يمن مونيتور:
2024-11-17@04:50:25 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية

‏تغص حسابات الإعلاميين والصحفيين والمثقفين اليمنيين على منصتي إكس وفيسبوك بصورة محمد المَسّاح فقيد الصحافة والأدب اليمنيين الذي غادر دنيانا أمس.

‏عرفنا المساح بعموده الدائم في صحيفة الثورة بعنوان “لحظة يا زمن”.

‏كان هذا العمود يحمل لقطات بسيطة من الواقع الذي يراه المساح ويكتبه في سطور محدودة وبكلمات معدودة هي هواجس وهلوسات الواقع العبثي والمجنون قلما يطول العمود.

‏نصوص حياتية بنسق قصصي فاخر يحمل عناصر القصة القصيرة : حكاية، موقف، حدث، شخصيات، وحبكة وبالطبع سؤال ومفاجئة وصورة حية مفعمة بالحركة.

‏لم أكن اعرف عنه سوى انه صحفي من الجيل الاول ويساري عتيق بالكلمة والموقف ونمط الحياة.

‏وكان أحد أولاده صديق الشِلة التي انتمي إليها من عشاق القات الصوتي ورواد مطاعم الجامعة القديمة ورفاق الصحف المحلية وفلسفة الذي لا يفلسَف.

‏ثم قرأتُ ما كتب عنه رثاءً الاستاذ العَلم عبد الباري طاهر فزاد حزني أكثر فأكثر عندما أدركت مكانة ودور المساح في الحياة الصحفية اليمنية كأحد مؤسسي هذا الفن وهذا العالم.

وقرأت ما كتبه الأديب والصحفي محمد الشيباني عن المساح ومأساة فقدانه لاحد أبنائه بسبب الحرب والغياب ومجهولية المصير  فأحسست بغصة في الحلق.

‏كان أبي يطرب لقراءة عموده في صحيفة الثورة وكنت أطرب لطرب أبي وعنايته لهذه السطور وابي الذي بالكاد تعلم فك شفرات الحروف والقراءة.

‏اتذكر واحدة من نصوصه الخاطفة تلك في ومضاته في العمود المذكور وهي حكاية شخص أدمن فحص أقفاص السجائر الفارغة الملقية على الأرصفة على امل ان يجد داخلها ورقة مالية مطوية يهديا له النسيان والحرص الخاذل للمدخن المجهول إنقاذا من عبء الحاجة وحمل السؤال.

‏كان عالم المساح عالما واقعيا بلا رتوش، فيه الفرد المسحوق في العالم المنسي امام تلهف الناس على الحياة ومطامعها. وكان عالم القرية الصغير  هو مجرته الواسعة.

‏أما “لحظة يا زمن” فكانت اختزالا مكثفا لعبارة تناسب مزاج الفرد العادي قبل الصحفي والكاتب والأديب. واتذكر وانا في سنوات الجامعة كان هناك عامل في بوفيه السامعي/الصلوي في كلية الآداب وهو صبي مراهق لتوه صعد من القرية. وعندما ناداه “معلّمه” صادق  – وهو يستشهدني لما تربطني بتلك البوفيه وعمالها من صداقة وأكثر – يحثه ممازحاً له للعمل، ألتفت الصغير نوي مستنكرا الأمر وقال بحسرة الممازح : لحظة يا زمن. وانفجرنا ضاحكين.

‏يموت الآباء المؤسسون لعناصر الحداثة اليمنية دون تأريخ لحياتهم ولا جمع لإعمالهم.

‏لعل ما يخفف من الحسرة التي صاغها المساح هو أن الأديبة انتصار السري والباحث فوزي الحرازي كانا قد  اعداد ونشرا كتابا يحمل العنوان ذاته يجمع بعض أشتات حكاية الفقيد محمد المساح ونصوصه.

‏لكن هناك وجه إبداعي آخر للمساح وهو كتاباته الشعرية والقصصية التي إن جُمعت ونُشرت ستكون أجمل تكريم لرجل كثير في عالم الصحافة والأدب وقبل هذا في الكفاح والنزاهة وهدية للذاكرة الثقافية اليمنية. فمن يبادر!

‏السلام لروحه والعزاء الصادق لأهله وصحبه ومحبيه.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: المساح كتابات مصطفى ناجي يمن مونيتور

إقرأ أيضاً:

دريجة: ليبيا في سباق مع الزمن لإيجاد بديل للنفط

ليبيا – رأى المدير السابق للمؤسسة الليبية للاستثمار، محسن دريجة، أن ليبيا في صراع مع الزمن لإيجاد بديل للنفط.

وقال دريجة، في منشور عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “صراعنا مع الزمن لإحداث تغيير هو صراع حقيقي ومصيري لا تتناوله الصحف ووسائل الإعلام ولا الجهات النافذة في الدولة. المواطن، وهو صاحب المصلحة الحقيقية في هذا التغيير، لم يجد أمامه سوى السعي للحصول على مرتب كوسيلة للمعيشة في دولة أهملت تمامًا التفكير في معيشة المواطن وظروفه، وفضلت الاكتفاء بكلمات التطمين والوعود بالخير”.

وأضاف: “مع نهاية هذه السنة، يكون العالم قد أنتج أكثر من 100 مليون لوح طاقة شمسية، أغلبها تصنع في الصين، وكل لوح يحتوي على 60 إلى 72 خلية شمسية”.

وأشار دريجة إلى أن الألواح الشمسية حاليًا تغطي مساحة 10,000 كيلومتر مربع، وتوفر 6% من احتياجات العالم من الكهرباء، و1% من إجمالي الطاقة المستخدمة عالميًا.

وأوضح أنه خلال السنوات القادمة سيشهد العالم تسارعًا أكبر نحو استخدام مصادر الطاقة البديلة، وستصبح الطاقة متوفرة بشكل غير مسبوق حول العالم بفضل التقدم التقني.

وتابع: “بالمقابل، نجد أن ليبيا، التي تمتلك مؤهلات لتكون مصدرًا للطاقة النظيفة لتلبية احتياجاتها واحتياجات دول أخرى، تزداد استهلاكًا للنفط والغاز. العام الماضي، بلغت تكلفة الوقود في ليبيا 13 مليار دولار، أي نصف دخل ليبيا من النفط والغاز، بينما تحتاج البلاد لهذه الأموال لإنفاقها على التنمية”.

وأكد دريجة أن التنمية تشمل زيادة الإنتاج الزراعي والصناعي، ورفع مستوى الخدمات، وتحويل اليد العاملة إلى أعمال منتجة بدلاً من الاعتماد الكلي على المرتبات الحكومية.

مقالات مشابهة

  • عالم يكشف عن المخلوق الذي “سيحكم الأرض” في حال انقراض البشرية!
  • في ذكرى ميلاد إستيفان روستي.. حكاية حضور «الشرير الظريف» لجنازته على قيد الحياة
  • أمسية من الزمن الجميل مع مواهب أوبرا الإسكندرية
  • كيف تكسب 5 سنوات إضافية من العمر بعد الـ 40؟
  • دريجة: ليبيا في سباق مع الزمن لإيجاد بديل للنفط
  • كاساس يحمل اللاعبين مسؤولية التعادل أمام الأردن
  • كامل الوزير: منح المشروعات المتعثرة مُدد إضافية للتنفيذ
  • محمد سعده: منح قروض بفائدة 15% يمنح المصانع المتعثرة قبلة الحياة ويزيد الصادرات
  • بين عمر 20 إلى 60 عاما.. التغيرات التي تطرأ على الأسنان بمرور الزمن
  • الشيخ: تأخر الرواتب يدفع الموظفين للاستدانة أو العمل بوظيفة إضافية