جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-01@23:56:35 GMT

من ينقذ "إجادة"؟

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

من ينقذ 'إجادة'؟

 

 

محمود بن سعيد المحروقي

 

لا شك أنَّ التطوير في الشأن الذي يرتقي بعمل الأنظمة الإدارية الحكومية يمثل غاية سامية ومطلبًا حثيثًا لضبط الإنتاج والعمل من أجل تحقيق المصلحة العامة، وهو أحد الأهداف التي تسعى الحكومة لتحقيقها من خلال استحداث بعض الأنظمة والتي من ضمنها الإجادة الفردية لموظفي الوحدات الحكومية بالجهاز الإداري للدولة.

وحيث إن الشاهد اليوم وفق ما هو ملموس بوجود عدم أريحية من قبل الموظفين وتكاد أن توصف بحالة من الامتعاض بوجود هذا النظام الذي لابد من فهم وتحليل بعض الجوانب التي تصادف عمليات التطبيق له؛ إذ إنه من غير الممكن نقل التجارب والقوالب التي طبقت في دول وأنظمة أخرى بدون الدراسة المتعمقة لماهية البيئة الحاضنة لتطبيق هذه المنظومة في بلدنا العزيز فمن المهم أن يكون التطبيق تجريبيا وتدريجيا فذاك كان أولى من شمولية التطبيق وأن كل القطاعات في الجهاز الإداري للدولة لا يُمكن أن تكون بنفس المنظومة لاختلاف اختصاصاتها ومهامها وطبيعة العمل في كل قطاع وأن المستويات والفئات الوظيفية لا يمكن أن تقاس بنفس المعايير ولا نريد أن ننساق إلى المفهوم السائد عند تطبيق بعض الأنظمة أو أية مشاريع جديدة تقام بالعبارة المتداولة (أهم شيء التطبيق) لما له من عواقب سلبية لاحقة.

وهنا أيضاً نستذكر أنه في إحدى السنوات كان الطموح عاليًا عند تنفيذ مشروع تدريب موظفي الخدمة المدنية على تقنية المعلومات، وإلزامية اجتياز الموظفين الدورة المقررة؛ لذلك فهل الاستفادة منها كانت بقدر الطموح؟ وهل كانت المنهجية المتبعة آنذاك ناجحة؟ وهل الشمولية لكل المستويات الوظيفية وقتها كمثال الوظائف الحرفية مثل السائق والخدمات المعاونة كانت مناسبة؟

هذا بالضبط ما نود أن يتم الاحتراز منه، وليس الانسياق خلف مفهوم التطبيق الشمولي لإنجاح المشروع، دون النظر والدراسة المُتأنية في أبعاده العديدة، ناهيك عن المبالغ الطائلة التي تصرف لهكذا مشاريع أهدافها وطموحاتها عالية ونجاحها يكون ضعيفًا وقصير الأمد، كما إن وجود مسؤولين غير مؤهلين لإجراء عمليات تقييم الأشخاص يضفى نوعًا من غياب العدالة في التقييم لأنهم موجودون ولا مجال لتغييرهم فمنهم من يفتقر لأدنى درجات الفهم لأبجديات التخطيط والمهنية الإدارية فكيف يتم ربط مصير المكافآت والترقيات بهكذا أشخاص؟

ومن جهة أخرى، عند رغبة المسؤول المُخلِص في تكريم الفئة المستحقة فيجد أن الوحدة الحكومية قد حكمته بعدد محدد من المرشحين للتكريم مما يتنج خللاً حقيقياً في المهنية في إعطاء كل ذي حق حقه.

وإذ نرى اليوم أن العلاقات بدأت تسوء بين زملاء العمل وبدأت المشاحنات تزيد بسبب موضوع المكافآت المنبثقة من هذه المنظومة؛ نظرًا لحساسية هذا الموضوع بالذات، رغم أن الموظف العماني مشهود له في التعامل والرقي في علاقاته مع الآخرين، وبدلًا من ارتفاع نسبة رضا الموظف في هذا الجانب، نجد أن الانخفاض هو سيد الموقف. كما إن الأعمال والإجراءات المرنة والتي تُنجز بشكل فوري وعفوي دون تأخير، نجدها اليوم تتأخر بسبب أن بعض الموظفين أصبحوا يطالبون بها أن تكون مقيدة ومدونة حتى تكون في رصيده، لغرض الترشيح للمكافآت، وفي هذه الحالة هو مُحق- من جهة- في كون أن المنظومة تبحث عن الأرقام والإحصائيات لبعض الجوانب، إلّا أن العمل بدأ يأخذ بُعدًا لتعطيل بعض تلك الإجراءات التي تتسم بطابع المرونة سابقًا.

الشاهد الآخر، وجود فهم خاطئ حاليًا بأن الإنجازات هي المهمة في تحقيق عمليات الترشيح؛ مما يترك الموظف أعماله الروتينية التشغيلية وينصرف إلى تحقيق تلك الإنجازات المطلوبة، وقد يكون على حساب جوهر أعماله ومهامه، وللأسف تكون بعض هذه الإنجازات المذكورة زائفة وعبارة عن فقاعات وقتية، لكنها ربما تنجح كمعيار للترشح للمكافآت طالما أنها اعتُمدت من قبل المسؤول الذي أساء التقدير لهذه الحالات!!

هناك العديد من التحديات التي تواجه أي نظام جديد إلّا أن النظام الذي يتعامل مع ترقيات ومكافآت وحقوق الموظف يؤمل منه أن يكون أكثر إيجابيةً وعطاءً، وخاصة بعد الإجحاف في تأخير ترقيات الموظفين في المدد السابقة لفترات تزيد عن العشر سنوات في كل ترقية نتيجة الأزمة المالية الفائتة، فمن المهم الآن تبني موقف صلب وتوجيه البوصلة نحو رفع مستوى التقدير المادي للموظف الحكومي؛ بما يضمن تحفيزه واستقراره وليس عبر إيجاد منظومة قد تكون في نهاية المطاف "دون التوقعات"!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يتابع آخر مستجدات ملف تقنين أراضي أملاك الدولة

 


تابع اللواء عصام سعد محافظ أسيوط اليوم الإثنين آخر المستجدات في ملف تقنين واضعي اليد على أراضي أملاك الدولة وناقش مع مسئولي المنظومة وأملاك الدولة سير عمل اللجان واطلع على ما تم إنجازه من الأعمال بالمنظومة من حيث عدد طلبات التقنين المقدمة والطلبات التي تم الإنتهاء منها وإبرام العقود الخاصة بها وفقًا للقانون 144 لسنة 2017 لتحقيق الاستقرار للمواطنين تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية وتكليفات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء وفي إطار المتابعة المستمرة من اللواء هشام آمنة وزير التنمية المحلية لهذا الملف

وجاء ذلك خلال لقاء المحافظ أحمد شوقي مدير عام جهاز أملاك الدولة بالمحافظة وشريف دياب مسئول المنظومة الالكترونية للتقنين بالمحافظة


واستعرض محافظ أسيوط خلال اللقاء الموقف الحالي للعقود التي تم تحريرها بالإضافة إلى الطلبات التي يجرى فحصها ومعاينتها مشددًا على ضرورة تكثيف العمل والتطوير المستمر لزيادة معدلات الأداء في منظومة التقنين مع تذليل كافة المعوقات للانتهاء من الإجراءات اللازمة لحصول المواطن والدولة على حقوقهم وفقًا للقوانين واللوائح التنفيذية والقرارات المنظمة لذلك


وشدد محافظ أسيوط على مسئولي المنظومة وأملاك الدولة بالمتابعة المستمرة والتنسيق الدوري مع رؤساء المراكز والمدن لتشجيع المواطنين على المضي قدمًا نحو إنهاء إجراءات التقنين والدخول تحت مظلة القانون والاستفادة من حزمة التيسيرات التي قدمتها الدولة حيث سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد غير الجادين في سداد الرسوم المقررة وإزالة كافة التعديات علي أراضي أملاك الدولة


وأوضح اللواء عصام سعد أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية تولى اهتمامًا كبيرًا بملف استرداد أراضي الدولة حق الشعب وتنفيذ وتحقيق الهدف من تنفيذ المنظومة بناءًا على الإجراءات والقرارات الخاصة التي تم إقرارها طبقًا للقانون مؤكدًا على متابعته المستمرة لهذا الملف الهام وتقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات للانتهاء من الإجراءات وتحرير العقود في أسرع وقت ممكن لافتًا إلى حرص أجهزة المحافظة على سرعة إنهاء إجراءات التقنين والتيسير على المواطنين ومراعاة البعد الاجتماعي في لجان التثمين وسرعة الانتهاء من الأعمال المطلوبة لحسم موقف الطلبات والتأكد من استيفائها للشروط لإصدار عقود التقنين

وشدد المحافظ على ضرورة الالتزام بجميع الكتب الدورية الصادرة في هذا الشأن والتعامل بكل حسم مع أي محاولات جديدة للتعدي على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة بجميع ولاياتها وإزالتها في المهد واتخاذ كافة الاجراءات القانونية مع المخالفين مؤكدًا أن المحافظة لن تسمح بأي بناء مخالف وأن الدولة تسعى لاستعادة حقوقها مع عدم المساس بحقوق المواطنين الجادين بإحترام القانون

مقالات مشابهة

  • كوستا ينقذ البرتغال من فخ سلوفينيا وسط دموع رونالدو
  • كوستا ينقذ رونالدو والبرتغال في يورو 2024
  • لا يحق لقائد الجيش تشكيل حكومة
  • كيف يتغير لون اللسان في أمراض القلب والأعضاء الأخرى؟
  • نائب:استقرار العراق بإصلاح المنظومة الأمنية والسياسية
  • رشيد:القاضي زيدان ليس جندياً إيرانياً بل درع المنظومة السياسية العراقية
  • اختتام برنامج إدارة الأداء وفق منظومة إجادة بمسندم
  • محافظ أسيوط يتابع آخر مستجدات ملف تقنين أراضي أملاك الدولة
  • في الليلة الثانية لميدفست في وجه بحري.. ميرفت أبو عوف: مناقشة المواضيع وتغيير الواقع يكون أسهل من خلال الأفلام
  • سبب محنتي أن زوجي يحملني مسؤولية رسوب إبنتي