جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-23@18:27:14 GMT

وداعًا.. أمي

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

وداعًا.. أمي

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

أوجعني فقد أمي، فلا شيء أمرَّ من رحيل الأم، فقدتُ حتى القدرة على البكاء، وحبس الدموع أشد ألمًا من انسيابها، لقد ضاعت الكلمات كل الحروف والكلمات لا تكفي لرثاء الأم.

أدركت الآن كم كنتُ محظوظًا ومرتاحًا ومُطمئنًا وسعيدًا حين كانت أمي تملأ أركان البيت بحضورها الطاغي، وكنت أعود إليها من معارك الحياة اليومية أبثها أحزاني وهمومي وأخبرها بكل تفاصيل حياتي، حتى إن الذين حولي يوجهون اللوم لي قائلين ما لازم تخبرها بكل شيء حتى لا تسبب لها الحزن، لكنني أخبرها عن كل شيء، وفي كل مرة، فمن لي غير أمي يهدئ من روعي ويبث السكينة والعزيمة في نفسي؟ ومن غير أمي يغدق عليّ الحب الصادق الخالص المجرد من المصالح والمجاملات والزيف؟ وأين أجد حضنًا حانيًا كحضن أمي ودعاء بالتوفيق والسداد مثل دعاء أمي؟

كنت أتعمد أن استأذن منها أكثر من مرة، كلما نويت السفر، أريد دعاءها، فتقول "الله يحفظك"، وتقول "ما أريدك تروح عني بس ما بيدي حيلة"، وتسألني إن كنت سوف أعود سريعًا، وحتى في مشاويري القصيرة تسألني إن كنت سوف أعود أو أني سوف أقضي الليل خارج البيت، وإن تأخرت، ذهبت آخر الليل إلى مرآب السيارة لترى إن كنتُ عدتُ أو لم أعد، وأحيانًا تبحث عن نعالي أو تطرق باب البيت لتسأل زوجتي عني! كنت أعود إلى البيت مثل الذي اشتدت حاجته إلى الماء وكاد العطش أن يفتك به، أهرع إلى غرفة أمي، أقول لها "أمي أنا رجعت أو ضويت أو عطنت"، وكانت تبدي فرحتها الغامرة بعودتي.

وحين اشتد عليها المرض وتطلّب ذلك ترقيدها في المستشفى ثم غرفة العناية المركزة، كانت تهذي باسمي دائمًا حتى أثار ذلك دهشة العاملين والمرضى في المستشفى، وكانوا يسألون من هذا الذي تنادي باسمه طوال الوقت. لن أتكلم عن فضل أمي ولا صبر أمي ولا دور أمي في حياتي وحياة أخي وأخواتي؛ فذلك حديث يطول ولا يمكن الإحاطة به في هذه العجالة.

رحلت أمي وقد ذُقتُ الشعور باليُتم برغم عمري هذا، وعانيتُ من وجع الفقد وطعم الحياة الباهت بعد رحيل أمي الأبدي.

لكن عزائي أنها وفدت إلى الله الغفور الرحيم.. رحم الله أمي وأمهاتكم، وأرجو منكم الدعاء لها من أجل أن ترقد روحها في سلام.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حسين الجسمي يودّع شقيقه بكلمات مؤثرة: “وداعك جرح لا يندمل”

متابعة بتجــرد: عبّر الفنان الإماراتي حسين الجسمي عن حزنه العميق في وداع شقيقه جمال الذي رحل يوم الخميس الماضي، متقبلاً واجب العزاء من المحبين والمقربين.

وفي رسالة مؤثرة نشرها عبر حسابه الرسمي، قال الجسمي: “وداع شقيقي جمال ألم لا يمحوه الزمن، فراق الأخ يشبه السهم الذي يخترق القلب ويترك جرحاً لا يندمل بسهولة”.

ذكريات لا تُنسى

استحضر الجسمي ذكرياته الجميلة مع شقيقه الراحل، متحدثاً عن لحظات الطفولة وذكريات الصيد والمغامرات المشتركة. وأضاف: “كنت دائماً نعم السند، ومعنوياتك العالية كانت تدفعني دائماً للأمام.”

وداع بحب وامتنان

اختتم الجسمي رسالته بكلمات مليئة بالحب والامتنان، قائلاً: “كنت جميلاً في كل شيء، وكان لاسمك نصيب في روحك وابتسامتك وتعاملك.”

رحم الله الفقيد وألهم أسرته الصبر والسلوان.

main 2024-11-22Bitajarod

مقالات مشابهة

  • عبدالمنعم سعيد: بايدن يسعى لوقف إطلاق النار بغزة ولبنان قبل مغادرة البيت الأبيض
  • تامر عاشور ناعيًا محمد رحيم: "والله ما مصدق وحزين حزن شديد جدًا"
  • وداعًا يا شوقي.. لاعبو كفر الشيخ يرتدون «تيشرتات» بصورة اللاعب الراحل| صور
  • رسالة وداع وكلمات مؤثرة.. آخر كلمات الشاعر محمد رحيم قبل وفاته
  • بشرى تنعى الملحن محمد رحيم: "وداعًا أحد أهم ملحني مصر في العصر الحديث"
  • رحيل صادم.. وداعًا محمد رحيم
  • وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
  • تعرف على موعد حفل تامر عاشور بقصر عابدين
  • حسين الجسمي يودّع شقيقه بكلمات مؤثرة: “وداعك جرح لا يندمل”
  • فى وداع العالم الدكتور محمد المرتضى مصطفى