بعد هجوم طهران على إسرائيل ومساهمة عدة دول بالتصدي للطائرات المسيرة والصواريخ التي أطلقت من الأراضي الإيرانية، تجدد النقاش بشأن فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار "الناتو".

وبين تأكيد على "نشاطه الفعلي"، ونفي "لإمكانية تدشينه"، وحديث عن مدى "الحاجة لوجوده"، انقسمت آراء خبراء تحدث إليهم موقع قناة "الحرة" حول "مشروع الناتو الشرق أوسطي"، فما هو هذا المشروع "الجدلي" وهل بدأت دول بمنطقة الشرق الأوسط تطبيقه حقا؟ ومن يضم؟ وهو موجه ضد من؟

في 24 يونيو لعام 2022، قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، لشبكة "سي إن بي سي"، إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري بالشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وليل السبت الأحد، أعلن الأردن أنه اعترض "أجساما طائرة" خرقت أجواءه، تزامنا مع الهجوم غير المسبوق بالصواريخ والمسيرات الذي شنته إيران على إسرائيل، في إشارة واضحة إلى المقذوفات الإيرانية.

دفاع "عربي – إسرائيلي" مشترك

وفي حديث سابق لموقع "الحرة"، أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن إيران أطلقت أكثر من أكثر من 300 مسيرة وصاروخ، على إسرائيل، تم اعتراض 99 بالمئة منها قبل دخول الأراضي الإسرائيلية.

وتمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة الولايات المتحدة و"حلفاء آخرين" من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمسيرات الإيرانية.

ولذلك، يرصد رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية ومقره باريس، عادل الغول، عدة مؤشرات لوجود "تحالف قائم بالفعل بين إسرائيل وعدد من الدول العربية".

وتطبيق التحالف تحقق بشكل كبير خلال "مشاركة عدة دول عربية" في صد الهجوم الإيراني على إسرائيل، فمنها من "فتحت أجوائها" ودول أخرى شاركت بـ"معلومات أمنية واستخباراتية"، وذلك بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أوربية، وفق حديثه لموقع "الحرة"

وبحسب الغول، فقد جاءت الحاجة لتشكيل "التحالف" في ظل الاستراتيجية الأميركية بالانسحاب من الشرق الأوسط والتركيز على منطقة المحيط الهندي والهادئ لمواجهة صعود الصين واحتوائه.

ويشير  رئيس المجلس الأوروبي للعلاقات والاستشارات الدولية  لوجود عدة دول تشارك بـ"التحالف"، ومنها السعودية والإمارات والأردن والبحرين، حيث تعمل الولايات المتحدة منذ فترة على "تدشين حلف عسكري" في المنطقة يضم الدول العربية وإسرائيل، ليكون قادرا على الدفاع عن نفسه.

ويتفق معه الباحث في شؤون الشرق الأوسط، فادي عيد، الذي يؤكد أن "التحالف العربي الإسرائيلي" مشروع "قائم بالفعل" في ظل تعاون "عسكري واستخباراتي" بين بعض الدول العربية مع إسرائيل بقيادة أميركية.

ويضم التحالف دولا عربية هي الأردن والسعودية والإمارات والبحرين، وهي تنسق "عسكريا وأمنيا واستخباراتيا" مع إسرائيل، في مواجهة إيران وأذرعها بالمنطقة، وفق حديث عيد لموقع "الحرة".

تحالف "سري"

تحتل إسرائيل المرتبة الـ17 بين أقوى جيوش الأرض، وتمتلك واحدا من أكبر الجيوش في العالم، خاصة من ناحية التجهيز العسكري، وتعتمد على "ضخامة قوتها العسكرية"، من أجل الحفاظ على نفوذها في المنطقة، مستفيدة من دعم الولايات المتحدة "ماديا وعسكريا"، بحسب موقع "غلوبال فاير باور".

وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن دور، لسؤاله حول "حقيقة وجود تحالف غير معلن بين إسرائيل وعدد من الدول العربية"، لكنه قال إنه "لا يستطيع التعليق على هذا الأمر".

ومن جانبه، يؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي، إيدي كوهين، وجود "تحالف سري غير معلن بين عدد من الدول العربية وإسرائيل".

و"التحالف العربي الإسرائيلي" قائم منذ سنوات "ولم يتم تفكيكه ليوم واحد"، ويشمل تعاون "عسكري واستخباراتي وأمني واقتصادي وسياسي" بين إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، وفق حديثه لموقع "الحرة".

والتحالف الإسرائيلي العربي "السري غير المعترف به"، يهدف لمواجهة "إيران وأذرعها في منطقة الشرق الأوسط"، وقبيل الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية، حصلت إسرائيل على "معلومات" من حلفائها، ما ساعدها على "صد الهجمات"، حسبما يشير كوهين.

ويؤكد المحلل السياسي الإسرائيلي أن التحالف مع إسرائيل يفيد الدول العربية ويساعدها في "التصدي لأطماع إيران وحلفائها ومحاولتهم التمدد في منطقة الشرق الأوسط".

تحالف "شرق أوسطي"

وليل السبت الأحد، اعترض الأردن عددا من "الطائرات المسيرة والصواريخ" وسمح للولايات المتحدة و"دول أخرى" باستخدام مجاله الجوي، بينما شاركت الإمارات والسعودية "معلومات استخباراتية" بشأن الهجوم الإيراني المخطط له، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتواصل موقع "الحرة" مع المتحدث باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، لتوضيح ما إذا كان "اعتراض الصواريخ والمسيرات جزء من تفعيل الناتو شرق الأوسطي"، لكنه لم يرد على الاتصالات والرسائل المتكررة. 

كما تواصلنا مع وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، مهند المبيضين، للحصول على "تعليق حول الموضوع نفسه"، دون التجاوب أيضا مع الاتصالات والرسائل.

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشير المحلل السياسي الأردني، صلاح ملكاوي، إلى أن الأردن "لا يرغب في الانحياز، وسيبقى على الحياد، وهمه الأول والأخير حماية سيادته وأجوائه وأراضيه".

والأردن "بذل كل الجهد لإسقاط الأجسام الطائرة التي دخلت مجاله الجوي باتجاه إسرائيل"، لأنه يرفض أن تكون أراضيه وأجوائه "طريق" لرد إيران أو إسرائيل على بعضهما البعض، وفق ملكاوي.

وهناك "اتفاقات عسكرية مع دول صديقة وحليفة، وتواجد عسكري أميركي وأوروبي على الأراضي الأردنية"، والحلفاء تعاملوا أيضا مع الأجسام الإيرانية التي حلقت في سماء الأردن قاصدة إسرائيل، حسبما يوضح ملكاوي.

ويشير المحلل السياسي الأردني إلى أنه في المقابل "لم يتم اختراق أجواء الأردن أو استخدام الأراضي والأجواء الأردنية" خلال الهجمات التي نسبت لإسرائيل داخل الأراضي الإيرانية.

ويتطرق ملكاوي إلى الحديث السابق للعاهل الأردني عن "تحالف دول المنطقة"، ويقول إن "إسرائيل لم تكن ضمن المدعوين للمشاركة في (الناتو الشرق أوسطي)، لكن الحلف كان يستهدف ضم دول عربية".

ولذلك، فإن اعتراض "الأجسام الطائرة الإيرانية داخل الأراضي الأردنية"، بعيد كل البعد عن فكرة "الناتو الشرق أوسطي"، وفق المحلل السياسي الأردني.

ماذا عن "دول الخليج"؟

تقع دول الخليج الغنية بموارد الطاقة على الضفة المقابلة للأراضي الإيرانية التي أطلقت مئات الصواريخ والمسيرات باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ردا على هجوم استهدف قنصلية طهران في دمشق ونسب إلى إسرائيل وأدى إلى مقتل 7 من أفراد الحرس الثوري.

والمواجهة الإسرائيلية الإيرانية، كشفت صعوبة حفاظ دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات على "توازن دقيق" بين إيران منافسهما الرئيسي في المنطقة من جانب،والولايات المتحدة الحليف الأمني الأهم لهم، وإسرائيل من جانب آخر، وفق "وول ستريت جورنال".

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب أن السعودية والإمارات "شاركا معلومات استخباراتية ساهمت في الرد الدفاعي الناجح" على الهجوم الإيراني ضد إسرائيل.

ومن جانبه، يشدد أستاذ الدراسات السياسية والاستراتيجية السعودي، محمد بن صالح الحربي، على أن الضربة الإيرانية "كانت معلومة مسبقا بالتوقيت والموعد" بالنسبة لإسرائيل ودول المنطقة.

والدول العربية "أغلقت مجالاتها الجوية ولم تكن بحاجة للتصدي للهجوم الإيراني؛ لأنه جاء باستخدام مسيرات (غير خطرة)، لكن لكل دولة الحق في حماية أراضيها وأجوائها وسيادتها"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

أما الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، محمد الحمادي، فيشير إلى "عدم وجود تحالف بتركيبة على غرار تلك الموجودة بـ(الناتو) لكن هناك تنسيق عسكري موجود بين عدد من دول المنطقة في مختلف القضايا".

والتحديات بالشرق الأوسط والمواجهات الأخيرة بين إسرائيل وإيران، تؤثر بشكل مباشر على "أمن واستقرار المنطقة"، ما يتطلب وجود "ناتو" كقوة ردع عربية حقيقية، وفق حديثه لموقع "الحرة"

ويتحدث المحلل السياسي الإماراتي عن صعوبة وجود "تحالف عربي إسرائيلي"، في الوقت الحالي، وخاصة بعد الحرب في قطاع غزة.

ورغم أن إيران تشكل "خطرا كبيرا" على المنطقة، لكن إسرائيل أثبتت أنها "لا تلتزم بالقوانين الدولية"، ولذلك يجب إعادة النظر في مدى فائدة الوجود الإسرائيلي بـ "تحالف الناتو"، حسبما يرى الحمادي.

ومن جانبه، يوضح زميل أبحاث سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، حسن الحسن، أن هناك "تكاتف جهود بين دول المنطقة في مسألة الدفاع المشترك ضد الهجمات الجوية الإيرانية".

لكن "لا يوجد ناتو شرق أوسطي" بمفهومه الكامل والمتعلق بـ "الرد والتصدي والدفاع المشترك" في حال وجود "هجمات تمس أيا من مكونات التحالف"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويشير الحسن إلى أن البحرين تستضيف الأسطول الأميركي الخامس وأبرمت اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة العام الماضي، لكنه يؤكد "عدم وجود معلومات دقيقة حول طبيعة مشاركة المنامة في التصدي للهجمات الإيرانية على إسرائيل".

وبعض دول الخليج أسقطت صواريخ ومسيرات اخترقت أجواءها وهذا أمر طبيعي في مواجهة "التعدي على المجال الجوي"، وفق زميل أبحاث سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

ماذا عن إيران؟

إيران، من جهتها، مسلحة بأكبر عدد من "الصواريخ البالستية" في المنطقة، وتحتل المرتبة الـ14 عالميا بين أقوى جيوش الأرض، وفق موقع "غلوبال فاير باور".

ماذا يعني تلويح إيران بـ "تغيير العقيدة النووية"؟ "إعلان غير مباشر بامتلاك السلاح النووي، وتغيير استراتيجي قد يغير شكل منطقة الشرق الأوسط بأكملها"، هكذا يرصد عددا من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين "الرسائل الخفية" في تلويح أحد قادة الحرس الثوري الإيراني بـ"تغيير العقيدة النووية"، في حال استمرار التهديدات الإسرائيلية لإيران. 

وتشكل الجماعات المدعومة من طهران ما يسمى بـ"محور المقاومة"، وهو تحالف من المليشيات المسلحة التي تضم حماس والجهاد الإسلامي في غزة، وحزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، وجماعات مسلحة عدة في العراق وسوريا، وهي بمثابة خط دفاع أمامي إيراني، وتستخدمها إيران لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة.

ولذلك، يؤكد الخبير الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوردي، أن "تشكيل أي تحالفات عسكرية وأمنية عربية مع إسرائيل ضد إيران"، سيقود منطقة الشرق الأوسط إلى "المزيد من الأزمات والتوترات".

وتلك التحالفات ستقود لتوترات وأزمات قد تكون أخطر من تلك التي مرت بها المنطقة خلال العقود الماضية، وفق حديث الخبير الإيراني لموقع "الحرة".

ويرى شاوردي أن "فكرة إنشاء تحالف عسكري في الشرق الأوسط تدل على أن إسرائيل أصبحت ضعيفة وأن هذا الحلف هو لخدمتها وليس لخدمة الأمن العربي".

وإسرائيل أصبحت اليوم "غير قادرة على حماية (نفسها) ولن تستطيع تقديم الحماية لمن يطبع معها في مواجهة إيران"، وفق شاوردي.

ويقول شاوردي إن "طهران تعتقد أن الأمن الجماعي في منطقة الشرق الأوسط لم ولن يتحقق ألا من خلال تشكيل تحالف إقليمي موسع دون إسرائيل وتتواجد فيه إيران".

ما هو موقف مصر؟

مع عدد سكان يبلغ 106 ملايين نسمة، فإن مصر هي البلد العربي "الأكبر ديموغرافيا"، ويحتل جيشها المرتبة الـ15 بين أقوى جيوش الأرض، وفق موقع "غلوبال فاير باور".

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يشدد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، اللواء أركان حرب سمير فرج، على "رفض مصر الانضمام إلى أي تحالف".

وهناك بعض الدول التي تريد انضمام مصر لتحالف على غرار "الناتو"، لكن "هذا ليس يحدث أبدا"، وفق اللواء فرج.

ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي المصري إن "العرب لديهم جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك"، مؤكدا "عدم وجود حاجة لتدشين تحالفات جديدة".

وفي عام 1950، بالعاصمة المصرية القاهرة، أبرمت 7 دول عربية، وهي مصر والأردن وسوريا والعراق والسعودية ولبنان واليمن" اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي "، واستمر انضمام بقية الدول العربية تباعا، على مدار السنوات التالية.

بعد تصريحات السيسي.. ما هي اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟ أعادت تصريحات الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، حول اتفاقية الدفاع العربي المشترك، تلك الاتفاقية للواجهة، فما أبرز بنودها؟، ومتى يتم استخدامها؟ وكيف يمكن تفعيلها؟

وتتضمن "الاتفاقية "13 بندا، وتشير إلى أن أي عدوان على أي دولة موقعة على البروتوكول يعتبر عدوانا على بقية الدول، وأي مساس بدولة من الدول الموقعة على البروتوكول يعتبر مساس صريح ببقية الدول الموقعة عليه.

وأنشأت "الاتفاقية" منظمتين رئيسيتين للجامعة العربية وهما "مجلس الدفاع المشترك، والمجلس الاقتصادي" الذي أعيد تسميته إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في عام 1980.

ويشدد اللواء فرج على إمكانية "تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك بأي وقت، في حال تعرض دولة عربية لاعتداء خارجي".

ويتساءل الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، مستنكرا: "ما المقصود بالناتو الشرق أوسطي؟... ويتضمن تحالفا لمن مع من وضد من؟".

لكن على جانب آخر، يرى عيد أن  جامعة الدول العربية "كيان ميت"، واتفاقية "الدفاع العربي المشترك"، مجرد "كلام على ورق".

ورغم وجود بند في اتفاقية الدفاع العربي المشترك، يلزم جميع الدول العربية بصد الاعتداء على أي دولة من الأعضاء بـ"الوسائل العسكرية والاقتصادية"، لكن هذا لم يحدث "خلال اجتياح إسرائيل لبنان عام 1982 ولا خلال صد هجوم العراق على الكويت عام 1990 أو الكثير من الأحداث التي شهدتها دول عربية"، وفق الباحث في شؤون الشرق الأوسط.

تحالف "من مع من"؟

من جانبه، يرى الحمادي أن وجود "ناتو شرق أوسطي أمر عاجل ومهم جدا "، لكن يبقي الحديث عن "الشكل والتركيبة الصحيحة وأعضاء الحلف".

ويؤكد المحلل السياسي الإماراتي أهمية وجود" عمل عربي دفاعي حقيقي؛ "لأن القوانين الدولية" أصبحت غير فاعلة أو مؤثرة ولا تردع أي جهة عن القيام بأعمال تهدد أمن واستقرار المنطقة ".

ويجب أن يشمل "الحلف عدد دول أكبر ويضم دولا مثل مصر والعراق"، لكن هذه الدول" قد تكون غير مستعدة حاليا للدخول في تحالف من هذا النوع"، وفق المحلل السياسي الإماراتي.

ويشدد الحمادي على أهمية أن يكون لدى دول المنطقة" كيان عسكري يشبه الناتو"، حتى تكون على استعداد لأي تطورات قد تحدث بالمنطقة أو خروج عن السيطرة بشكل أو بآخر.

محدودة أم موسعة؟.. سيناريوهات لمواجهة إيرانية إسرائيلية "جديدة" "هل انتهى الأمر أم لا؟"، سؤال أثار حالة من الجدل في أعقاب الهجوم الإيراني "غير المسبوق" على إسرائيل، والذي تبعه "توعد إسرائيلي بالرد" في مقابل اعتبار إيران "الأمر منتهيا"، وهو ما يجيب عنه مختصون تحدث معهم موقع "الحرة"

لكن على جانب آخر، يشير الحربي إلى عدم إمكانية "تشكيل تحالف" في هذه المرحلة، لكن قد يكون هناك "تعاون عسكري" بين الدول بالمنطقة.

وتطرق الخبير الاستراتيجي السعودي إلى وجود "تحالف قائم بالفعل تشارك به المملكة، ويقول:" لدينا (التحالف الإسلامي العسكري) ويضم 42 دولة لمحاربة الإرهاب وتم الإعلان عنه في 15 ديسمبر 2015 بقيادة السعودية، وبالتالي لا يوجد حاجة لتشكيل أو الدخول في أي تحالفات جديدة".

ويصف عيد، من جهته، "التحالف الإسلامي العسكري" بالمشروع "المنتهي"، والذي تم تدشينه بالتزامن مع بداية الحرب باليمن.

وبعد نهاية "التدخل السعودي" في اليمن، فالتحالف  الإسلامي العسكري "بلا أي جدوى"، وفق الباحث بشؤون الشرق الأوسط.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اتفاقیة الدفاع العربی المشترک الصواریخ والمسیرات السعودیة والإمارات منطقة الشرق الأوسط الولایات المتحدة الهجوم الإیرانی الدفاع المشترک الدول العربیة على إسرائیل بین إسرائیل دول المنطقة دول الخلیج فی المنطقة مع إسرائیل دول عربیة شرق أوسطی من جانبه على غرار من الدول من جانب إلى أن عدد من

إقرأ أيضاً:

هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 

 

حيروت -ترجمة ” الموقع بوست ”

 

وصف الرئيس دونالد ترامب، سابقًا، التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط بأنه “أسوأ قرار اتُخذ على الإطلاق”، وتولى منصبه متعهدًا بـ”إنهاء هذه الحروب التي لا تنتهي”.

 

 

 

وفي بعض المناطق، التزمت الإدارة بذلك. فقد بدأت الولايات المتحدة بخفض كبير في عدد قواتها في سوريا، مُحققةً بذلك هدفًا يعود إلى ولاية ترامب الأولى، وتُهدد بالانسحاب من الحرب في أوكرانيا، سواءً تم التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال أم لا.

 

 

 

ولكن في الوقت نفسه، ورطت الإدارة القوات الأمريكية بهدوء في صراع مفتوح آخر في الشرق الأوسط، صراع يُهدد بالتحول إلى مستنقع مُستنزف ومُشتت للانتباه، وهو المستنقع الذي تعهد ترامب بتجنبه.

 

 

 

في 15 مارس/آذار، بدأت الولايات المتحدة حملة من الضربات الجوية، المعروفة باسم “عملية الفارس العنيف”، ضد الحوثيين، الجماعة المسلحة المدعومة من إيران والتي تسيطر على جزء كبير من اليمن وتطلق النار على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ بداية الحرب في غزة في عام 2023.

 

 

 

نفذت إدارة بايدن، بالإضافة إلى الجيش الإسرائيلي، عددًا من الضربات ضد الحوثيين، لكن الحملة الأمريكية الجارية أوسع نطاقًا بكثير. فقد سُجِّلت ما لا يقل عن 250 غارة جوية حتى الآن، وفقًا لبيانات مفتوحة المصدر جمعها معهد دراسات الحرب ومعهد أمريكان إنتربرايز.

 

 

 

ووفقًا لبعض التقارير، قُتل أكثر من 500 مقاتل حوثي، بمن فيهم عدد من كبار القادة، على الرغم من أن الجماعة تميل إلى الصمت بشأن خسائرها. كما وثَّق مشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة رصد، أكثر من 200 ضحية مدنية في الشهر الأول من القصف. وأسفرت أكبر ضربة حتى الآن، على محطة نفط رئيسية على ساحل اليمن، عن مقتل أكثر من 74 شخصًا الأسبوع الماضي.

 

 

 

وقال مسؤول دفاعي أمريكي لموقع Vox إن الضربات دمرت “منشآت قيادة وتحكم، ومنشآت تصنيع أسلحة، ومواقع تخزين أسلحة متطورة”.

 

 

 

وتبدو الإدارة راضية عن النتائج حتى الآن.

 

 

 

قال بيتر نغوين، مدير الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، لموقع “فوكس”: “إن الضربات المستمرة ضد الحوثيين هي أول عملية بهذا الحجم تنفذها الولايات المتحدة ضد قوات الحوثيين، وهم الآن في موقف دفاعي”.

 

 

 

ردًا على الانتقادات الموجهة إلى بيت هيغسيث، وزير الدفاع المتعثر، بشأن استخدامه جهازًا شخصيًا لإجراء أعمال حكومية حساسة، طلب ترامب مؤخرًا من الصحفيين “سؤال الحوثيين عن أحواله”.

 

 

 

الصراع المُغفَل في اليمن، شرح موجز

 

 

 

باستثناء التسريب العرضي لخطط الحرب التي وضعتها الإدارة الأمريكية عبر تطبيق سيجنال الشهر الماضي، لم تحظَ العملية إلا بقدر ضئيل من الاهتمام أو النقاش العام، وهو أمرٌ لافتٌ للنظر بالنظر إلى نطاقها.

 

 

 

لا شك أن الحوثيين يتعرضون لأضرار جسيمة، لكن موارد الجماعة ومعداتها متناثرة ومخبأة على مساحة واسعة، مما يجعل استهدافها صعبًا. إن سجل القوى العظمى في هزيمة الجماعات المتمردة بالقوة الجوية ليس مُلهمًا.

 

 

 

صرح محمد الباشا، المحلل الدفاعي المتخصص في الشأن اليمني ومؤلف تقرير الباشا، لموقع Vox قائلًا: “بالضربات الجوية وحدها، لن تتمكن من هزيمة الحوثيين”، مشيرًا إلى أن الجماعة نجت من ثماني سنوات من حملة جوية عقابية شنتها قوة عسكرية بقيادة السعودية مدعومة من الولايات المتحدة.

 

 

 

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الهدف ليس القضاء على الحوثيين، بل وقف هجماتهم على حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، والتي بدأتها الجماعة المتحالفة مع إيران، المعادية بشدة لإسرائيل، ردًا على حرب إسرائيل على غزة.

 

 

 

وقال ترامب: “عليهم أن يقولوا “لا للقصف” لتلك الهجمات حتى يتوقف القصف. أعلن الحوثيون عن توقف هجماتهم على السفن عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة في يناير، لكنهم استأنفوا هجماتهم في أوائل مارس ردًا على منع إسرائيل دخول المساعدات إلى غزة.

 

 

 

يشهد البحر الأحمر هدوءًا نسبيًا منذ بدء عملية “الفارس الخشن”، لكن الحوثيين تعهدوا بمواصلة القتال وأطلقوا عددًا من الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل، بما في ذلك صاروخ يوم الأربعاء.

 

 

 

وقال نغوين: “يجب أن تتوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، ولذلك ستستمر عملياتنا حتى يحدث ذلك. بمجرد توقفها، سنكون على الأرجح بخير. لكنهم لم يتوقفوا، ونقدر أن إرادتهم لمواصلة العمليات لا تزال قائمة”.

 

 

 

في الواقع، في خطاب تحدٍّ ألقاه هذا الأسبوع، أعلن رئيس الحكومة المدعومة من الحوثيين، مهدي المشاط، أن الجماعة “لا تردعها الصواريخ أو القنابل أو القاذفات الاستراتيجية يا ترامب”، وسخر من ترامب لأنه “وقع في مستنقع استراتيجي”.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة للصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل ما لا يقل عن بطاريتي صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بعد مرور أكثر من شهر بقليل، لا يزال من المبكر جدًا إعلان حالة التورط.

 

 

 

لكن الموارد المخصصة لهذا الصراع كانت كبيرة. فقد نقل البنتاغون مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى المنطقة للانضمام إلى مجموعة أخرى موجودة هناك. كما نقل بطاريتي صواريخ باتريوت على الأقل، بالإضافة إلى نظام الدفاع الصاروخي ثاد – أحد أكثر الأنظمة تطورًا في الترسانة الأمريكية – من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى فقط من الحملة، استخدمت الولايات المتحدة ذخائر بقيمة 200 مليون دولار، وأن المسؤولين العسكريين قلقون بشأن تأثير ذلك على المخزونات التي ستحتاجها البحرية في حال وقوع هجوم صيني على تايوان.

 

 

 

وعلى عكس آمال الكثيرين في إدارة ترامب – بمن فيهم نائب الرئيس جيه دي فانس – الذين يجادلون بأن الولايات المتحدة يجب أن تحول تركيزها من الشرق الأوسط للاستعداد لصراع محتمل مع الصين، فإن الولايات المتحدة تنقل مواردها من آسيا إلى الشرق الأوسط.

 

 

 

بافتراض أن الحوثيين لن يرفضوا ذلك في المستقبل القريب، يصبح السؤال المطروح هو إلى متى ستواصل الولايات المتحدة العملية. هذا الأسبوع، أصدر البيت الأبيض تقريرًا مطلوبًا قانونًا إلى الكونغرس حول العملية، ينص على أن الضربات ستستمر حتى “ينحسر التهديد الحوثي للقوات الأمريكية وحقوق الملاحة والحريات في البحر الأحمر والمياه المجاورة”. لكن صحيفة وول ستريت جورنال ذكرت مؤخرًا أن المسؤولين يدرسون تقليص الضربات.

 

 

 

هذا سيناريو يثير قلق باشا، محلل الشؤون الدفاعية. الحوثيون، الذين كانوا حتى وقت قريب جماعةً غامضةً إلى حدٍ ما خارج منطقتهم، قد سيطروا بالفعل على العاصمة اليمنية، ونجوا من حربٍ استمرت لسنواتٍ مع التحالف الذي تقوده السعودية، وأثبتوا – منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 – أنهم الأكثر قدرةً ومرونةً بين وكلاء إيران في الشرق الأوسط.

 

 

 

“إذا لم يُكبّلهم هذا أو يُهزموا أو يُضعَفوا، فسيكونون قادرين على القول: ‘لقد هزمنا ترامب، أقوى جيشٍ في العالم. نحن لا يُمكن إيقافنا'”، هذا ما قاله باشا.

 

 

 

أما بالنسبة لاستعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، فقد ارتفعت حركة المرور عبر هذا الممر المائي الحيوي استراتيجيًا بشكلٍ طفيفٍ الشهر الماضي، لكنها لا تزال أقل بكثيرٍ من مستوياتها قبل بدء هجمات الحوثيين في أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن المرجح أن يستغرق الأمر فترةً طويلةً من الهدوء لشركات الشحن – والأهم من ذلك، الشركات التي تُؤمّنها – لتفترض أن المخاطر قد خفت.

 

 

 

قد يكون البديل هو انخراط الولايات المتحدة بشكلٍ أعمق في الصراع. بدأت حملة إدارة أوباما ضد داعش أيضًا كعملية جوية قبل أن يُرى ضرورة إرسال قوات برية ودعم الجماعات المسلحة المحلية، مما أحبط إدارةً كانت قد تعهدت أيضًا بتقليص التدخل العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط.

 

 

 

ووفقًا للتقارير، تدرس الفصائل اليمنية المدعومة دوليًا والمعارضة للحوثيين استغلال هذه اللحظة لشن حملة برية للقضاء على الجماعة نهائيًا. ولم يتخذ المسؤولون الأمريكيون قرارًا بعد بشأن دعم هذه العملية.

 

 

 

يقول معظم المحللين والمسؤولين إن مشاركة القوات الأمريكية في العمليات البرية في اليمن أمر مستبعد للغاية، ولكن حتى الدعم المحدود لعملية برية سيظل مثالًا آخر على دعم الولايات المتحدة للجماعات المسلحة في حرب أهلية فوضوية في الشرق الأوسط – وهو بالضبط نوع الموقف الذي انتقد ترامب الإدارات السابقة لوقوعها فيه.

 

 

 

مع ذلك، فإن الضربات لا تستهدف الحوثيين فحسب، بل يُنظر إليها أيضًا على نطاق واسع على أنها استعراض قوة تجاه الراعي الرئيسي للجماعة، إيران. تُجري الإدارة الأمريكية حاليًا جولة جديدة من المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولم يستبعد ترامب العمل العسكري – الذي يُرجَّح أن تقوده إسرائيل – ضد الإيرانيين في حال فشل تلك المحادثات.

 

 

 

لا يزال من الممكن أن تُغادر الولايات المتحدة اليمن بسرعة، ولكن بالنظر إلى التاريخ الحديث، لن يكون مُفاجئًا أن يُعلَّق التحوّل الأمريكي الموعود بعيدًا عن الحرب في الشرق الأوسط مرة أخرى.

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب يتغيّر بعد 100 يوم… فما نصيب الشرق الأوسط من ذلك؟
  • قرقاش: الإمارات تدعم مسارات الاستقرار في المنطقة
  • مجلس الأمن يعقد اليوم جلسة بشأن القضية الفلسطينية
  • باحث إسرائيلي: قادة غربيون يسعون لتشويه صورة إسرائيل وكبح جماحها
  • ديرمر : الحرب ستنتهي خلال 12 شهرا من الآن
  • رئيس الحكومة استقبل وفدا من معهد الشرق الأوسط - واشنطن
  • هل تتحول اليمن إلى “مستنقع ” يستنزف الولايات المتحدة ؟! 
  • الجبير يبحث مع المبعوث الصيني مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • الفزي يقترح إنشاء اتحاد شرق أوسطي لكرة القدم لمنافسة أوروبا.. فيديو
  • معهد دراسات الأمن القومي: إسرائيل يجب أن ترد على دعم روسيا لأعدائها