* لم تفاجئنا المسيرات الغاضبة والهتافات الحانقة التي لاحقت قادة (تقدم) في العاصمة الفرنسية باريس، وفي مدينة مونتيرو الفرنسية أمس، ونجزم أن جموع السودانيين سيلاحقونهم في أي مكان يظهرون فيه إلى العلن، مع ملاحظة أنهم ظلوا يتجنبون ذلك الظهور منذ بداية الحرب التي أوعدونا بها، وساندوا من قتلوا أهلنا وسحلوهم فيها.

* لكل فعل رد فعل، والمؤكد أن مظاهرة الجنجويد ومساندتهم إعلامياً ودعمهم سياسياً بعد كل الجرائم المروعة والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبوها في حق ملايين السودانيين لن تمر من دون حساب، لا على المستوى العدلي والقانوني فحسب، بل على المستوى الجماهيري أولاً، فالشعب السوداني لن يسامح ولن يغفر لجنجويد قحت وتقدم وقوفهم المخزي مع جنجويد ومرتزقة المجرم الأثيم حميدتي وشقيقه الباغي الشقي عبد الرحيم دقلو وبقية فلول وإرهابيي الدعم الصريع.

* ما يفاجئنا حقنا استغراب قادة (تقدم) للغضب الجماهيري الهادر الذي لاحقهم مؤخراً، ولا ندري ماذا كانوا ينتظرون من جموع السودانيين بعد أن أداروا ظهورهم لشعبهم (الأسمر)، وتنكروا لمعاناته وآلامه، ولم يكتفوا بمساندة الجنجويد على المستويين السياسي والإعلامي فحسب، بل سعوا بكل قوتهم لإنكار جرائمهم ومحاولة تخفيفها وربطها بانتهاكات مزعومة للجيش، مع تمام علمهم بأن جيش الوطن لا يستهدف شعبه، ولا يقتل مواطنيه، وأن الخسائر التي تقع بين المدنيين بسبب بعض عملياته ليست مقصودة في ذاتها، لأن القصف الجوي الذي يحاولون إدانة الجيش بسببه لا يستهدف المدنيين أصلاً، بقدر ما يستهدف المتمردين الذين يحولون بعض الأعيان المدنية إلى منصات عسكرية، ينطلقون منها لمهاجمة الجيش في كل مكان!

* لو كان الجيش يقتل شعبه كما يزعمون لما هرب ملايين السودانيين من مناطق انتشار الجنجويد إلى مناطق سيطرة الجيش بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة والخدمات المستقرة.
* انحياز المتقزمين للمليشيات المجرمة لا ينحصر في محاولات إنكار أو تخفيف الجرائم المنكرة التي ارتكبها المتمردون في حق ملايين السودانيين، ولا في استهداف الجيش ومحاولة مساواته بمجرمين استعانوا بمرتزقة من كل دول الجوار للتنكيل بأهل السودان، بل يمتد لاستهداف كل من يعلن مساندته للجيش، وكل من يجاهر برفض انتهاكات المليشيا ويجتهد في توثيقها (أمجد فريد مثالاً)!

* أسوأ من ذلك أنهم (أي جماعة تقدم) يتبنون أي رواية يرددها مرتزقة الدعم السريع ويجاهدون لترسيخها في أذهان العامة، فإذا زعم الدعم الصريع أنه لم يبدأ الحرب واتهم الجيش بإشعال نارها ساندوه في مقاله الكذوب، ورددوا ترهاته بجرأة تثير الحنق في النفوس، وإذا ادعى أن الجيش يمثل مليشيا مليشيات كيزانية نسجوا على منواله وكرروا مقاله، وإذا ولولت المليشيات من ضربات الجيش لها وادعت أنه يستهدف المدنيين ولولوا معها، وفاقوها في البكاء والنحيب مثلما تفعل النائحة المستأجرة!

* وإذا أنكر المجرم حميدتي شرعية قيادة الدولة قلّدوه في الإنكار، مع ثبات سعيهم للجلوس مع تلك القيادة بحثاً عن السلطة بانتهازية يحسدون عليها!

* أعجب من ذلك أنهم (أي قادة تقدم) يتهمون مساندي الجيش بتسعير الحرب وإزكاء نارها، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد الدول التي توفر الأسلحة والذخائر والعتاد الحربي والدعم اللوجستي للمتمردين، بجسر جوي أثبتته كبريات الصحف ووسائل الأنباء العالمية، وأنىّ لهم أن يفعلوا ما يُغضب الكفيل؟

* الحقيقة أنهم ولغوا في العمالة وشربوا من كؤوس الخيانة حتى الثمالة، ح قطعوا كل وشيجة تربطهم بشعبهم المنكوب، سيما بعد أن أقدموا على توقيع اتفاق سياسي قبيح المعالم، قميء التفاصيل مع قائد المرتزقة في أديس، وتمسكوا به ورفضوا إلغاءه أو التخلي عنه حتى بعد أن سار عليه المجرم بالممسحة، وفعل بالملايين من أهل ولاية الجزيرة الأفاعيل بعد التوقيع!

* سنهرق حبراً كثيفاً إذا أردنا أن نعدِّد ونحصي أوجه خيانة ومساندة المتقزمين للمرتزقة، إذا تفرسنا حقيقة مواقف قادة (تقدم) والمتحدثين باسمها، سنجدهم أشدُّ تطرفاً من المتمردين أنفسهم، وأوفر دعماً للجنجويد وأكثر حرصاً على تبرئتهم من جرائمهم ومحاولة إلصاقها جملةً وقطاعي بالجيش ومسانديه، وبعد ذلك كله يدعون أنهم محايدون.. وأنهم حريصون على السلام!

* أعجب من ذلك أنهم يتمسكون بذلك الحياد الزائف الكاذب المخادع، حتى ولو أنكره عليهم أكبر أحزاب تقدم (الأمة القومي) ودمغهم بتهمة الانحياز الصارخ للجنجويد، ولو نسج على منوال (الأمة) المكتب القيادي للتجمع الاتحادي.. الذي ينتمي إليه بابكر فيصل وجعفر سفارات وود الفكي وبقبة جنجويد المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي.

* ستستمر الملاحقة الشعبية في كل مكان، ولن تتوقف مطاردة السودانيين لمساندي المليشيات في أي جحرٍ في الكوكب، وستنتقل إلى السودان لاحقاً لو امتلكوا الجرأة اللازمة للعودة إلى وطنٍ باعوه بأبخس ثمن، ونجزم أنهم لن يفعلوا لأنهم باتوا يعلمون ما ينتظرهم في الداخل، بعد أن شاهدوا (المناظر) خارج السودان!

د. مزمل أبو القاسم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بعد أن

إقرأ أيضاً:

تقرير أممي: تحديات في إحصاء الفارين السودانيين إلى ليبيا

ليبيا – تقرير أممي: أكثر من 210 آلاف سوداني فروا إلى ليبيا منذ أبريل 2023

تدفق اللاجئين السودانيين إلى ليبيا

كشف تقرير إخباري صادر عن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن أكثر من 210 آلاف سوداني فروا إلى ليبيا منذ اندلاع الصراع في بلادهم في أبريل 2023.

أرقام وإحصائيات عن اللاجئين

وأشار التقرير إلى أن بلدية الكفرة لوحدها استقبلت 173 ألف لاجئ، بمعدل يومي يتراوح بين 400 و500 وافد جديد. كما أصدرت السلطات في البلدية نحو 125 ألفًا و20 شهادة صحية خلال العام 2024.

تحديات تواجه الإحصاء الدقيق

تطرق التقرير إلى الطبيعة غير المنتظمة لدخول اللاجئين وغياب بيانات دقيقة ومحددة. وأضاف أن الحدود الشاسعة التي تربط ليبيا بكل من تشاد ومصر والسودان، وتحركات اللاجئين نحو المدن الساحلية، زادت من صعوبة تقديم أرقام دقيقة حول أعداد الفارين السودانيين المتواجدين في ليبيا.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • باسم ياخور يهاجم فيصل القاسم .. فيديو
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم والفاشر وسط تقدم قوات الجيش
  • ماذا تكشف استقالات قادة الجيش الإسرائيلي؟
  • امانة بغداد تستحدث مسارين جديدين لسريع محمد القاسم
  • أمانة بغداد تستحصل موافقة وزارة التخطيط لتوسعة خط المرور السريع محمد القاسم
  • خطاب ترامب.. أولويات الداخل وقضايا الخارج
  • إرتفاع عدد الضحايا السودانيين في دولة الجنوب إلى «16» قتيلاً
  • تقرير أممي: تحديات في إحصاء الفارين السودانيين إلى ليبيا
  • أسرة الشهيد طاهر تقدم قافلة لأبطال الجيش المرابطين في الجبهات
  • اللعب على كل الحبال