6 أيام من التنافس في البطولة الدولية للبرمجة التي أقيمت على أرض مدينة الأقصر، انتهت بفوز الفريق المصري الممثل لكلية الحاسبات والمعلومات بجامعة عين شمس بالمركز الأول، عربيًا وإفريقيًا، ومسابقة البرمجة الجماعية الدولية «ICPC» هي الأولى التي تجريها جامعات العالم في البرمجة، وتسلط الضوء على الطلاب والمدربين والجامعات والصناعة والمجتمعات التي تسعى للازدهار من خلال البرمجة التنافسية القائمة على الفريق والخوارزمية.

. فماذا حدث خلال أيام المسابقة؟

تفاصيل مسابقة البرمجة الدولية

استضافت مصر وتحديدًا مدينة الأقصر، الدورة 47 من المسابقة الدولية للبرمجة خلال الفترة من 14 إلى 19 أبريل 2024، بتنظيم من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبحسب ما جاء على موقع الأكاديمية وصفحتها الرسمية على موقع فيس بوك، حصل فريق حاسبات ومعلومات جامعة عين شمس بالمركز الأول عربيًا وإفريقيًا، بينما فاز فريق من المدرسة العليا للاقتصاد بجامعة الأبحاث الوطنية الروسية بالمركز الأول عالميًا، وحصلت جامعة بكين الصينية، على المركز الثاني.

معلومات عن مسابقة ICPC  «ICPC» هي مسابقة برمجة قائمة على العمل الجماعي وتختبر مهارات المشاركين في حل المشكلات، والكفاءة الخوارزمية. تعمل الفرق عادةً معًا لحل مجموعة من تحديات البرمجة ضمن إطار زمني محدود، وتمتد هذه التحديات إلى مجالات مختلفة (خوارزميات وهياكل بيانات ورياضيات وتحليل مشكلات). تلعب «ICPC» دورًا أساسيًا في تعزيز الابتكار والتميز والتعاون في مجال علوم الكمبيوتر من خلال توفير منصة للطلاب لعرض مواهبهم وتبادل الأفكار من جميع أنحاء العالم. تعمل ICPC على رعاية مجتمع ناهض في مجال التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية، وتزود الطلاب بقدرات كبيرة لحل المشكلات.

تجمع عالمي للعقول في الأقصر

خلال أيام المسابقة تم الترحيب بالمشاركين بمناظر الأقصر الشهيرة منها معبدي الكرنك والأقصر، لإضافة لمسة جمالية إلى المسابقة، وبعيدًا عن المنافسة نفسها، كانت مسابقة الأقصر للبرمجة بمثابة حافز للتبادل الثقافي والحوار، وفرصة الانغماس في الثقافة المصرية الغنية، واستكشاف عجائب الأقصر القديمة، وتذوق المأكولات التقليدية، وإقامة علاقات هادفة مع زملائهم المتسابقين من جميع أنحاء العالم.

 

يشارك في البطولة سنوياً طلاب من أكثر من 111 دولة ينتمون إلى أكثر من 2000 جامعة حول العالم بالإضافة إلى أعضاء فرق مختلفة ومدربين ومتطوعين يبلغ عددهم نحو 75 ألف عضو، والنسخة الحالية من البطولة ستشهد لأول مرة مشاركة 2500 من شباب العالم يمثلون أفضل 300 فريق تم اختيارهم من بين 40 ألف فريق في مجال البرمجة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مسابقة مسابقة ICPC الأقصر

إقرأ أيضاً:

السودان: إبادة جماعية، مجاعة، وجرائم حرب… والمأساة المستمرة في ظل صمت عالمي مخزٍ

د.احمد التيجاني سيد احمد

مقدمة
بين نيران الحرب وصمت العالم، يعيش السودان مأساة إنسانية تجاوزت حدود الوصف. المدن تحترق، والأحياء تتحول إلى مقابر جماعية، بينما ينتظر ملايين الأبرياء نجدة لن تأتي. في شوارع الخرطوم ووديان دارفور، يُسمع صوت القذائف أكثر من صوت الحياة، وأصبحت المجاعة والدمار جزءًا من يوميات الناس. ومع كل هذا، يقف العالم متفرجًا، وكأن هذه البلاد المنسية خارج خريطة الإنسانية

إنها ليست مجرد حرب بين جيوش متناحرة؛ بل هي كارثة تمزق أوصال شعب بأكمله، حيث تداخلت الأيدي الداخلية والخارجية لتجعل من السودان ساحة مفتوحة لأبشع الجرائم ضد الإنسانية. فما الذي أوصل البلاد إلى هذا الوضع المأساوي؟ ولماذا لا يزال العالم يُدير ظهره لهذه المأساة رغم حجم الدمار والمعاناة؟ في هذا المقال، نسلط الضوء على فصول هذه الكارثة التي لا تزال تتفاقم في ظل صمت عالمي مخزٍ.

الحرب التي اشعلتها مليشيات فلول الموتمر الوطني المحلول (بقيادةً مليشيا البراء )التي تسيطر علي القوات المسلحة السودانية (SAF) في محاولة للقضاء علي قوات الدعم السريع (ٍٍRSF) ، تحولت إلى كارثة إنسانية تسببت في نزوح الملايين، تدمير البنية التحتية، وانتشار المجاعة، وسط انهيار كامل لمؤسسات الدولة.

١. التطهير العرقي والمجازر في دارفور
دارفور، التي كانت مسرحًا للإبادة الجماعية في أوائل الألفية، تعود اليوم إلى الواجهة بفظائع جديدة من خلال قصف جويّ مركز من السلاح الجوي للقوات المسلحةً (SAF) و مليشيات فلول الحركة الإسلامية في عمليات توصف بأنها تهديد للشعب إذا لم يعودوا للحكم (يا نحكمكم يا نكتلكم ) .كما انها تطهير عرقي ممنهج بدأته الحركة الإسلامية منذ استيلائها علي الحكم عام ١٩٨٩ والي سقوطها عام ٢٠١٩ و منذ انقلاب البرهان في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١.

٢.جرائم القوات المسلحةً السودانية
رغم محاولتها تقديم نفسها كحامية للشعب، ارتكبت القوات المسلحة السودانية انتهاكات جسيمة بحق المدنيين:
القصف العشوائي:
-استخدمت القوات المسلحة الطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة لقصف الأحياء السكنية في الخرطوم وأم درمان، ما أدى إلى مقتل آلاف المدنيين.
-الاعتقالات والإعدامات: نفذت أجهزة المخابرات التابعة للجيش حملات اعتقال واسعة ضد المعارضين، تخللتها أعمال تعذيب وإعدامات ميدانية.
-تجنيد الأطفال: أكدت تقارير أن الجيش وقوات الدعم السريع لجأوا إلى تجنيد الأطفال لتعويض الخسائر في صفوفهم، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية
-كما لم تخلو ساحات القتال و منازل الأبرياء من تجاوزات من قوات الدعم السريع قتل فيها و تشرد بسببها الالاف من الأبرياء. لكن تبعتها تصحيحات ميدانية لعلها تعيد للابرياء حقوقهم .

٣. انهيار الدولة والكوارث الإنسانية
أدى الصراع إلى انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة، ما جعل الحياة اليومية مستحيلة بالنسبة للمواطنين.
-أزمة النزوح الأكبر في العالم: تجاوز عدد النازحين داخليًا وخارجيًا اكثر من ١٥ مليون شخص، ما يجعل السودان اليوم أكبر أزمة نزوح في العالم.-
-شبح المجاعة: توقف الإنتاج الزراعي وانقطاع سلاسل الإمداد، ما دفع البلاد إلى شفا إحدى أسوأ المجاعات في العصر الحديث، مع تحذيرات من احتمال وفاة الملايين جوعًا.
-انهيار الخدمات الصحية: تعرضت المستشفيات للقصف والنهب، وأصبحت ٨٠ % من المنشآت الصحية خارج الخدمة، ما أدى إلى وفاة الآلاف بسبب أمراض كان يمكن علاجها بسهولة
-اما الموت الذي اصاب الشعب السوداني من كل فئاته بالسلاح السوداني و المصري ، فلقد تجاوز الثلاثمائة الف بما في ذلكً ما لا يقل عن خمسون الف من حملة السلاح .مثلا قُدِّر عدد القتلى في ولاية الخرطوم وحدها بأكثر من ٦١،٠٠٠ شخص خلال الأشهر الأولى من النزاع

٤.صمت عالمي مخزٍ وتواطؤ إقليمي
رغم فداحة الجرائم المرتكبة، لم يحظ السودان بالاهتمام الدولي الكافي، ما ساهم في تفاقم المعاناة واستمرار العنف.-
تجاهل المجتمع الدولي: في الوقت الذي حشد فيه العالم دعمه لأوكرانيا وفلسطين، ترك السودان ينزف في صمت، دون أي تدخل يذكر لإنقاذ المدنيين.
الدعم الإقليمي للفصائل المتحاربة: واصلت بعض الدول الإقليمية، مثل مصر، الإمارات، والسعودية، تقديم الدعم العسكري والمالي لأطراف الصراع، ما أدى إلى إطالة أمد الحرب.
فشل العدالة الدولية: رغم إصدار المحكمة الجنائية الدولية (ICC) أوامر اعتقال بحق مسؤولين سودانيين متورطين في جرائم دارفور، إلا أن أحدًا لم يُحاسب حتى الآن، مما شجع على استمرار الإفلات من العقاب.

٦. مأساة مستمرة وصمت لا يُغتفر
في الوقت الذي يُقتل فيه المدنيون يوميًا، ويُجبر الملايين على الفرار من منازلهم، يظل العالم غارقًا في صمتٍ مخزٍ. وسائل الإعلام العالمية نادرًا ما تذكر مأساة السودان، بينما تظل المنظمات الدولية عاجزة عن إيصال المساعدات الإنسانية بسبب استمرار القتال.
هذا التجاهل الدولي ليس مجرد إهمال، بل هو تواطؤ بالصمت، حيث يُترك شعب السودان يواجه الإبادة والمجاعة والدمار دون أدنى تدخل. في ظل هذا الوضع، تتحمل المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية لوقف هذه المأساة قبل أن تتحول إلى عار تاريخي لن يُنسى.

خاتمة: هل ما زال هناك أمل؟
رغم ظلام المشهد، فإن السودان لا يزال يمتلك شعبًا صامدًا يسعى للسلام والحرية. و بالرغمً من فشل هذا الشعب من استمرار الثورة التي اطاحت بسلطة الحركة الإسلامية و قايدها بالبشير .. فلقد ظل يخاطب العالم من خلال تنظيماته المدنية و الفئوية و من خلال الدخول في تحالفات سلمية مع حركات التحرر السودانية ؛ لكن بدون اي تقدم في ساحات صنع السلام

الحل الوحيد لإنهاء هذه المأساة يكمن في وقف فوري لإطلاق النار، إيصال المساعدات الإنسانية دون قيود، ومحاسبة جميع المسؤولين عن جرائم الحرب. أما العالم، فقد آن الأوان أن يكسر صمته المخزي ويقف بجانب شعب السودان الذي دفع ثمنًا باهظًا بسبب هذه الحرب العبثية.

نواصل

د.احمد التيجاني سيد احمد
٢٠ فبراير ٢٠٢٥ نيروبي كينيا

ahmedsidahmed.contacts@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • افتتاح ثلاثة مساجد بالأقصر.. صور
  • نائب محافظ الأقصر يفتتح المعرض التراثي وملتقى الأقصر الأول للفنون والإبداع
  • جدول القوافل التعليمية بمحافظتي الأقصر والفيوم.. الثانوية العامة والإعدادية
  • متحف المستقبل يشارك في أكبر تجمع عالمي للإبداع بتكساس
  • مستقبل وطن بالأقصر يطلق مبادرة«أهلاً رمضان» لتوفير السلع الغذائية بأسعارمخفضة
  • توفير كميات كبيرة من السلع واللحوم في معرض أهلا رمضان 2025 بالأقصر
  • السفير رضا الطايفي يفتتح الملتقى الأول لمكتبات مصر العامة
  • السودان: إبادة جماعية، مجاعة، وجرائم حرب… والمأساة المستمرة في ظل صمت عالمي مخزٍ
  • بدعم من المملكة.. إقامة مسابقة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم
  • مدبولي: كرواتيا ترغب في جذب العمالة المصرية المصري من أفضل 10 عمالة عالميًّا