يمن مونيتور:
2024-07-06@07:55:07 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

‏تغص حسابات الإعلاميين والصحفيين والمثقفين اليمنيين على منصتي إكس وفيسبوك بصورة محمد المَسّاح فقيد الصحافة والأدب اليمنيين الذي غادر دنيانا أمس.

‏عرفنا المساح بعموده الدائم في صحيفة الثورة بعنوان “لحظة يا زمن”.

‏كان هذا العمود يحمل لقطات بسيطة من الواقع الذي يراه المساح ويكتبه في سطور محدودة وبكلمات معدودة هي هواجس وهلوسات الواقع العبثي والمجنون قلما يطول العمود.

‏نصوص حياتية بنسق قصصي فاخر يحمل عناصر القصة القصيرة : حكاية، موقف، حدث، شخصيات، وحبكة وبالطبع سؤال ومفاجئة وصورة حية مفعمة بالحركة.

‏لم أكن اعرف عنه سوى انه صحفي من الجيل الاول ويساري عتيق بالكلمة والموقف ونمط الحياة.

‏وكان أحد أولاده صديق الشِلة التي انتمي إليها من عشاق القات الصوتي ورواد مطاعم الجامعة القديمة ورفاق الصحف المحلية وفلسفة الذي لا يفلسَف.

‏ثم قرأتُ ما كتب عنه رثاءً الاستاذ العَلم عبد الباري طاهر فزاد حزني أكثر فأكثر عندما أدركت مكانة ودور المساح في الحياة الصحفية اليمنية كأحد مؤسسي هذا الفن وهذا العالم.

وقرأت ما كتبه الأديب والصحفي محمد الشيباني عن المساح ومأساة فقدانه لاحد أبنائه بسبب الحرب والغياب ومجهولية المصير  فأحسست بغصة في الحلق.

‏كان أبي يطرب لقراءة عموده في صحيفة الثورة وكنت أطرب لطرب أبي وعنايته لهذه السطور وابي الذي بالكاد تعلم فك شفرات الحروف والقراءة.

‏اتذكر واحدة من نصوصه الخاطفة تلك في ومضاته في العمود المذكور وهي حكاية شخص أدمن فحص أقفاص السجائر الفارغة الملقية على الأرصفة على امل ان يجد داخلها ورقة مالية مطوية يهديا له النسيان والحرص الخاذل للمدخن المجهول إنقاذا من عبء الحاجة وحمل السؤال.

‏كان عالم المساح عالما واقعيا بلا رتوش، فيه الفرد المسحوق في العالم المنسي امام تلهف الناس على الحياة ومطامعها. وكان عالم القرية الصغير  هو مجرته الواسعة.

‏أما “لحظة يا زمن” فكانت اختزالا مكثفا لعبارة تناسب مزاج الفرد العادي قبل الصحفي والكاتب والأديب. واتذكر وانا في سنوات الجامعة كان هناك عامل في بوفيه السامعي/الصلوي في كلية الآداب وهو صبي مراهق لتوه صعد من القرية. وعندما ناداه “معلّمه” صادق  – وهو يستشهدني لما تربطني بتلك البوفيه وعمالها من صداقة وأكثر – يحثه ممازحاً له للعمل، ألتفت الصغير نوي مستنكرا الأمر وقال بحسرة الممازح : لحظة يا زمن. وانفجرنا ضاحكين.

‏يموت الآباء المؤسسون لعناصر الحداثة اليمنية دون تأريخ لحياتهم ولا جمع لإعمالهم.

‏لعل ما يخفف من الحسرة التي صاغها المساح هو أن الأديبة انتصار السري والباحث فوزي الحرازي كانا قد  اعداد ونشرا كتابا يحمل العنوان ذاته يجمع بعض أشتات حكاية الفقيد محمد المساح ونصوصه.

‏لكن هناك وجه إبداعي آخر للمساح وهو كتاباته الشعرية والقصصية التي إن جُمعت ونُشرت ستكون أجمل تكريم لرجل كثير في عالم الصحافة والأدب وقبل هذا في الكفاح والنزاهة وهدية للذاكرة الثقافية اليمنية. فمن يبادر!

‏السلام لروحه والعزاء الصادق لأهله وصحبه ومحبيه.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المساح كتابات مصطفى ناجي يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

شاهد: فيديو مؤثر.. شاب ليبي يحمل والدته ويدور بها احتفالاً بعودتها من الحج

استقبل شاب ليبي والدته العائدة من أداء مناسك الحج في مطار سبها الدولي في مشهد مؤثر يعكس بر الأبناء وحبهم لوالديهم.

الشاب عبد القادر الرغروغي احتضن والدته وحملها، ودار بها حُبًّا وسط أجواء من الفرح والسرور، مما أدخل البهجة والراحة في قلبها وقلوب الحاضرين.

وشهد مطار سبها الدولي أفراحًا كبيرة حيث توافد الأهالي والأقارب لاستقبال حجاج بيت الله الحرام العائدين من مكة المكرمة وفقًا للجزيرة.

ورصدت عدسات الصحفيين اللحظات الجميلة والتقاطات مؤثرة توثق فرحة الاستقبال ودموع الفرح التي امتزجت بالأجواء الروحانية.

وفي مقطع فيديو التقطه المصور عبد الرحمن الطاهر، يظهر لحظة وصول عبد القادر الرغروغي إلى مطار سبها لملاقاة والدته العائدة من الحج.

ويمكن رؤية الفرحة على وجه عبد القادر وهو يحتضن والدته بدموع الفرح، وسط مزيج من الأحاسيس التي تعبّر عن الامتنان والسعادة.

وكان حساب نائب رئيس الوزراء سالم الزادمة قد نشر تفاصيل إضافية عن استقبال الحجاج، موضحًا الجهود المبذولة لضمان وصولهم بسلامة وأمان.

ويعرض الفيديو لقطات من الاحتفالات وبعض الكلمات الترحيبية من المسؤولين.

فيديو مؤثر.. شاب ليبي يحمل والدته ويدور بها احتفالاً بعودتها من الحجhttps://t.co/EO6tGy5MF7 pic.twitter.com/IYiwmJ2H0h

— صحيفة الشرق – قطر (@alsharq_portal) July 3, 2024

الشرق القطرية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • "أسماء جلال" حب من طرف واحد.. حكاية غُصَّة القلب التي تكللت بالنجاح الفنِّيّ
  • ولاية صور.. حكاية أمواج تتراقص على أنامل الحرفيين
  • شاهد: فيديو مؤثر.. شاب ليبي يحمل والدته ويدور بها احتفالاً بعودتها من الحج
  • السيد القائد: المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات الأمريكية نظام قديم عفا عليه الزمن
  • زيادات في تعويضات موظفي السجون تتراوح بين 2000 و2600 درهما القسط الأول منها يمنح نهاية الشهر
  • شي وبوتين يدعوان إلى عالم متعدّد الأقطاب .. وأوكرانيا تسحب قواتها من مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية
  • محكمة روسية ترفض استئناف المستشار الفرنسي المحتجز بتهمة التجسس شي وبوتين يدعوان إلى عالم متعدّد الأقطاب .. وأوكرانيا تسحب قواتها من مدينة تشاسيف يار الاستراتيجية
  • من هو هاني فرحات بعد اتهامات طليقته المسيئة؟.. حكاية زواجه من أنغام وسر علاقته بتركي الشيخ
  • بعد أن دمرتها الحرب الأهلية.. الحياة تعود لمحمية غورونغوسا بموزمبيق
  • شجرة تحتجز باراشوت يحمل سائح سعودي