيان واحة للديمقراطية وسط غابة من الأشرار والوحوش، وأنه يبحث عن السلام ولكن العرب الإرهابيين يرفضون، وأن الفلسطينيين يعتدون على المستوطنين المساكين، في سردية طويلة عمل عليها وترسخت لعقود من الزمان.

وهناك الجبهة الداخلية أو الحاضنة الشعبية التي سيقع عليها عبء إجرام العدو وإمعانه في القتل والتخريب. هذه الجبهة الأخيرة عملت عليها المقاومة حتى ارتبط معظم أهل غزة بمشروع المقاومة والتحرير، وكان الأساس في هذا هو التكافل الإسلامي والسعي في حوائج الناس وارتباط الجميع بالمساجد وحلقات حفظ وسرد القرآن.

أما جبهة التطور التكنولوجي والعسكري، فقد سعت المقاومة للتزود بكل ما تستطيع من وسائل القوة وسعت إلى التصنيع الذاتي فأقامت ورشها ودربت أجيالا، وفي نفس الوقت فإن هذا التفوق للعدو يركن إليه ويقل اعتماده على المجهود البشري هربا من التكلفة البشرية للحروب.

كانت النتيجة أن المقاومة امتلكت أسلحة بسيطة ولكنها مؤثرة واشتهرت قذائف الياسين و"تي بي جي" ومسيرات الزواري وعبوات ثاقب والشواظ والعبوة الرعدية والتلفزيونية والبرميلية، حتى إذا كانت المواجهة البرية رأينا دبابات الميركافا وحاملة الجنود النمر تحترق في الميدان وتخرج عن الخدمة.

أما على جبهة الاستخبارات والمعلومات فقد بذلت المقاومة جهدا كبيرا:

1- على مدار عقود من الزمان وقبل انتفاضة الحجارة في نهاية الثمانينات التي أظهرت خطورة الجواسيس وعملاء الكيان وأدت إلى استشهاد عدد كبير من القادة، مما جعل المقاومة تتابع مجموعات التجسس ولا تتسامح معها مطلقا فطهرت القطاع منهم، وكانت النتيجة أن العدو فقد عينه التي يرى بها غزة وفقد أصابعه التي يعيث من خلالها الفساد.

2- التصدي لكل محاولات جيش العدو لزراعة أجهزة تجسس في غزة وإفشالها على النحو الذي حدث في 2018، عندما اكتشفت المقاومة سيارة للعدو بها كل التجهيزات واشتبكت معها مما اضطر طيران العدو للتدخل لإنقاذ القوة المتسللة التي قتل قائدها وأصيب آخر، ودمر طيران العدو السيارة واستشهد 7 من المقاومة منهم القائد نور بركة.

3- عملت المقاومة مئات المواقع الوهمية على وسائل التواصل واصطادت من خلالها مئات وآلاف الجنود والضباط، واخترقت هواتفهم وحواسيبهم وحضرت اجتماعاتهم.

4- جرت محاولات عديدة لتعطيل عمل القبة الحديدة، وظهر ذلك عندما أنقذت المخابرات التركية الشاب الفلسطيني الذي اختطفه الموساد في ماليزيا لأنه ساهم في فك شفرات القبة الحديدية.

5- اكتشاف أجهزة تنصت زرعها العدو داخل قطاع غزة وتركها تعمل مع إرسال رسائل خاطئة لتضليل العدو. أثمر عمل المقاومة في هذا المجال أن العدو بنى استراتيجيته على أن حماس غير معنية بالحرب وأنها تريد تحسين الأحوال المعيشية في القطاع، ومن هنا كانت المفاجأة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

حرب العقول هذه ما زالت تعمل حتى الآن وفشل العدو في مواجهتها رغم ما يملك من إمكانات، حتى إنه لم يكتشف أن السنوار كان يقاتل فوق الأرض من المسافة صفر ولم يكن في الأنفاق ويحمي نفسه بالأسرى كما قالوا، وأن قائد كتيبة بيت حانون الذي أعلن العدو مقتله قبل ثمانية أشهر ما زال مع رجاله في الميدان.

يزيد من قيمة ما عملته المقاومة في هذا المجال أنها كانت تواجه ليس مخابرات العدو، وإنما معها مخابرات بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وربما أجهزة الدول المحيطة بالقطاع.

كانت النتيجة أن اعترف العدو بالفشل وعاد يبحث عن الصفقة وتشير التقديرات إلى هروب مليون مستوطن إلى الخارج، أما شعب غزة الذي أبهر العالم وأفشل مخططات الاحتلال فما يزال متشبثا بأرضه مقيما على انقاضها عازما على إعادة بنائها وإعمارها. أما عن المواجهة الإعلامية والمواجهة في الجبهة الأخلاقية فلها حديث آخر.

مقالات مشابهة

  • شاهد | المقاومة الفلسطينية تنتزع حرية أسراها رغماً عن العدو الإسرائيلي
  • سياسي أنصار الله ينعى استشهاد القائد محمد الضيف
  • لمن النصر اليوم!!
  • العدو الصهيوني يُفرج عن 110 أسرى فلسطينيين
  • انتشار كتائب القسام أمام منزل الشهيد المشتبك يحيى السنوار في خانيونس / صور
  • سياسي أنصار الله: اليمن سيبقى الى جانب المقاومة وحقوق الشعب الفلسطيني
  • مثل الشهيد مازن كمثل الصحابي الجليل عمرو بن ثابت الذي حفظ الله جسده من الأعداء
  • شمال غزة وجنوب لبنان.. عودةٌ تُــــعيد الكرامةَ والأمل
  • مدرسة النبوة.. وتلميذُها القائدُ الشهيد
  • وحدة الساحات وتعدد الجبهات