عربي21:
2025-02-23@07:04:30 GMT

استقالة باتيلي.. نذير تصعيد أم بشير تسوية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

استقال باتيلي، وما كان له إلا أن يستقيل، فالرجل لم يستطع تجاوز العوائق التي وضعها "المعرقلون" أمام جهوده ومبادرته لتسوية النزاع الليبي، ومر ما يزيد عن عام ونصف العام على تولي باتيلي رئاسة البعثة الأممية دون أن يغير من حالة الجمود التي كانت هي عنوان القضية الليبية أغلب فترة إشراف باتيلي عليها.

ما سبق يمثل أرضية لوجهة النظر التي تعتبر أن أسباب استقالة باتيلي تعود إلى إخفاقه في تمرير أفكاره وخططه، وإلى قناعة ربما ترسخت لديه من أن الحالة الليبية عصية على التطويع وأنه لا ضوء في آخر النفق، وبالتالي فإن الاستقالة أحفظ لماء وجهه، وتمنع من أن يتضرر سجله السياسي والدبلوماسي أكثر، وتكون التجربة الليبية نقطة سوداء في مسيرته كوسيط دولي.



انطلاقة باتيلي بدت واعدة بعد رفع البطاقة الحمراء في وجه الساسة والنافذين الليبيين وتلويحه باستبدال المنتظم السياسي المعني بالتسوية السياسية بلجنة رفيعة المستوى تسند إليها مهمة استكمال استحقاقات العملية الانتقالية من قاعدة دستورية وقوانين انتخابية، وجاءت النتائج سريعة حيث انطلق ماراثون اللقاءت بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ووقع تقدم على المسار السياسي، لكن الامور تغيرت بعد تراجع باتيلي عن خطته ولجنته، فكان ذلك من بين أسباب عودة الحالة الليبية إلى المراوحة والجمود.

قد لا يكون باتيلي المسؤول الأول عن الفشل، فالحالة الليبية تحتاج إلى ضغط له ثقله وتأثيره، وذلك لا يتأتى من مبعوث لا سند حقيقي له، فشتان بين فاعلية مبعوث من السنغال وآخر أمريكي، كما أن الاطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية لم تقدم الدعم المطلوب لإسناده.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.على الجانب الآخر من التحليل والتفسير، فإن باتيلي قد لا يكون استقال اختيارا، فالوضع في ليبيا حرج سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والثلاثة مجتمعة تشكل أرضية لمزيد من التأزيم قد يكون نواة لحرب تستغلها أطراف دولية وإقليمية لمأربها الخاصة.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.

تعيين ستيفاني خوري نائبة لباتيلي قبل استقالته ربما يكون بقصد توجيه المسار السياسي بإرادة أطراف دولية نافذة للوصول إلى اتفاق، وبالتالي فإن استقالة باتيلي ضرورية وتخدم جهود قيادة العملية السياسية برؤية وأدوات فاعلة.

هذا التحليل في حال صدقيته فإنه إما أن يكون باتفاق بين الاطراف الدولية الرئيسية المعنية بالقضية الليبية، وإما أن يكون خيار تتفرد به الولايات المتحدة وحلفائها بعيدا عن روسيا، وبالتالي فإن التقدم فيه دون رضا ودعم روسي سيكون نذيرا للتصعيد عبر عمل عسكري من الشرق باتجاه الغرب الليبي.

الروس ليس لديهم ما يخسرونه في حال اتجهوا إلى تفجير الوضع وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وحفتر قابل للذهاب في هذا الاتجاه، غير أن النتائج غير مضمونة، ولا يوجد تغيير في ميزان القوى على الأرض يجعل نتائج أي عملية عسكرية جديدة تكون مختلفة عن نتائجها العام 2019م، غير أنها ستكون وسيلة لعرقلة أي مسار غير مرضي بالنسبة للروس ومحاولة لإعادة ترتيب طاولة التفاوض السياسي.

لا يُستبعد أن تكون عين موسكو على الانتخابات الأمريكية وأنها تتحضر لتوظيف تغيير محتمل في البيت الأبييض لصالح أجندتها في مناطق عدة منها ليبيا، بالمقابل، فإن خطة تدريب قوات في الغرب الليبي عبر شركات أمريكية، والحديث عن تجهيز قوة محلية لإخراج الروس من وسط وجنوب البلاد قد تكون سببا في استعداد روسي لها ويفسر وصول شحنات جديدة من العتاد والذخيرة إلى موانئ شرق البلاد.

هذا الحراك السياسي والأمني قد يكون نذير تصعيد ووقوع حرب جديدة، وقد يخرج من ثناياه اتفاق جديد يتعلق بالأساس القانوني للانتخابات والحكومة التي تشرف عليها، لكن دون ضمانة حقيقية لإجراء الانتخابات في الأفق القريب، وعند جهينة الخبر اليقين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه استقالة مبعوث ليبيا ليبيا استقالة سياسة مبعوث رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسار السیاسی

إقرأ أيضاً:

رسالة ماسك للموظفين الفيدراليين: "عدم الرد يعتبر استقالة"

أعلن إيلون ماسك، السبت، أنّه سيتعيّن على الموظفين الفيدراليين أن يُحاسَبوا على أحدث نشاط أدّوه أو المخاطرة بفقدان وظائفهم، بعدما حضّ الرئيس الأميركي في وقت سابق مستشاره المقرّب على أن يكون "أكثر جرأة" في خفض الإنفاق العام.

وقال الملياردير على شبكته الاجتماعيّة إكس إنّه "بالاتفاق مع الرئيس دونالد ترامب، سيتلقّى جميع الموظفين الفيدراليّين قريبا رسالة إلكترونية لفهم ما فعلوه الأسبوع الماضي. عدم الرد سيُعتبَر استقالة".

وأوضح: "ماذا فعلتم الأسبوع الماضي؟" هو موضوع الرسالة الإلكترونيّة التي أُرسِلت إلى موظفين أميركيين، واطّلعت عليها وكالة فرانس برس.

في هذه الرسالة الإلكترونيّة، يُطلب من الموظف الردّ بحلول مساء يوم الاثنين الساعة 23:59 بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وأن يصِف 5 مهمّات أنجزها في الأسبوع السابق، وإرسال نسخة من الردّ إلى مديره.

وقد وعدت النقابة الرئيسيّة للموظّفين الفيدراليين، بالطعن في أيّ إنهاء "غير قانوني" لعقود العمل.

وكتب إيفريت كيلي، رئيس النقابة، في بيان "مرة أخرى، أظهر إيلون ماسك وإدارة ترامب ازدراءهما المطلق للموظفين الفدراليين والخدمات الأساسية التي يقدّمونها للشعب الأميركي".

وأكّد موظفون لوكالة فرانس برس أنهم تلقوا نصيحة من وكالاتهم بعدم الرد على هذا البريد الإلكتروني، في انتظار مزيد من التعليمات.

وفي وقت سابق، السبت، أعرب ترامب عن رغبته في أن يمضي مستشاره الملياردير إيلون ماسك بقوة أكبر في تنفيذ حملته الإصلاحية لتقليص نفقات الحكومة الفدرالية.

وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن "إيلون يقوم بعمل رائع، لكنني أود أن أراه يتصرف بجرأة أكبر... تذكروا، لدينا بلد يجب إنقاذه".

وكان ترامب عيّن ماسك مسؤولا عن وزارة الكفاية الحكومية لخفض الإنفاق العام.

يقود ماسك، الرجل الأغنى في العالم والذي يُعدّ من أبرز داعمي ترامب، حملة أدت إلى صرف مجموعات كبيرة من الموظفين الفيدراليين.

وفي أحدث عمليات الصرف التي أعلِن عنها الجمعة، ستخفض وزارة الدفاع الأميركية قوتها العاملة المدنية بنسبة 5 بالمئة على الأقل اعتبارا من الأسبوع المقبل.

كما بدأت إدارة ترامب في فصل موظفين وعمال فيدراليين آخرين كانوا في وضع اختبار.

ورفض قاض، الخميس، دعوى نقابية تطالب بوقف طرد آلاف الموظفين بشكل مؤقت.

ووزارة الكفاءة الحكومية "دوج" التي يديرها ماسك هي كيان يملك صلاحية على كل القطاعات الفيدرالية. وقوبِلت حملة خفض الإنفاق الحكومي بردود فعل معارضة وبحزمة من الأحكام القضائية المضادة.

مقالات مشابهة

  • رسالة ماسك للموظفين الفيدراليين: "عدم الرد يعتبر استقالة"
  • احميد: البنك الدولي يجب أن يكون داعمًا للإصلاح وليس بديلاً عن السلطات الليبية
  • تكهنات باحتمال استقالة البابا فرنسيس لو ساءت حالته الصحية
  • مواجهة الأهلي والزمالك.. بشير التابعي يكشف موقف بن شرقي من المشاركة في القمة
  • بشير التابعي: التعادل مع الأهلي في القمة مكسب للزمالك
  • بشير التابعي: خسرنا من الأهلي 6-1 بفعل فاعل
  • ادارة نادي النجف ترفض استقالة شهد ومساعديه
  • شعث: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو لن يكون جزءًا من المشهد السياسي بعد حرب غزة
  • أستاذ في العلاقات الدولية: نتنياهو لن يكون جزء من المشهد السياسي بعد نهاية حرب غزة