تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

فقد الفن المصري والعربي رمزا فنيا كبيرا، برحيل الفنان القدير صلاح السعدني، الذى وافته المنية، أمس الجمعة، عن عمر يناهز الـ٨١ عامًا.

وقدم الفنان القدير صلاح السعدني مسيرة فنية حافلة على مستوى أضلاع الفن الثلاث السينما والمسرح والتليفزيون، وأبدع بالتنوع في تجسيد كافة ألوان الشخصيات الفنية، وقدم مختلف الأدوار التى لاقت قبولاً كبيراً مع الجمهور، وحققت نجاحات كبيرة على مستوى العالم العربي، وأبدع من خلال رحلته الدرامية بالعديد من البصمات التى تركت أثراً لدى الجمهور، وقدم الشخصيات الفنية التى عاشت داخل وجدان المشاهد المصري والعربي، وفى السطور التالية نرصد لكم رحلة عمدة الدراما صلاح السعدني.

"ليالي الحلمية".. العمدة سليمان غانم

قدم الفنان القدير صلاح السعدني العديد من الأعمال الدرامية خلال مشواره الفنى، ومن أبرز تلك الأدوار التي قدمها شخصية العمدة سليمان غانم، ورغم أن الشخصية لم تكن له من البداية، وتم ترشيح الفنان يحيي الفخراني أولا ولكنه استقر على تقديم شخصية سليم البدرى، ثم الفنان سعيد صالح، ولكنه اشترط أن يحضر التصوير ساعتين فقط خلال اليوم، لارتباطه بعرض مسرحي، وجاء فى الأخير الفنان صلاح السعدني، ليقدم شخصية العمدة سليمان غانم، والتى حققت نجاحاً استثنائياً، وذلك للطابع الكوميدي الذى قدمه الفنان صلاح السعدني للشخصية، والأداء الجسدي والحركي و الانفعالات التى أضافت بصمة بطابع خاص للشخصية، ليظل ملاصقا للفنان صلاح السعدني لقب العمدة.

أرابيسك.. نقلة مغايرة بدور الفتى الشعبي

كعادة الفنان القدير صلاح السعدني فى هواية التنوع الفني، فاجأ الجميع بشخصية الفتى الشعبي "حسن" من خلال أحداث مسلسل "أرابيسك"، والذى يعد أحد أهم أعمال الفنان صلاح السعدني، حيث أبدع بأداء شخصية فتى الحارة والذى يجمع فى شخصيته العديد من التناقضات بين سهرات الكيف، والجدعنة والشهامة وطباع ابن البلد، ويملك موهبة بين أنامله وهى حرفة الأرابيسك.

يبدع الفنان صلاح السعدني بتقديم مفردات الشخصية بداية من المظهر الخارجي، والشعر المصفف بشكل عشوائي ليعطي دلاله عن تركيبة حسن العشوائية، ونظرات فنية تعد دروساً فى عالم التمثيل.

المسلسل حقق نجاحاً كبيراً واستطاع أن يصل إلى قلوب الجماهير ويخطف عقول المتابعين، ليستمر السعدني أنه عمدة الدراما المصرية.

الأصدقاء "مسلسل اجتماعي بشكل مختلف"

شارك الفنان صلاح السعدني فى تقديم مسلسل اجتماعي "الأصدقاء"، والذى أظهر جانب الصداقة لثلاث أشخاص جمعهم العمر، وأظهر المسلسل الجانب والتصاعد والتباين بينهم، ورغم ذلك يظل الود والخير يجمعهم.

رسخ المسلسل فكرة الصداقة والروابط القوية التى لا تزعزعها أى اختلافات أو تباين أو أحداث تمر برباط الأيام والعمر بين الأصدقاء.

تحدى إعادة إحياء الأعمال الفنية

قدم الفنان صلاح السعدني العديد من الأعمال الدرامية، بأعمال تعد إعادة إحياء فني للكثير من الأعمال السينمائية، وهو ما يمثل تحديا فنيا بتقديم شخصيات فنية اعتادها الجمهور، وأبرز تلك الأعمال..

مسلسل الباطنية..  مبارزة فنية مع الملك

قدم الفنان القدير صلاح السعدني دورا جديدا من سلسلة إبداعات الدراما، ومحطة فنية جديدة من محطات الإبداع الفني، من خلال مسلسل "الباطنية"، والذى يعتبر تحديا جديدا فى مشوار العمدة صلاح السعدني، حيث يعتبر المسلسل إعادة إحياء فني للفيلم الناجح "الباطنية"، خاصةً أن من قام بدور إبراهيم العقاد فى الفيلم هو "الملك" فريد شوقي، ولأن صلاح السعدني له بصمة فنية مختلفة، وقدرات إبداعية يغرد بها خارج سرب النجوم، أقدم على تلك الخطوة وقدم من خلال المسلسل ملحمة فنية حققت الكثير من النجاح مع الجمهور، وترك بصمة فنية معتادة كسابق أعماله.

عمارة يعقوبيان.. السعدني فى مواجهة نور الشريف

من العلامات المضيئه فى تاريخ الفنان صلاح السعدني، دوره فى مسلسل "عمارة يعقوبيان"، بعد إعادة إحياء العمل من الفيلم السينمائي "عمارة يعقوبيان".

قدم الفنان القدير صلاح السعدني شخصية الحاج عزام، والذى قام بتقديمها سينمائياً الفنان نور الشريف، وهي شخصية لها العديد من الأبعاد المختلفة والجوانب الخفية، فى رحلة صعود سياسي واقتصادى لماسح الأحذية، واستطاع السعدني أن يقدم شكلاً فنياً مختلفاً على مستوى الدراما عما قدم الفنان نور الشريف سينمائياً، وهو ما يمثل تحدي الابتعاد عما رآه الجمهور، وإعادة الطرح الفنى للشخصية بمفاتيح فنية جديدة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الفن صلاح السعدنى وفاة الفنان صلاح السعدني ليالي الحلمية العمدة صلاح السعدني الفنان القدیر صلاح السعدنی الفنان صلاح السعدنی إعادة إحیاء العدید من من خلال

إقرأ أيضاً:

دراما المرأة.. من الهامش إلى النجومية

علي عبد الرحمن (القاهرة)

أخبار ذات صلة 10 ممثلات عربيات في صدارة الدراما المصرية أسماء أبو اليزيد في «مملكة الحرير»

بدأت المرأة العربية رحلتها في عالم الدراما منذ بداياتها، تظهر كظل خافت على هامش الحكاية، كأنها مجرد انعكاس لمجتمع أرادها دائماً داعمة، صامتة، ومطيعة، وكانت خلف تلك الشخصيات البسيطة، براكين من القوة والكفاح تنتظر اللحظة المناسبة للظهور.
مع مرور الزمن، تحولت المرأة من مجرد ظل إلى نجم يضيء عوالم الحكايات، وتطرح أسئلة حول الحرية والعدالة والهوية. وبذلك شهدت الدراما العربية صعود المرأة كقائد للسرد، ورمز للتحولات المجتمعية وكاشفة للصراعات الداخلية والخارجية التي تعيشها.

نسخ مهمشة
في ستينيات القرن الماضي، كانت الدراما العربية تخطو خطواتها الأولى، حيث ظهرت الشخصيات النسائية كنسخ مهمشة من الواقع الاجتماعي القاسي، وجاء المسلسل المصري «هارب من الأيام» عام 1962، بطولة عبدلله غيث ومديحة سالم، وإخراج نور الدمراش، من أوائل الأعمال التي تناولت موضوع المرأة، حيث كانت تُعرض كخلفية درامية للرجل البطل، لكن المسلسل أشار إلى صراع المرأة الداخلي ضد القيود الاجتماعية المفروضة عليها.
وفي الدراما الشامية، بدأ التمرد النسائي يظهر بشكل أوضح في مسلسلات مثل «أسعد الوراق» عام 1975، بطولة منى واصف، حيث قدمت الشخصيات النسائية تحديات تتجاوز الأدوار التقليدية، وكانت المرأة السورية في هذا العمل رمزاً للتمرد، وتعبّر عن النضال الاجتماعي والاقتصادي.

كسر القيود
في السبعينيات من القرن الماضي، بدأت المرأة تكسر القيود التي كانت تكبلها، وتحولت من مجرد خلفية للأحداث إلى محور أساسي في البناء الدرامي، حيث قدم المسلسل المصري «الضباب» عام 1977 بطولة كريمة مختار، المرأة كمحرك رئيس للأحداث، وظهرت النساء في العمل مطالبات بالحقوق التي طالما حُرمن منها، متحديات الأدوار التقليدية.
وفي الخليج، بدأت الدراما تتناول قضايا النساء بطريقة أعمق، وكان مسلسل «إلى أبي وأمي مع التحية» عام 1979، بطولة حياة الفهد، من الأعمال التي قدمت المرأة الخليجية كعنصر فاعل في الأسرة والمجتمع، وبدأت الشخصيات النسائية تعكس الواقع الذي تعيشه، محاولة التوفيق بين طموحاتها الشخصية وحياتها العائلية.
وفي الدراما الشامية، بدأت علامات التغيير تظهر مع أعمال مثل «حارة الصيادين» عام 1979، الذي قُدمت فيه الشخصيات النسائية كرمز للمجتمع، تتحدى القيود التقليدية وتسعى لإثبات نفسها في سياق اجتماعي ضاغط.
وقدم هذا العمل تصوراً متقدماً لدور المرأة، ونماذج تعكس الصراعات والتحديات التي تواجهها في حياتها اليومية.

ثورة درامية
وشهدت فترة الثمانينيات من القرن الماضي ثورة درامية حقيقية في تمثيل المرأة على الشاشة، ففي مصر، قدم مسلسل «ليالي الحلمية» عام 1988 نموذجاً للمرأة القوية التي تتحدى الأدوار التقليدية وتبحث عن استقلالها في سياق اجتماعي يعاني من القيم التقليدية، وتعكس الشخصية الرئيسة في هذا العمل صراع المرأة مع التوقعات المجتمعية والبحث عن تحقيق ذاتها.
وفي الدراما الخليجية، شهدت هذه الفترة تقديم مسلسلات تتناول قضايا المرأة بجرأة، ومنها «خالتي قماشة» عام 1983، الذي قدمت فيه حياة الفهد، صورة المرأة الخليجية التي تسعى لتحقيق طموحاتها، متجاوزةً القيود التقليدية ومواجهةً التحديات الاجتماعية.
أما الدراما الشامية، فقدمت في مسلسل «الأجنحة» عام 1984 شخصية المرأة المثقفة التي تتمرد على القيود، باحثة عن هويتها في عالم يفرض عليها التبعية. وتعكس هذه الشخصيات صراع المرأة السورية مع التقاليد والمجتمع الذي كان يضع حدوداً صارمة لدورها.

تحرر واستقلال 
مع دخول التسعينيات من القرن الماضي، تطورت صورة المرأة بشكل غير مسبوق في الدراما العربية.
وفي مصر، قادت ليلى علوي مسلسل «التوأم»، الذي قدم المرأة كشخصية مستقلة، تعيش واقعاً مليئاً بالتحديات، وتواجهه بعقلانية وإرادة حرة.
وفي الخليج، ظهرت المرأة بشكل أكثر تعقيداً ونضجاً، حيث قدمت فاطمة الحوسني في مسلسل «دارت الأيام» شخصية المرأة المتعلمة والمثقفة التي تسعى لفرض نفسها في مجتمع يفرض عليها قيوداً صارمة.

صنع الحكاية
مع الألفية الجديدة، أصبحت المرأة العربية مركز الدراما، وقادت نيللي كريم مسلسل «سجن النسا» الذي قدم شخصية المرأة التي تعاني من قسوة المجتمع، وتحتفظ بصلابة داخلية تجعلها قادرة على مواجهة الظلم.
وفي الخليج، تألقت هدى حسين في مسلسل «أم هارون»، الذي عرض قصة امرأة قوية تتحدى تقاليد مجتمعها التي فُرضت عليها، لتصنع لنفسها مكاناً جديداً وسط التحولات الاجتماعية الكبرى التي تشهدها منطقة الخليج.
وفي الدراما الشامية، عُرض مسلسل «خمسة ونص» قوة المرأة في مواجهة الظلم، حيث قدمت نادين نسيب نجيم دوراً مميزاً يعبر عن معاناة المرأة اللبنانية وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية.

انعكاس للواقع
تقول الناقدة الفنية منّة عبيد: «لم تقتصر رحلة المرأة العربية في الدراما على التحول في الأدوار التمثيلية فحسب، بل كانت أيضاً انعكاساً لواقع اجتماعي وثقافي متغير، فقد ارتفعت نسبة الأعمال التي تركز على قضايا النساء بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مما يعكس تغييراً في التوجهات الثقافية والاجتماعية».
ومن المتوقع أن تستمر المرأة في توسيع دورها في الدراما، حيث تسهم التكنولوجيا الحديثة والبث الرقمي في فتح آفاق جديدة للتعبير عن قضاياها، وقد نرى أعمالاً تتناول موضوعات مثل التمرد الاجتماعي والتغيير الثقافي بطرق مبتكرة، مما يعزز صورة المرأة كقوة فاعلة في تشكيل المجتمع.

تشكيل المفاهيم 
شددت الناقدة منّة عبيد على أن دراما المرأة تظل مرآة تعكس واقعاً معقداً، وبفضل تطورها، لم تعد مجرد متفرجة على التغيرات، بل صانعة لها، تسهم في إعادة تشكيل المفاهيم الثقافية والاجتماعية، مؤمنة بأن رحلتها لم تنته، وفي صعود مستمر نحو مستقبل أكثر عدالة.

تحدي القيود
في الدراما الشامية، أبرز مسلسل «أبناء وأمهات» تطور صورة المرأة من خلال تقديم شخصيات نسائية تتحدى القيود، وتبحث عن فرص جديدة في المجتمع.
وتميزت هذه الشخصيات بالقوة والاستقلالية، مما ساعد في تعزيز صورة المرأة الشامية كمحور أساسي في الحكايات الدرامية.

مقالات مشابهة

  • دينا فؤاد تنشر صورا من المسجد الحرام برفقة ابنتها.. والجمهور: اللهم تقبل
  • محمد رمضان يشوق الجمهور لـ فيلمه الجديد "أسد".. وهذا موعد طرحه
  • رشوان توفيق: القوة الناعمة ناقل حقيقي للواقع ولها سلطان قوي على الجمهور
  • وفاة نجم مسلسل Days of Our Lives دريك هوغستين عن عمر يناهز 70 عامًا
  • «العوضي ومكي وياسمين عبدالعزيز».. الخريطة المبدئية لمسلسلات رمضان 2025
  • نوستالجيا... أجر حسن يوسف في مسلسل "أمير الدعاة": رحلة فنية تسجل تاريخ الدراما المصرية
  • أسرار جريئة.. ابنة نشوى مصطفى تكشف سر رفضها مشاهدة أعمال والدتها (صور)
  • «لا داعي للانتظار».. نشوى مصطفى تكشف سبب تفكيرها في اعتزال الفن
  • فى ذكرى رحيل أحمد رمزي.. قصة إنقاذ حياة عبدالحليم حافظ
  • دراما المرأة.. من الهامش إلى النجومية