بعد الهجوم الإيراني.. هل إسرائيل هي المتسبب في الضربة الأخيرة على أصفهان ومعسكر «كالسو» بالعراق؟
تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT
تزايدت التوترات بين إسرائيل وإيران عقب ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في مطلع أبريل الجاري ونسب ذلك لإسرائيل، وهو ما ردت عليه إيران بهجوم على الدولة العبرية قبل أيام.
ونقلت وسائل إعلام أمريكيّة، مساء الخميس، عن مسئول أمريكي قوله إنّ إسرائيل شنّت ضربة ضدّ إيران ردًّا على الهجوم الإيراني الذي استهدفها في نهاية الأسبوع الفائت.
وقال مسئولون أمريكيون إن إسرائيل وجهت ضربة صاروخية لإيران ليلة الجمعة.
يأتي ذلك بعد أسابيع من تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، وقع خلالها هجومٌ إسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، لتردّ إيران بهجوم مباشر غير مسبوق على إسرائيل.
ونشرت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، مقطع فيديو لمنشأة نووية في أصفهان، لا تظهر فيه أي دلائل على التعرّض لهجوم.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم وقوع أضرار بمنشآت إيران النووية.
تقع محافظة أصفهان على مساحة واسعة في قلب إيران، وتكتسب المحافظة اسمها من اسم أكبر مدينة فيها.
وتضم أصفهان بنية تحتية عسكرية إيرانية هامة، بينها قاعدة جوية كبرى، ومجمع كبير لإنتاج الصواريخ، فضلا عن العديد من المنشآت النووية.
وأشار التلفزيون الرسمي اللإيراني إلى أن "متسللين" أرسلوا طائرات مسيرة صغيرة من داخل البلاد أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها "متسللون من داخل إيران".
وألقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي كلمة صباح الجمعة لم يتطرق فيها إلى الانفجارات التي سمع دويها في وسط البلاد ولم تربطها السلطات بالتوتر مع إسرائيل.
وتحدث رئيسي أمام مئات الأشخاص الذين تجمعوا في مدينة دامغان (شمال شرق) باقتضاب عن الوضع الدولي المتوتر في الشرق الأوسط بعد الهجمات غير المسبوقة بمسيرات وصواريخ إيرانية على إسرائيل.
ولم يشر الرئيس إلى الانفجارات التي سُمع دويها بالقرب من مدينة أصفهان بوسط البلاد، وقال مسئولون أمريكيون إنها هجوم إسرائيلي.
وضغطت واشنطن وقوى عالمية أخرى على إسرائيل لعدم الرد أو لضمان أن تكون أي ضربة انتقامية محدودة لمنع اشتعال صراع أوسع نطاقا .
ودعت الدول في جميع أنحاء العالم الجمعة الجانبين إلى تجنب المزيد من التصعيد.
واعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن التعليق المحدود لإيران على الهجوم الإسرائيلي، يشير إلى أن طهران لا تخطط للانتقام، وهو رد بدا أنه يهدف إلى تجنب حرب على مستوى المنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن تقليل وسائل إعلام ومسئولون إيرانيون من حجم الهجوم عندما أشاروا إلى أنه هجوم من قبل "متسللين"، وليس من قبل إسرائيل، مما يتجنب الحاجة إلى الانتقام، وهو ما بين رغبتهم في إيقاف "دورة الردود الإنتقامية" بين إيران وإسرائيل.
وقالت “نيويورك تايمز” إن رد الفعل الخافت بعد الضربة الإسرائيلية من كلا البلدين يشير إلى أنهما يريدان تخفيف التوترات.
الهجوم على العراقوأفادت خلية الإعلام الأمني في العراق، بحدوث انفجار وحريق داخل معسكر “كالسو” شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، الجمعة، مما أدى إلى مقتل أحد منتسبي الهيئة وإصابة 8 آخرين بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة.
وورد في بيان الجيش وفقا لما نقلته وكالة الأنباء العراقية: “في الساعة (0100) الواحدة بعد منتصف ليلة أمس، حدث انفجار وحريق داخل (معسكر كالسو) شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، مما أدى إلى استشهاد أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة (8) آخرين من بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة”.
وتابع الجيش في بيانه: “أبطال الدفاع المدني في بابل والجهات الساندة، بذلوا جهوداً كبيرة وإجراءات سريعة وتعزيزات منعت امتداد الحريق لمسافات أبعد وتمكنت من السيطرة عليه بوقت قياسي.. وتم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث”.
وأضاف: “من خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل، فيما أكد تقرير قيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار”.
وأكّد مسئول في وزارة الداخليّة العراقية من جهته، أنّ الانفجار استهدف “مقرّ الدروع التابعة للحشد الشعبي”، مضيفا أنّ “الانفجار طال العتاد والأسلحة من السلاح الثقيل والمدرّعات”.
ويأتي هذا الانفجار الذي شهده العراق ولم تتبنّه أيّ جهة على الفور، في ظل ما تشهده المنطقة من تداعيات حرب إسرائيل في غزة.
كما يأتي بعد نحو يوم من وقوع انفجارات قرب قاعدة عسكريّة في منطقة أصفهان وسط إيران، حيث قلّلت السلطات من تأثيرها، دون أن تتّهم إسرائيل مباشرة بالوقوف وراءها، كما لم يصدر تعليق من إسرائيل على الهجوم.
ووقع ذلك بعد أقلّ من أسبوع على هجوم إيراني غير مسبوق ومباشر ضدّ إسرائيل ردا على استهداف مقر القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق أول أبريل الجاري.
وتحدثت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن انفجارات متزامنة في أصفهان بإيران والسويداء بسوريا وبغداد وبابل في العراق.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) بعدم وقوع "أضرار كبيرة" في إيران، بعد التقارير عن سماع دويّ انفجارات قرب مدينة أصفهان (وسط) فجر الجمعة.
وذكرت الوكالة: "بعد تفعيل الدفاع الجوي في بعض مناطق البلاد، تُشير التقارير إلى عدم وجود أضرار بالغة أو انفجارات كبيرة ناجمة عن تأثير أيّ تهديد جوّي".
وأضافت الوكالة أنه في محافظة أصفهان بوسط البلاد، حيث سمع دوي الانفجارات، فإن "المنشآت المهمة، وخاصة المنشآت النووية، آمنة تماما ولم يتم الإبلاغ عن أي حوادث هناك".
وبحسب وكالة "تسنيم"، نفت الأمانة العامة للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تقارير حول أنّ هذه الهيئة التي يرأسها رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة إبراهيم رئيسي قد عقدت اجتماعا طارئا الجمعة عقب سماع دويّ الانفجارات.
وكانت إسرائيل قد توعدت بالرد بعد شن إيران هجوما بمئات الصواريخ والمسيرات على الدولة العبرية نهاية الأسبوع الماضي اعتُرضت غالبيتها.
وجاء الهجوم الإيراني عقب ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق ونُسبت لإسرائيل.
وسبق طهران أن توعدت برد قاسٍ على الغارة الجوية التي استهدفت قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى مقتل 13 شخصا، من بينهم سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني وستة مواطنين سوريين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القنصلیة الإیرانیة فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
التايمز: إيران "المكشوفة" تخشى الانتقام من إسرائيل
عندما نفذت إسرائيل غارتها الجوية الثانية على إيران الشهر الماضي، رداً على هجوم صاروخي إيراني، قللت طهران من أهمية الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة ووصفتها بأنها "محدودة".
طهران حذرة من الرد بينما دفاعاتها الجوية معطلة
ومع ذلك، فقد توعدت طهران بالرد، وقالت هذا الأسبوع إن الانتقام سيكون "حاسماً".
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن هذا التهديد قد لا يتحقق في ظل تفكير إيران في موقفها الهش، فقد دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية في 26 أكتوبر (تشرين الأول) جميع بطاريات الدفاع الجوي الروسية الصنع من طراز إس 300، والعديد من منشآت الرادار على طول ممر يترك البلاد تحت رحمة إسرائيل، وفقاً لمسؤول غربي مطلع على الأضرار.
وقال: "ستستغرق إعادة بناء الدفاعات الجوية عاماً كاملاً. وهذا سيجعلهم يفكرون مرتين قبل ضرب إسرائيل".
Tehran is wary of retaliation while its air defences are crippled — and unrest is growing among a population weary of hardline Islamist rulehttps://t.co/bJOjewhhJA
— The Times and The Sunday Times (@thetimes) November 21, 2024
وجاءت الغارات الجوية ردا على إطلاق إيران عدة مئات من الصواريخ الباليستية على منشآت عسكرية في إسرائيل، في أعقاب اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إلى جانب مسؤول عسكري إيراني كبير. وتسببت هذه الاغتيالات، أثناء الهجوم الإسرائيلي الذي دمر الميليشيا المدعومة من إيران، في إحراج طهران بشدة، التي انتقدها أنصارها لعدم تدخلها.
ولكن إيران تدرك أن التفاوت لم يكن قط أكثر وضوحاً بين قوة مثل إسرائيل، وجيشها ضعيف التسليح ودفاعاته الجوية المتقادمة والميليشيات المتحالفة معها. ففي موجة واحدة من الغارات الجوية، نجحت إسرائيل في شل الدفاعات الجوية الإيرانية وعرقلة برنامج تصنيع الصواريخ لديها.
Systemic Failure of Israel’s Air Defense systems. Hebrew media had a black out on casualties right now.
In case of a response, Iran has vowed to send 1000 more… pic.twitter.com/lUnjSSeQIH
ولكن إيران تخشى أن تكون الضربة التالية أكثر تجرؤاً. فقد أشارت إسرائيل إلى أنها قد تضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، هذا الأسبوع إن أحد الأهداف في الضربات التي شنت في أكتوبر (تشرين الأول) أصاب "مكوناً" في البرنامج النووي الإيراني، في إشارة إلى منشأة بارشين. وقد نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن تكون المنشأة نووية.
وتلفت الصحيفة إلى أن مخاوف إيران تمتد إلى ما هو أبعد من برنامجها النووي الضعيف. ففي خطابين مسجلين بالفيديو موجهين إلى الشعب الإيراني، شجع نتانياهو الإيرانيين على الانتفاضة ضد النظام غير الشعبي الذي يقوده المرشد الأعلى آية الله خامنئي، الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، والذي ينشغل بمسألة خلافته.
ويفضل المرشد ابنه مجتبى لهذا المنصب بعد وفاة المرشح الآخر، الرئيس إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية في وقت سابق من هذا العام. وأدى الصراع مع إسرائيل في خضم الاستعدادات الجارية للخلافة إلى مزيد من التوتر.
أدرك النظام الإيراني دائماً يدرك أنه يقاتل على جبهتين: جبهتان خارجيتان، في الأساس ضد إسرائيل من خلال وكلائها الضعفاء الآن، وحرب داخلية ضد غالبية مواطنيه، الذين يعارضون حكمه الإسلامي المتشدد.
اضطرابات اجتماعية
وسادت موجة من الاضطرابات الاجتماعية في البلاد في أعقاب وفاة مهسا أميني في عام 2022، التي توفيت في مركز احتجاز للشرطة بعد أن ألقت الشرطة الأخلاقية القبض عليها بزعم عدم ارتدائها الحجاب.
وفي الوقت نفسه، أجبرت إعادة فرض العقوبات الأمريكية في عام 2018 الحكومة على زيادة الضرائب على شعبها وإدارة عجز ميزانية متضخم، مما أبقى التضخم السنوي قريبًا من 40 في المائة. وسجلت انتخابات البرلمان والرئاسة هذا العام رقماً قياسياً في انخفاض نسبة المشاركة حيث دعت المعارضة إلى المقاطعة.