منتجات مشاريع صغيرة متنوعة في معرض مشروع تمكين الريف بحمص
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
حمص-سانا
منتجات متنوعة كانت ثمرة مشاريع صغيرة أتقنتها أياد في ريف حمص شكلت محتويات معرض المنتجات الغذائية المصنعة الذي تقيمه غرفة زراعة حمص بالتعاون مع جمعية النجاة الخيرية ضمن مشروع “تمكين الريف”.
وتتنوع المنتجات بالمعرض الذي تستمر فعالياته على مدى يومين في مقر جمعية النجاة ما بين زيوت عطرية وطبية ونباتات مجففة وحلويات صحية وعصائر ومخللات ومربيات إضافة لبعض منتجات مشاريع إعادة التدوير والصابون وغيرها صنعتها بإتقان عشرات السيدات والفتيات بالمنازل بعدما تدربن على الطرق العلمية الصحيحة لتخزينها وتصنيعها وسبل تسويقها.
رئيس مجلس إدارة جمعية النجاة الدكتور عبد المسيح دعيج أوضح في تصريح لمراسلة سانا أن الهدف من المعرض الترويج للمنتجات الغذائية الريفية نظراً لغنى محافظة حمص بالإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني ما يعطي مشاريع هذه المنتجات قيمة مضافة من خلال تأمين دخل للعائلات ولا سيما في ظل الظروف المعيشية الصعبة منوها بأن مشروع تجربة استخلاص
زيت مياسم نبات الزعفران سيرى النور قريباً بالتعاون مع جامعة الوادي ويتم تحضير منتجات صيدلانية منها كريمات وسيرومات وكبسولات.
رئيس غرفة زراعة حمص أحمد العلي نوه بالتشاركية ما بين الجمعية والغرفة من خلال الاستمرار بالتدريب والتأهيل المجاني بهدف استقطاب المزيد من الراغبين بمزاولة المشاريع الصغيرة الريفية التي تدعم الأسر الريفية بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني.
واختزلت منتجات المشاركة نايفة عتريني صورة العمل الريفي الذي يمكن لأي سيدة مزاولته في منزلها وهو حفظ نباتات تجود بها الطبيعة وصنع منتجات منها من السماق والزهورات والشمرة وورق الغار وزيت الزيتون ودبس الرمان وخل التفاح وغيرها.
أما السيدة فاطمة خليل فتشارك ببعض منتجاتها من مشروعها الأسري في صناعة منتجات العناية بالبشرة والشعر والزيوت وجميع موادها الأولية من خيرات الريف، بينما تعرض الشابة هيا جمعة منتجات مشروعها من الشموع المعطرة وسلع الزينة.
كما يعرض الزوجان معتز الرفاعي ومزين الأسود العديد من أصناف الحلويات لزوم مختلف المناسبات من نتاج مشروعهما الذي بدأاه منذ 12 عاماً وما زال يتطور للأفضل حسب حديثهما.
وأوضحت المشاركة نسرين عبد الرحيم أنها منذ ثماني سنوات بدأت تحضير الزعتر ليتطور مشروعها في إعداد مختلف أصناف المونة وذلك بعد خضوعها لدورات تنمية المهارات والتسويق بالجمعية، كما تشارك الشابة زينة زخور بمنتجاتها من السلال والجرار المصنوعة من وبر ثمر الصنوبر وبعض الشموع.
وكانت لجرحى الجيش العربي السوري مشاركة فاعلة بالمعرض من خلال عرض بعض التجارب الرائدة حيث بيّن الجريح عدي المحمد أنه وجد في تصنيع الأخشاب وبقايا المناشر سبيلاً لخلق فرصة عمل من خلال إعادة تدويرها وصنع صمديات وتحف للزينة.
ولفتت مسؤولتا التسويق في جمعية النجاة نغم الأحمد وسيلدا الخضور إلى استفادة عشرات السيدات من مشروع تمكين الريف ودورات غرفة الزراعة مع إمكانية التوسع بالمشاريع الأسرية ولا سيما مشاريع تصنيع منتجات الزعفران ونبات الستيفيا بديل السكر.
تجدر الإشارة إلى أن مشروع تمكين الريف يتم بالتعاون ما بين جمعيتي النجاة الخيرية والسورية للتنمية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
تمام الحسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: جمعیة النجاة من خلال
إقرأ أيضاً:
من الريف إلى الينابيع الساخنة: قصة نجاح السياحة الزراعية في اليابان
على أحد التلال اليابانية الخضراء، تترامى الحقول كأمواج بحر هادئ، بين ضفتي مزرعة قديمة تحوّلت إلى وجهة سياحية فريدة. هنا، لا يأتي الزوار بحثًا عن فنادق فاخرة أو مراكز تسوق، بل يسعون وراء تجربة أصيلة تملأ أرواحهم بالدفء والهدوء. يحصدون الخضروات بأيديهم، يطهون الطعام بمكونات طازجة، ويجلسون حول موقد تقليدي يتبادلون الحكايات مع أصحاب المزرعة. إنها رحلة إلى عالم مختلف في تفاصيله، حيث لا يزال الإيقاع البطيء للحياة يحمل في طياته سحرًا لا يُقاوَم.
السياحة الزراعية هي نوع من السياحة يُتيح للزوار التعايش مع الحياة الريفية والمشاركة في الأنشطة الزراعية الحقيقية، مثل زراعة المحاصيل، وتربية الحيوانات، وإعداد المأكولات التقليدية من منتجات المزارع الطازجة. إنها تجربة تفاعلية، تعليمية، وثقافية تعزز الوعي بأساليب الزراعة المستدامة، وتُعمّق التواصل مع التراث المحلي والطبيعة.
يُعد استقبال الضيوف في منازل العائلات الريفية من أبرز أساليب السياحة الزراعية في اليابان. تتيح هذه التجربة للزائر التعرف على أسلوب الحياة التقليدي في الريف الياباني، حيث يُستقبل الضيوف بأذرع مفتوحة في بيوتٍ مبنية من الخشب والحجارة الطبيعية، وتكون تفاصيلها معبّرة عن التراث العريق.
من بين التجارب الفريدة التي تشتهر بها اليابان، يُذكر "منزل السين"، وهو بيت قديم تم تجديده بعناية ليجمع بين اللمسات التقليدية والعصرية. يقع هذا المنزل في منطقة هادئة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، ويضم حمامين ساخنين خارجيين يُعرفان بالينابيع الساخنة، وهي مصادر طبيعية للعلاج والاسترخاء. تمنح هذه الينابيع الساخنة الزائر إحساسًا بالراحة والانتعاش، إذ تُستخدم مياهها الطبيعية الدافئة لتدليك الجسم وتخفيف آلام اليوم الطويل.
هناك نموذج آخر رائع هو تجربة "بيت الضيافة الريفية"، الذي تحوَّل من منزل زراعي قديم إلى فندق صغير يقدم إقامة مميزة تجمع بين الراحة والتقاليد.يقدّم هذا البيت للضيوف وجبات متعددة الدورات تُعد باستخدام مكونات محلية طازجة، وتتميز بتركيزها على الأطباق التي تُبرز النكهات الأصيلة للمناطق الريفية. كما يتم تنظيم ورش عمل تعليمية لتعلُّم فنون الطبخ وصناعة الحرف اليدوية التقليدية، مثل صناعة الفخار والخزف، مما يتيح للزائر فرصة التعمق في الثقافة المحلية.
أما تجربة "المنزل الهادئ"، فهي مثال آخر على التجارب المميزة، حيث تحوَّل البيت الزراعي القديم إلى نُزُل فاخر يقدم تجربة سياحية متكاملة. يتيح هذا النُزُل للزائر المشاركة في الأنشطة الزراعية، مثل حصاد المحاصيل والعناية بالحيوانات، كما يُقدم جلسات تعريفية حول الزراعة العضوية وطرق الزراعة المستدامة. وتُضاف إلى ذلك جولات سيرًا على الأقدام لاستكشاف الطبيعة الخلابة المحيطة، وزيارات إلى أسواق القرى، حيث يُمكن التعرف على المنتجات التقليدية والحرف اليدوية المحلية.
وفي تجارب ناجحة أخرى، أظهرت دول أوروبية عدة نماذج تُبرز روح الاستدامة والابتكار في السياحة الزراعية. فقد نجحت النرويج في تحويل المزارع إلى وجهات سياحية تجمع بين الراحة والأنشطة الزراعية التقليدية. وقدمت العديد من المزارع النرويجية إقامة ريفية فاخرة، مع ورش عمل تعليمية حول الزراعة العضوية وإعداد الأطباق المحلية، مما يُعزز دخلا للمزارعين ويسهم في الحفاظ على البيئة.
وفي السويد، ظهر نهج مستدام في تطوير السياحة الزراعية، حيث أتيحت للمسافرين فرصة الإقامة في منازل المزارعين والمشاركة في الأنشطة الزراعية والتراثية. كما تُعقد ورش عمل وحلقات تعليمية تركز على الزراعة المستدامة والحرف اليدوية، مما يسهم في نقل المعرفة والتجارب بين الأجيال.
أما هولندا، فهي من الدول الرائدة في تقديم تجارب السياحة الزراعية، حيث تجمع بين جولات الدراجات بين المزارع، وزيارات للمزارع الحيوانية، وورش عمل لصناعة الجبن والمنتجات الحليبية. يعتمد النموذج الهولندي على استخدام التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل بين المزارعين والزوار، مما يضفي بُعدًا عصريًا على التجربة الريفية التقليدية.
وتؤكد التجارب الدولية الناجحة والرائدة في السياحة الزراعية أن هذا النوع من السياحة يُعد فرصة استثمارية واعدة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة في المناطق الريفية، إذ يُساعد على توفير دخل إضافي للمزارعين، ودعم الصناعات المحلية. فمن خلال إقامة الزوار والمشاركة في الأنشطة الزراعية، يتم خلق فرص عمل جديدة وتحفيز النشاط الاقتصادي في القرى والمناطق النائية. كما تُسهم هذه التجارب في الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية من خلال نقل القصص والعادات والتقاليد عبر الأجيال. إضافة إلى ذلك، تُعد السياحة الزراعية وسيلة لتعزيز الوعي البيئي، حيث يتعلم الزائرون أهمية الحفاظ على الطبيعة، وتبنّي أساليب الزراعة المستدامة التي تحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. إن تبنّي هذه النماذج يُشكل استثمارًا واعدًا في مستقبل السياحة المستدامة، مع فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة التي تُثري المجتمعات وتدعم الاقتصاد المحلي.
لقد أثبتت التجارب الدولية أن السياحة الزراعية ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي استثمار حقيقي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. فالدول التي نجحت في تحويل مزارعها إلى وجهات سياحية مزدهرة استطاعت تحقيق فوائد اقتصادية مستدامة، ودعم المجتمعات الريفية. فلماذا لا نستفيد من هذه التجارب، ونوظّف مواردنا الطبيعية ومناخ بلادنا المتنوع لجذب السياح الباحثين عن تجارب أصيلة؟
إن السياحة الزراعية ليست فقط وسيلة لتعزيز الاقتصاد الريفي، بل هي أيضًا فرصة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز الهوية المحلية، إلى جانب نشر الوعي بأهمية الزراعة المستدامة وحماية البيئة. فمع التخطيط السليم والاستثمار الذكي، يمكن أن يتحول الريف إلى وجهة سياحية نابضة بالحياة، تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار.