الزمن لم يمنح المسّاح لحظة إضافية
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تغص حسابات الإعلاميين والصحفيين والمثقفين اليمنيين على منصتي إكس وفيسبوك بصورة محمد المَسّاح فقيد الصحافة والأدب اليمنيين الذي غادر دنيانا أمس.
عرفنا المساح بعموده الدائم في صحيفة الثورة بعنوان “لحظة يا زمن”.
كان هذا العمود يحمل لقطات بسيطة من الواقع الذي يراه المساح ويكتبه في سطور محدودة وبكلمات معدودة هي هواجس وهلوسات الواقع العبثي والمجنون قلما يطول العمود.
نصوص حياتية بنسق قصصي فاخر يحمل عناصر القصة القصيرة : حكاية، موقف، حدث، شخصيات، وحبكة وبالطبع سؤال ومفاجئة وصورة حية مفعمة بالحركة.
لم أكن اعرف عنه سوى انه صحفي من الجيل الاول ويساري عتيق بالكلمة والموقف ونمط الحياة.
وكان أحد أولاده صديق الشِلة التي انتمي إليها من عشاق القات الصوتي ورواد مطاعم الجامعة القديمة ورفاق الصحف المحلية وفلسفة الذي لا يفلسَف.
ثم قرأتُ ما كتب عنه رثاءً الاستاذ العَلم عبد الباري طاهر فزاد حزني أكثر فأكثر عندما أدركت مكانة ودور المساح في الحياة الصحفية اليمنية كأحد مؤسسي هذا الفن وهذا العالم.
وقرأت ما كتبه الأديب والصحفي محمد الشيباني عن المساح ومأساة فقدانه لاحد أبنائه بسبب الحرب والغياب ومجهولية المصير فأحسست بغصة في الحلق.
كان أبي يطرب لقراءة عموده في صحيفة الثورة وكنت أطرب لطرب أبي وعنايته لهذه السطور وابي الذي بالكاد تعلم فك شفرات الحروف والقراءة.
اتذكر واحدة من نصوصه الخاطفة تلك في ومضاته في العمود المذكور وهي حكاية شخص أدمن فحص أقفاص السجائر الفارغة الملقية على الأرصفة على امل ان يجد داخلها ورقة مالية مطوية يهديا له النسيان والحرص الخاذل للمدخن المجهول إنقاذا من عبء الحاجة وحمل السؤال.
كان عالم المساح عالما واقعيا بلا رتوش، فيه الفرد المسحوق في العالم المنسي امام تلهف الناس على الحياة ومطامعها. وكان عالم القرية الصغير هو مجرته الواسعة.
أما “لحظة يا زمن” فكانت اختزالا مكثفا لعبارة تناسب مزاج الفرد العادي قبل الصحفي والكاتب والأديب. واتذكر وانا في سنوات الجامعة كان هناك عامل في بوفيه السامعي/الصلوي في كلية الآداب وهو صبي مراهق لتوه صعد من القرية. وعندما ناداه “معلّمه” صادق – وهو يستشهدني لما تربطني بتلك البوفيه وعمالها من صداقة وأكثر – يحثه ممازحاً له للعمل، ألتفت الصغير نوي مستنكرا الأمر وقال بحسرة الممازح : لحظة يا زمن. وانفجرنا ضاحكين.
يموت الآباء المؤسسون لعناصر الحداثة اليمنية دون تأريخ لحياتهم ولا جمع لإعمالهم.
لعل ما يخفف من الحسرة التي صاغها المساح هو أن الأديبة انتصار السري والباحث فوزي الحرازي كانا قد اعداد ونشرا كتابا يحمل العنوان ذاته يجمع بعض أشتات حكاية الفقيد محمد المساح ونصوصه.
لكن هناك وجه إبداعي آخر للمساح وهو كتاباته الشعرية والقصصية التي إن جُمعت ونُشرت ستكون أجمل تكريم لرجل كثير في عالم الصحافة والأدب وقبل هذا في الكفاح والنزاهة وهدية للذاكرة الثقافية اليمنية. فمن يبادر!
السلام لروحه والعزاء الصادق لأهله وصحبه ومحبيه.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المساح كتابات مصطفى ناجي يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح: تتويج ليفربول بلقب الدوري يحمل طعماً خاصاً يفوق لقب 2020
أبريل 28, 2025آخر تحديث: أبريل 28, 2025
المستقلة/- عبّر نجم ليفربول محمد صلاح عن سعادته الكبيرة بتتويج فريقه بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة العشرين في تاريخه، مؤكدًا أن هذا الإنجاز له طعم خاص يفوق حتى فرحة اللقب الذي حققه الفريق عام 2020.
وجاء تتويج ليفربول بلقب الدوري مساء الأحد بعد فوزه الكاسح على توتنهام بنتيجة 5-1 في المباراة التي احتضنها ملعب “آنفيلد”، ضمن منافسات الجولة الرابعة والثلاثين من البطولة. وأمام أنظار الجماهير الحمراء، أكد محمد صلاح أن التتويج هذه المرة كان مميزًا بسبب الحضور الجماهيري والدعم الذي تلقاه الفريق طوال الموسم.
وفي تصريحات لشبكة “سكاي سبورتس” عقب اللقاء، قال صلاح:
“إنه شعور لا يصدق أن نحقق اللقب أمام جماهيرنا، فهذه اللحظات أفضل بكثير من المرة الماضية، لأننا استفدنا من دعمهم الكبير.”
وأضاف النجم المصري:
“كنت أتابع مباراة أرسنال وكريستال بالاس، وكنت آمل أن لا يفوز كريستال، حتى نحظى بفرصة حسم اللقب على ملعبنا، فقد كنت أتطلع إلى تجربة جديدة نعيشها معا.”
كما أشاد صلاح بمدرب الفريق الهولندي أرني سلوت، الذي تولى المهمة هذا الموسم خلفًا ليورغن كلوب، مشيرًا إلى أن سلوت ساهم كثيرًا في تسهيل الأجواء داخل الفريق عبر تغيير النهج التكتيكي. وأوضح:
“إنه شخص صادق للغاية، وسهل علينا الأمور كثيرا، ويمكن للجميع ملاحظة ذلك من خلال الأرقام. لم أعد مضطرا للدفاع كثيرا كما في السابق، فالتكتيك تغير تماما، وأنا سعيد بذلك.”
وعلى المستوى الفردي، يواصل محمد صلاح كتابة التاريخ الشخصي له في الدوري الإنجليزي، حيث بات قريبًا من حصد جائزة هداف الدوري بعدما رفع رصيده إلى 28 هدفًا، متفوقًا بفارق 6 أهداف عن أقرب ملاحقيه، السويدي ألكسندر إيزاك مهاجم نيوكاسل يونايتد.
ومع حسم لقب الدوري، يخوض ليفربول بقيادة سلوت ما تبقى من مباريات الموسم بأريحية تامة، حيث سيواجه فرق تشيلسي، وأرسنال، وبرايتون، قبل أن يختتم الموسم بلقاء كريستال بالاس يوم 25 مايو، وسط احتفالات جماهيرية مرتقبة بلقب طالما كان مطلبًا رئيسيًا لعشاق “الريدز”.
هل تود أن أصيغ لك أيضًا نسخة أخرى بطابع أكثر حماسي أو رياضي تحليلي؟ ????
تحب أن أضع لك كمان عنوان بديل جذاب؟