جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@02:19:08 GMT

وداعًا.. أمي

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

وداعًا.. أمي

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

أوجعني فقد أمي، فلا شيء أمرَّ من رحيل الأم، فقدتُ حتى القدرة على البكاء، وحبس الدموع أشد ألمًا من انسيابها، لقد ضاعت الكلمات كل الحروف والكلمات لا تكفي لرثاء الأم.

أدركت الآن كم كنتُ محظوظًا ومرتاحًا ومُطمئنًا وسعيدًا حين كانت أمي تملأ أركان البيت بحضورها الطاغي، وكنت أعود إليها من معارك الحياة اليومية أبثها أحزاني وهمومي وأخبرها بكل تفاصيل حياتي، حتى إن الذين حولي يوجهون اللوم لي قائلين ما لازم تخبرها بكل شيء حتى لا تسبب لها الحزن، لكنني أخبرها عن كل شيء، وفي كل مرة، فمن لي غير أمي يهدئ من روعي ويبث السكينة والعزيمة في نفسي؟ ومن غير أمي يغدق عليّ الحب الصادق الخالص المجرد من المصالح والمجاملات والزيف؟ وأين أجد حضنًا حانيًا كحضن أمي ودعاء بالتوفيق والسداد مثل دعاء أمي؟

كنت أتعمد أن استأذن منها أكثر من مرة، كلما نويت السفر، أريد دعاءها، فتقول "الله يحفظك"، وتقول "ما أريدك تروح عني بس ما بيدي حيلة"، وتسألني إن كنت سوف أعود سريعًا، وحتى في مشاويري القصيرة تسألني إن كنت سوف أعود أو أني سوف أقضي الليل خارج البيت، وإن تأخرت، ذهبت آخر الليل إلى مرآب السيارة لترى إن كنتُ عدتُ أو لم أعد، وأحيانًا تبحث عن نعالي أو تطرق باب البيت لتسأل زوجتي عني! كنت أعود إلى البيت مثل الذي اشتدت حاجته إلى الماء وكاد العطش أن يفتك به، أهرع إلى غرفة أمي، أقول لها "أمي أنا رجعت أو ضويت أو عطنت"، وكانت تبدي فرحتها الغامرة بعودتي.

وحين اشتد عليها المرض وتطلّب ذلك ترقيدها في المستشفى ثم غرفة العناية المركزة، كانت تهذي باسمي دائمًا حتى أثار ذلك دهشة العاملين والمرضى في المستشفى، وكانوا يسألون من هذا الذي تنادي باسمه طوال الوقت. لن أتكلم عن فضل أمي ولا صبر أمي ولا دور أمي في حياتي وحياة أخي وأخواتي؛ فذلك حديث يطول ولا يمكن الإحاطة به في هذه العجالة.

رحلت أمي وقد ذُقتُ الشعور باليُتم برغم عمري هذا، وعانيتُ من وجع الفقد وطعم الحياة الباهت بعد رحيل أمي الأبدي.

لكن عزائي أنها وفدت إلى الله الغفور الرحيم.. رحم الله أمي وأمهاتكم، وأرجو منكم الدعاء لها من أجل أن ترقد روحها في سلام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: الأكراد يحرسون سجونا تضم الآلاف من مقاتلي داعش

قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن “الأكراد يحرسون سجونا تضم آلافا من مقاتلي ”داعش " تنظيم الدولة الارهابي، وإذا خرج هؤلاء سنكون أمام تهديد خطير للغاية".

وأضاف سوليفان، في تصريحات صحفية مساء الأحد، "هدفنا ضمان استمرار دعم قوات سوريا الديمقراطية لإبقاء تنظيم الدولة تحت السيطرة.. والأكراد أفضل شركائنا لمحاربة تنظيم الدولة ونخشى أن ينشغلوا عن ذلك".

وأشار سوليفان، إلي أن أكبر مصدر قلق للولايات المتحدة في سوريا هو إمكانية استغلال تنظيم الدولة لفرصة عدم وجود سلطة في بعض المناطق.

مقالات مشابهة

  • مفتون ووزراء وكبار علماء يشاركون في احتفالية البيت المحمدي بذكرى الإمام الرائد
  • آراء في وداع عام 2024
  • خالد سليم: أعود للدراما الرمضانية مع ياسمين عبد العزيز
  • نقيب الأشراف: معرض الشئون الإسلامية حول إصدارات آل البيت علامة فارقة بالمشهدين الثقافي والفكري
  • ترامب.. العنقاء العائد إلى البيت الأبيض للانتقام
  • وداعًا لآلام الظهر في الشتاء.. استشارى يقدم نصائح فعّالة للراحة والحماية
  • لـ 3 أيام.. تامر عاشور يسيطر على المركز الأول بـ "ياه" عبر يوتيوب
  • البيت الأبيض يبدي قلقه من برنامج الصواريخ الباكستاني
  • البيت الأبيض: الأكراد يحرسون سجونا تضم الآلاف من مقاتلي داعش
  • ريال مدريد وإشبيلية.. «وداع الأسطورة»!