عربي21:
2024-10-02@03:07:18 GMT

استقالة باتيلي.. نذير تصعيد أم بشير تسوية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

استقال باتيلي، وما كان له إلا أن يستقيل، فالرجل لم يستطع تجاوز العوائق التي وضعها "المعرقلون" أمام جهوده ومبادرته لتسوية النزاع الليبي، ومر ما يزيد عن عام ونصف العام على تولي باتيلي رئاسة البعثة الأممية دون أن يغير من حالة الجمود التي كانت هي عنوان القضية الليبية أغلب فترة إشراف باتيلي عليها.

ما سبق يمثل أرضية لوجهة النظر التي تعتبر أن أسباب استقالة باتيلي تعود إلى إخفاقه في تمرير أفكاره وخططه، وإلى قناعة ربما ترسخت لديه من أن الحالة الليبية عصية على التطويع وأنه لا ضوء في آخر النفق، وبالتالي فإن الاستقالة أحفظ لماء وجهه، وتمنع من أن يتضرر سجله السياسي والدبلوماسي أكثر، وتكون التجربة الليبية نقطة سوداء في مسيرته كوسيط دولي.



انطلاقة باتيلي بدت واعدة بعد رفع البطاقة الحمراء في وجه الساسة والنافذين الليبيين وتلويحه باستبدال المنتظم السياسي المعني بالتسوية السياسية بلجنة رفيعة المستوى تسند إليها مهمة استكمال استحقاقات العملية الانتقالية من قاعدة دستورية وقوانين انتخابية، وجاءت النتائج سريعة حيث انطلق ماراثون اللقاءت بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ووقع تقدم على المسار السياسي، لكن الامور تغيرت بعد تراجع باتيلي عن خطته ولجنته، فكان ذلك من بين أسباب عودة الحالة الليبية إلى المراوحة والجمود.

قد لا يكون باتيلي المسؤول الأول عن الفشل، فالحالة الليبية تحتاج إلى ضغط له ثقله وتأثيره، وذلك لا يتأتى من مبعوث لا سند حقيقي له، فشتان بين فاعلية مبعوث من السنغال وآخر أمريكي، كما أن الاطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية لم تقدم الدعم المطلوب لإسناده.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.على الجانب الآخر من التحليل والتفسير، فإن باتيلي قد لا يكون استقال اختيارا، فالوضع في ليبيا حرج سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والثلاثة مجتمعة تشكل أرضية لمزيد من التأزيم قد يكون نواة لحرب تستغلها أطراف دولية وإقليمية لمأربها الخاصة.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.

تعيين ستيفاني خوري نائبة لباتيلي قبل استقالته ربما يكون بقصد توجيه المسار السياسي بإرادة أطراف دولية نافذة للوصول إلى اتفاق، وبالتالي فإن استقالة باتيلي ضرورية وتخدم جهود قيادة العملية السياسية برؤية وأدوات فاعلة.

هذا التحليل في حال صدقيته فإنه إما أن يكون باتفاق بين الاطراف الدولية الرئيسية المعنية بالقضية الليبية، وإما أن يكون خيار تتفرد به الولايات المتحدة وحلفائها بعيدا عن روسيا، وبالتالي فإن التقدم فيه دون رضا ودعم روسي سيكون نذيرا للتصعيد عبر عمل عسكري من الشرق باتجاه الغرب الليبي.

الروس ليس لديهم ما يخسرونه في حال اتجهوا إلى تفجير الوضع وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وحفتر قابل للذهاب في هذا الاتجاه، غير أن النتائج غير مضمونة، ولا يوجد تغيير في ميزان القوى على الأرض يجعل نتائج أي عملية عسكرية جديدة تكون مختلفة عن نتائجها العام 2019م، غير أنها ستكون وسيلة لعرقلة أي مسار غير مرضي بالنسبة للروس ومحاولة لإعادة ترتيب طاولة التفاوض السياسي.

لا يُستبعد أن تكون عين موسكو على الانتخابات الأمريكية وأنها تتحضر لتوظيف تغيير محتمل في البيت الأبييض لصالح أجندتها في مناطق عدة منها ليبيا، بالمقابل، فإن خطة تدريب قوات في الغرب الليبي عبر شركات أمريكية، والحديث عن تجهيز قوة محلية لإخراج الروس من وسط وجنوب البلاد قد تكون سببا في استعداد روسي لها ويفسر وصول شحنات جديدة من العتاد والذخيرة إلى موانئ شرق البلاد.

هذا الحراك السياسي والأمني قد يكون نذير تصعيد ووقوع حرب جديدة، وقد يخرج من ثناياه اتفاق جديد يتعلق بالأساس القانوني للانتخابات والحكومة التي تشرف عليها، لكن دون ضمانة حقيقية لإجراء الانتخابات في الأفق القريب، وعند جهينة الخبر اليقين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه استقالة مبعوث ليبيا ليبيا استقالة سياسة مبعوث رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسار السیاسی

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي: لا تسوية سياسية مع لبنان قبل انتهاء مهام الجيش

رام الله - دنيا الوطن
نقلت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" عن مسؤول رفيع القول إن "العملية البرية في جنوب لبنان يتم تحديدها زمنيا ومكانيا بهدف تدمير البنية التحتية وممتلكات منظمة حزب الله من أجل تجنب سيناريو مماثل لما حدث يوم 7 أكتوبر".

وأضاف المسؤول أن نطاق العملية في جنوب لبنان يمكن أن يتغير، موضحاً أن التهديد الذي يشكله لبنان يحتاج إلى معالجة قبل التوصل إلى اتفاق سياسي مستقبلي : "لا يمكن أن تتم التسوية قبل انتهاء العملية. لقد حظيت إسرائيل بالضوء الأخضر من قبل الولايات المتحدة لهذه الخطوة المحددة."

وأشار إلى أن التسريبات من الحكومة الأمريكية تعرض قوات الجيش الإسرائيلي للخطر: "لم يعجبنا ذلك. من الواضح لنا أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق، وبالتالي فإن لديهم دوافع لمحاولة الحد من هذه العملية".

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم الجري في المقابر.. نذير شؤم أم تخطي صعوبات؟
  • الدويري: هذه مميزات صاروخ فتاح 1 الإيراني الذي ضرب إسرائيل
  • "لا تسوية بدون غزة"
  • “الكناري” لتأكيد هيمنته و”العميد” في رحلة تصحيح المسار
  • مسؤول إسرائيلي: لا تسوية سياسية مع لبنان قبل انتهاء مهام الجيش
  • استقالة مسؤولين أميركيين بسبب منحة عسكرية جديدة لإسرائيل
  • اردول: الخال “بشير” تهجمت عليه مليشيا الدعم السريع في منزله بالحاج يوسف
  • بشير التابعي: الأهلي كان مرعوب من الزمالك .. وهي المرة الأولى التي أراهم بتلك الصورة
  • بشير التابعي: الأهلي كان مرعوب.. وممدوح عباس سبب فوز الزمالك بالسوبر الافريقي
  • “افحيمة”: اتفاق مجلسي الدولة والنواب حول المصرف المركزي قد يكون أساساً لحل الأزمة الليبية