استياء قطري من اتهامات بـ"التقاعس" كوسيط في المفاوضات.. وحماس تبحث عن مقر بديل للدوحة
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
◄ آل ثاني يندد بـ"المزايدات السياسية" حول الجهود القطرية
◄ الدوحة تقرر القيام بعملية تقييم شامل لدور الوساطة
◄ سياسي أمريكي يطالب بإعادة النظر في العلاقات مع قطر
◄ محللون: لا بديل عن الوساطة القطرية لإنهاء الحرب الإسرائيلية
الرؤية- غرفة الأخبار
تتعرض قطر التي تقود الوساطة بين المُقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لاتهامات من سياسيين ومسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات تعثرا كبيرا منذ اجتماع باريس الأول في يناير الماضي.
ونتيجة لهذه الاتهامات، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني- في مؤتمر صحفي- أن بعض الأطراف تحاول استغلال الوساطة القطرية لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة وعمل دعاية انتخابية، مشيراً إلى أنَّ الدوحة "تقوم بعملية تقييم شامل" لدور الوساطة الذي تقوم به.
كما ندَّد آل ثاني بـ"المزايدات السياسية من بعض السياسيين من أجل حملاتهم الانتخابية من خلال الإساءة لدور قطر"، مؤكدًا أن بلاده "ستأخذ القرار المناسب في الوقت المناسب" بشأن مواصلة جهود الوساطة أو وقفها، إذ إن قطر أكدت منذ البداية أنها ستسهم بشكل إيجابي في المفاوضات وتجسير الهوة بين الأطراف، والمسألة أخذت شهورا طويلة لأنَّ الخلافات واسعة".
وتكشف تصريحات آل ثاني عن الغضب والاستياء القطري من التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون، اتهموا فيها قطر بـ"التقاعس وعدم الضغط على المقاومة لانتزاع التنازلات خلال المفاوضات".
ومنذ بدء عمليات طوفان الأقصى وبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قامت قطر بدوري محوري وبالتنسيق مع مصر للتوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار، ونجح الوسطاء في إقرار هدنة في شهر نوفمبر الماضي، وكان للوسطاء دور في إبرام عملية تبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال.
وجاء الإعلان القطري حول تقييم دور الوساطة، بعد تصريحات لعضو الكونجرس الأمريكي الديمقراطي ستيني هوير، والتي قال فيها إنه "إذا فشلت قطر في ممارسة الضغط على حماس فإن الولايات المتحدة لا بد أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر".
واعتبرت السفارة القطرية في واشنطن- في بيان- أن هذه التصريحات من عضو الكونجرس الأمريكي "غير بناءة"، مضيفة: "قطر وسيط فقط، لا نتحكم في إسرائيل أو حماس، حماس وإسرائيل هما المسؤولتان الوحيدتان عن التوصل إلى اتفاق".
وفي المُقابل، قالت الخارجية الأمريكية، إن "قطر من وجهة نظرنا وسيط لا غنى عنه عندما يتعلق الأمر بالصراع الحالي في غزة".
وقبل ذلك، عبرت قطر عن استنكارها الشديد لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن دورها في الوساطة في حرب غزة، بعدما وصف نتنياهو في تسجيل مسرب الدوحة بأنها "إشكالية"، قائلا: "لم تروني أشكر قطر، هل لاحظتم؟ أنا لم أشكر قطر. لماذا؟ لأن قطر، بالنسبة لي، لا تختلف في جوهرها عن الأمم المتحدة، عن الصليب الأحمر، بل إنها بطريقة ما أكثر إشكالية. ومع ذلك فإنني على استعداد للتعامل مع أي وسيط الآن يمكنه مساعدتي في إعادة الرهائن".
ولفتت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعرقل ويقوض جهود الوساطة، لأسباب سياسية ضيقة بدلا من إعطاء الأولوية لإنقاذ الأرواح، بما في ذلك الرهائن الإسرائيليين".
وفي السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين قولهم إن القيادة السياسية لحركة حماس تبحث نقل مقرها من قطر إلى دولة أخرى، وذلك في ظل تعثر التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وقال المسؤولون إن حماس تواصلت في الأيام الأخيرة مع دولتين على الأقل في المنطقة لسؤالهما عما إذا كانتا منفتحتين على فكرة انتقال قادتها السياسيين إليهما.
ويرى محللون أنه لا غنى عن الدور القطري في الوساطة، لافتين إلى أنه في حال انسحاب قطر من المحادثات فستخضع لمزيد من الضغوط لطرد قيادات حماس من أراضيها.
وأضافوا أنه من الممكن أن تكون وجهة قيادات حماس هي إيران، متسائلين: "إذا حدث ذلك، فإلى من سيتوجه الأميركيون والإسرائيليون للوصول إلى حماس؟".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مناورات تفاوضية أم قبول بالتسوية؟.. جدل حول سحب مقاتـ.لي حماس من غزة
شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، غارة جوية استهدفت شقة سكنية في مخيم البريج وسط قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء بالإضافة إلى وجود مفقودين تحت الأنقاض.
كما نفذ الطيران الإسرائيلي غارة أخرى استهدفت خيمة للنازحين غرب خان يونس، جنوبي القطاع، ما أدى إلى إصابة 12 فلسطينيا بجروح متفاوتة.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إن موافقة حماس على سحب مقاتليها من قطاع غزة فور وقف إطلاق النار، تمثل تطورا لافتا في مسار المفاوضات، لكنها تثير عدة تساؤلات جوهرية حول طبيعة هذا السحب، ومداه، وآلياته.
وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه لا يمكن النظر إلى هذا الإعلان باعتباره قبولا كاملا بشروط التسوية، بل هو جزء من مناورات تفاوضية معقدة تهدف إلى تحسين موقع الحركة في أي ترتيبات مستقبلية تخص قطاع غزة، معقبا: "فحتى مع إعلان الاستعداد لسحب المقاتلين، لم يصدر عن الحركة حتى الآن التزام واضح بمسألة نزع السلاح أو تفكيك بنيتها العسكرية، وهي قضايا تعتبر حاسمة من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية".
وتابع: "يبدو أن هذه التصريحات تأتي في سياق ضغوط مكثفة تمارسها مصر وقطر لتحقيق انفراجة حقيقية في المفاوضات، عبر خطوات ملموسة تخفف من المخاوف الأمنية وتفتح الباب أمام ترتيبات انتقالية لإدارة غزة".
وأكد: "غير أن السؤال الرئيسي يبقى: هل السحب المقترح يشمل إنهائ حقيقيا للقدرات العسكرية أم هو إعادة تموضع تكتيكي تحت مظلة سياسية جديدة، ونجاح أي اتفاق لا يتوقف فقط على إعلان النوايا، بل على وجود آليات رقابة صارمة، وضمانات دولية تضمن الالتزام الكامل، وتمنع العودة لاحقا إلى العمل العسكري تحت أي مسمى".
واختتم: "يمثل إعلان سحب المقاتلين مؤشرا أوليا على وجود استعداد لتحريك المواقف الجامدة، فإنه لا يزال بعيدا عن تشكيل تسوية نهائية، ما لم يتم الاتفاق على نزع فعلي للسلاح وهذا ما اكد عليه بنيامين نتنياهو وحكومته وايضا تتبناه الإدارة الأمريكية بشكل كامل ومعهم الدول الغربية، لذلك ما يجري الان من محاولات لسد الفجوة بين ما هو مطروح من الطرفين يحتاج إلى جهد كبير من الوسطاء وذلك أملا في التوصل لاتفاق يوقف الحرب".
وفي تصعيد مستمر، جدد الاحتلال الإسرائيلي غاراته على المناطق الشمالية من مدينة غزة، وقد استهدفت إحدى الغارات منزلا يقع بمحيط مدرسة حليمة السعدية، التي تستخدم كمأوى للنازحين شمالي المدينة.
إضافة إلى ذلك، تم قصف منطقة عائلة بكر غرب مدينة غزة، بينما استهدف حي الزيتون في المدينة بغارة جوية أخرى، ترافقت مع إطلاق نار من طائرة إسرائيلية بدون طيار من طراز "كواد كابتر" تجاه المناطق الشرقية من الحي، الواقع جنوب شرقي مدينة غزة.
وشهد محيط حي الدرج بمدينة غزة قصفا إسرائيليا عنيفا، فيما حلّقت الطائرات المروحية الإسرائيلية بكثافة في الأجواء الشرقية للمدينة، مما زاد من حالة القلق والخوف بين السكان المدنيين.
الموقف الدولي.. دعوات للتهدئة وإدخال المساعدات
وفي السياق نفسه، صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن المساعدات الإنسانية لم تدخل قطاع غزة منذ نحو شهرين، مؤكدا الحاجة الماسة إلى إيصال الدعم للمدنيين.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القطري، بثته قناة "القاهرة الإخبارية"، قال فيدان: "نطالب بفتح المعابر مع قطاع غزة لإدخال المساعدات الإنسانية، ونثمّن الجهود المصرية والقطرية المبذولة لتحقيق التهدئة في القطاع".
وأضاف: "إسرائيل تمارس التطهير العرقي وتنتهك حقوق الإنسان في غزة، ونؤكد على أهمية حل الدولتين لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة".
من جانبه، أعلن وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، عن تحقيق تقدم ملحوظ في محادثات وقف إطلاق النار خلال اللقاءات التي جرت يوم الخميس الماضي، مؤكدا استمرار المفاوضات وعدم توقفها.
وأشار الوزير القطري إلى "وجود تقدم في مواقف الأطراف المعنية" بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، موضحا أن الجهود القطرية التركية المشتركة متواصلة على جميع الأصعدة من أجل إنهاء العدوان وتحقيق تهدئة دائمة في غزة.
كما أكد أن المفاوضات تركز على إيجاد حلول عملية لتخفيف معاناة المدنيين، مشددا على أهمية التزام المجتمع الدولي بضمان تنفيذ الاتفاقات التي قد يتم التوصل إليها بشكل فعال.