◄ آل ثاني يندد بـ"المزايدات السياسية" حول الجهود القطرية

◄ الدوحة تقرر القيام بعملية تقييم شامل لدور الوساطة

◄ سياسي أمريكي يطالب بإعادة النظر في العلاقات مع قطر

◄ محللون: لا بديل عن الوساطة القطرية لإنهاء الحرب الإسرائيلية

الرؤية- غرفة الأخبار

تتعرض قطر التي تقود الوساطة بين المُقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لاتهامات من سياسيين ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات تعثرا كبيرا منذ اجتماع باريس الأول في يناير الماضي.

ونتيجة لهذه الاتهامات، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني- في مؤتمر صحفي- أن بعض الأطراف تحاول استغلال الوساطة القطرية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة وعمل دعاية انتخابية، مشيراً إلى أنَّ الدوحة "تقوم بعملية تقييم شامل" لدور الوساطة الذي تقوم به.

كما ندَّد آل ثاني بـ"المزايدات السياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر"، مؤكدًا أن بلاده "ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب" بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها، إذ إن قطر أكدت منذ البداية أنها ستسهم بشكل إيجابي في المفاوضات وتجسير الهوة بين الأطراف، والمسألة أخذت شهورا طويلة لأنَّ الخلافات واسعة".

وتكشف تصريحات آل ثاني عن الغضب والاستياء القطري من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، اتهموا فيها قطر بـ"التقاعس وعدم الضغط على المقاومة لانتزاع التنازلات خلال المفاوضات".

ومنذ بدء عمليات طوفان الأقصى وبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قامت قطر بدوري محوري وبالتنسيق مع مصر للتوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار، ونجح الوسطاء في إقرار هدنة في شهر نوفمبر الماضي، وكان للوسطاء دور في إبرام عملية تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.

وجاء الإعلان القطري حول تقييم دور الوساطة، بعد تصريحات لعضو الكونجرس الأمريكي الديمقراطي ستيني هوير، والتي قال فيها إنه "إذا فشلت قطر في ممارسة الضغط على حماس فإن الولايات المتحدة لا بد أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر".

واعتبرت السفارة القطرية في واشنطن- في بيان- أن هذه التصريحات من عضو الكونجرس الأمريكي "غير بناءة"، مضيفة: "قطر وسيط فقط، لا نتحكم في إسرائيل أو حماس، حماس وإسرائيل هما المسؤولتان الوحيدتان عن التوصل إلى اتفاق".

وفي المُقابل، قالت الخارجية الأمريكية، إن "قطر من وجهة نظرنا وسيط لا غنى عنه عندما يتعلق الأمر بالصراع الحالي في غزة".

وقبل ذلك، عبرت قطر عن استنكارها الشديد لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن دورها في الوساطة في حرب غزة، بعدما وصف نتنياهو في تسجيل مسرب الدوحة بأنها "إشكالية"، قائلا: "لم تروني أشكر قطر، هل لاحظتم؟ أنا لم أشكر قطر. لماذا؟ لأن قطر، بالنسبة لي، لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، عن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما أكثر إشكالية. ومع ذلك فإنني على استعداد للتعامل مع أي وسيط الآن يمكنه مساعدتي في إعادة الرهائن".

ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".

وفي السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين قولهم إن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، وذلك في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.

وقال المسؤولون إن حماس تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين على الأقل في المنطقة لسؤالهما عما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إليهما.

ويرى محللون أنه لا غنى عن الدور القطري في الوساطة، لافتين إلى أنه في حال انسحاب قطر من المحادثات فستخضع لمزيد من الضغوط لطرد قيادات حماس من أراضيها.

وأضافوا أنه من الممكن أن تكون وجهة قيادات حماس هي إيران، متسائلين: "إذا حدث ذلك، فإلى من سيتوجه الأميركيون والإسرائيليون للوصول إلى حماس؟".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس المباشرة

اتفق محللان سياسيان على أن المفاوضات المباشرة بين واشنطن وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تشكل تحولًا إستراتيجيا في مسار الأزمة، وتثير قلق إسرائيل لتناقضها مع أهدافها السياسية المتمثلة في القضاء على الحركة والسيطرة على قطاع غزة.

وأوضح الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية، مهند مصطفى أن هذه المباحثات كانت مقلقة جدا لإسرائيل لسببين أساسيين: أولهما أن إسرائيل لم تكن على علم مسبق بها، وثانيهما أن مضمون هذا التفاوض كان يمكن أن يؤدي إلى فرض هدنة طويلة الأمد تتناقض مع الأهداف السياسية الإسرائيلية.

وأشار إلى تحول جوهري في المشهد التفاوضي قائلا "كأننا في مرحلة أن الولايات المتحدة الأميركية تفاوض حماس مباشرة وتفاوض إسرائيل مباشرة، وفي السابق كانت إسرائيل ترى الولايات المتحدة كوسيط مع حماس عبر الوسطاء، أما الآن فهناك قناة مباشرة بين أميركا وحماس، وهذا ما لا تريده إسرائيل".

ومن جانبه، أكد الباحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية، سعيد زياد، أن هذه المفاوضات لم تكن لقاء واحدا عابرا، بل كانت 4 لقاءات تناولت قضايا متعددة، بما فيها مسائل لم تكن مطروحة في السياق التفاوضي السابق، مثل مدة الهدنة لـ5 سنوات.

إعلان

وأضاف "هذا يعني أن الأميركيين الآن يقودون مسارا موازيا للمسار السابق، لعلمهم أن إسرائيل تحاول تعطيله".

وحول ما يقلق إسرائيل تحديدا، شرح مصطفى قائلا "الذي يقلق إسرائيل تحديدًا هو الحديث عن هدنة طويلة الأمد، هذا يتناقض بشكل كامل مع الأهداف الإسرائيلية".

هدنة طويلة الأمد

وأوضح أن "الهدنة طويلة الأمد معناها أن إسرائيل لا تستطيع استئناف الحرب، ولا تستطيع تحقيق الأهداف السياسية للحرب، ولا تستطيع أن تحقق فكرة التهجير بقطاع غزة التي عاد الحديث عنها في إسرائيل في الأيام الأخيرة بشكل مكثف".

وعن إمكانية نجاح هذه المفاوضات، أوضح زياد أن هناك فرصة حقيقية لاتفاق كامل، وذلك لعدة عوامل أبرزها فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية بعد كل هذا التدمير والعدوان.

وقال "إسرائيل حاولت أقصى ما يمكن فعله، ذهبت بالحرب إلى عام ونصف تقريبا وهي ثلاثة أضعاف الفترة التي قدرها بعض القادة الإسرائيليين للسيطرة على غزة، دون أن تستطيع إسرائيل تحقيق شيء، ثم ظهرت حماس قوية في اليوم التالي عكس ما صورت إسرائيل".

وأضاف زياد أن اللقاءات المباشرة مع حماس كشفت للإدارة الأميركية أن الحركة "لا تريد شيئا لنفسها في حقيقة الأمر، وإنما تريد إنهاء المعاناة الحقيقية للمجتمع الغزي والشعب الفلسطيني، تريد وقف هذه الإبادة أولا، وتريد الذهاب إلى هدنة يُخصص فيها مسألة الإعمار".

واتفق الخبيران على أن هدنة لـ5 سنوات تمثل "هزيمة سياسية لإسرائيل" التي تسعى لتهجير سكان غزة وتصفية القضية الفلسطينية ونزع سلاح حماس، في حين أن هذه الهدنة ستكبل يد إسرائيل عن تحقيق أهدافها.

مقالات مشابهة

  • لقاء مصري قطري لبحث اتّفاق غزة وإعادة الإعمار.. وأنباء عن تقدم في المفاوضات
  • مفاوضات الدوحة .. استياء إسرائيلي من عروض واشنطن لحماس
  • إسرائيليون يطوقون مقر وزارة الدفاع.. وحماس تكشف جوانب من المفاوضات
  • «مركز بحثي»: نتنياهو يشعر بالقلق من أي حوار بين الإدارة الأمريكية وحماس
  • حماس تطالب باستكمال مفاوضات غزة ووفد إسرائيلي يتوجه للدوحة
  • خارجية النواب تبحث المستجدات على الساحتين الدولية والإقليمية بحضور بدر عبد العاطي
  • محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس المباشرة
  • واللا: المفاوضات بين واشنطن وحماس شكلت مفاجأة كبيرة لإسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: مفاوضات واشنطن المباشرة مع حماس تثير استياء تل أبيب
  • مبعوث ترامب: سنعيد بناء غزة وحماس لن تقود هذه العملية وأعتقد أنها تعرف ذلك