في الرد على سردية حمدوك وتوصيفه أن حرب الدعم السريع هي حرب هامش
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
□□ في الرد على سردية حمدوك وتوصيفه أن حرب الدعم السريع هي حرب هامش.
□ واهم من كان يظن ان ( مرحاكة) الحرب الحالية عبثية.. لان الحرب العبثية لا تستهدف تجريف الحياة، وتصل إلى مرحلة أخذ مؤن الخريف عنوة واقتداراً.
□ ويشوبها في ذلك انتهاك لأعراض الناس، يصل مرحلة الفدية للإفراج عن النساء والرجال.
□ إنها حرب مخطط لها، تمت تهيئة اسبابها بأيدي دموية لإغراق البلاد في أوزارها التي لم تبقي ولم تذر.
□ هذه الحرب الفرق بينها وبين حروب السودان طويلة الأمد، كونها حرب تفكيك وتجريف للحياة عبر التغيير الديمغرافي الذي بدء ينخر عظم الهامش والمهمشين من لدن(أردمتا) إلى قرى الجزيرة النائية، التي لا يعرف أهلها شق البطيخ ناهيك عن ضرب السلاح!
□ الحروب التي ضربت السودان كانت وما زالت حروب مطلبية، صحيح قد يعتلى شعارتها التفكيك، ولكن في واقع الأمر لم تبلغ مرحلة الوصف بأنها غير حرب سعى قادتها وجنودهم إلى إحقاق الحد الادنى من المطالب التنموية، حتى الجنوب وصل إلى تقرير المصير والانفصال لكنه لم يخدش تماسك الدولة كما فعل ( الجنجويد)، الذين لا يمكن وصفهم بغير (الجنجويد ).
□ لانهم فاقوا التتار بشاعة، والمغول جبروتاً، والبربر وحشية، باستهدافهم لكل من طالته أيديهم.
□ وهذا يتنافى مع حديث ( حمدوك) حول جذور الحرب وازدياد رقعة التهميش، فقد اخطأ القسمة، وأساء الترتيب بتبريره للكوارث السياسية التي ارتكبتها وظلت ترتكبها ( تقدم ) ومن خلفها مركزي الحرية والتغيير، بايجاد التبرير لجرئم ( الجنجويد ) وتوصيف الحرب الحالية بانها امتداد لحروب الهامش، لان ( الجنجويد ) أعداء الهامش قبل المركز.
□ وقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك ذلك.
□ حالة التخبط والعشواء التي تعتري تقدم ومن لف لفها لا تزيد شيئاً غير الأسى على الاناء الآسن الذي يلعق فيه ومنه من كنا نتوهم انهم قوى التغيير.
فيصل سعيد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم
ما يقوم به عبدالرحيم دقلو من إظهار للاهتمام بالنازحين في زمزم وإن كان القصد منه المتاجرة السياسية إلا أنه يظل فعل إيجابي. إظهار المليشيا الاهتمام بأمر المواطن هو فعل إيجابي ويجب التعاطي مع بإيجابية.
الحرب بين الدولة والدعم السريع مستمرة ولا هوادة فيها. ولكن من الضروري إيجاد أرضية مشتركة فيما يتعلق بحماية المواطن.
وجود قواعد للحرب يراعيها الجميع ويحترمها هو خطوة أولى نحو السلام. ومن المفيد بل من الضروري جر الجنجويد والقوات المتحالفة معهم إلى الإلتزام بحماية المدنيين وعدم استهدافهم وحصر الحرب لتكون مع القوات المقاتلة.
إذا التزم الجنجويد بقواعد الحرب على الأقل فيما يتعلق بالمدنيين سيكون هذا مكسب سياسي لأنه سيحسن من صورتهم، هذا مكسب سياسي للعدو ولا شك، ولكنه من ناحية أخرى مكسب لحياة المواطن، وفي نفس الوقت يرفع عبء إنساني كبير عن الدولة، لأن استهداف المواطنين من الجنجويد تتحمله الدولة بشكل أو بآخر كعجز عن الحماية أو كتقاعس وتكلفته الأخلاقية والسياسية أعلى من مكسب إدانة المليشيا المشوهة أصلا.
صحيح مجرد التفكير في جعل الجنجويد يقاتلون بشرف يبدو وكأنه حلم، ولكن يجب على الحكومة أن تسعى لذلك من أجل المواطن أولا، ومن أجل أن تريح نفسها من التداعيات السياسية والاجتماعية لما يقوم به الجنجويد، ففي النهاية إجرام الجنجويد له آثار تتجاوز الجنجويد إلى الدولة والمجتمع وإلى المستقبل. الحكومة يجب أن تفكر في هذا أكثر من استثمار الجرائم التي يرتكبها الجنجويد للحشد السياسي والعسكري. لقد تجاوزنا هذه المرحلة. والدولة يجب أن تقدم خطابا للشعب أفضل من خطاب المظلومية والتباكي على ما تقوم به المليشيا من جرائم. يجب أن تقدم مشروعا سياسيا متكاملا ومقعنا.
حليم عباس
إنضم لقناة النيلين على واتساب